ظاهرة في المسلسلات السورية: ارتفاع نسبة النيكوتين

ظاهرة في المسلسلات السورية: ارتفاع نسبة النيكوتين
مشهد من «كسر الخواطر»
غزة-دنيا الوطن

التدخين ظاهرة جديدة في المسلسلات السورية لهذا الموسم. حمّى التدخين على أشدها في الأعمال المبثوثة قبل الإفطار وبعده، خلافاًَ للمألوف. فالإعلام السوري الرصين والملتزم عادة اعتاد ان يمنح كثيراً - والحق يقال - من ساعاته للصحة والسلامة والحرب على عنف الفيروسات وإرهاب الجراثيم. وكثيراً ما يستضيف هذا التلفزيون أطباء لا يكلون ولا يملون وهم ينصحون مشاهديهم في ما ينصحونهم بأكل البطاطا، مشوية ومسلوقة ومقلية، واستعراض فوائدها، صرفاً لهم عن اللحم الغالي الثمن، ولا يتوقفون عن إسداء النصائح لهم بالإقلاع عن موبقات كثيرة من بينها التدخين.

وثمة إشارة لا بد منها حول توجيهات إعلامية كانت قد صدرت منذ سنوات بعد عرض مسلسل «الخشخاش» يقضي بمنع عرض مشاهد التدخين حرصاً على صحة الجيل الجديد. وهكذا صار التدخين ممنوعاً زمناً على الممثلين بعد «الخشخاش» إذ واجهت المستشفيات والمخافر حالات إدمان تبين أن ضحاياها كانوا من المعجبين بأبطال المسلسل، لكن يبدو اليوم ان الرقابة عادت وضربت صفحاً عن هذا المنع.

الشباب الغزلان في مسلسل «غزلان في غابة الذئاب» يدخنون، وربما لتخويف الذئاب من الاقتراب من الحي. والرجال في «باب الحارة» يؤركلون بنهم في المقهى والأزقة، و «أسياد المال» يدخنون في معظم المشاهد... لم لا يدخنون وهم أسياد الجريمة والمال؟ وأبطال «كسر الخواطر» يدخنون بلا هوادة كي يجبروا خواطرهم المكسورة، وهو المسلسل الوحيد الذي يلعب التدخين في احد مشاهده وظيفة درامية! وحتى بدو مسلسل «رأس غليص» الذي يعود الى أزمنة «الطبنجة»، يدخنون في غلايين عجيبة الشكل مثل الهنود الحمر، أول المدخنين على ظهر الأرض... ويمكن في النهاية أن نحمد الله أنّ خالد بن الوليد في المسلسل الذي يحمل اسمه، لا يدخن!

في خضم هذا كله يمكن للمشاهد أحيانا معرفة نوع الدخان، فأين شعار مقاطعة البضائع الاميركية؟

التعليقات