بطل ام بي سي يبلع الزجاج والوزير يستعدي نصف شعبه

بطل ام بي سي يبلع الزجاج والوزير يستعدي نصف شعبه
زهرة مرعي
كأنه قدر أقنية التلفزيون اللبنانية أن تبقي في نقل مباشر لجرائم الإغتيال السياسي الذي أصبح كالخبز اليومي في حياتنا. فجأة تتحول الحياة عن مجراها العادي لتنتقل إلي ساحة إختارها أعداء الوطن لوضع حد لحياة رجل سياسة وقعت عليه قرعة الموت الذي يستهدف الوطن ووحدته أولاً وأخيراً. تنقل الشاشات ما يصيب المشاهد بالصدمة والتساؤل. تنقل غضب الناس وردات فعلهم. لحظات سريعة تمر تكون خلالها أقنية التلفزيون المحلية ومعها الأقنية العربية الإخبارية قد وجدت مادتها الدسمة في الساحة اللبنانية المشرذمة. من صورة منقولة من مكان الحدث وتفاعل الجمهور معه، إلي محلل سياسي أو أمني يتم إستحضاره إلي الإستديو علي عجل، أو محادثته علي الهاتف، ترتفع لغة توجيه الإتهامات، ومعها يغرق لبنان أكثر وأكثر في الإنقسام.
هؤلاء السياسيون والمحللون الذين يبثون سمومهم في كل الإتجاهات، يبدون وكأنهم في حال إنتظار دائم للحظة سيلان الدماء التي تتيح لهم الإطلالة علينا ممعنين تمزيقاً في جروحنا الوطنية. ومسترسلين في إيذاء ما تبقي لنا من إيمان وأمل بأننا سنعود يوماً شعباً متكاتفاً بمواجهة الأخطار.
أقنية لبنانية وأخري عربية تجعلنا (نهشل) من محلليها الذين يتميزون بالجهل في كثير من الأحيان، والحقد في أحيان أخري، وإن دلنا جهاز التحكم عن بعد إلي قناة Animaux فليس لنا سوي رؤية الحيوانات غير الناطقة تتطاحن بقرونها وأنيابها وليس بالرصاص أو المتفجرات. إنه صراع وجود أيضاً، لكن ربما تكون شرائع الغاب أرقي من شرائعنا. ربما يفهم أهل الغابة بأن عدواً يتربص بهم فيتضامنون. فهل نفهم نحن اللبنانيين بأن هناك من يمارس هواية القتل علينا ليصل بنا إلي مالا تحمد عقباه، ومن ثم يتفرج علينا من علٍ فرحاً بتقاتلنا.
ورود بالحجاب
غلطة الشاطر بألف، هكذا يمكن وصف تصريح وزير الثقافة المصري الدكتور فاروق حسني للحجاب بأنه مظهر تخلف. وزير ثقافة أبدي وفنان يفترض أن تكون لديه توقعات ورؤية لكل كلمة ينطق بها، تمكن في لحظة نعجز عن وصفها من نطق كلمة أثارت بوجهه أكثر من نصف الشعب المصري.
بالأمس نقل برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم مشهداً للمتظاهرات بالحجاب في جامعة القاهرة. فتيات بالعشرات يحملن اليافطات التي تدافع عن حجابهن وتدين من يعترض عليه. ليس هذا وحسب بل أن الكاميرات والميكرفونات إستضافت الطالبات لتسأل إحداهن وزير الثقافة إن كانت تصنف متخلفة وهي تدرس الطب؟ ولترد عليه أخري بأن الفتيات ورود في الحجاب وليس من دونه.
غلطة الشاطر هذه ستكون لها فصولها المتلفزة ولن تقف عند حدود، إذ لا يعقل من وزير أن يستعدي أكثر من نصف شعبه، في زمن يزداد فيه إنتشار الحجاب، ويزداد فساد الحاكمين علي إمتداد الوطن العربي، كما ويتنامي الفقر وتزدهر البطالة.
بالريش وبدونه!
دائماً يطالعنا برنامج آدم علي قناة أم بي سي بمفاجآت سواء في طرحه لبعض العناوين الجريئة، أو في إستقباله لبعض الضيوف المميزين. لكن إستضافته الأخيرة لشاب يملك قوي خارقة، لم تكن من المفاجآت السارة أو الجريئة أو المفيدة، بل من المشاهد المؤلمة. الضيف هو الكابتن محمد الخولي إبن ال 22 عاماً، إكتشف قدراته الخارقة في عمر الـ14 سنة.
