مخطط سعودي اردني للتصدي لدولة القاعدة في الأنبار يتضمن إقامة دولة للفلسطينيين واستمالة الزعامات في المناطق السنية

غزة-دنيا الوطن
عودة المساعدات المالية السعودية للاردن مع مظاهر الكرم المرافقة تعزز القناعة بهوية الاصطفاف الجديد في المنطقة خصوصا وان عمان التي غادرها الكرم السعودي لفترة طويلة نسبيا شكرت الرياض علنا علي مساعداتها الاضافية، وكشفت علنا ايضا عن هذه المساعدات التي اقترنت بتوحد غير مسبوق في الموقف السياسي وصل الي مستوي تفويض عمان رسميا بالتحدث باسم الرياض فيما يتعلق بملف عملية السلام والصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وتقديم ما نسبته 300 مليون دولار سعودي كمساعدة اضافية للاردن خلافا للمنحة النفطية المعتادة خطوة سياسية وبراغماتية بامتياز، فالاردن والمملكة العربية السعودية معا، وفي نفس الموقف والموقع في معركتين علي الاقل لا تقل الواحدة منهما اهمية عن الاخري وهما معركة الملف الايراني، واشارات الفتنة الطائفية في العراق ومعركة نفوذ تنظيم القاعدة في المنطقة السنية وحصريا في محافظة الانبار التي تشترك بالحدود الصحراوية مع المملكتين.
وللتحول السعودي ما يبرره علي ارض الواقع خصوصا وان الرياض اضافت عليه اتصالات وضغوط مارستها علي دول الخليج مثل الامارات والكويت لكي تقدم هي الاخري مساعدات ومنحا للاردن وهذا ما حصل مؤخرا، فالكويت تدخلت وقدمت دعما ماليا وكذلك الامارات وان كانت بعض الدول الخليجية لا ترغب في الاعلان عن ذلك بسبب حسابات داخلية تعود لها.
وبالفهم السعودي لازمة الاقليم الان اصبحت عمان رأس حربة في مواجهة المخاوف التي تطال الانظمة السنية العربية المعتدلة فعمان كانت اول من يتجرأ ويتحدث عن الهلال الشيعي، وعمان مشتركة علنا قبل السعودية مع قصة النفوذ الايراني المقلق في العراق، وعمان في مواجهة حاسمة وعلنية مع تنظيم القاعدة في المنطقة وتحديدا في العراق.
وفي المسألة الاخيرة تظهر عمان حزما شديدا فاعلامها لن يخفي وجود دور لها في اغتيال ابو مصعب الزرقاوي وسياسيوها لا يخفون المعلومات عن اتصالات ودور اردني عملي داخل الميدان في العراق ضد تنظيم القاعدة الذي يرد دوما علي جرعات الحضور الاردني في مناطق نفوذه وتحكمه ببيانات تهديد تطال الحكومة الاردنية وتطال رأس الدولة احيانا. ولم يعد سرا الحديث عن استراتيجية امنية اردنية وقائية في عمق الارض العراقية ما دام تنظيم القاعدة يورد او يحاول توريد المفجرين والانتحاريين الي الغرب من محافظة الانبار باتجاه الاردن.
ولم يعد سرا ان الرياض دعمت وتدعم اتصالات الاردن مع قبائل ووجهاء وتجمعات عراقية سنية دعمت اردنيا وسعوديا بهدف التصدي لتنظيم القاعدة الذي اعلن مؤخرا عن اقامة دولته الاسلامية في نطاق استراتيجية التمكين وهي اول مؤسسة دولة تعلنها القاعدة وسط الحضنين السعودي والاردني مما يشكل خطرا اساسيا علي الامن في البلدين، ومما يتطلب استراتيجية دفاع وقائية كشفت عنها عمان علنا فيما لم تفعل الرياض ذلك.
ومن هنا تبدو المعلومات منطقية عندما تتحدث عن اتصال اردني لوجستي مدعوم بمال سعودي داخل المناطق السنية في العراق بهدف التصدي لتنظيم القاعدة وتعزيز حضور بعض الزعامات العشائرية والجماعات المتناقضة او المتصادمة مع تنظيم القاعدة حسبما ورد في تقرير موسع علي شبكة الملف نت ، التي تتحدث عن تحرك سعودي اردني في عمق الاراضي العراقية المفتوحة علي البلدين في اطار استراتيجية وفلسفة الوقاية الامنية وهي استراتيجية قررت علي ارفع المستويات في مجلس الامن الوطني في كلا البلدين.
