خان شعبه وأهله وباع ممتلكاتهم لليهود وهرب من القدس بقلم:دكتور سمير محمود قديح

خان هو شعبه وأهله وباع ممتلكاتهم لليهود وهرب من القدس
دكتور / سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية
في يوم الأربعاء، قبل نحو من شهر، لقي النائب العام للدولة عيران شندر رئيس قسم التحقيقات في الشرطة، يوحنان دنينو. كان للنائب العام طلب، أو توجيه في الأساس: استيضاح هل يوجد تسويغ لمنح محمد مراغة مكانة شاهد دولة، وهو من سكان شرقي القدس يعمل مع رابطة "عطيرت كوهنيم"، ويزعم أنه يملك مادة عن طرق عملها. زعم مراغة أنه يملك شهادة مباشرة بضمير المتكلم، ووثائق، وفي الأساس - سلسلة طويلة من التسجيلات الصوتية.
اعتقد شندر أن المعلومات تسوغ فتح تحقيق سري من اجل قرار هل يحسن بالدولة أن توقع على اتفاق مع مراغة. في اطار اتفاق كهذا، كان يفترض أن يواصل مراغة صلاته بأفراد عطيرت كوهنيم الذين يعملون في شراء ممتلكات من عرب في شرقي القدس لاسكان اليهود فيها، وتوثيق الأعمال التي يشهدها أو التي يُطلب اليه فعلها، حتى لو خالفت في ظاهر الأمر القانون، وسيحصل مقابل ذلك على حصانة، وعلى الحماية المادية، وربما على المال أيضا. بعد كل شيء، الرابطة التي يشكوها هي مصدر عيشه الوحيد، وكان واضحا أنه إذا ما علم رؤوسها أنه يجمع الأدلة عليهم، فانهم سيكفون فورا عن تحويل الأموال اليه.
لم توافق النيابة العامة على إعطاء مراغة أي وعد سلفا. لقد وُعد بشيء واحد فقط على نحو لا لبس فيه: أن يُجري تحقيق الشرطة وحدة قطرية، ومنطقة القدس في الشرطة وبخاصة ألا يعلم قسم الأقليات في هذه المنطقة سر التحقيق. قيل لشندر بصراحة إن مراغة يتخوف الصلة بين أفراد قسم الأقليات وعطيرت كوهنيم. اذا ما علموا في القسم أنه قد ابتُديء بالتحقيق، فهناك احتمال عالٍ أن تُنقل المعلومات عن ذلك الى عطيرت كوهنيم، وأن يؤول احتمال الحصول على أدلة أخرى الى الصفر.
نقل شندر هذه الرسالة إلى النقيب دنينو: السرية مضمونة، لا تُنقل أية كلمة الى منطقة القدس ولا أية كلمة الى قسم الأقليات. أُجري اللقاء في يوم الاربعاء مساء، وعند ظهيرة يوم الخميس، رن الهاتف المحمول لمراغة. كان على الخط.. شلومي بيرتس، ضابط الاستخبارات في قسم الأقليات في شرطة منطقة القدس. يقول مراغة إن بيرتس غضب جدا لأنه توجه الى النيابة العامة والى الشرطة وطلب اليهما، ألا يعلم قسم الأقليات بذلك.
في ذلك المساء ايضا تحدث مراغة الى المدير العام لعطيرت كوهنيم، متتياهو (ماتي) دان، وهو من يفترض أن يكون الشخصية الرئيسة في القضية، وشكره على أموال الهِبة التي حولها اليه. لم أُحوّل إليك أي شيء، قال المدير العام، الذي سجله قبل ذلك بنحو شهر مراغة وهو يطلب اليه أن يقوم بمهمات من اجله. لم يكن شك عند مراغة: أصبح المدير العام يعلم بالشكوى ويحرص على البُعد عنه. ذاب التحقيق السري بعد أقل من يوم من ولادته.
توجه مراغة مذعورا الى النيابة العامة: لقد كشفوني، افعلوا شيئا ما. بحسب اقوال مراغة، اتصلوا به في الليلة نفسها من قبل النقيب دنينو، وطلبوا تسكينه، ووعدوه بأن دنينو نفسه يعالج القضية وأنهم سيتوجهون اليه قريبا. الى اليوم، يقول مراغة، بعد شهر من الابلاغ المطمئن، لم يتوجه اليه أي محقق من قسم التحقيقات. حتى لم يطلبوا أن يستوضحوا أي المواد توجد لديه، ولن نتحدث عن رؤية الوثائق وسماع التسجيلات الصوتية التي يملكها. بل لم يُجهدوا أنفسهم في استيضاح هل حقيقة أن المعلومات عن التحقيق تسربت بسرعة قياسية قد أضرت به.
لكن أحدا ما اتصل. بعد بضعة أيام من المكالمة الأولى، اتصل بيرتس من قسم الأقليات ثانية. "توجه الى اللواء (القدس) عن طريق شعبة التحقيقات والاستخبارات للمقر القطري واطلب أنك تريد أن تكون شاهد دولة وأنك لا تريد أن يبحث قسم الأقليات في ذلك"، قال بيرتس لمراغة. "ضابط شعبة التحقيقات والاستخبارات في اللواء نقل هويتك الى آفي ضابط العمليات وسأله عنك وعن قصتك، وتوجه آفي إلي وقال لي، وفحصنا عن القصة".
"عملت النيابة العامة على حسب ما يقتضي الأمر ونقلت الأمور الى عِلم الشرطة كاملة"، يقول في الرد على ذلك ناطق وزارة العدل. "في كل ما يتعلق بعمل الشرطة ينبغي بالطبع التوجه الى المقر القطري". رد شرطة إسرائيل: "من فحص أُجري يظهر أن مزاعم مراغة داحضة ولا يوجد لها أي أساس وتحركها مصالح شخصية. نؤكد أن ملف التحقيق، وفي ضمنه القضايا التحقيقية والقانونية، موجود في نيابة لواء القدس، بعد أن أُجريت العمليات المطلوبة. ونذكر كذلك، أن جميع محاولات إنشاء صلة بمراغة على يد جهات المقر القطري فشلت، لأنه أفشلها. وبالإضافة الى ذلك، ليس من عادتنا أن نعطي تفصيلات عن التحقيقات أو أن نفصل في شأن عمليات تحقيق وإجراءات استخبارات تجريها الشرطة".
يزعم مراغة أنه لم يحاول التهرب، وكدليل على ذلك يُسمع تسجيلا صوتيا لمكالمة هاتفية اتصل فيها بمكتب رئيس شعبة التحقيقات، بعد نحو اسبوعين من لقاء شندر - دنينو، وقال فيها إن أحدا لم يتوجه اليه بعد من قبل شعبة التحقيقات، وترك أرقام هاتفه.
يعِدون باغلاق ملفات
يمكن تعريف مراغة، الذي يسكن اليوم شقة شمالي المدينة، أنه شخص من غير اصدقاء. لقد ساعد لحينه عطيرت كوهنيم في شراء ممتلكات في شرقي القدس، ولكن في عام 2004 اخترق أفرادها البيت الذي سكنته عائلته وأجلوها عنه، وهكذا بقي أصلع من هنا وهناك. أصلع من جهة زوجته وأبنائه ووالديه وأخيه الذين تنكروا له لأنه باع اليهود ممتلكات، وأصلع من جهة عطيرت كوهنيم التي رفضت أن تحول اليه الاموال التي التزمت دفعها اليه.
ماذا يوجد في المكالمات المسجلة التي يمتلكها؟ هاكم مثلا، ما يقوله آساف باروخي، ضابط عمليات عطيرت كوهنيم، في حضور محمد مراغة، لمقاول يعمل من اجل الرابطة، عما يتصل بعضو اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء: "كم يجب أن ندفع اليه ليكون مؤيدا للخطة؟.. بحسب ما تقول، انه واحد يُشترى بالمال أو بالعلاقات".
في مكالمة اخرى يكشف ماتي دان عن اهتمام كبير بامتلاك أملاك ما في سلوان ويطلب الى مراغة أن يحصل على تفصيلات عن صاحب البيت الفلسطيني (اسمه محفوظ في هيئة التحرير). يقول مراغة، أنه علم بعد ذلك أن الشرطة والبلدية تُضيقان على ذلك الفلسطيني، وتزعمان أنه يبني بناءا غير قانوني. اتصل مراغة بباروخي، وهو اليد اليمنى لماتي دان، واقترح عليه صفقة، فعالة هذه المرة: سيكون ذلك الفلسطيني مستعدا للحديث في البيع، يقول مراغة لباروخي، يريد فقط ألا تضايقه الشرطة. يتبجح باروخي في رده تبجحا كبيرا بالعلاقات الجيدة لأفراد عطيرت كوهنيم بالسلطات.
مراغة: "البلدية تقوم بالكثير من الفوضى (لصاحب البيت)".
باروخي: "ليست البلدية. نحن. الشرطة..".
مراغة: "طلب الشاب إلي أن اسأل هل أنتم مستعدون لانزال الشرطة والبلدية من - فوق ظهره وأن تغلقوا ملفه. انه مستعد للجلوس والحديث".
باروخي: "ليتكلم قبل كل شيء".
مراغة: "واضح، واضح. ولكن هل يوجد امكان لاغلاق ملفه؟".
باروخي: "بالتأكيد يوجد امكان".
مراغة: "وأنت تعِد أن تغلق الشرطة ملفه وكذلك البلدية؟".
باروخي: "نستطيع أن نغلق جميع الملفات، لماذا فتحناها".
