زوجة اللواء تايه تكشف عن محتويات حقيبة الشهيد :الاغتيال استغرق 9 دقائق

زوجة اللواء تايه تكشف عن محتويات حقيبة الشهيد :الاغتيال استغرق 9 دقائق
غزة-دنيا الوطن

لم تفقد سميرة تايه الأمل في معرفة قتلة زوجها اللواء جاد تايه رغم مرور 24 يوماً لم يتم خلالها الإعلان عن الوصول إلى أية أدلة تقربها من معرفة الحقيقة، بل إن كل ما يحصل تبادل للإتهامات ومحاولات للتشويه.

تقول تايه خلال لقاء في منزلها بمدينة غزة أنها ومعظم أبناء الشارع الفلسطيني خاصة سكان مخيم الشاطئ يعرفون من قتل زوجها، رغم محاولات البعض إخفاء الحقيقة.

لا تتلاعب بمشاعر الأهالي

وطالبت تايه سعيد صيام وزير الداخلية عقب إعلانه أول من أمس، أنه سينشر قريباً أسماء المشتبه بهم، ألا يتلاعب بمشاعر عائلات الضحايا الخمس الذين قتلوا في الاغتيال، معربة عن اعتقادها أن المطلوب من وزير الداخلية اعتقال المجرمين وليس إعلان عن أسماء أي أحد منهم.

ونفت تايه ما تحدثت عنه وسائل الإعلام مؤخراً، حول اجتماعها مع الوزير صيام، بقولها:" لم أشارك في اجتماع وزير الداخلية، ولن أشارك في أي اجتماع للوزير أو أي وزير من حكومة حماس مع عائلات الشهداء".

وانتقدت أرملة اللواء إعلانات الوزير المتكررة بأنه سينشر أسماء القتلى في حين أن أسماء المجرمين معروفة منذ اليوم الثاني من جريمة الاغتيال، متسائلة عن سبب انتظار الوزير كل هذا الوقت إذا كانت الأسماء لديه منذ البداية؟

الاغتيال استغرق 9 دقائق

واستغربت ملابسات الحادث وإخفاء الأدلة الدامغة على هوية القتلة في الحادث الذي استمر لمدة تسع دقائق، فرّغ خلاله القتلة عشرات الرصاصات في أجساد الشهداء، ولم يتحرك أحد من أعضاء القوة التنفيذية في المنطقة وقتها لمحاولة إنقاذ الضحايا.

وأضافت إنها ازدواجية معايير، بأن لا يتم محاولة التدخل لإنقاذ الضحايا، في حين أنه خلال اعتصام ضحايا عائلات القتلى الخمسة في الموقع ذاته، حين أطلق والد احد الضحايا الرصاص في الهواء، جاء أعضاء من القوة التنفيذية في ثوان معدودة، وطالبوهم بعدم إطلاق النار بالقرب من منزل رئيس الوزراء.

وتوضح أن الحقيبة التي نشر البعض أن فيها مستندات خاصة كانت قد حضّرتها بيدها، ولم يكن فيها غير بعض أوراق المعاملات البنكية وكاميرا دجيتال تحمل صورهما معاً في أحد الأعراس لصديق لهما في الأردن، إضافة إلى فلاش الكتروني يحمل أيضا صوراً شخصية.

سأعرف مهما كلف الثمن

وشددت تايه التي يعيش أفراد عائلتها في الأردن وبيروت على أنها ستبقى في غزة ولن تغادرها، مشددة على إصرارها على معرفة الحقيقة مهما كلفها ذلك من ثمن، واستطردت أن غياب حقيقة مثل هذا الأمر سيجعل حوادث الاغتيال تتكرر، والقتلة الذي يكونون في النهار أسوياء ويتحولون في الليل إلى خفافيش قاتلة سيتكاثرون في المجتمع.

وأكدت للأيام عدم تصديقها ما أعلنته القاعدة وما نشرته من صور، موضحة أنها كذبة أخرى جديدة ملفقة لإبعاد الناس وأهالي الضحايا عن معرفة القتلى، ولافتة إلى أنها تنتظر حتى الآن ما ستعلنه المخابرات من نتائج تحقيقها.

كنت أحضر له الغداء

وحول عملية الاغتيال توضح أن زوجها كان عادة ما يعمل في يوم الجمعة وبرفقته مرافقيه الذين كانوا في الحقيقة أصدقاءه وأقرب الناس إليه، ومفصّلة أنها كانت تحضر له طعام الغداء حين سمعت من الإذاعة باغتيال خمسة في مخيم الشاطئ، لكن لم يخطر على بالها أن يكون زوجها هو المستهدف، فبعثت له رسالة "ماسيج" تذكره أن يجلب معه الخبز حتى سمعت من الراديو كلمة مخابرات وهنا هبط قلبها فركضت إلى مستشفى الشفاء وهناك عرفت الحقيقة المرة.

وتضيف تايه أنها تعاني الآن من الوحدة ومرارة الفقد بعد غيابه عن المنزل الذي كان يمنحه الحياة في كل ركن فيه، ذاكرة أن جاد عنده ثلاثة أبناء يعيشون في بيروت هم مازن ووليد ومروان وكان يعتني بتفاصيل كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، خاصة أنه كان بالنسبة لهم الأب والأم والصديق بعد موت والدتهم منذ عشر سنين في تونس.

وذكرت أن المصادفات في الحياة غريبة، فقد أُغتيل والدها أبو صفوت في قبرص في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر 12 وزوجها الآن استشهد في يوم الجمعة في الخامس عشر من شهر9، ووصل السبت إلى بيروت وتم تشييعه الأحد كما حدث تماماً مع جثمان والدها، فقد وصل السبت إلى بيروت وشيعوه الأحد قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً.

وتختم تايه وعيناها مغرورقتان بالدموع: "أنظر في كل لحظة إلى باب المنزل وأشعر به سيدخل البيت...كل ملابسه كما هي وحتى نظارته ودبلته كما وضعهما حتى الآن على الطاولة".

التعليقات