في سابقة هي الاولى من نوعها:الكاتب التونسي محمد علي بن رمضان يعتزل الكتابة لبلوغه سن التقاعد

غزة-دنيا الوطن

في سابقة هي الاولى من نوعها يتعزل كاتب عربي الكتابة لبلوغه سن التقاعد الوظيفي .

وقد نشر الكاتب التونسي محمد علي بن رمضان مقالا بدنيا الوطن بعنوان"لا تعتبوا علي كيف وضعت القلم "يعلن فيه اعتزاله وفيما يلي نص المقال:

"....في تقديري أن أي حياة عمرا و عملا لها فترة صلاحية بدنية و عقلية و أنه من الصواب أن يقر كل إنسان بالحس قبل النص بهذه الحقيقة و يعطيها واجبها و إحترامها ..." محمد حسنين هيكل نقلا عن القدس العربي بتاريخ 1.10.2003 ,و هذه الرؤية ومضاتها بانت لمحمد حسنين هيكل وهو في سن الثمانين !! , لكن أحد عقلاء إفريقيا ,أقر بها قبله و لم يترقب طلوع فوانيس المساء , ليوبولد سيدار سنغور , و الذي تنحى إختياريا في مثل هذه الفترة منذ26 سنة ,21 كانون الأول سنة 1980, و توفي في 20كانون الأول سنة 2001, حفاظا على سنة الحياة, كما كتبت العزيزة على قلوبنا و المبجلة ميسون كحيل, و كما تكرم سيد الصحافة العربية عبد الله عيسى مع العديد من الأخوات و الأخوة الأعزاء في تحويلي عن المغادرة, و رأوه خروجا مبكرا. كاد أن يكون قبل هذا التاريخ و بالتحديد في 26 نيسان 2004, حيث كتبت بالقدس العربي مقالا تحت عنوان ..".إنهم يقتلون الشيشان" ... , إشتدت الأزمة و الهوان و كنت على قاب قوسين من أخذ قرار بتكسير القلم , و لكن إسترجعت شجاعتي, و قلت العالم العربي و الإسلامي متهم بالغياب , و أنا بهكذا عمل لن أزيد إلا الطين بلة.... هذه النقطة بالذات, التقاعد عن عمر 60 سنة جعلتني و لمرة يتيمة في حياتي, أدخل خلوة , لأنتخب الزعيم الراحل فرنسوا ميتران الذي فاز في موجة وردية اللون10 مايو 1981 كرئيس لفرنسا , كهاته التي تشهدها أمريكا الجنوبية هذه الأيام . دخلت الخلوة لأول مرة في حياتي من أجل ثلاثة نقاط هامة ألغاء عقوبة الإعدام البربرية, خفض ساعات العمل أسبوعيا إلى 35 ساعة, جعل سن التقاعد ممكن الكل من أصبح عمره 60 عاما , فكيف أتراجع الآن عن معتقداتي و أنا الإشتراكي الديمقراطي حتى النخاع .نعم مازلت جسدا و فكرا كماعلقتم مشكورين و هذا فخر لي , قادرا على الكتابة , و ليس من حقي وضع القلم مهما تكن الأسباب , و الكاتب ليس موظفا, أو عاملا, بمنجم, يذهب إلى التقاعد ,لكن ومض الإعتزا ل سرى في خاطري, أولا : لإن الكتابات أصبحت مجوفة من معناها, فنحن أمام من يفهم كتابات من نوع آخر, أنتم أمام عدو لا تنفع معه إلا العصا أو من إستأثروا بالسلطة بأغلبية مزيفة و لا ينفع معهم إلا الإعتصام المفتوح و النزول إلى الشوارع , عندئذ يتذكرون كتاباتنا و الحوار ,الكتابات لا توجه إلى الوحوش بل إلى الأدميين, و ما كان ينطق وزير الدفاع الأمريكي و يقر بالفشل إلا عندما قرأ مقالات تحملها رؤوس صواريخ, و أحزمة ناسفة بالجملة لا بالتفصيل و لا تتحرك الزعامات إلا خوفا من الشارع ;, و بما أننا محكومون بقوانين الصحافة, ردنا لا يستطيع أن يكون في حجم إعتدآءاتهم سواء من رؤساء القبائل العربية أو من عدو صهيوني يلقي بأبشع أنواع الأسلحة ضد أهلنا في فلسطين , يطلقون النار على أقدام أطفالنا بسلاح سام لا ينفع معه إلا البتر, يسمى LCD, Low Collateral Dammage و سلاح آخر لا يقتل و لكن يخلف مرض السرطان يسمى

Dense Inert Metal explosive(DIME)..