مراغة: "هل أنتم فتحتموها أم البلدية والشرطة؟".
باروخي: "نستطيع اغلاق كل شيء".
مراغة: "الشرطة فتحت والبلدية فتحت، أتعِدون بذلك؟" (باغلاق الملفات).
باروخي: "اجل، لانه ليس هذا هو الذي فتحوه بالضبط. اجل، أقول لك اجل".
مراغة: "أهذه كلمة من ماتي؟".
باروخي: "كلمة مني قبل كل شيء".
مراغة: "وبعد ذلك من ماتي؟".
باروخي: "اجل".
يدفعون رسوم صمت
نُشرت قصة مراغة هنا قبل نحو من سنة (ملحق "هآرتس"، 1/4/2005). مراغة، من مواليد سلوان، عمل في خدمة عطيرت كوهنيم في القرية. كان يشتري أملاكا من فلسطينيين بأموال حصل عليها من عطيرت كوهنيم، هي في ظاهر الأمر له وعلى اسمه، وكان ينقل الأملاك فورا الى شركة اجنبية، عملت مع الرابطة. لقد أتم شراءين رئيسين. اشترى مراغة شقة في المنطقة التي تسمى "حي اليمنيين" في القرية، حيث سكن يهود يمنيون حتى الثلاثينيات من القرن الماضي، ويطمح أفراد الرابطة الى أن يُسكنوا فيها يهودا الآن. واشترى قطعة ارض من عمه وأقام عليها مبنى من سبعة طوابق من اجل عطيرت كوهنيم.
في نيسان في 2004 سافر مراغة الى خارج البلاد مع ماتي دان لـ "تجنيد اموال". وحينما كانا في الولايات المتحدة دخل المستوطنون، تصحبهم قوة كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، الممتلكين في سلوان. كانت الشقة في "حي اليمنيين" فارغة؛ وسكن في أحد طوابق البيت ذي الطوابق السبعة زوجة مراغة وأبناؤه الثلاثة. أُخرجوا من البيت، ودخل المستوطنون داخلا.
تم دخول المبنى بغير أمر من المحكمة، خلافا للقانون الذي يقتضي استصدار أمر لاجلاء عائلة عن ممتلكات تسكنها، حتى لو كانت دخلتها دخولا غير قانوني. يزعم مراغة أن ماتي دان قال له بعد ذلك إن تساحي هنغبي هو الذي قدم ترخيص دخول البيت، وكان آنذاك وزيرا للأمن الداخلي. يقول مراغة في احدى المكالمات "قرأت في الصحيفة أن هذا الوزير، نسيت اسمه، الوزير الذي أعطى أمر الدخول في ذلك اليوم..".
"تساحي هنغبي"، ينعش ماتي دان ذاكرته.
"اجل"، يواصل مراغة، "قرأت أنه تلقى تعيينا ليكون مسؤولا عن الكنيسة". "ربما أكون اطلعت على الخطة التنفيذية، لكنني لا أذكر الحادثة"، يقول عضو الكنيست هنغبي ردا على ذلك. "أعرف ماتي دان منذ عشرين سنة. في نصف السنة الأخير كنت في علاقة طيبة به، لأنني ترأست اللجنة الحكومية لشؤون الكنيسة، وبفضل مكانتي هذه عالجت شؤون الكنيسة الارثوذكسية وكان ماتي دان متصلا بهذه الشؤون". استشاط مراغة غضبا بعد طرح عائلته من البيت. في نهاية الأمر، بعد ترترات طويلة، وعدت عطيرت كوهنيم مراغة بتعويض بنحو من 200 ألف شاقل، ولكن بعد اشهر معدودة انقطعت عن الدفع بزعم أن مراغة "مزيف حرفي" وعليه أن يُصلح "الأعطال" التي سُببت زمن شراء الممتلكات في سلوان. شكا مراغة الرابطة في المحكمة وهكذا وصل الأمر الى الصحافة.
أجرى مراغة مقابلات صحفية وقص قصته، ولكن قبل لحظة من نشر الامر في ملحق "هآرتس" توجه محاميه الى المحكمة اللوائية في القدس وطلب حظر النشر، زاعما أن مراغة يخاف على حياته. رفضت المحكمة الطلب، لانه قد كشف أيضا في النقاش عن مسودة اتفاق بين مراغة وعطيرت كوهنيم ستدفع الرابطة بحسبه الى مراغة أكثر الدين، اذا منع النشر في صحيفة "هآرتس". أي انها رسوم صمت، باختصار.
زعم المحامي نمير حسين، الذي مثل مراغة في المحكمة آنذاك انه قد اجريت على مراغة ضغوط عظيمة لمنع النشر "من قبل عطيرت كوهنيم ومن قبل بلدية القدس ومن قبل شرطة اسرائيل ايضا". تحدث المحامي حسين خارج المحكمة آنذاك، أن قسم الاقليات في شرطة القدس هو الذي استعمل الضغوط. زعم حسين آنذاك ان قسم الاقليات توسط حتى للحصول على اتفاق الصمت بين مراغة وعطيرت كوهنيم. أجل، هذا هو نفس قسم الاقليات الذي تسرب اليه - خلافا لتوجيه النائب العام للدولة شندر لرئيس شعبة التحقيقات دنينو - الخبر عن شكوى مراغة لعطيرت كوهنيم.
مراغة يظهر مرة اخرى
نُشر التقرير الصحفي، وبعد ذلك بوقت قصير اختفى مراغة. بعد مضي بضعة اسابيع لقيت عرضا المحامي حسين بقرب ميدان الروس (مغراش هروسم) في القدس. "انا ايضا لا اعلم أين محمد، فقد اختفى عني"، قال حسين. لكن مراغة لم يختفِ حقا، وكان المحامي حسين يعرف بالضبط اين يوجد في تلك اللحظة حقا: في شقة في بلدة شمالي البلاد. لقد ساعد حسين نفسه في اسكانه هناك. بيد أن المحامي حسين لم يكن مسموحا له بان يقول لي الحقيقة آنذاك: فقد وقعت عطيرت كوهنيم ومراغة على اتفاق صمت ثانٍ.
بحسب الاتفاق - الذي وقع في ايار 2005، قبل زمن قصير من الموعد المضروب لبحث دعوى مراغة على عطيرت كوهنيم - ستقرض الرابطة مراغة اكثر قليلا من 20 الف دولار، جزء منها بدفعة واحدة والباقي بدفعات شهرية، ستصبح هبة بعد مضي نحو من أربع سنين، وعوض ذلك سيلغي مراغة الدعوى، ويغلق فاه. "يلزم محمد بهذا ان يحفظ سرا والا يكشفه، او يبين أو يسلم أي جهة او انسان اي معلومة تمس او تتصل مباشرة او غير مباشرة بعطيرت كوهنيم"، كتب في الاتفاق. وكان يجب ان يحفظ مضمون الاتفاق ايضا سرا. كان يفترض أن تحفظ النسخة الوحيدة منه عند المحامي حسين، وكان يفترض ان تنتقل الاموال من طريقه الى مراغة.
لكن مراغة لم يرد الصمت. يقول انه لم يكن قادرا على نسيان اللحظة التي اتصلت فيها زوجته به في الولايات المتحدة وانبأته بان المستوطنين - أولئك الذين عرضوا أنفسهم كأصدقائه، وأولئك الذين وعدوه وعودا بالغة بحياة جديدة في كندا - يطرحونها هي وابناءها من البيت. يقول أنه لم يرَ أبناءه منذ أكثر من سنة. انفصلت زوجته عنه. يقول باروخي لمراغة في أحد التسجيلات الصوتية ان اثنين من افراد عطيرت كوهنيم ضيقوا على زوجته لتنفصل منه.
اتصل بي مراغة من جديد. "اريد استرداد حياتي"، قال لي، "اريد العودة الى القدس، الى العائلة". الطريقة الوحيدة لفعل ذلك، قال، هي "التوبة" عن الأعمال التي عملها قبل، وان يكشف عما يعلم عن الجهاز الذي يسمى عطيرت كوهنيم. لكن مراغة يقول انه خاف. خاف قوة عطيرت كوهنيم ونظام علاقاتها بالحكومة وبالشرطة، وخاف على مستقبله. لا يستطيع أن يعود الى القدس، ولم يجد في الجليل عملا، وكان مصدر عيشه الوحيد المبالغ غير الكبيرة التي حولتها عطيرت كوهنيم اليه كل شهر.
الحقيقة عن اتفاق الصمت
في تلك الأثناء تطور نزاع بين مراغة والمحامين حسين. زعم مراغة أن المحامي لا يحول اليه الأموال التي تصله من عطيرت كوهنيم، وزعم المحامي حسين ان مراغة يتهرب من دفع أجرة مجهوده. رفع حسين الى محكمة الصلح في عكا دعوى على مراغة وماتي دان وعطيرت كوهنيم. في تلك الدعوى كشف عن اتفاق الصمت السري الثاني ذلك. وبالاضافة الى ذلك زعم حسين في كتاب دعواه، ان عطيرت كوهنيم هي التي توجهت اليه وطلبت اليه أن يقدم باسم مراغة طلب حظر النشر في "هآرتس"، وان ماتي دان شخصيا وعد بان يدفع اليه اجرة مجهوده. اذا كان الامر صحيحا (ينكر دان والرابطة ذلك)، فان معناه أن عطيرت كوهنيم وعدت بان تدفع الى المحامي الذي مثل شخصا ادعى عليها.
