محاولة في تأريخ المخابرات الفلسطينية(الجزء الثاني) بقلم اللواء نزار عمار

مقدمة
استعرضنا في الجزء الأول من "محاولة في تأريخ المخابرات الفلسطينية والرصد المركزي" منذ الانطلاقة في العام 1965 وحتى العام 1993, قبيل الوصول إلي الوطن, ورغم ردود الفعل الإيجابية على "العرض" الذي تم بعجالة شديدة, وانحصر البحث في تاريخ الرصد المركزي والأمن الموحد, إلا أن العديد من الأخوة" الأمنيين" اعترضوا على هذا التخصيص والتحديد, وطلبوا منى استكمال الدراسة وتناول تأريخ الأجهزة الأخرى للمخابرات, بعرض نشأة وتطور جهاز الأمن المركزي(الأمن والمعلومات) الذي تولى قيادته الأخ هايل عبد الحميد(أبو الهول) وكذلك الرصد العسكري الذي تولى تأسيسه أخي القدير زكريا عبد الرحيم(مجدي- أبو يحيى) وجهاز ال17-أمن الرئاسة العتيد بقيادة أبو حسن سلامة ومن بعده الأخ أبو الطيب. لما احتوت هذه الأجهزة من رموز مناضلة, وجهود أمنية بارزة, ساهمت في تعزيز الأمن الفلسطيني في مراحل حركية هامة, ومفاصل أساسية في نضال ثورتنا الفلسطينية, وما زلت أؤكد أنها"محاولة" وعرض عاجل في تأريخ المخابرات الفلسطينية, غير مستوفى كافة التفاصيل والوقائع التي تحتاج إلي دراسة معمقة وتحليل دقيق ووقائع محددة قد تحتاج إلي سنوات في الإعداد, خاصة وان العديد من الرموز قد استشهدت وما تبقى تناثر في الوطن والشتات.
الوحدة الخاصة
في الأعوام ما بين 1968 ومنتصف 1969,تشكلت وحدة فلسطينية أمنية, قادها هايل عبد الحميد , وتولى التوجيه والإشراف عليها زكريا بعلوشة بالتعاون مع المخابرات العامة في مصر, والتي كان لديها توجيه رئاسي بتقديم كل العون والمساعدة والمساندة للمقاومة الفلسطينية, وكانت المجموعة المصرية التي أفرزت للتعاون, تتمتع بالكفاءة العالية وعملت مع الوحدة الفلسطينية بكل تفانى وتضحية وشجاعة عالية و قامت بتدريب الوحدة الفلسطينية على أعمال الاستطلاع وجمع المعلومات السرية و وغيرها من مبادئ الأمن, وفى غضون شهور تشكلت 16 خلية (محطة) استطلاعية أمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة, قاد بعضها مصطفى الجريدلى وحسن البواب(اعتقلتهما إسرائيل فيما بعد) وتطور عمل هذه الوحدة من جمع المعلومات إلي المساهمة في العمليات الفدائية كعملية"مسعد" التي استخدم فيها للمرة الأولى صواريخ(3,5)بوصة, حيث كان هدفها ضرب خطوط الأعداء, والحزام الثاني للدفاع عن ديمونا, وعملت الوحدة في فترة ما بالتعاون مع الرصد المركزي( أبو حسن سلامة) والقطاع الغربي(كمال عدوان).و أمدتهم بالسلاح ونقاط الانطلاق في مواقع متعددة في الضفة, وظلت هذه الوحدة تقوم بمهامها الأمنية, خاصة جمع المعلومات واستطلاع الأهداف لسنوات طويلة بسرية مطلقة وتكتم شديد.
جهاز الأمن والمعلومات:
نشأ جهاز الأمن والمعلومات, بعد الخروج من الأردن وبعد الانتقادات التي وجهت إلي الرصد, وضمن توازنات قيادية, حيث استدعى هايل عبد الحميد, الذي أصبح معتمداً لإقليم لبنان, ثم عضواً في اللجنة المركزية لتولى تأسيس هذا الجهاز, وكان قد سبقه أبو يوسف النجار, وحمد العايدى, وغازي الحسيني في تولى المهام الأمنية, وقام هايل عبد الحميد بتشكيل جهازه من هانى الحسن الذي تولى مهام الأمن السياسي, وبذل جهداً أمنياً رائعاً في إمداد القيادة بمعلومات في غاية الأهمية, وضعتها في صورة المخططات التآمرية على الحركة والثورة, وشارك في قيادة الجهاز هوارى(وليد لبيب) الشاب النشط الذي تخصص في العلاقات مع أحزاب لبنانية أهمها القوميين السوريين وأقام علاقات متميزة مع بعض أجهزة المخابرات العربية, وأحمد أبو طير( أبو أنور) ومازن درويش وانضم إليهما زكريا بعلوشة. كانت قيادة أمنية نشطة و مخلصة ومتفانية عملت في مجالات الأمن المختلفة لحماية أمن الحركة من داخلها وفى الخارج وأقامت علاقات واسعة, واستشهد العديد منهم أبطال في ساحة العمل الأمني.