وعلي الهواء مباشرة كان مقدمي برنامج آدم يعدون العدة للإحتياجات التي طلبها محمد الخولي لممارسة قدراته الخارقة، منها الزجاج والسكين، والإبرة والخيط وأهمها كان الجمر الذي عمل أيمن أحد مقدمي البرنامج علي إذكاء النار فيه كي يبقي ملتهباً للحظة الحاسمة.
محمد يجرش زجاج الكوب قطعة قطعة. نسمع صوت الزجاج يطحن في فكيه ولا نري دماً يسيل من فمه. أيمن يتألم من الداخل ويدير وجهه عن المشهد القاسي ومن ثم يقدم لضيفه كوب الماء ليتمكن من بلع طعامه الشهي. مشهد آخر يبدأ مع تقديم الإبرة والخيط الطويل فنعرف سلفاً أن بطل الفقرة سيغرس هذه الإبرة ويستخرج ذلك الخيط من مكان آخر في جسده. وإذا بمحمد يختار خده ليمارس ضده هذا الفعل الشنيع. يفعل ويكرر الفعل أكثر من مرة. ونحن كمشاهدين نزداد تقززاً، ونشعر بالألم ينغرس في حنايا قلوبنا. والحمدلله أننا لم نشاهد الدم يسيل.
يأتي دور الزلط، يتناوله محمد بالملعقة ويفتته كما نتناول نحن الحلوي اللذيذة. بهدوء يتابع مهمته وكأنه يمتلك بين فكيه كسارة حجارة. محمد تعامل مع الزلط كما نتعامل نحن مع الأرز.
أمام ناظرينا تنتصب فرخة منتوفة الريش يتعامل معها محمد بالسكين، ومن ثم يبدأ بقضمها نيئة. ولا يغيب عن باله إبلاغنا بأنه كان سابقاً يقطع رقبة الدجاجة ومن ثم يأكلها بريشها. محمد حالياً خطا إلي الأمام في أفعاله الحضارية صار يأكل الفراخ نيئاً وخالياً من الريش. وهو بالطبع مشكور علي تطوره.
مارس محمد الكثير من قدراته الخارقة التي أقنعنا بها وصولاً إلي جرش الجمر ملتهباً وأيمن يتابعه محدثاً دلع نفسك ربنا يخليك . ربما يكون مشهد تناول الجمر أقل وقعاً علي نفوسنا من جرش الزجاج وخياطة الخد، وفي كل الأحوال هي مشاهد ليس مستحباً أن يتابعها الأطفال واليافعين لأنها مؤذية لأرواحهم ونفوسهم. كما أن خطورتها تكمن في أن يجرب هؤلاء الأمر نفسه فيقعون في المحظور.
مشاهد إستوعبناها لكننا كنا بحاجة لمن يقول لنا علمياً من أين أتت هذه القوة لمحمد؟ ولسنا ندري لماذا تركنا برنامج آدم نغوص في حيرتنا وتساؤلاتنا.
أما الختام فكان بقول أيمن لضيفه نورتنا، وهذا ما لم نشعر به أبداً، خوفتنا، وهذه كانت حقيقة واقعة، هلكتنا، وهي عبارة كنا نفضل أن تكون قززتنا .
حركة بركات البهلوانية
برنامج أول مرة من قناة روتانا الي موسيقي الذي يعرض الفيديو كليب المصور لأول مرة قبل أن يتحول إلي عرض شبه دائم علي القناة نفسها طالعنا هذا الأسبوع بشريط مصور لأغنية دقة قلبي للفنانة كارول صقر. الأغنية من ألحان الموسيقار ملحم بركات، وهي بالطبع نعمة تنالها من فنان يتمني كافة المغنين الحصول علي لحن منه. الأغنية جميلة، لطيفة، شرقية ومعبرة. لكن شئنا أم أبينا كنا في مقارنة إجبارية بينها وبين أغنية إعتزلت الغرام للسيدة ماجدة الرومي. وهذه المقارنة قادتنا إلي حصيلة تفيد بأن الفرق شاسع بين هذه وتلك. نجاح الأغنية الأولي المدوي كان يفترض بملحم بركات أن يقدم جديداً في المستوي نفسه، لكنه لم يفعل.
الأمر الآخر الملفت جداً أن ملحم بركات حاول التعويض علي ما يبدو بحضوره الشخصي في الفيديو كليب وهذا ما يفعله ربما للمرة الأولي إذا لم نكن علي خطأ. هذا الحضور لم يكن فنياً بقدر ما كان يشبه الحركة البهلوانية التي لم نستسيغها. بل كنا نفضل حضوراً غنائياً داعماً لكارول صقر في إطلالتها الفنية الجديدة باللغة العربية، وليس حضوراً تمثيلياً يعبر عن مزاج الموسيقار المتقلب والإنفعالي أحياناً.