في المداولة في المحكمة في كانون الثاني من هذه السنة كشف النقاب عن تفصيلات اخرى. زعم محامي حسين ان ماتي دان استعمل عضو الكنيست مجلي وهبة - الذي كان آنذاك وزيرا عن الليكود - ليؤثر في حسين لينشيء اتفاقا بين مراغة وعطيرت كوهنيم (يصدق وهبة: "لقد توجه اليّ ماتي دان لاساعد في التوصل الى اتفاق بين مراغة وعطيرت كوهنيم"). وقع على الاتفاق اساف باروخي ومحمد مراغة. في تلك المداولة قال المحامي حسين في شهادته، انه يمثل مراغة باتفاق مكتوب، لكنه لم يكن في جوهر الامر مشاركا في صياغة الاتفاق. "لم امثله (مراغة)، كنت حاضرا عند التوقيع فقط"، كتب نقلا عنه في بروتوكول المداولة. "وقع هذا الاتفاق عن مراغة، ووقعه من جملة الموقعين ضابط قسم الاقليات في شرطة القدس".
يبدو أن الطابعة قد اخطأت. يزعم حسين أنه قال ان هذا الاتفاق ("اُملي" لا وقع") أملاه ضابط الاقليات، ولكن على اية حال من الواضح من الشهادة أن ضابطا ما من قسم الاقليات كان مشاركا في كتابة الاتفاق الذي فحواه اخفاء معلومات عن الجمهور. لكن يلح أن يستوضح النقيب دنينو هل يجب ان يكون القسم مشاركا في اتفاق كهذا، من غير المعلومات التي حصل عليها من النائب العام شندر ايضا.
كيف كتب كتاب الدفاع
في تلك الأثناء اثيرت قضية جديدة اضطرت عطيرت كوهنيم الى تجنيد مساعدة مراغة. رفعت عائلة الرجبي من سلوان دعوى لاجلاء افراد عطيرت كوهنيم عن أحد الممتلكات الذي دخلته الرابطة. كان هذا الممتلك شقة اشتراها مراغة في "حي اليمنيين" في سنة 2000 ونقل ملكيتها من فوره الى شركة أجنبية تشتري عطيرت كوهنيم بواسطتها الاملاك. لقد اجرى هذا النقل سرا، يقول مراغة؛ لقد اعتقد الجميع في ظاهر الامر انه هو المشتري. ولكن رويدا رويدا ثار شك في انه لم يشترِ الشقة له. ابتدأ مراغة ببناء مبنى من سبع طبقات على مبعدة غير كبيرة من الشقة التي اشتراها، ولم يدخلها هو نفسه. ابتدأوا يرجفون في الحي أن مراغة يعمل من اجل اليهود.
في 2004 باع مراغة الشقة مرة اخرى، وفي هذه المرة باعها لعائلة الرجبي، التي تسكن في شقق اخرى في المبنى نفسه. زعم مراغة طول الوقت بأنه فعل ذلك بالاتفاق مع افراد عطيرت كوهنيم. في المداولات القضائية في الدعوى التي رفعها عليها مراغة في حينه أنكرت عطيرت كوهنيم انكارا تاما هذا الزعم، وقالت ان مراغة باع الشقة مرة ثانية لكسب المال. لكن في المكالمات المسجلة يكرر مراغة صيغته مرة في إثر اخرى، ولا يرد افراد عطيرت كوهنيم على ذلك.
نجحت الحيلة، إن كانت وجدت. ففي حين كانت عائلة الرجبي تتهيء لدخول الشقة التي اشترتها، دخلها افراد عطيرت كوهنيم. لم يمكن افراد الشرطة الذين حموا دخول اليهود الحي، ابناء عائلة الرجبي من عرض وثائق شرائهم. بقي اليهود في الداخل، والفلسطينيون في الخارج. تطلب عائلة الرجبي الان الحصول على الشقة، زاعمة أنها اشترتها على نحو قانوني من مراغة. ورفعت دعوى أيضا على "بليك انتر برايز"، تلك الشركة الاجنبية التي تشتري عطيرت كوهنيم الاملاك بواسطتها، وعلى مراغة ايضا. وجدت عطيرت كوهنيم نفسها في قارب واحد مع الشخص الذي عمل من وراء ظهرها وخدعها.
دُعي مراغة في لقاء في فندق في القدس. يقول، انه كان يحضر لقاء المحامي زئيف شيرف، الذي يمثل الرابطة، وماتي دان واساف باروخي. يقول مراغة انه قد استقر الرأي في اللقاء على الاستعداد للدعوى القضائية. بعد اللقاء عين المحامي، يهودا شنيفايس، الذي كان معروفا له لانه وقع في مكتبه اتفاق الصمت الثاني. يزعم مراغة، انه اتفق على أن تدفع عطيرت كوهنيم اجرة المحامي شنيفايس. باروخي، الذي أجرى الاتصال بالمحامي شنيفايس، على علم باشكال العملية. "لا اريد أن ادفع الى هذا المحامي، (اريد) أن تدفع انت اليّ"، يقول لمراغة. لكن باروخي هو الذي يعطي مراغة المال من أجل شنيفايس. "انا احول اليك، وانت تحول اليه"، يبين لمراغة، لكنه يبين من فوره أنه لا يجب ابقاء آثار. "لا يجب أن يوجد اي شيء باسمنا"، يقول لمراغة. وعندما سأل شنيفايس باسم من يكتب الوصل، يجيب مراغة "باسم عطيرت كوهنيم، اساف باروخي"، وينفجرون جميعا ضاحكين.
مع توجه كهذا، لا عجب أن تظهر اللقاءات بين مراغة وشنيفايس وشريكه، المحامي يوآل شمرلر،كما تظهر، كان يحضر اللقائين باروخي ايضا والقى من آن لاخر جملة. واقترح شنيفايش وشمرلر ايضا تلخيصا سهلا: الفلسطينيون هددوا مراغة، ومراغة اضطر الى ان يبيع الرجبي. قصة مراغة أكثر تعقيدا. يقول انه هو وعائلة الرجبي قد "رفعوا الايدي" بعضهم على بعض، وان والد العائلة قد صرخ وتحدث في الحي بان مراغة "يعمل من أجل اليهود"، لكن مراغة لم يعترف في أي مرحلة بانه باع اليهود. يكرر مراغة مرة تلو الاخرى أنه ابلغ افراد عطيرت كوهنيم، اساف نحمان و "براك"، بمشكلاته مع عائلة الرجبي وبانه ينوي بيع الشقة لانه يخاف على سلامته. "لا يهمني هذا"، يجيبه شنيفايس.
في كتاب الدفاع الذي قدمه شينفايس باسم مراغة الى محكمة الصلح في القدس لا يوجد ذكر في الحقيقة لابلاغ مراغة افراد عطيرت كوهنيم بنيته البيع. يكرر شنيفايس وشمرلر في المحادثة مرة تلو اخرى ان عائلة الرجبي "اضطرت" مراغة الى البيع. كلمة "اضطرار" لا ينبس بها مراغة. يحاولان ان يسمعا منه ان عائلة الرجبي عرفت انه يعمل من أجل اليهود. ولا ينجحان في ذلك أيضا. هاكم قطعة كهذه:
شمرلر: "أعرف (الرجبي) انك بعتها؟" (الشقة).
مراغة: "لم يعرف".
شمرلر: "ألم يعرف؟"
باروخي: "قال انك بعت اليهود".
مراغة: "لم يعرف بالضبط. ماذا، أرأى ذلك؟ كان ذلك سرا".
شمرلر: "اريد أن اقول انه عرف".
باروخي: "عرف أو لم يعرف، هو "الرجبي" هدده (مراغة) لانه باع اليهود".
مراغة: "قل ما تشاء. ماذا أقول لك؟".
في كتاب الدفاع الذي قدمه شنيفايس عن مراغة في نيسان من هذه السنة ورد أن مراغة "سيزعم بانه اعلن عنه في الصحافة باللغة العربية وفي مساجد الحرم القدسي كمن احل دمه بعقب صِلاته باليهود". وزعم كذلك في كتاب الدفاع عن مراغة، بان الجهات الامنية قد اعلنت عنه انه "مهدد حياته في خطر". كيف ولدت هذه الامور؟ لم يجب المحامي شنيفايس على اسئلة صحيفة "هآرتس".
كيف يعينون بطريركا
توثقت من جديد العلاقات بين مراغة وعطيرت كوهنيم حول تقديم كتاب الدفاع هذا. فبعد سنة من ثورته بهم، وهب له افراد عطيرت كوهنيم ثقتهم مرة اخرى. اجريت اكثر الاتصالات باساف باروخي، لكن ماتي دان ايضا كان مشاركا فيها. "تعال، لم تنهِ منذ وقت طويل ههنا شيء ما في اليمنيين"، قال له ماتي دان في احدى المكالمات، في تطرقه الى تلك المنطقة في سلوان التي تثير اهتمام عطيرت كوهنيم على نحو خاص، "يوجد لك الكثير من القدرات".
ارادوا في عطيرت كوهنيم ربط هذه "القدرات" بمسار جديد. يقول مراغة انهم طلبوا اليه "ان يدخل حياة" المحامي جواد بولص. بولص مواطن اسرائيلي، يكثر العمل مع السلطة الفلسطينية وأصبح يعد أخيرا من مقربي ايرينيوس، البطريرك اليوناني - الارثوذكسي المختلف في مكانته. في الحقيقة ان مجلس بطاركة الكنيسة في القدس القديمة قد اختار ايرينيوس قبل نحو من خمس سنين لولاية عمله. ولكن لكي يعتبر قانونيا رئيس الكنيسة ويستطيع التوقيع على وثائق من قبلها داخل اسرائيل، يحتاج الانتخاب الى الحصول على موافقة حكومة اسرائيل. عوقت هذه الموافقة لمدة أربع سنين، بزعم أن ايرينيوس يعادي اسرائيل.