ثم أعيد تشكيل قيادة الجهاز, حيث أضيف نزار عمار ( الذي عمل لفترة قصيرة) وراجي النجمي(من الكوادر القيادية للتنظيم) وأحمد شنيورة(طارق أبو رجب) والبوارشى( النشط في الجامعات والقطاع الطلابي), ومريد الدجانى( أبو رجائي) القيادي البارز والمؤسس في الرصد المركزي, وبغضون السبعينات والثمانينات حقق هذا الجهاز إنجازات هامة في الحقل الأمني منها: حماية الحركة من الداخل" الاختراق", والعمل المضاد, واقامة العلاقات الأمنية عبر اللجان الأمنية المشتركة مع لبنان وسوريا والتنظيمات الفلسطينية وأيضاً مع الأجهزة الأمنية الأجنبية في إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبعض الدول الشرقية حيث جرى التعاون في مجال تبادل الخبرات والمعلومات إضافة إلى إنجازات هذا الجهاز في مجال مكافحة التجسس حيث كشف عن العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية. ويمكن ذكر مساهمته في الكشف عن محاولة لاغتيال الرئيس عرفات باستخدام السم من قبل الموساد وهى القضية التي عرفت باسم محاولة أبو السعيد (محمد سعيد الطيبى) الذي اعدم في بيروت كما يقول أحد قيادي هذا الجهاز.
ومن إنجازات هذا الجهاز, أنه أسس "مدرسة الأمن" بقيادة أبو أدهم"يوسف عطية" والتي قامت بتخريج دورات للعديد من الكوادر الأمنية ساهمت في البناء الأمني للحركة, كما قامت بتدريب كوادر أمنية عربية(لدول المغرب العربي) وأفريقيا ضمن اتفاقيات التعاون الأمني, وتدريب كوادر أمنية لحركات التحرر في العالم.
وساهم جهاز الأمن والمعلومات في حماية الثورة فترة الحرب اللبنانية و وتفوق في مجال جمع المعلومات وتحليلها خاصة عن الجانب الإسرائيلي ومخططاته.
وبذل الجهاز الجهود المضادة والمكثفة لحماية مكاتب م.ت.ف في الخارج, حيث قام بإدارة شبكة مندوبين له في غالبية السفارات الفلسطينية للحماية والأمن بالتعاون مع التنظيم الحركي في الأقاليم لقد تصدى جهاز الأمن والمعلومات طوال خمس سنوات لظاهرة تمرد أبو نضال البنا الذي استهدف تنظيمه العديد من كوادر الثورة في الخارج فقام الجهاز بملاحقة خلايا أبو نضال وتنظيمه واعتقال بعضهم ونشط الجهاز في تياره وآثاره للتحقيقات المركزية التي تولى مسئوليتها طلال أبو زيد وعمر صالح(أبو حميد) كما ساهم ناهض أبو رمضان(قصي) في دائرة النشاط العام وأمد الجهاز بخبرته وعلمه في مجال التحقيقات وكان لمجموعة صبرا بقيادة أبو صخر وأبناء الحلو مساهمته الشجاعة كقوة ضاربة تنفيذية, وبعد الخروج من لبنان إلى تونس كلف راجي النجمي بمتابعة القضايا الأمنية والتنظيمية في لبنان وذلك بتكليف من الجهاز والقيادة بكفاءة وشجاعة عالية, أما فترة التواجد في تونس فقد استمر الجهاز في جهده الأمني الدؤوب, فعمل على تشغيل محطات الأمن في الأقاليم الخارجية والتصدى لمجموعة المنشقين وتعزيز العلاقات مع الأجهزة الدولية وتشكلت قيادة جديدة للجهاز مكونة من احمد شنيورة" طارق أبو رجب" وراجي النجمي وزكريا بعلوشة ويحيى بسيسو "أبو على, وأحمد أبو طير(أبو أنور)وهوارى واضيف لهم لاحقاً مجيد الأغا ونزار عمار وأبو رجائي الدجانى وتم إلحاق كل من رياض الحنتولى"أبو ثائر" وزياد ضبان" أبو طارق" إلي قيادة الجهاز.
واستمر جهاز "الأمن والمعلومات" في نشاطه الدؤوب إلي ما بعد استشهاد قائده البطل هايل عبد الحميد في تونس 14/1/1991, نائبه وتولى طارق أبو رجب تسيير أعمال الجهاز وحتى الانتقال إلى أرض الوطن.