مراسلة القدس العربي الفنية في بيروت
[email protected]
زهرة مرعي
كأنه قدر أقنية التلفزيون اللبنانية أن تبقي في نقل مباشر لجرائم الإغتيال السياسي الذي أصبح كالخبز اليومي في حياتنا. فجأة تتحول الحياة عن مجراها العادي لتنتقل إلي ساحة إختارها أعداء الوطن لوضع حد لحياة رجل سياسة وقعت عليه قرعة الموت الذي يستهدف الوطن ووحدته أولاً وأخيراً. تنقل الشاشات ما يصيب المشاهد بالصدمة والتساؤل. تنقل غضب الناس وردات فعلهم. لحظات سريعة تمر تكون خلالها أقنية التلفزيون المحلية ومعها الأقنية العربية الإخبارية قد وجدت مادتها الدسمة في الساحة اللبنانية المشرذمة. من صورة منقولة من مكان الحدث وتفاعل الجمهور معه، إلي محلل سياسي أو أمني يتم إستحضاره إلي الإستديو علي عجل، أو محادثته علي الهاتف، ترتفع لغة توجيه الإتهامات، ومعها يغرق لبنان أكثر وأكثر في الإنقسام.
هؤلاء السياسيون والمحللون الذين يبثون سمومهم في كل الإتجاهات، يبدون وكأنهم في حال إنتظار دائم للحظة سيلان الدماء التي تتيح لهم الإطلالة علينا ممعنين تمزيقاً في جروحنا الوطنية. ومسترسلين في إيذاء ما تبقي لنا من إيمان وأمل بأننا سنعود يوماً شعباً متكاتفاً بمواجهة الأخطار.
أقنية لبنانية وأخري عربية تجعلنا (نهشل) من محلليها الذين يتميزون بالجهل في كثير من الأحيان، والحقد في أحيان أخري، وإن دلنا جهاز التحكم عن بعد إلي قناة Animaux فليس لنا سوي رؤية الحيوانات غير الناطقة تتطاحن بقرونها وأنيابها وليس بالرصاص أو المتفجرات. إنه صراع وجود أيضاً، لكن ربما تكون شرائع الغاب أرقي من شرائعنا. ربما يفهم أهل الغابة بأن عدواً يتربص بهم فيتضامنون. فهل نفهم نحن اللبنانيين بأن هناك من يمارس هواية القتل علينا ليصل بنا إلي مالا تحمد عقباه، ومن ثم يتفرج علينا من علٍ فرحاً بتقاتلنا.
ورود بالحجاب
غلطة الشاطر بألف، هكذا يمكن وصف تصريح وزير الثقافة المصري الدكتور فاروق حسني للحجاب بأنه مظهر تخلف. وزير ثقافة أبدي وفنان يفترض أن تكون لديه توقعات ورؤية لكل كلمة ينطق بها، تمكن في لحظة نعجز عن وصفها من نطق كلمة أثارت بوجهه أكثر من نصف الشعب المصري.
بالأمس نقل برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم مشهداً للمتظاهرات بالحجاب في جامعة القاهرة. فتيات بالعشرات يحملن اليافطات التي تدافع عن حجابهن وتدين من يعترض عليه. ليس هذا وحسب بل أن الكاميرات والميكرفونات إستضافت الطالبات لتسأل إحداهن وزير الثقافة إن كانت تصنف متخلفة وهي تدرس الطب؟ ولترد عليه أخري بأن الفتيات ورود في الحجاب وليس من دونه.
غلطة الشاطر هذه ستكون لها فصولها المتلفزة ولن تقف عند حدود، إذ لا يعقل من وزير أن يستعدي أكثر من نصف شعبه، في زمن يزداد فيه إنتشار الحجاب، ويزداد فساد الحاكمين علي إمتداد الوطن العربي، كما ويتنامي الفقر وتزدهر البطالة.
بالريش وبدونه!
دائماً يطالعنا برنامج آدم علي قناة أم بي سي بمفاجآت سواء في طرحه لبعض العناوين الجريئة، أو في إستقباله لبعض الضيوف المميزين. لكن إستضافته الأخيرة لشاب يملك قوي خارقة، لم تكن من المفاجآت السارة أو الجريئة أو المفيدة، بل من المشاهد المؤلمة. الضيف هو الكابتن محمد الخولي إبن ال 22 عاماً، إكتشف قدراته الخارقة في عمر الـ14 سنة.
وعلي الهواء مباشرة كان مقدمي برنامج آدم يعدون العدة للإحتياجات التي طلبها محمد الخولي لممارسة قدراته الخارقة، منها الزجاج والسكين، والإبرة والخيط وأهمها كان الجمر الذي عمل أيمن أحد مقدمي البرنامج علي إذكاء النار فيه كي يبقي ملتهباً للحظة الحاسمة.