قبل أكثر من سنة بقليل تمت الموافقة على تعيينه، وبعد ذلك بزمن قصير نشر أنه باع الروابط اليهودية فندقين في البلدة القديمة، بقرب باب الخليل. أنكر ايرينيوس، ولكن ثارت في الكنيسة ضجة كبيرة، وقرر مجلس البطاركة بخطوة فريدة في نوعها، عزل ايرينيوس وتعيين ثيوبيلوس مكانه. لكن حكومة اسرائيل ترفض اجازة التعيين وهكذا نشأ وضع غريب. في نظر البطاركة ثيوبيلوس هو رئيس الكنيسة، ولكن في نظر اسرائيل ايرينيوس هو رئيس الكنيسة، والوحيد المخول التوقيع على صفقات من قبلها.
الصفقات مهمة جدا في قضيتنا. تمتلك الكنيسة اليونانية - الأرثوذكسية املاكا كثيرة في اسرائيل، واملاكا غير قليلة في البلدة القديمة. تهم هذه الاملاك عطيرت كوهنيم جدا. فهي لا تكتفي بالفندقين بقرب باب الخليل. قيلت الامور لمراغة على هذا النحو: يملك ماتي دان نوعا من حق الرفض لتعيين بطريرك للكنيسة اليونانية. فقط من يضمن لدان ان يبيعه ممتلكات، يستطيع أن يعين بطريركا. كتب في الماضي ان الروابط اليهودية تثور هذا الامر، لكن الامور لم تقل بصراحة كهذه قط. هاكم على سبيل المثال احدى المكالمات:
براوخي: ".. يعلم الجميع انه اذا اراد بطريرك ان يكون بطريركا، فيجب ان يكون مقبولا على ماتي".
مراغة: "ماذا يعني هذا، لماذا؟".
باروخي: "انه يملك قوة. ماتي يقرر هل يكون البطريرك بطريركا. الامر كذلك. - ماتي ما زال غير موافق. انه يجمع المعلومات، ويبني الامكانات لعقد صفقات".
مراغة: "أكل من أراد ان يكون بطريركا، فيجب أن يقبل به ماتي؟"
باروخي: "أقول ذلك بكلماتي، لكن البطاركة، واعتقد أنهم يعلمون ذلك .. البطريرك السابق (ايرينيوس) - لم يكن بطريركا لاربع سنين. لماذا؟ لانه لم توجد موافقة ماتي. لاننا لم نوافق على ان يكون.. أتعلم منذ كم من الوقت نعالج الكنيسة؟ منذ سنين. وعندما باعنا (ايرينيوس)، اصبح (بطريركا) وبعد ذلك من الفور رموا به. الان يريد الثاني (ثيوبيلوس) ان يكون. ما زال الثاني لم يصبح بطريركا. لماذا؟ من الذي يحاربه؟"
مراغة: "انتم".
باروخي: "فهمت. ما نزال في هذه الاثناء مع الاول، لانه باعنا".
تذكر الاقوال التي يقولها باروخي بما يزعمه ايرينيوس نفسه. يزعم ايرينيوس في دعوى رفعها الى المحكمة اللوائية في تل ابيب في آب 2005، محاولا الغاء بيع الفنادق، انه بعد ان رفض اجازة صفقة البيع اتى ماتي دان وشخص آخر الى مكاتب ادارة قسم الاموال في الكنيسة وقالا له انه اذا لم يوافق البطريرك في غضون عشرة أيام على اجازة الصفقة، فان "قنبلة ذرية ستنفجر في ساحة البطريركية" (انكر ماتي دان وعطيرت كوهنيم). بعد نحو من اسبوعين من تلك الزيارة نشر في صحيفة "معاريف" تقرير صحفي كشف عن بيع عطيرت كوهنيم الفنادق، وهي نشرة أفضت في نهاية الامر الى قرار مجلس البطاركة عزل ايرينيوس. "منذ ذلك الحين فصاعدا"، كما ورد في لائحة الدعوى، "عمل ممثلون ومبعوثون"، عن عطيرت كوهنيم، "منهم اصحاب اعمال رسمية في الدولة .. في محاولة لابتزاز صاحب الدعوى (ايرينيوس) موافقة والتزام تعاون لاجازة الصفقات.. كانت الصفقات ثمرة مؤامرة بين معارضي صاحب الدعوى داخل البطريركية وجهات يمينية متشددة، ائتلفت معا لافشاله، ولاقصائه ولنزع الاعتراف به عنه".
في مكالمة اخرى، يفصل باروخي بقدر أكبر علاقات الاخذ والعطاء التي تحاول - عطيرت كوهنيم اجراءها مع المرشحين للمنصب: اعطوا املاكا، وخذوا منصبا.
باروخي: "اذا ما قال (المرشح): انا اعطيك شيئا ما، فان هذا يبدو افضل. عندها استطيع ان آتي بتمويل الصفقة، لماذا احتاج الى ممولين، ومن أجل الاتيان بممولين يحتاج الى أمر آخر بعد".
مراغة: "أن يأتي بامور اخرى".
باروخي: "اذا كان شخص مستعدا لاعطاء شيء آخر، ولو كان صغيرا، فهذا يعني أنه فتى طيب. واذا كان مستعدا لاعطاء ما قد تم الاتفاق عليه اتفاقا نهائيا فقط (القصد الى صفقة الفنادق، التي لم تستكمل بعد) فانني قد وقعت مع السابق، فلماذا أحتاج اليك؟"
مراغة: لكن ايرينيوس يقول انه لم يبع، وان بعضهم باع باسمه.
باروخي: "لست أعرف احدا يعترف بانه باع اليهود .. اذا باع اليهود، فهذا يعني انه للبيع. حتى اذا قالوا فجأة انه سيء وسيء وسيء، فانه (ايرينيوس) افضل بالقياس اليّ. لانه باع اليهود، ويمكن ان يكون هذا سببا لاعادته. بعد سنتين اذا لم يبع، فسنرمي به.. سنرمي به لالف سبب، ولكن لا ترمِ به لانه عاون اليهود وباعهم. في دولة اليهود لا يحل تأييد هذا - ان يرمى به لانه باع اليهود. حتى لو كان الثاني (ثيوبيلوس) افضل منه .. فاننا لا نستعمله ونرمي به".
احاديث عن فيلم جنس
اصبح واضحا في هذا السياق لماذا تهتم عطيرت كوهنيم جدا بما يحدث في باحة الكنيسة، ويتضح لماذا يطلب افرادها الى مراغة "ان يدخل في حياة" المحامي بولص، ذلك المحامي المقرب من ايرينيوس. بولص من سكان كفر ياسيف، ومراغة يسكن الشمال، ويؤمنون في عطيرت كوهنيم انه يستطيع التقرب منه. في مرحلة ما يُسمع في التسجيلات الصوتية احاديث عن "فيلم" سيقوم به مراغة مع احدى قريبات عائلة بولص، بل ان مراغة يذكر مرة عبارة "فيلم جنس".
مراغة (لباروخي): "اريد أن افهم كيف أدخل حياة جواد بولص بالضبط؟ لماذا؟ لم افهم ماتي بالضبط".
باروخي: "اعقد صلة به، اذهب معه الى الكنيسة، اسمع ما يحدث في الكنيسة.. فيما يتصل بما قلت لماتي - ولا اقول ماذا - اذا فعلت شيئا فافعله لنفسك".
مراغة: "لا، لا، لا".
باروخي: "لا يهمني ان تعطيني، ولا يهمني ألا تعطيني".
مراغة: لن اعطيك، لن ..".
باروخي: "لن يعلم ماتي بذلك يقينا. اذا ما اضطررنا الى ان نستعمل هذا بالمستقبل - فسنفعل. لا يعلم. نحن لا نستعمل امورا كهذه".
مراغة: "سأعطيك".
باروخي: "لا يعلم".
لم يتوجه مراغة الى بولص، ولم يلقَ اي واحدة من قريباته، لكن باروخي وماتي دان استمرا يهتمان في تقدم علاقاته ببولص. يقول باروخي له: "هذا هو الخط، ان تدخل حياته". يضمن ماتي دان أجهزة تصوير لتصوير لقاء في احدى الكنائس في الشمال. يتناول أكثر الاحاديث اراضي الكنيسة بقرب بحيرة طبرية والتي تهتم عطيرت كوهنيم بها، لكن الاهتمام بقريبة بولص لا يسكن تماما. "الى من تحدثتُ" يسأل ماتي دان مراغة، بعد ان اجابه صوت امرأة في هاتف مراغة المحمول. "ليست هذه تلك، هذه واحدة اخرى"، يقول مراغة.
بعد مضي وقت ما يقرر مراغة ابلاغ باروخي أن الفيلم المطلوب موجود في يديه. "نقلته الى قرص ولا اريد ابقاءه عندي"، يقول لباروخي ويقترح ان يرسل الفيلم اليه. باروخي حذر. "اكتب اساف باروخي"، يقول لمراغة. "كي لا يتنقل، او تفتحه فتاة".
مراغة: "أأكتب الى حضرة اساف باروخي، عطيرت كوهنيم؟"
باروخي: "نحن لا نستعمل على نحو عام امورا كهذه، لم نستعمل قط امورا كهذه". مراغة: "احفظه عندك، أو كيف شئت.
