مذيعة روتانا تتهم فنانين بالبحث عن المال مقابل الظهور التلفزيوني

مذيعة روتانا تتهم فنانين بالبحث عن المال مقابل الظهور التلفزيوني
غزة-دنيا الوطن

عندما سئلت المقدمة التلفزيونية وفاء الكيلاني، عن سبب عدم استضافتها مطربين من الدرجة الأولى في برنامجها «فيها ايه؟» على قناة «روتانا» للموسيقى أجابت: «لا استطيع ان ادفع لهم الآجر الذي يطلبونه»، والآجر الذي تتحدث عنه وفاء هو الثمن الذي يطلبه هؤلاء لقاء ظهورهم في المحطات المرئية وخصوصاً في برامج حوارية ناجحة. اللافت انه في الآونة الأخيرة، ولاسيما في شهر رمضان الفائت، شهدت الشاشة الصغيرة تنافساً حامياً بين مقدمي هذا النوع من البرامج، اذ حاول كل طرف جذب عدد اكبر من المشاهدين عبر استضافة فنان غير تقليدي ويأتي برنامجاً «هذا وأنا» لمقدمه طوني خليفة على قناة «النجوم» الذي نقلته محطة الـ«ال.بي.سي» في شهر رمضان وبرنامج «اكيد اكيد مايسترو» لمقدمه نيشان دير هاروتيونيان على شاشة «النيو.تي.في»، والذي تابعه المشاهدون ايضاً في الشهر الفضيل، في مقدم البرامج الفنية الحوارية التي لاقت رواجاً ملحوظاً في تلك الفترة، بحيث حاول كل من طوني ونيشان استمالة اكبر فئة من المشاهدين بواسطة لائحة من الضيوف الذين بلغ عددهم الثلاثين بما يعادل عدد ايام رمضان. ورغم ان احداً لم يستطع الجزم بالقيمة الحقيقية لما تدفعه المحطة التلفزيونية مقابل ظهور احد هؤلاء الضيوف على شاشتها، ورغم التكذيب الذي صدر عن طوني خليفة بأن البرنامج لا يدفع اي مبلغ لضيوفه للظهور فيه، يتردد في الكواليس تلك البرامج ان عمرو دياب، كاظم الساهر وعاصي الحلاني هم اصحاب أغلى الأجور بين زملائهم في هذا المجال، ان الرقم الذي يطلبونه من اجل الحلول ضيوفاً في برامج مماثلة يتجاوز احياناً الخمسين الف دولار. ولذلك نلاحظ قدرة اطلالاتهم الاعلامية وقلة ظهورهم على الشاشة الصغيرة. وتأتي المطربة نانسي عجرم لتكون صاحبة الأجر الخيالي بين زميلاتها والوحيدة المتربعة حالياً على العرش التلفزيوني دون منازع. اما اليسا ونوال الزغبي وفضل شاكر فيعتبرون، حسب ما هو شائع من الفنانين الذين يأتون مباشرة بعد هؤلاء، فيتقاضون لقاء ظهورهم تلفزيونياً مبالغ أقل. ولكن ليس بفارق كبير.

وتعتبر شركات الاعلانات العنصر الاساسي، الذي يلعب دوراً مباشراً في بورصة الفنانين لأنها وحدها تستطيع ان تحدد الربح الذي تحققه في كل مرة يطرح اسم فنان ما لاستضافته. وأحياناً كثيرة يقفز سعر ظهور هذا الفنان او ذاك بين ليلة وضحاها اثر نجاح مفاجئ له. وعادة ما تغطي شركات الاعلان قيمة الاجر الذي يفرضه الفنان عليها لمعرفتها سلفاً بمضاعفة ارباحها بفضل ظهوره تحت رعايتها.

وتعتبر الفنانة هيفاء وهبي من الذين استطاعوا قلب موازين الفن في وقت قصير، وقيل انها تقاضت مبلغ مليون دولار اميركي لقاء مشاركتها في برنامج «الوادي» على محطة «أل.بي.سي»، وانها طالبت ايضاً بنسبة الارباح التي تحققها المحطة من رسائل الـS.M.S التي كانت تمر في اسفل الشاشة طوال عرض البرنامج.

والمعروف أن هذه الظاهرة لم يتجاوز عمرها في لبنان السنوات العشر اذ كان الفنان في الماضي، يتمنى الظهور اعلامياً ليساهم في انتشاره، فكان يفتخر بفرصة تخوله الظهور مع المذيعة ليلى رستم او المذيع الراحل نجيب حنكش أو الاعلامي الراحل ايضاً رياض شرارة. او في برنامج من برامج المخرج التلفزيوني سيمون اسمر. الا ان الامر، حيث ان تبدل بعدما وجد الفنان نفسه يروّج لسلعة ما دون ان يتقاضى اجراً، ويؤدي حماساً مجاناً اغاني عدة ابقاء ظهوره التلفزيوني، مع انه عادة ما يتقاضى اجراً معيناً اذا ما اداها في حفلة ما.

وانتشرت هذه الظاهرة في اوروبا، وكان الياس الرحاني اول الاشخاص الذين نادوا باتباعها لأن ذلك يصب في مصلحة الفنان والمحطة معاً، خصوصاً ان الوقت، وهو عامل اساسي في هذه المعادلة، تقبض ثمنه المحطة التلفزيونية، بينما يستهلك فيه الفنان الضيف طاقته ويشبه احدهم هذه الظاهرة بلعبة كرة القدم، فيعتبر لاعبو الهجوم الاعلى اجراً من الفنان، ويتبعهم لاعبو الوسط. اما لاعبو الاحتياط فهم الذين يستعان بهم عند الحاجة فينتظرون تعثر هذا او ذاك للحلول مكانه واحياناً كرة دون مقابل.

بعض الفنانين الصاعدين قليلو الادوار قدموا هم المال شخصياً او عن طريق مدير اعمالهم للظهور في برنامج ما.

وتبلغ هذه الاجور ذروتها في مواسم معينة، وخصوصاً في شهر رمضان حين تتسابق المحطات على استقطاب المشاهدين.

ويحدد بعض المطربين العملة التي يرغبون في ان تطبع اجرهم التلفزيوني، فيكون في غالبية الاحيان بالدولار الاميركي، واحياناً اخرى باليورو. ونادرا ما تكون بالجنيه المصري.

كما ان عدداً من المطربين الذين تربطهم علاقات وطيدة مع مقدمي البرامج يوافقون على الظهور معهم من دون مقابل رغم النجومية التي يتمتعون بها.

التعليقات