و كتب جيمس بروكس مقالا بعنوان Us and Israel Targetting DNA in Gaza

"الولايات المتحدة و إسرائيل يستهدفون البصمات الجينية في غزة . لتبقى أجيالا و أجيالا مشوهة."

ثانيا :عندما رأيت نذير إنفجار الشابات و الشبان, يقطع طريقهم صعاليك و مسامير أكلها الصدأ من عملة البروباغندا شبه الغوبلزية, لأطروحات عبدة الكراسي, ظنا منهم أنها المتراس ليدافعوا به عن مصالح ضيقة , و تجنب أسيادهم المحاسبة , رافضة إحترام..... إن الشعوب لجديرة برؤساء و كتاب و صحافيين لا يجثمون على صدر الشباب مدى الحياة.... , ألا تلاحظون مثلي, بارونات الصحافة الختيارة , و الذين منحوهم التغطية , يريدوننا الإنسياق إلى صراع مع الشباب ,مع المستقبل, ليس مستقبل سعد الحريري أطمئنكم,يريدوننا الإرتطام بتيار المدرسة الواقعية في السياسة و لا تغيير الواقع المسلط علينا إلا بواقعية رد مزلزل, و لكم مثالا حيا سيد المقاومة, و إسماعيل هنية, و خالد مشعل, و ليس لأني لست من تيارهم أغطي عين الشمس بالغربال. دلوني على رئيس قبيلة عربية تخطى الستين قادرا على مثل هذا الصمود. الواقعية قلتم !! ما هذه التهمة الشنيعة ? التي يتلذذ بها الخبثاء أعداء الوضوح الأخلاقي. و لأني لا أؤمن بالصدفة في القول السياسي , و كاتب صحفي يحاسب على كل ما يقوله , و يفسره ,و يحلله سياسيا ,على ضوء ما له, كيف نفسر أحد تعليقات صحفي دخيل, ,يعمل مديرمكتب فضائية خليجية بلبنان, يعتبر أن سجن سمير جعجع أحد أمراء حرب 1976 في لبنان… أنه قضى 11 عاما مسجونا ظلما !!و الله هذا أكيد مايسترو !! وهو البرنامج الذي ظهر فيه الصحافي العظيم يوم الفاتح من رمضان المنصرم, و دم الشهيد رشيد كرامي أيها الصحافي ,الذي وضعوا له قنبلة تحت كرسي مروحية إنفجرت به فى السماء لا يستحق محاكمة دولية و قرار أممي أ و أنه ليس شهيد لبنان ; أو عندما تفتخر أبواق ببغاوات صحفية بربط التخلف و الطائفية بالحجاب !! فهذا تحليل غير بريء ,لأن الملتحفون بالسلطة ,لا يحق لهم إعطاء الشباب دروسا و هم في قلب الضباب, معبؤون و مشحونون كالبطاريات بضغائن و أحقاد ;و بروباغندا غوبلزية و يريدون غلق كل المنافذ و الضغط على الشباب لينفجر, و يتهم بأنه غير مؤهل و ليست له خبرة , بعدما رموا بأعواد ثقاب بينهم , عوض جعل التناوب سلسا , و سنة من سنن الحياة لا مفر منها , فالذين إمتطوا قطارا بدون وجهة محددة يقصدها ,هؤلاء هم كهنوت السياسة, و آخر من يحق لهم تلقين الشباب أصول عاهاتهم, لا نريد شبابا يقف في صف المدافعين عن حزب الوزراء, و رؤساء القبائل العربية من ملوك الكلام ,و حاملي المباخر, الذين إستبدوا برأيهم , فكانوا عن الصواب بعيدون بعد السماء عن الأرض, رغم جرعات المنشطات الملوكية و العسكرية التي حقنوا بها , يريدوننا أن نواجه المعارضين الشبان بإختلاق تعلات واهية , بكاسحات ألغام , أولا أنا ليست لي هذه الوسائل , و ثانيا لا أريد إمتلاكها ,و أخير وضع القلم لأمشي بشهامة أهل الريف و الله, و لا أخط سطرا واحدا على أعمدة"دنيا الوطن",جوهرة فلسطين يخالف قناعاتي . و لعل لهؤلاء الذين لا زالوا متمسكين بكل شئ في فكر الكتابة السياسية , رغم تخطيهم الستين هم الذين عليهم مراجعة حساباتهم, فلا نخلط بين الشاعر المعطاء بقريحة تنفجر بدون ميعاد و الأديب الذي يناقش و يحلل كتابات أدبية, و مع هذا الأعمال الأدبية أيضا ذات أعمار مثل البشر و بعضها لن يتقاعد بسهولة حتى و لو بقيت عانسا و الله أخوة العرب. . إن الكاتب الصحفي, ليس هذا الذي يحال على المعاش, فيأتي لتمضية الوقت , متناسيا ماضيه التعسفي ضدنا, نحن نعفو و لا ننسى. الصحافة السياسية تريد نفسا جديدا و شابات و شباب يحملون دما مناضلا, طاهرا, غير منافق .لهؤلاء الذين أكل عليهم الدهر و شرب و تمرغوا في وحل أي كان و لا زالوا يتعاطون بالكتابة السياسية و العمل السياسي أقول لو أنكم إطلعتم على دراسة قام بها باحثون من النرويج و السويد مفادها, ان خسارة الأسنان تعمل على تراجع الذاكرة, لمن تمسكوا بأقلام نسيت ماضيها ألستم في هذه الخانة ?, .الآن أخوة العرب جاء المساء, و أخذت الشمس تلقي وشاحها على حياتي الصحفية, و ثقتي في الشابات و الشباب, أنهم سيسقطون ستائر العظمة المزيفة لكل من يريد قطع الطريق عليهم و يستأثر بالمقعد و القلم السياسي , خاصة أولائك الذين حملوا ورائهم الهزيمة تلو الأخرى , أولائك الذين يقولون كلاما اليوم و يلحسونه في اليوم الموالي, حاملي حقائب أسيادهم. القراء, إما يحملوننا على الأكتاف و نغادر مرفوعي الرأس, أو نخرج من الباب الخلفي, فهم الوحيدون المخولون مطالبتنا بكشف حساب . أغادركم اليوم حاملا معي عنقودا من الأحزان , من جراء هؤلاء العسكرالمنافق, أو الذين غيروا البزة وزجوا بأخوة لنا في المزة و يريدون مزيدا من اللمعان بأسهل وسائل الثرثرة . فهم لا يملكون لا أداب المهنة و فنونها و تقبل الراي الآخر , و لا يمتلكون أي فقه , لا فقه العبارة و لا الأسلوب , برعوا في إلقاء التهم الجزاف و تلطيخ شرف الناس , و العربدة في شارع الصحافة بصياح الديكة, و كأنهم سيمنعون الصبح من الطلوع.