المصدر : صحيفة هآرتس 9/6/2006
د . سمير محمود قديح
دكتور / سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية
في يوم الأربعاء، قبل نحو من شهر، لقي النائب العام للدولة عيران شندر رئيس قسم التحقيقات في الشرطة، يوحنان دنينو. كان للنائب العام طلب، أو توجيه في الأساس: استيضاح هل يوجد تسويغ لمنح محمد مراغة مكانة شاهد دولة، وهو من سكان شرقي القدس يعمل مع رابطة "عطيرت كوهنيم"، ويزعم أنه يملك مادة عن طرق عملها. زعم مراغة أنه يملك شهادة مباشرة بضمير المتكلم، ووثائق، وفي الأساس - سلسلة طويلة من التسجيلات الصوتية.
اعتقد شندر أن المعلومات تسوغ فتح تحقيق سري من اجل قرار هل يحسن بالدولة أن توقع على اتفاق مع مراغة. في اطار اتفاق كهذا، كان يفترض أن يواصل مراغة صلاته بأفراد عطيرت كوهنيم الذين يعملون في شراء ممتلكات من عرب في شرقي القدس لاسكان اليهود فيها، وتوثيق الأعمال التي يشهدها أو التي يُطلب اليه فعلها، حتى لو خالفت في ظاهر الأمر القانون، وسيحصل مقابل ذلك على حصانة، وعلى الحماية المادية، وربما على المال أيضا. بعد كل شيء، الرابطة التي يشكوها هي مصدر عيشه الوحيد، وكان واضحا أنه إذا ما علم رؤوسها أنه يجمع الأدلة عليهم، فانهم سيكفون فورا عن تحويل الأموال اليه.
لم توافق النيابة العامة على إعطاء مراغة أي وعد سلفا. لقد وُعد بشيء واحد فقط على نحو لا لبس فيه: أن يُجري تحقيق الشرطة وحدة قطرية، ومنطقة القدس في الشرطة وبخاصة ألا يعلم قسم الأقليات في هذه المنطقة سر التحقيق. قيل لشندر بصراحة إن مراغة يتخوف الصلة بين أفراد قسم الأقليات وعطيرت كوهنيم. اذا ما علموا في القسم أنه قد ابتُديء بالتحقيق، فهناك احتمال عالٍ أن تُنقل المعلومات عن ذلك الى عطيرت كوهنيم، وأن يؤول احتمال الحصول على أدلة أخرى الى الصفر.
نقل شندر هذه الرسالة إلى النقيب دنينو: السرية مضمونة، لا تُنقل أية كلمة الى منطقة القدس ولا أية كلمة الى قسم الأقليات. أُجري اللقاء في يوم الاربعاء مساء، وعند ظهيرة يوم الخميس، رن الهاتف المحمول لمراغة. كان على الخط.. شلومي بيرتس، ضابط الاستخبارات في قسم الأقليات في شرطة منطقة القدس. يقول مراغة إن بيرتس غضب جدا لأنه توجه الى النيابة العامة والى الشرطة وطلب اليهما، ألا يعلم قسم الأقليات بذلك.
في ذلك المساء ايضا تحدث مراغة الى المدير العام لعطيرت كوهنيم، متتياهو (ماتي) دان، وهو من يفترض أن يكون الشخصية الرئيسة في القضية، وشكره على أموال الهِبة التي حولها اليه. لم أُحوّل إليك أي شيء، قال المدير العام، الذي سجله قبل ذلك بنحو شهر مراغة وهو يطلب اليه أن يقوم بمهمات من اجله. لم يكن شك عند مراغة: أصبح المدير العام يعلم بالشكوى ويحرص على البُعد عنه. ذاب التحقيق السري بعد أقل من يوم من ولادته.
توجه مراغة مذعورا الى النيابة العامة: لقد كشفوني، افعلوا شيئا ما. بحسب اقوال مراغة، اتصلوا به في الليلة نفسها من قبل النقيب دنينو، وطلبوا تسكينه، ووعدوه بأن دنينو نفسه يعالج القضية وأنهم سيتوجهون اليه قريبا. الى اليوم، يقول مراغة، بعد شهر من الابلاغ المطمئن، لم يتوجه اليه أي محقق من قسم التحقيقات. حتى لم يطلبوا أن يستوضحوا أي المواد توجد لديه، ولن نتحدث عن رؤية الوثائق وسماع التسجيلات الصوتية التي يملكها. بل لم يُجهدوا أنفسهم في استيضاح هل حقيقة أن المعلومات عن التحقيق تسربت بسرعة قياسية قد أضرت به.
لكن أحدا ما اتصل. بعد بضعة أيام من المكالمة الأولى، اتصل بيرتس من قسم الأقليات ثانية. "توجه الى اللواء (القدس) عن طريق شعبة التحقيقات والاستخبارات للمقر القطري واطلب أنك تريد أن تكون شاهد دولة وأنك لا تريد أن يبحث قسم الأقليات في ذلك"، قال بيرتس لمراغة. "ضابط شعبة التحقيقات والاستخبارات في اللواء نقل هويتك الى آفي ضابط العمليات وسأله عنك وعن قصتك، وتوجه آفي إلي وقال لي، وفحصنا عن القصة".
"عملت النيابة العامة على حسب ما يقتضي الأمر ونقلت الأمور الى عِلم الشرطة كاملة"، يقول في الرد على ذلك ناطق وزارة العدل. "في كل ما يتعلق بعمل الشرطة ينبغي بالطبع التوجه الى المقر القطري". رد شرطة إسرائيل: "من فحص أُجري يظهر أن مزاعم مراغة داحضة ولا يوجد لها أي أساس وتحركها مصالح شخصية. نؤكد أن ملف التحقيق، وفي ضمنه القضايا التحقيقية والقانونية، موجود في نيابة لواء القدس، بعد أن أُجريت العمليات المطلوبة. ونذكر كذلك، أن جميع محاولات إنشاء صلة بمراغة على يد جهات المقر القطري فشلت، لأنه أفشلها. وبالإضافة الى ذلك، ليس من عادتنا أن نعطي تفصيلات عن التحقيقات أو أن نفصل في شأن عمليات تحقيق وإجراءات استخبارات تجريها الشرطة".
يزعم مراغة أنه لم يحاول التهرب، وكدليل على ذلك يُسمع تسجيلا صوتيا لمكالمة هاتفية اتصل فيها بمكتب رئيس شعبة التحقيقات، بعد نحو اسبوعين من لقاء شندر - دنينو، وقال فيها إن أحدا لم يتوجه اليه بعد من قبل شعبة التحقيقات، وترك أرقام هاتفه.
يعِدون باغلاق ملفات
يمكن تعريف مراغة، الذي يسكن اليوم شقة شمالي المدينة، أنه شخص من غير اصدقاء. لقد ساعد لحينه عطيرت كوهنيم في شراء ممتلكات في شرقي القدس، ولكن في عام 2004 اخترق أفرادها البيت الذي سكنته عائلته وأجلوها عنه، وهكذا بقي أصلع من هنا وهناك. أصلع من جهة زوجته وأبنائه ووالديه وأخيه الذين تنكروا له لأنه باع اليهود ممتلكات، وأصلع من جهة عطيرت كوهنيم التي رفضت أن تحول اليه الاموال التي التزمت دفعها اليه.
ماذا يوجد في المكالمات المسجلة التي يمتلكها؟ هاكم مثلا، ما يقوله آساف باروخي، ضابط عمليات عطيرت كوهنيم، في حضور محمد مراغة، لمقاول يعمل من اجل الرابطة، عما يتصل بعضو اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء: "كم يجب أن ندفع اليه ليكون مؤيدا للخطة؟.. بحسب ما تقول، انه واحد يُشترى بالمال أو بالعلاقات".
في مكالمة اخرى يكشف ماتي دان عن اهتمام كبير بامتلاك أملاك ما في سلوان ويطلب الى مراغة أن يحصل على تفصيلات عن صاحب البيت الفلسطيني (اسمه محفوظ في هيئة التحرير). يقول مراغة، أنه علم بعد ذلك أن الشرطة والبلدية تُضيقان على ذلك الفلسطيني، وتزعمان أنه يبني بناءا غير قانوني. اتصل مراغة بباروخي، وهو اليد اليمنى لماتي دان، واقترح عليه صفقة، فعالة هذه المرة: سيكون ذلك الفلسطيني مستعدا للحديث في البيع، يقول مراغة لباروخي، يريد فقط ألا تضايقه الشرطة. يتبجح باروخي في رده تبجحا كبيرا بالعلاقات الجيدة لأفراد عطيرت كوهنيم بالسلطات.
مراغة: "البلدية تقوم بالكثير من الفوضى (لصاحب البيت)".
باروخي: "ليست البلدية. نحن. الشرطة..".
مراغة: "طلب الشاب إلي أن اسأل هل أنتم مستعدون لانزال الشرطة والبلدية من - فوق ظهره وأن تغلقوا ملفه. انه مستعد للجلوس والحديث".
باروخي: "ليتكلم قبل كل شيء".
مراغة: "واضح، واضح. ولكن هل يوجد امكان لاغلاق ملفه؟".
باروخي: "بالتأكيد يوجد امكان".
مراغة: "وأنت تعِد أن تغلق الشرطة ملفه وكذلك البلدية؟".
باروخي: "نستطيع أن نغلق جميع الملفات، لماذا فتحناها".
مراغة: "هل أنتم فتحتموها أم البلدية والشرطة؟".
باروخي: "نستطيع اغلاق كل شيء".