استعرضنا في الجزء الأول من "محاولة في تأريخ المخابرات الفلسطينية والرصد المركزي" منذ الانطلاقة في العام 1965 وحتى العام 1993, قبيل الوصول إلي الوطن, ورغم ردود الفعل الإيجابية على "العرض" الذي تم بعجالة شديدة, وانحصر البحث في تاريخ الرصد المركزي والأمن الموحد, إلا أن العديد من الأخوة" الأمنيين" اعترضوا على هذا التخصيص والتحديد, وطلبوا منى استكمال الدراسة وتناول تأريخ الأجهزة الأخرى للمخابرات, بعرض نشأة وتطور جهاز الأمن المركزي(الأمن والمعلومات) الذي تولى قيادته الأخ هايل عبد الحميد(أبو الهول) وكذلك الرصد العسكري الذي تولى تأسيسه أخي القدير زكريا عبد الرحيم(مجدي- أبو يحيى) وجهاز ال17-أمن الرئاسة العتيد بقيادة أبو حسن سلامة ومن بعده الأخ أبو الطيب. لما احتوت هذه الأجهزة من رموز مناضلة, وجهود أمنية بارزة, ساهمت في تعزيز الأمن الفلسطيني في مراحل حركية هامة, ومفاصل أساسية في نضال ثورتنا الفلسطينية, وما زلت أؤكد أنها"محاولة" وعرض عاجل في تأريخ المخابرات الفلسطينية, غير مستوفى كافة التفاصيل والوقائع التي تحتاج إلي دراسة معمقة وتحليل دقيق ووقائع محددة قد تحتاج إلي سنوات في الإعداد, خاصة وان العديد من الرموز قد استشهدت وما تبقى تناثر في الوطن والشتات.
الوحدة الخاصة
في الأعوام ما بين 1968 ومنتصف 1969,تشكلت وحدة فلسطينية أمنية, قادها هايل عبد الحميد , وتولى التوجيه والإشراف عليها زكريا بعلوشة بالتعاون مع المخابرات العامة في مصر, والتي كان لديها توجيه رئاسي بتقديم كل العون والمساعدة والمساندة للمقاومة الفلسطينية, وكانت المجموعة المصرية التي أفرزت للتعاون, تتمتع بالكفاءة العالية وعملت مع الوحدة الفلسطينية بكل تفانى وتضحية وشجاعة عالية و قامت بتدريب الوحدة الفلسطينية على أعمال الاستطلاع وجمع المعلومات السرية و وغيرها من مبادئ الأمن, وفى غضون شهور تشكلت 16 خلية (محطة) استطلاعية أمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة, قاد بعضها مصطفى الجريدلى وحسن البواب(اعتقلتهما إسرائيل فيما بعد) وتطور عمل هذه الوحدة من جمع المعلومات إلي المساهمة في العمليات الفدائية كعملية"مسعد" التي استخدم فيها للمرة الأولى صواريخ(3,5)بوصة, حيث كان هدفها ضرب خطوط الأعداء, والحزام الثاني للدفاع عن ديمونا, وعملت الوحدة في فترة ما بالتعاون مع الرصد المركزي( أبو حسن سلامة) والقطاع الغربي(كمال عدوان).و أمدتهم بالسلاح ونقاط الانطلاق في مواقع متعددة في الضفة, وظلت هذه الوحدة تقوم بمهامها الأمنية, خاصة جمع المعلومات واستطلاع الأهداف لسنوات طويلة بسرية مطلقة وتكتم شديد.
جهاز الأمن والمعلومات:
نشأ جهاز الأمن والمعلومات, بعد الخروج من الأردن وبعد الانتقادات التي وجهت إلي الرصد, وضمن توازنات قيادية, حيث استدعى هايل عبد الحميد, الذي أصبح معتمداً لإقليم لبنان, ثم عضواً في اللجنة المركزية لتولى تأسيس هذا الجهاز, وكان قد سبقه أبو يوسف النجار, وحمد العايدى, وغازي الحسيني في تولى المهام الأمنية, وقام هايل عبد الحميد بتشكيل جهازه من هانى الحسن الذي تولى مهام الأمن السياسي, وبذل جهداً أمنياً رائعاً في إمداد القيادة بمعلومات في غاية الأهمية, وضعتها في صورة المخططات التآمرية على الحركة والثورة, وشارك في قيادة الجهاز هوارى(وليد لبيب) الشاب النشط الذي تخصص في العلاقات مع أحزاب لبنانية أهمها القوميين السوريين وأقام علاقات متميزة مع بعض أجهزة المخابرات العربية, وأحمد أبو طير( أبو أنور) ومازن درويش وانضم إليهما زكريا بعلوشة. كانت قيادة أمنية نشطة و مخلصة ومتفانية عملت في مجالات الأمن المختلفة لحماية أمن الحركة من داخلها وفى الخارج وأقامت علاقات واسعة, واستشهد العديد منهم أبطال في ساحة العمل الأمني.