أنا أنصرف إختياريا لأني أحمل عقيدة ديمقراطية لا تتعايش مع الذين شيدوا صروحهم على الكذب و البهتان و أصبحوا يحاضرون علينا, كل من جامعة, إلتقطته من على بعض الأرصفة, تشبثوا بوهم أن تجاعيد شيخوختهم السياسية يمكن طمسها على حساب وهم التشبب , فالثابت الوحيد لديهم هو الماضي و زخرفته الموهومة في شكل كتابات لا تمت إلى ماضيهم الستاليني البولشفي بالمرة , و لا يمكن إئتمانهم لا على القرار السياسي , و لا حتى على أسطر نزيهة ,صريحة, و إنتقاد ذاتي, ما هو رايكم في من يدعي أنه كاتب كويتي , لا فائدة في ذكر إسمه ,تفاديا لنشر عرضه" بضم العين"و عرضه"بفتح العين",فالتشهير ليس إختصاصنا, نحن ننتقد الفكرة التي تفتق عنها دماغ من يدعي أنه كاتب "...من أعظم فضائل الغربيين و بخاصة الأمريكان و التي لم نقتبسها فضيلة التواضع و الإقرار بالجهل !!" راجعوا مجلة العربي الكويتيةالعدد559, صفحة 28 , يونيو 2005 , و بدون تعليق البدون.... هل قرأتم مرة واحدة أن مسؤولا مدنيا أو عسكريا سابقا أتى ليقوم بنقده الذاتي هنا على أعمدة هذه الصحيفة ? كلهم ملائكة !!هل هناك من حرر الدار و إجتازخطوط النار ? .