مراغة: "الشرطة فتحت والبلدية فتحت، أتعِدون بذلك؟" (باغلاق الملفات).
باروخي: "اجل، لانه ليس هذا هو الذي فتحوه بالضبط. اجل، أقول لك اجل".
مراغة: "أهذه كلمة من ماتي؟".
باروخي: "كلمة مني قبل كل شيء".
مراغة: "وبعد ذلك من ماتي؟".
باروخي: "اجل".
يدفعون رسوم صمت
نُشرت قصة مراغة هنا قبل نحو من سنة (ملحق "هآرتس"، 1/4/2005). مراغة، من مواليد سلوان، عمل في خدمة عطيرت كوهنيم في القرية. كان يشتري أملاكا من فلسطينيين بأموال حصل عليها من عطيرت كوهنيم، هي في ظاهر الأمر له وعلى اسمه، وكان ينقل الأملاك فورا الى شركة اجنبية، عملت مع الرابطة. لقد أتم شراءين رئيسين. اشترى مراغة شقة في المنطقة التي تسمى "حي اليمنيين" في القرية، حيث سكن يهود يمنيون حتى الثلاثينيات من القرن الماضي، ويطمح أفراد الرابطة الى أن يُسكنوا فيها يهودا الآن. واشترى قطعة ارض من عمه وأقام عليها مبنى من سبعة طوابق من اجل عطيرت كوهنيم.
في نيسان في 2004 سافر مراغة الى خارج البلاد مع ماتي دان لـ "تجنيد اموال". وحينما كانا في الولايات المتحدة دخل المستوطنون، تصحبهم قوة كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، الممتلكين في سلوان. كانت الشقة في "حي اليمنيين" فارغة؛ وسكن في أحد طوابق البيت ذي الطوابق السبعة زوجة مراغة وأبناؤه الثلاثة. أُخرجوا من البيت، ودخل المستوطنون داخلا.
تم دخول المبنى بغير أمر من المحكمة، خلافا للقانون الذي يقتضي استصدار أمر لاجلاء عائلة عن ممتلكات تسكنها، حتى لو كانت دخلتها دخولا غير قانوني. يزعم مراغة أن ماتي دان قال له بعد ذلك إن تساحي هنغبي هو الذي قدم ترخيص دخول البيت، وكان آنذاك وزيرا للأمن الداخلي. يقول مراغة في احدى المكالمات "قرأت في الصحيفة أن هذا الوزير، نسيت اسمه، الوزير الذي أعطى أمر الدخول في ذلك اليوم..".
"تساحي هنغبي"، ينعش ماتي دان ذاكرته.
"اجل"، يواصل مراغة، "قرأت أنه تلقى تعيينا ليكون مسؤولا عن الكنيسة". "ربما أكون اطلعت على الخطة التنفيذية، لكنني لا أذكر الحادثة"، يقول عضو الكنيست هنغبي ردا على ذلك. "أعرف ماتي دان منذ عشرين سنة. في نصف السنة الأخير كنت في علاقة طيبة به، لأنني ترأست اللجنة الحكومية لشؤون الكنيسة، وبفضل مكانتي هذه عالجت شؤون الكنيسة الارثوذكسية وكان ماتي دان متصلا بهذه الشؤون". استشاط مراغة غضبا بعد طرح عائلته من البيت. في نهاية الأمر، بعد ترترات طويلة، وعدت عطيرت كوهنيم مراغة بتعويض بنحو من 200 ألف شاقل، ولكن بعد اشهر معدودة انقطعت عن الدفع بزعم أن مراغة "مزيف حرفي" وعليه أن يُصلح "الأعطال" التي سُببت زمن شراء الممتلكات في سلوان. شكا مراغة الرابطة في المحكمة وهكذا وصل الأمر الى الصحافة.
أجرى مراغة مقابلات صحفية وقص قصته، ولكن قبل لحظة من نشر الامر في ملحق "هآرتس" توجه محاميه الى المحكمة اللوائية في القدس وطلب حظر النشر، زاعما أن مراغة يخاف على حياته. رفضت المحكمة الطلب، لانه قد كشف أيضا في النقاش عن مسودة اتفاق بين مراغة وعطيرت كوهنيم ستدفع الرابطة بحسبه الى مراغة أكثر الدين، اذا منع النشر في صحيفة "هآرتس". أي انها رسوم صمت، باختصار.
زعم المحامي نمير حسين، الذي مثل مراغة في المحكمة آنذاك انه قد اجريت على مراغة ضغوط عظيمة لمنع النشر "من قبل عطيرت كوهنيم ومن قبل بلدية القدس ومن قبل شرطة اسرائيل ايضا". تحدث المحامي حسين خارج المحكمة آنذاك، أن قسم الاقليات في شرطة القدس هو الذي استعمل الضغوط. زعم حسين آنذاك ان قسم الاقليات توسط حتى للحصول على اتفاق الصمت بين مراغة وعطيرت كوهنيم. أجل، هذا هو نفس قسم الاقليات الذي تسرب اليه - خلافا لتوجيه النائب العام للدولة شندر لرئيس شعبة التحقيقات دنينو - الخبر عن شكوى مراغة لعطيرت كوهنيم.
مراغة يظهر مرة اخرى
نُشر التقرير الصحفي، وبعد ذلك بوقت قصير اختفى مراغة. بعد مضي بضعة اسابيع لقيت عرضا المحامي حسين بقرب ميدان الروس (مغراش هروسم) في القدس. "انا ايضا لا اعلم أين محمد، فقد اختفى عني"، قال حسين. لكن مراغة لم يختفِ حقا، وكان المحامي حسين يعرف بالضبط اين يوجد في تلك اللحظة حقا: في شقة في بلدة شمالي البلاد. لقد ساعد حسين نفسه في اسكانه هناك. بيد أن المحامي حسين لم يكن مسموحا له بان يقول لي الحقيقة آنذاك: فقد وقعت عطيرت كوهنيم ومراغة على اتفاق صمت ثانٍ.
بحسب الاتفاق - الذي وقع في ايار 2005، قبل زمن قصير من الموعد المضروب لبحث دعوى مراغة على عطيرت كوهنيم - ستقرض الرابطة مراغة اكثر قليلا من 20 الف دولار، جزء منها بدفعة واحدة والباقي بدفعات شهرية، ستصبح هبة بعد مضي نحو من أربع سنين، وعوض ذلك سيلغي مراغة الدعوى، ويغلق فاه. "يلزم محمد بهذا ان يحفظ سرا والا يكشفه، او يبين أو يسلم أي جهة او انسان اي معلومة تمس او تتصل مباشرة او غير مباشرة بعطيرت كوهنيم"، كتب في الاتفاق. وكان يجب ان يحفظ مضمون الاتفاق ايضا سرا. كان يفترض أن تحفظ النسخة الوحيدة منه عند المحامي حسين، وكان يفترض ان تنتقل الاموال من طريقه الى مراغة.
لكن مراغة لم يرد الصمت. يقول انه لم يكن قادرا على نسيان اللحظة التي اتصلت فيها زوجته به في الولايات المتحدة وانبأته بان المستوطنين - أولئك الذين عرضوا أنفسهم كأصدقائه، وأولئك الذين وعدوه وعودا بالغة بحياة جديدة في كندا - يطرحونها هي وابناءها من البيت. يقول أنه لم يرَ أبناءه منذ أكثر من سنة. انفصلت زوجته عنه. يقول باروخي لمراغة في أحد التسجيلات الصوتية ان اثنين من افراد عطيرت كوهنيم ضيقوا على زوجته لتنفصل منه.
اتصل بي مراغة من جديد. "اريد استرداد حياتي"، قال لي، "اريد العودة الى القدس، الى العائلة". الطريقة الوحيدة لفعل ذلك، قال، هي "التوبة" عن الأعمال التي عملها قبل، وان يكشف عما يعلم عن الجهاز الذي يسمى عطيرت كوهنيم. لكن مراغة يقول انه خاف. خاف قوة عطيرت كوهنيم ونظام علاقاتها بالحكومة وبالشرطة، وخاف على مستقبله. لا يستطيع أن يعود الى القدس، ولم يجد في الجليل عملا، وكان مصدر عيشه الوحيد المبالغ غير الكبيرة التي حولتها عطيرت كوهنيم اليه كل شهر.
الحقيقة عن اتفاق الصمت
في تلك الأثناء تطور نزاع بين مراغة والمحامين حسين. زعم مراغة أن المحامي لا يحول اليه الأموال التي تصله من عطيرت كوهنيم، وزعم المحامي حسين ان مراغة يتهرب من دفع أجرة مجهوده. رفع حسين الى محكمة الصلح في عكا دعوى على مراغة وماتي دان وعطيرت كوهنيم. في تلك الدعوى كشف عن اتفاق الصمت السري الثاني ذلك. وبالاضافة الى ذلك زعم حسين في كتاب دعواه، ان عطيرت كوهنيم هي التي توجهت اليه وطلبت اليه أن يقدم باسم مراغة طلب حظر النشر في "هآرتس"، وان ماتي دان شخصيا وعد بان يدفع اليه اجرة مجهوده. اذا كان الامر صحيحا (ينكر دان والرابطة ذلك)، فان معناه أن عطيرت كوهنيم وعدت بان تدفع الى المحامي الذي مثل شخصا ادعى عليها.