محمد يجرش زجاج الكوب قطعة قطعة. نسمع صوت الزجاج يطحن في فكيه ولا نري دماً يسيل من فمه. أيمن يتألم من الداخل ويدير وجهه عن المشهد القاسي ومن ثم يقدم لضيفه كوب الماء ليتمكن من بلع طعامه الشهي. مشهد آخر يبدأ مع تقديم الإبرة والخيط الطويل فنعرف سلفاً أن بطل الفقرة سيغرس هذه الإبرة ويستخرج ذلك الخيط من مكان آخر في جسده. وإذا بمحمد يختار خده ليمارس ضده هذا الفعل الشنيع. يفعل ويكرر الفعل أكثر من مرة. ونحن كمشاهدين نزداد تقززاً، ونشعر بالألم ينغرس في حنايا قلوبنا. والحمدلله أننا لم نشاهد الدم يسيل.
يأتي دور الزلط، يتناوله محمد بالملعقة ويفتته كما نتناول نحن الحلوي اللذيذة. بهدوء يتابع مهمته وكأنه يمتلك بين فكيه كسارة حجارة. محمد تعامل مع الزلط كما نتعامل نحن مع الأرز.
أمام ناظرينا تنتصب فرخة منتوفة الريش يتعامل معها محمد بالسكين، ومن ثم يبدأ بقضمها نيئة. ولا يغيب عن باله إبلاغنا بأنه كان سابقاً يقطع رقبة الدجاجة ومن ثم يأكلها بريشها. محمد حالياً خطا إلي الأمام في أفعاله الحضارية صار يأكل الفراخ نيئاً وخالياً من الريش. وهو بالطبع مشكور علي تطوره.
مارس محمد الكثير من قدراته الخارقة التي أقنعنا بها وصولاً إلي جرش الجمر ملتهباً وأيمن يتابعه محدثاً دلع نفسك ربنا يخليك . ربما يكون مشهد تناول الجمر أقل وقعاً علي نفوسنا من جرش الزجاج وخياطة الخد، وفي كل الأحوال هي مشاهد ليس مستحباً أن يتابعها الأطفال واليافعين لأنها مؤذية لأرواحهم ونفوسهم. كما أن خطورتها تكمن في أن يجرب هؤلاء الأمر نفسه فيقعون في المحظور.
مشاهد إستوعبناها لكننا كنا بحاجة لمن يقول لنا علمياً من أين أتت هذه القوة لمحمد؟ ولسنا ندري لماذا تركنا برنامج آدم نغوص في حيرتنا وتساؤلاتنا.
أما الختام فكان بقول أيمن لضيفه نورتنا، وهذا ما لم نشعر به أبداً، خوفتنا، وهذه كانت حقيقة واقعة، هلكتنا، وهي عبارة كنا نفضل أن تكون قززتنا .
حركة بركات البهلوانية
برنامج أول مرة من قناة روتانا الي موسيقي الذي يعرض الفيديو كليب المصور لأول مرة قبل أن يتحول إلي عرض شبه دائم علي القناة نفسها طالعنا هذا الأسبوع بشريط مصور لأغنية دقة قلبي للفنانة كارول صقر. الأغنية من ألحان الموسيقار ملحم بركات، وهي بالطبع نعمة تنالها من فنان يتمني كافة المغنين الحصول علي لحن منه. الأغنية جميلة، لطيفة، شرقية ومعبرة. لكن شئنا أم أبينا كنا في مقارنة إجبارية بينها وبين أغنية إعتزلت الغرام للسيدة ماجدة الرومي. وهذه المقارنة قادتنا إلي حصيلة تفيد بأن الفرق شاسع بين هذه وتلك. نجاح الأغنية الأولي المدوي كان يفترض بملحم بركات أن يقدم جديداً في المستوي نفسه، لكنه لم يفعل.
الأمر الآخر الملفت جداً أن ملحم بركات حاول التعويض علي ما يبدو بحضوره الشخصي في الفيديو كليب وهذا ما يفعله ربما للمرة الأولي إذا لم نكن علي خطأ. هذا الحضور لم يكن فنياً بقدر ما كان يشبه الحركة البهلوانية التي لم نستسيغها. بل كنا نفضل حضوراً غنائياً داعماً لكارول صقر في إطلالتها الفنية الجديدة باللغة العربية، وليس حضوراً تمثيلياً يعبر عن مزاج الموسيقار المتقلب والإنفعالي أحياناً.
مراسلة القدس العربي الفنية في بيروت
[email protected]
التعليقات