ثم أعيد تشكيل قيادة الجهاز, حيث أضيف نزار عمار ( الذي عمل لفترة قصيرة) وراجي النجمي(من الكوادر القيادية للتنظيم) وأحمد شنيورة(طارق أبو رجب) والبوارشى( النشط في الجامعات والقطاع الطلابي), ومريد الدجانى( أبو رجائي) القيادي البارز والمؤسس في الرصد المركزي, وبغضون السبعينات والثمانينات حقق هذا الجهاز إنجازات هامة في الحقل الأمني منها: حماية الحركة من الداخل" الاختراق", والعمل المضاد, واقامة العلاقات الأمنية عبر اللجان الأمنية المشتركة مع لبنان وسوريا والتنظيمات الفلسطينية وأيضاً مع الأجهزة الأمنية الأجنبية في إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبعض الدول الشرقية حيث جرى التعاون في مجال تبادل الخبرات والمعلومات إضافة إلى إنجازات هذا الجهاز في مجال مكافحة التجسس حيث كشف عن العديد من شبكات التجسس الإسرائيلية. ويمكن ذكر مساهمته في الكشف عن محاولة لاغتيال الرئيس عرفات باستخدام السم من قبل الموساد وهى القضية التي عرفت باسم محاولة أبو السعيد (محمد سعيد الطيبى) الذي اعدم في بيروت كما يقول أحد قيادي هذا الجهاز.
ومن إنجازات هذا الجهاز, أنه أسس "مدرسة الأمن" بقيادة أبو أدهم"يوسف عطية" والتي قامت بتخريج دورات للعديد من الكوادر الأمنية ساهمت في البناء الأمني للحركة, كما قامت بتدريب كوادر أمنية عربية(لدول المغرب العربي) وأفريقيا ضمن اتفاقيات التعاون الأمني, وتدريب كوادر أمنية لحركات التحرر في العالم.
وساهم جهاز الأمن والمعلومات في حماية الثورة فترة الحرب اللبنانية و وتفوق في مجال جمع المعلومات وتحليلها خاصة عن الجانب الإسرائيلي ومخططاته.
وبذل الجهاز الجهود المضادة والمكثفة لحماية مكاتب م.ت.ف في الخارج, حيث قام بإدارة شبكة مندوبين له في غالبية السفارات الفلسطينية للحماية والأمن بالتعاون مع التنظيم الحركي في الأقاليم لقد تصدى جهاز الأمن والمعلومات طوال خمس سنوات لظاهرة تمرد أبو نضال البنا الذي استهدف تنظيمه العديد من كوادر الثورة في الخارج فقام الجهاز بملاحقة خلايا أبو نضال وتنظيمه واعتقال بعضهم ونشط الجهاز في تياره وآثاره للتحقيقات المركزية التي تولى مسئوليتها طلال أبو زيد وعمر صالح(أبو حميد) كما ساهم ناهض أبو رمضان(قصي) في دائرة النشاط العام وأمد الجهاز بخبرته وعلمه في مجال التحقيقات وكان لمجموعة صبرا بقيادة أبو صخر وأبناء الحلو مساهمته الشجاعة كقوة ضاربة تنفيذية, وبعد الخروج من لبنان إلى تونس كلف راجي النجمي بمتابعة القضايا الأمنية والتنظيمية في لبنان وذلك بتكليف من الجهاز والقيادة بكفاءة وشجاعة عالية, أما فترة التواجد في تونس فقد استمر الجهاز في جهده الأمني الدؤوب, فعمل على تشغيل محطات الأمن في الأقاليم الخارجية والتصدى لمجموعة المنشقين وتعزيز العلاقات مع الأجهزة الدولية وتشكلت قيادة جديدة للجهاز مكونة من احمد شنيورة" طارق أبو رجب" وراجي النجمي وزكريا بعلوشة ويحيى بسيسو "أبو على, وأحمد أبو طير(أبو أنور)وهوارى واضيف لهم لاحقاً مجيد الأغا ونزار عمار وأبو رجائي الدجانى وتم إلحاق كل من رياض الحنتولى"أبو ثائر" وزياد ضبان" أبو طارق" إلي قيادة الجهاز.
واستمر جهاز "الأمن والمعلومات" في نشاطه الدؤوب إلي ما بعد استشهاد قائده البطل هايل عبد الحميد في تونس 14/1/1991, نائبه وتولى طارق أبو رجب تسيير أعمال الجهاز وحتى الانتقال إلى أرض الوطن.
التعليقات