أنا مواطن عربي و المواطنة تعني ولاء و إنتماء إلى الأمة العربية لا غير, و لا أعترف بالدويلات, و لأن خيارنا لا يحلو للأمريكان و مصاصة دماء الفلسطينيين حمالة الحطب كوندا ,نترك لها مواجهة الصناديد من شابات و شباب وقد حان اليوم الذي ستضع فيه إستقالتها أبشركم به ,أغادركم اليوم لأن هذه الأمة تزخر بالشابات و الشبان ,قادرون على مواصلة أهداف مسيرة, نحن فشلنا في تحقيق أهدافها , و لكن لم نخسر المسيرة رغم التراجع المخزي ; و نقر بذلك, تحرير فلسطين و الوحدة بمساوئها و محاسنها و لا حتى أزلنا تأشيرات دخولنا إلى الوطن العربي , هل معقول يرهن دخولنا بقرار قزم إداري يشرب الشاى على مدار الساعة بطعم العمالة ?هل معقول أهلنا يتعذبون على معبر رفح عالقون ممنوعون من المدواة و لا حتى تغيير ضمادة و الجار يتلذذ عذابنا و همه جندي أسير ? . الولايات المتحدة ليست أحسن منا و لا الإتحاد الأوروبي ولكن على الأقل السودان حذفت الفيزا للفلسطينيين ربما لتأخذهم في نزهة إلى دارفور ,هل نمى إلى علمكم أن قطا يصطاد لوجه الله ? . أغادركم اليوم لأنه لا أحد له حق القول لو غادرت ستتوقف الحياة و إلخ من الخزعبلات .أغادركم بعد 43 سنة من الكتابة الصحفية ,حيث لم تكن لنا هذه التكنلوجيا .أغادركم دون أن أهتز أو اتزعزع لأننا لا ننحني إلا لصاحب العزة, و أفتخر أنها المرة الوحيدة في حياتي لم تقع مساومتي أ و إبتزازي و لا إعمال المقص, كانت على أعمدة" دنيا الوطن", فنحن لم نطالب كما يتهمنا غيرنا أن نعرض الوزراء لمذبحة داخل مجلس الشعب أو النواب أو البرلمان أو مجلس الأمة و كل يسمي كما يحلو له, و لكن على الأقل المسائلة, لماذا تغيرون الدستور و البلد ليس في خطر ?, و ما قيمة هذا الدستور إن أصبحنا نغيره كالقميص كل يوم ?, طلبناهم الكف عن حمل المباخرلبوش أو آل فلان و آل علان لأنها ستحرق ملابسهم السياسية و تلوث البيئة .

آمل أن يتغير الحال لللاجئين الفلسطينيين ليعودوا إلى بيوتهم , و لو أن بعضنا يطلبه من اليابسة و أنا أطلبه من السماء..نحن لم نخبئ قناعاتنا السياسية و صور رجالاتها و راء صورة العذراء !!أو آيات قرآنية معلقة في إطار على الحائط. !!.

وداعا لقلم وديع و رهيب في آن, في وجه من يريدون رقصة الخنجر, أنا لا أريد الخروج من الباب الخلفي لدنيا الوطن , تحت هتافات يسقط الكاتب, أغادركم معززا مكرما , بتعليقات أخوات و إخوة أحسن من ألف نيشان .

أخوة العرب في هذا المساء, سقط مني القلم العادي , فأخذت كأحد نسور قرطاج قلما آخر, قلم الوداع , لأكتب ..لا تعتبوا علي, كيف وضعت القلم ?!! إني أستأذنكم الإنصراف.

التعليقات