ولا يبدو صعبا القول بان مناورة السعودية الاخيرة المتمثلة بالتحدث عن استعداد الرياض لتقديم المال والسلاح لاهل السنة في السياق نفسه، فالعاصمتان اتفقتا وفي ارفع المستويات علي انهما في خندق امني واحد في ما يختص بمسألتين هما تنظيم القاعدة والفتنة الطائفية التي يحتمل ان تحرق ما حولها اذا ما تكرست بدايات الحرب الاهلية في العراق.
ولان المسائل جدية جدا وحازمة تشعر المؤسسة الاردنية ومعها السعودية بان سورية مصطفة في الاتجاه الخاطيء مما يفسر البرود والجمود في العلاقة بين المملكتين وبين دمشق، الامر الذي انعكس في طبيعة الخطاب الاردني الذي وجه للرئيس الامريكي جورج بوش عندما زار عمان مؤخرا، حيث سبقه بيومين الامير بندر المسؤول الامني الارفع في مجلس الامن الوطني السعودي.
واستراتيجية البلدين الوقائية تحدثت بلسان واحد مع الرئيس الامريكي فقد قيل له في عمان بان طهران ودمشق ينبغي ان لا يتم التفاوض معهما، في ما يخص الشأن العراقي وان المعالجة الحقيقية لما يحصل في العراق ولما يمكن ان يحصل مستقبلا في العراق والمنطقة تبدأ من الساحة الفلسطينية، وقيل له ايضا بان نجاح اي ترتيب في الاقليم غير ممكن بدون حصول التفاتة حقيقية للصراع مع اسرائيل وبدون انجاز عملية سلام.
ولانضاج هذه الرسائل الثنائية اظهر السعوديون اهتمامهم برفع الفيتو المفروض تاريخيا علي الاتصال مع الاسرائيليين اذا ما وضعت عملية السلام مجددا علي السكة واذا ما انتهي المشهد باقامة الدولة الفلسطينية وهي دولة برأي البلدين تعتبر المحطة الاهم في الاستراتيجية المضادة لدولة التمكين عند تنظيم القاعدة في نسختها العراقية، خصوصا وان ادبيات القاعدة المتعلقة باستراتيجية التمكين بعد اقامة دولـة اسلامية في الانبار تنص صراحة علي الانتقال بعد انجاز التمكين الي المناطق الاخري والمناطق المرشحة هنا هي بالضرورة الاردن والسعودية لان الاتجاهات الاخري داخل العراق محصورة في النفوذ الشيعي والايراني.
ويبدو في السياق ان اهتمام عمان والرياض سابقا بخطف دمشق من الحضن الايراني لم ينته بنتائج مثمرة مما يفسر الغلاظة والمكاشفة في التحدث عن دور سورية السلبي وفي المطالبة بعدم اقامة خط تفاوضي مع السوريين في ما يخص الملف العراقي قبل انجاز صفقة سياسية متكاملة معهم تتضمن لبنان والعلاقات مع ايران وحركة حماس.
اذا وفي الاستخلاص الختامي يمكن القول بان عودة مظاهر الكرم السعودية وان كانت خطوة مشكورة في كل الاحوال لها علاقة مباشرة في استراتيجية امنية وقائية في المملكتين تحاول التصدي في الوقت المناسب لدولة الانبار المعلنة عبر بيانات القاعدة وهي دولة محاذية وملاصقة لحدود البلدين في الواقع مما يضاعف من القلق الامني ومما يفسر مبررات اولا: العمليات الامنية الاردنية التي اعلن عنها داخل حدود العراق مثل اعتقال زياد الكربولي عضو القاعدة، ثانيا التسريب السعودي الحساس علي شكل رسالة تحذير بدعم السنة اذا نشطت ايران الحرب الاهلية الطائفية، ومما يفسر ثالثا استعداد السعودية لصفقة تاريخية تتضمن تنازلات حقيقية في ما يختص بالعلاقات مع اسرائيل اذا ما انجزت دولة الفلسطينين.