في المداولة في المحكمة في كانون الثاني من هذه السنة كشف النقاب عن تفصيلات اخرى. زعم محامي حسين ان ماتي دان استعمل عضو الكنيست مجلي وهبة - الذي كان آنذاك وزيرا عن الليكود - ليؤثر في حسين لينشيء اتفاقا بين مراغة وعطيرت كوهنيم (يصدق وهبة: "لقد توجه اليّ ماتي دان لاساعد في التوصل الى اتفاق بين مراغة وعطيرت كوهنيم"). وقع على الاتفاق اساف باروخي ومحمد مراغة. في تلك المداولة قال المحامي حسين في شهادته، انه يمثل مراغة باتفاق مكتوب، لكنه لم يكن في جوهر الامر مشاركا في صياغة الاتفاق. "لم امثله (مراغة)، كنت حاضرا عند التوقيع فقط"، كتب نقلا عنه في بروتوكول المداولة. "وقع هذا الاتفاق عن مراغة، ووقعه من جملة الموقعين ضابط قسم الاقليات في شرطة القدس".
يبدو أن الطابعة قد اخطأت. يزعم حسين أنه قال ان هذا الاتفاق ("اُملي" لا وقع") أملاه ضابط الاقليات، ولكن على اية حال من الواضح من الشهادة أن ضابطا ما من قسم الاقليات كان مشاركا في كتابة الاتفاق الذي فحواه اخفاء معلومات عن الجمهور. لكن يلح أن يستوضح النقيب دنينو هل يجب ان يكون القسم مشاركا في اتفاق كهذا، من غير المعلومات التي حصل عليها من النائب العام شندر ايضا.
كيف كتب كتاب الدفاع
في تلك الأثناء اثيرت قضية جديدة اضطرت عطيرت كوهنيم الى تجنيد مساعدة مراغة. رفعت عائلة الرجبي من سلوان دعوى لاجلاء افراد عطيرت كوهنيم عن أحد الممتلكات الذي دخلته الرابطة. كان هذا الممتلك شقة اشتراها مراغة في "حي اليمنيين" في سنة 2000 ونقل ملكيتها من فوره الى شركة أجنبية تشتري عطيرت كوهنيم بواسطتها الاملاك. لقد اجرى هذا النقل سرا، يقول مراغة؛ لقد اعتقد الجميع في ظاهر الامر انه هو المشتري. ولكن رويدا رويدا ثار شك في انه لم يشترِ الشقة له. ابتدأ مراغة ببناء مبنى من سبع طبقات على مبعدة غير كبيرة من الشقة التي اشتراها، ولم يدخلها هو نفسه. ابتدأوا يرجفون في الحي أن مراغة يعمل من اجل اليهود.
في 2004 باع مراغة الشقة مرة اخرى، وفي هذه المرة باعها لعائلة الرجبي، التي تسكن في شقق اخرى في المبنى نفسه. زعم مراغة طول الوقت بأنه فعل ذلك بالاتفاق مع افراد عطيرت كوهنيم. في المداولات القضائية في الدعوى التي رفعها عليها مراغة في حينه أنكرت عطيرت كوهنيم انكارا تاما هذا الزعم، وقالت ان مراغة باع الشقة مرة ثانية لكسب المال. لكن في المكالمات المسجلة يكرر مراغة صيغته مرة في إثر اخرى، ولا يرد افراد عطيرت كوهنيم على ذلك.
نجحت الحيلة، إن كانت وجدت. ففي حين كانت عائلة الرجبي تتهيء لدخول الشقة التي اشترتها، دخلها افراد عطيرت كوهنيم. لم يمكن افراد الشرطة الذين حموا دخول اليهود الحي، ابناء عائلة الرجبي من عرض وثائق شرائهم. بقي اليهود في الداخل، والفلسطينيون في الخارج. تطلب عائلة الرجبي الان الحصول على الشقة، زاعمة أنها اشترتها على نحو قانوني من مراغة. ورفعت دعوى أيضا على "بليك انتر برايز"، تلك الشركة الاجنبية التي تشتري عطيرت كوهنيم الاملاك بواسطتها، وعلى مراغة ايضا. وجدت عطيرت كوهنيم نفسها في قارب واحد مع الشخص الذي عمل من وراء ظهرها وخدعها.
دُعي مراغة في لقاء في فندق في القدس. يقول، انه كان يحضر لقاء المحامي زئيف شيرف، الذي يمثل الرابطة، وماتي دان واساف باروخي. يقول مراغة انه قد استقر الرأي في اللقاء على الاستعداد للدعوى القضائية. بعد اللقاء عين المحامي، يهودا شنيفايس، الذي كان معروفا له لانه وقع في مكتبه اتفاق الصمت الثاني. يزعم مراغة، انه اتفق على أن تدفع عطيرت كوهنيم اجرة المحامي شنيفايس. باروخي، الذي أجرى الاتصال بالمحامي شنيفايس، على علم باشكال العملية. "لا اريد أن ادفع الى هذا المحامي، (اريد) أن تدفع انت اليّ"، يقول لمراغة. لكن باروخي هو الذي يعطي مراغة المال من أجل شنيفايس. "انا احول اليك، وانت تحول اليه"، يبين لمراغة، لكنه يبين من فوره أنه لا يجب ابقاء آثار. "لا يجب أن يوجد اي شيء باسمنا"، يقول لمراغة. وعندما سأل شنيفايس باسم من يكتب الوصل، يجيب مراغة "باسم عطيرت كوهنيم، اساف باروخي"، وينفجرون جميعا ضاحكين.
مع توجه كهذا، لا عجب أن تظهر اللقاءات بين مراغة وشنيفايس وشريكه، المحامي يوآل شمرلر،كما تظهر، كان يحضر اللقائين باروخي ايضا والقى من آن لاخر جملة. واقترح شنيفايش وشمرلر ايضا تلخيصا سهلا: الفلسطينيون هددوا مراغة، ومراغة اضطر الى ان يبيع الرجبي. قصة مراغة أكثر تعقيدا. يقول انه هو وعائلة الرجبي قد "رفعوا الايدي" بعضهم على بعض، وان والد العائلة قد صرخ وتحدث في الحي بان مراغة "يعمل من أجل اليهود"، لكن مراغة لم يعترف في أي مرحلة بانه باع اليهود. يكرر مراغة مرة تلو الاخرى أنه ابلغ افراد عطيرت كوهنيم، اساف نحمان و "براك"، بمشكلاته مع عائلة الرجبي وبانه ينوي بيع الشقة لانه يخاف على سلامته. "لا يهمني هذا"، يجيبه شنيفايس.
في كتاب الدفاع الذي قدمه شينفايس باسم مراغة الى محكمة الصلح في القدس لا يوجد ذكر في الحقيقة لابلاغ مراغة افراد عطيرت كوهنيم بنيته البيع. يكرر شنيفايس وشمرلر في المحادثة مرة تلو اخرى ان عائلة الرجبي "اضطرت" مراغة الى البيع. كلمة "اضطرار" لا ينبس بها مراغة. يحاولان ان يسمعا منه ان عائلة الرجبي عرفت انه يعمل من أجل اليهود. ولا ينجحان في ذلك أيضا. هاكم قطعة كهذه:
شمرلر: "أعرف (الرجبي) انك بعتها؟" (الشقة).
مراغة: "لم يعرف".
شمرلر: "ألم يعرف؟"
باروخي: "قال انك بعت اليهود".
مراغة: "لم يعرف بالضبط. ماذا، أرأى ذلك؟ كان ذلك سرا".
شمرلر: "اريد أن اقول انه عرف".
باروخي: "عرف أو لم يعرف، هو "الرجبي" هدده (مراغة) لانه باع اليهود".
مراغة: "قل ما تشاء. ماذا أقول لك؟".
في كتاب الدفاع الذي قدمه شنيفايس عن مراغة في نيسان من هذه السنة ورد أن مراغة "سيزعم بانه اعلن عنه في الصحافة باللغة العربية وفي مساجد الحرم القدسي كمن احل دمه بعقب صِلاته باليهود". وزعم كذلك في كتاب الدفاع عن مراغة، بان الجهات الامنية قد اعلنت عنه انه "مهدد حياته في خطر". كيف ولدت هذه الامور؟ لم يجب المحامي شنيفايس على اسئلة صحيفة "هآرتس".
كيف يعينون بطريركا
توثقت من جديد العلاقات بين مراغة وعطيرت كوهنيم حول تقديم كتاب الدفاع هذا. فبعد سنة من ثورته بهم، وهب له افراد عطيرت كوهنيم ثقتهم مرة اخرى. اجريت اكثر الاتصالات باساف باروخي، لكن ماتي دان ايضا كان مشاركا فيها. "تعال، لم تنهِ منذ وقت طويل ههنا شيء ما في اليمنيين"، قال له ماتي دان في احدى المكالمات، في تطرقه الى تلك المنطقة في سلوان التي تثير اهتمام عطيرت كوهنيم على نحو خاص، "يوجد لك الكثير من القدرات".
ارادوا في عطيرت كوهنيم ربط هذه "القدرات" بمسار جديد. يقول مراغة انهم طلبوا اليه "ان يدخل حياة" المحامي جواد بولص. بولص مواطن اسرائيلي، يكثر العمل مع السلطة الفلسطينية وأصبح يعد أخيرا من مقربي ايرينيوس، البطريرك اليوناني - الارثوذكسي المختلف في مكانته. في الحقيقة ان مجلس بطاركة الكنيسة في القدس القديمة قد اختار ايرينيوس قبل نحو من خمس سنين لولاية عمله. ولكن لكي يعتبر قانونيا رئيس الكنيسة ويستطيع التوقيع على وثائق من قبلها داخل اسرائيل، يحتاج الانتخاب الى الحصول على موافقة حكومة اسرائيل. عوقت هذه الموافقة لمدة أربع سنين، بزعم أن ايرينيوس يعادي اسرائيل.