*القدس العربي
عودة المساعدات المالية السعودية للاردن مع مظاهر الكرم المرافقة تعزز القناعة بهوية الاصطفاف الجديد في المنطقة خصوصا وان عمان التي غادرها الكرم السعودي لفترة طويلة نسبيا شكرت الرياض علنا علي مساعداتها الاضافية، وكشفت علنا ايضا عن هذه المساعدات التي اقترنت بتوحد غير مسبوق في الموقف السياسي وصل الي مستوي تفويض عمان رسميا بالتحدث باسم الرياض فيما يتعلق بملف عملية السلام والصراع العربي ـ الاسرائيلي.
وتقديم ما نسبته 300 مليون دولار سعودي كمساعدة اضافية للاردن خلافا للمنحة النفطية المعتادة خطوة سياسية وبراغماتية بامتياز، فالاردن والمملكة العربية السعودية معا، وفي نفس الموقف والموقع في معركتين علي الاقل لا تقل الواحدة منهما اهمية عن الاخري وهما معركة الملف الايراني، واشارات الفتنة الطائفية في العراق ومعركة نفوذ تنظيم القاعدة في المنطقة السنية وحصريا في محافظة الانبار التي تشترك بالحدود الصحراوية مع المملكتين.
وللتحول السعودي ما يبرره علي ارض الواقع خصوصا وان الرياض اضافت عليه اتصالات وضغوط مارستها علي دول الخليج مثل الامارات والكويت لكي تقدم هي الاخري مساعدات ومنحا للاردن وهذا ما حصل مؤخرا، فالكويت تدخلت وقدمت دعما ماليا وكذلك الامارات وان كانت بعض الدول الخليجية لا ترغب في الاعلان عن ذلك بسبب حسابات داخلية تعود لها.
وبالفهم السعودي لازمة الاقليم الان اصبحت عمان رأس حربة في مواجهة المخاوف التي تطال الانظمة السنية العربية المعتدلة فعمان كانت اول من يتجرأ ويتحدث عن الهلال الشيعي، وعمان مشتركة علنا قبل السعودية مع قصة النفوذ الايراني المقلق في العراق، وعمان في مواجهة حاسمة وعلنية مع تنظيم القاعدة في المنطقة وتحديدا في العراق.
وفي المسألة الاخيرة تظهر عمان حزما شديدا فاعلامها لن يخفي وجود دور لها في اغتيال ابو مصعب الزرقاوي وسياسيوها لا يخفون المعلومات عن اتصالات ودور اردني عملي داخل الميدان في العراق ضد تنظيم القاعدة الذي يرد دوما علي جرعات الحضور الاردني في مناطق نفوذه وتحكمه ببيانات تهديد تطال الحكومة الاردنية وتطال رأس الدولة احيانا. ولم يعد سرا الحديث عن استراتيجية امنية اردنية وقائية في عمق الارض العراقية ما دام تنظيم القاعدة يورد او يحاول توريد المفجرين والانتحاريين الي الغرب من محافظة الانبار باتجاه الاردن.
ولم يعد سرا ان الرياض دعمت وتدعم اتصالات الاردن مع قبائل ووجهاء وتجمعات عراقية سنية دعمت اردنيا وسعوديا بهدف التصدي لتنظيم القاعدة الذي اعلن مؤخرا عن اقامة دولته الاسلامية في نطاق استراتيجية التمكين وهي اول مؤسسة دولة تعلنها القاعدة وسط الحضنين السعودي والاردني مما يشكل خطرا اساسيا علي الامن في البلدين، ومما يتطلب استراتيجية دفاع وقائية كشفت عنها عمان علنا فيما لم تفعل الرياض ذلك.
ومن هنا تبدو المعلومات منطقية عندما تتحدث عن اتصال اردني لوجستي مدعوم بمال سعودي داخل المناطق السنية في العراق بهدف التصدي لتنظيم القاعدة وتعزيز حضور بعض الزعامات العشائرية والجماعات المتناقضة او المتصادمة مع تنظيم القاعدة حسبما ورد في تقرير موسع علي شبكة الملف نت ، التي تتحدث عن تحرك سعودي اردني في عمق الاراضي العراقية المفتوحة علي البلدين في اطار استراتيجية وفلسفة الوقاية الامنية وهي استراتيجية قررت علي ارفع المستويات في مجلس الامن الوطني في كلا البلدين.