قبل أكثر من سنة بقليل تمت الموافقة على تعيينه، وبعد ذلك بزمن قصير نشر أنه باع الروابط اليهودية فندقين في البلدة القديمة، بقرب باب الخليل. أنكر ايرينيوس، ولكن ثارت في الكنيسة ضجة كبيرة، وقرر مجلس البطاركة بخطوة فريدة في نوعها، عزل ايرينيوس وتعيين ثيوبيلوس مكانه. لكن حكومة اسرائيل ترفض اجازة التعيين وهكذا نشأ وضع غريب. في نظر البطاركة ثيوبيلوس هو رئيس الكنيسة، ولكن في نظر اسرائيل ايرينيوس هو رئيس الكنيسة، والوحيد المخول التوقيع على صفقات من قبلها.
الصفقات مهمة جدا في قضيتنا. تمتلك الكنيسة اليونانية - الأرثوذكسية املاكا كثيرة في اسرائيل، واملاكا غير قليلة في البلدة القديمة. تهم هذه الاملاك عطيرت كوهنيم جدا. فهي لا تكتفي بالفندقين بقرب باب الخليل. قيلت الامور لمراغة على هذا النحو: يملك ماتي دان نوعا من حق الرفض لتعيين بطريرك للكنيسة اليونانية. فقط من يضمن لدان ان يبيعه ممتلكات، يستطيع أن يعين بطريركا. كتب في الماضي ان الروابط اليهودية تثور هذا الامر، لكن الامور لم تقل بصراحة كهذه قط. هاكم على سبيل المثال احدى المكالمات:
براوخي: ".. يعلم الجميع انه اذا اراد بطريرك ان يكون بطريركا، فيجب ان يكون مقبولا على ماتي".
مراغة: "ماذا يعني هذا، لماذا؟".
باروخي: "انه يملك قوة. ماتي يقرر هل يكون البطريرك بطريركا. الامر كذلك. - ماتي ما زال غير موافق. انه يجمع المعلومات، ويبني الامكانات لعقد صفقات".
مراغة: "أكل من أراد ان يكون بطريركا، فيجب أن يقبل به ماتي؟"
باروخي: "أقول ذلك بكلماتي، لكن البطاركة، واعتقد أنهم يعلمون ذلك .. البطريرك السابق (ايرينيوس) - لم يكن بطريركا لاربع سنين. لماذا؟ لانه لم توجد موافقة ماتي. لاننا لم نوافق على ان يكون.. أتعلم منذ كم من الوقت نعالج الكنيسة؟ منذ سنين. وعندما باعنا (ايرينيوس)، اصبح (بطريركا) وبعد ذلك من الفور رموا به. الان يريد الثاني (ثيوبيلوس) ان يكون. ما زال الثاني لم يصبح بطريركا. لماذا؟ من الذي يحاربه؟"
مراغة: "انتم".
باروخي: "فهمت. ما نزال في هذه الاثناء مع الاول، لانه باعنا".
تذكر الاقوال التي يقولها باروخي بما يزعمه ايرينيوس نفسه. يزعم ايرينيوس في دعوى رفعها الى المحكمة اللوائية في تل ابيب في آب 2005، محاولا الغاء بيع الفنادق، انه بعد ان رفض اجازة صفقة البيع اتى ماتي دان وشخص آخر الى مكاتب ادارة قسم الاموال في الكنيسة وقالا له انه اذا لم يوافق البطريرك في غضون عشرة أيام على اجازة الصفقة، فان "قنبلة ذرية ستنفجر في ساحة البطريركية" (انكر ماتي دان وعطيرت كوهنيم). بعد نحو من اسبوعين من تلك الزيارة نشر في صحيفة "معاريف" تقرير صحفي كشف عن بيع عطيرت كوهنيم الفنادق، وهي نشرة أفضت في نهاية الامر الى قرار مجلس البطاركة عزل ايرينيوس. "منذ ذلك الحين فصاعدا"، كما ورد في لائحة الدعوى، "عمل ممثلون ومبعوثون"، عن عطيرت كوهنيم، "منهم اصحاب اعمال رسمية في الدولة .. في محاولة لابتزاز صاحب الدعوى (ايرينيوس) موافقة والتزام تعاون لاجازة الصفقات.. كانت الصفقات ثمرة مؤامرة بين معارضي صاحب الدعوى داخل البطريركية وجهات يمينية متشددة، ائتلفت معا لافشاله، ولاقصائه ولنزع الاعتراف به عنه".
في مكالمة اخرى، يفصل باروخي بقدر أكبر علاقات الاخذ والعطاء التي تحاول - عطيرت كوهنيم اجراءها مع المرشحين للمنصب: اعطوا املاكا، وخذوا منصبا.
باروخي: "اذا ما قال (المرشح): انا اعطيك شيئا ما، فان هذا يبدو افضل. عندها استطيع ان آتي بتمويل الصفقة، لماذا احتاج الى ممولين، ومن أجل الاتيان بممولين يحتاج الى أمر آخر بعد".
مراغة: "أن يأتي بامور اخرى".
باروخي: "اذا كان شخص مستعدا لاعطاء شيء آخر، ولو كان صغيرا، فهذا يعني أنه فتى طيب. واذا كان مستعدا لاعطاء ما قد تم الاتفاق عليه اتفاقا نهائيا فقط (القصد الى صفقة الفنادق، التي لم تستكمل بعد) فانني قد وقعت مع السابق، فلماذا أحتاج اليك؟"
مراغة: لكن ايرينيوس يقول انه لم يبع، وان بعضهم باع باسمه.
باروخي: "لست أعرف احدا يعترف بانه باع اليهود .. اذا باع اليهود، فهذا يعني انه للبيع. حتى اذا قالوا فجأة انه سيء وسيء وسيء، فانه (ايرينيوس) افضل بالقياس اليّ. لانه باع اليهود، ويمكن ان يكون هذا سببا لاعادته. بعد سنتين اذا لم يبع، فسنرمي به.. سنرمي به لالف سبب، ولكن لا ترمِ به لانه عاون اليهود وباعهم. في دولة اليهود لا يحل تأييد هذا - ان يرمى به لانه باع اليهود. حتى لو كان الثاني (ثيوبيلوس) افضل منه .. فاننا لا نستعمله ونرمي به".
احاديث عن فيلم جنس
اصبح واضحا في هذا السياق لماذا تهتم عطيرت كوهنيم جدا بما يحدث في باحة الكنيسة، ويتضح لماذا يطلب افرادها الى مراغة "ان يدخل في حياة" المحامي بولص، ذلك المحامي المقرب من ايرينيوس. بولص من سكان كفر ياسيف، ومراغة يسكن الشمال، ويؤمنون في عطيرت كوهنيم انه يستطيع التقرب منه. في مرحلة ما يُسمع في التسجيلات الصوتية احاديث عن "فيلم" سيقوم به مراغة مع احدى قريبات عائلة بولص، بل ان مراغة يذكر مرة عبارة "فيلم جنس".
مراغة (لباروخي): "اريد أن افهم كيف أدخل حياة جواد بولص بالضبط؟ لماذا؟ لم افهم ماتي بالضبط".
باروخي: "اعقد صلة به، اذهب معه الى الكنيسة، اسمع ما يحدث في الكنيسة.. فيما يتصل بما قلت لماتي - ولا اقول ماذا - اذا فعلت شيئا فافعله لنفسك".
مراغة: "لا، لا، لا".
باروخي: "لا يهمني ان تعطيني، ولا يهمني ألا تعطيني".
مراغة: لن اعطيك، لن ..".
باروخي: "لن يعلم ماتي بذلك يقينا. اذا ما اضطررنا الى ان نستعمل هذا بالمستقبل - فسنفعل. لا يعلم. نحن لا نستعمل امورا كهذه".
مراغة: "سأعطيك".
باروخي: "لا يعلم".
لم يتوجه مراغة الى بولص، ولم يلقَ اي واحدة من قريباته، لكن باروخي وماتي دان استمرا يهتمان في تقدم علاقاته ببولص. يقول باروخي له: "هذا هو الخط، ان تدخل حياته". يضمن ماتي دان أجهزة تصوير لتصوير لقاء في احدى الكنائس في الشمال. يتناول أكثر الاحاديث اراضي الكنيسة بقرب بحيرة طبرية والتي تهتم عطيرت كوهنيم بها، لكن الاهتمام بقريبة بولص لا يسكن تماما. "الى من تحدثتُ" يسأل ماتي دان مراغة، بعد ان اجابه صوت امرأة في هاتف مراغة المحمول. "ليست هذه تلك، هذه واحدة اخرى"، يقول مراغة.
بعد مضي وقت ما يقرر مراغة ابلاغ باروخي أن الفيلم المطلوب موجود في يديه. "نقلته الى قرص ولا اريد ابقاءه عندي"، يقول لباروخي ويقترح ان يرسل الفيلم اليه. باروخي حذر. "اكتب اساف باروخي"، يقول لمراغة. "كي لا يتنقل، او تفتحه فتاة".
مراغة: "أأكتب الى حضرة اساف باروخي، عطيرت كوهنيم؟"
باروخي: "نحن لا نستعمل على نحو عام امورا كهذه، لم نستعمل قط امورا كهذه". مراغة: "احفظه عندك، أو كيف شئت.
المصدر : صحيفة هآرتس 9/6/2006
د . سمير محمود قديح
التعليقات