ولا يبدو صعبا القول بان مناورة السعودية الاخيرة المتمثلة بالتحدث عن استعداد الرياض لتقديم المال والسلاح لاهل السنة في السياق نفسه، فالعاصمتان اتفقتا وفي ارفع المستويات علي انهما في خندق امني واحد في ما يختص بمسألتين هما تنظيم القاعدة والفتنة الطائفية التي يحتمل ان تحرق ما حولها اذا ما تكرست بدايات الحرب الاهلية في العراق.
ولان المسائل جدية جدا وحازمة تشعر المؤسسة الاردنية ومعها السعودية بان سورية مصطفة في الاتجاه الخاطيء مما يفسر البرود والجمود في العلاقة بين المملكتين وبين دمشق، الامر الذي انعكس في طبيعة الخطاب الاردني الذي وجه للرئيس الامريكي جورج بوش عندما زار عمان مؤخرا، حيث سبقه بيومين الامير بندر المسؤول الامني الارفع في مجلس الامن الوطني السعودي.
واستراتيجية البلدين الوقائية تحدثت بلسان واحد مع الرئيس الامريكي فقد قيل له في عمان بان طهران ودمشق ينبغي ان لا يتم التفاوض معهما، في ما يخص الشأن العراقي وان المعالجة الحقيقية لما يحصل في العراق ولما يمكن ان يحصل مستقبلا في العراق والمنطقة تبدأ من الساحة الفلسطينية، وقيل له ايضا بان نجاح اي ترتيب في الاقليم غير ممكن بدون حصول التفاتة حقيقية للصراع مع اسرائيل وبدون انجاز عملية سلام.
ولانضاج هذه الرسائل الثنائية اظهر السعوديون اهتمامهم برفع الفيتو المفروض تاريخيا علي الاتصال مع الاسرائيليين اذا ما وضعت عملية السلام مجددا علي السكة واذا ما انتهي المشهد باقامة الدولة الفلسطينية وهي دولة برأي البلدين تعتبر المحطة الاهم في الاستراتيجية المضادة لدولة التمكين عند تنظيم القاعدة في نسختها العراقية، خصوصا وان ادبيات القاعدة المتعلقة باستراتيجية التمكين بعد اقامة دولـة اسلامية في الانبار تنص صراحة علي الانتقال بعد انجاز التمكين الي المناطق الاخري والمناطق المرشحة هنا هي بالضرورة الاردن والسعودية لان الاتجاهات الاخري داخل العراق محصورة في النفوذ الشيعي والايراني.
ويبدو في السياق ان اهتمام عمان والرياض سابقا بخطف دمشق من الحضن الايراني لم ينته بنتائج مثمرة مما يفسر الغلاظة والمكاشفة في التحدث عن دور سورية السلبي وفي المطالبة بعدم اقامة خط تفاوضي مع السوريين في ما يخص الملف العراقي قبل انجاز صفقة سياسية متكاملة معهم تتضمن لبنان والعلاقات مع ايران وحركة حماس.
اذا وفي الاستخلاص الختامي يمكن القول بان عودة مظاهر الكرم السعودية وان كانت خطوة مشكورة في كل الاحوال لها علاقة مباشرة في استراتيجية امنية وقائية في المملكتين تحاول التصدي في الوقت المناسب لدولة الانبار المعلنة عبر بيانات القاعدة وهي دولة محاذية وملاصقة لحدود البلدين في الواقع مما يضاعف من القلق الامني ومما يفسر مبررات اولا: العمليات الامنية الاردنية التي اعلن عنها داخل حدود العراق مثل اعتقال زياد الكربولي عضو القاعدة، ثانيا التسريب السعودي الحساس علي شكل رسالة تحذير بدعم السنة اذا نشطت ايران الحرب الاهلية الطائفية، ومما يفسر ثالثا استعداد السعودية لصفقة تاريخية تتضمن تنازلات حقيقية في ما يختص بالعلاقات مع اسرائيل اذا ما انجزت دولة الفلسطينين.
*القدس العربي
التعليقات