800 مقاتل من حزب الله فقط إشتركوا في الحرب ومحطة المنار لا زالت تبث من مقرها السري

800 مقاتل من حزب الله  فقط إشتركوا في الحرب ومحطة المنار لا زالت تبث من مقرها السري
غزة-دنيا الوطن

تمكن وفد اعلامي اردني عاد مؤخرا من بيروت من الاطلاع علي بعض الحيثيات والتفاصيل ذات الصلة بطبيعة الصراع السياسي الداخلي لبنانيا بعد انتهاء الحرب الاخيرة.

واجري الوفد علي مدار اربعة ايام عدة لقاءات مع سياسيين وقادة لبنانيين تحدثوا باسترخاء في بعض الملفات علما بان زيارة الوفد نظمتها الحكومة الاردنية بهدف اظهار المزيد من التضامن مع الشعب اللبناني.

وكان الوزير المعروف والفصيح غازي العريضي المحسوب علي كتلة وليد جنبلاط نجم الحفل بالنسبة للوفد الاردني الذي التقاه مرتين علي الاقل، فيما لم يلتق الوفد ايا من القادة السياسيين او الامنيين الاساسيين في حزب الله واقتصر الامر علي لقاء سريع بمدير عام فضائية المنار عبد الله قصير.

ومع العريضي وقصير نوقشت الكثير من الافكار والملفات بما في ذلك بعض المسكوت عنها وحصل الوفد الاعلامي الاردني علي بعض الانطباعات وكان ابرزها علي الاطلاق هو الانطباع الذي يشير الي اتفاق ضمني بين مجمل اطراف الصراع السياسي الان في لبنان علي ابقاء سورية خارج اللعبة الداخلية ويشمل ذلك حزب الله فلا احد في لبنان ومن جميع الفرقاء يطالب بعودة سورية الان علي حد تعبير العريضي الذي اظهر اعجابه الشديد بالشيخ حسن نصرالله متمنيا عليه ان يخفف من حدة الاتهام وقائلا بانه شخصيا مع المقاومة ومع نصر الله فيما يخص ملفين هما الملف الامريكي والملف الاسرائيلي مشيرا الي ان هذه قناعاته الشخصية كممثل لكتلة الحزب التقدمي الاشتراكي ومؤكدا ان الغالبية في لبنان ضد الخيارات الامريكية ولا تثق بها وقائلا بان عالم السياسة يتطلب ان لا يظهر البعض ذلك بين الحين والاخر.

العريضي وفي تشخيصه اعتبر ان الحرب الاهلية غير ممكنة علي الاطلاق مهما ارتفع صوت الصخب في الحوار وتبادل الاتهام داخليا وعلي اساس ان الحرب الاهلية تجري بين فريقين يملك كل منهما السلاح وهذه المعادلة غير متحققة في لبنان لان من يملك السلاح فقط هو حزب الله الان وبالتالي فأحد الشروط الاساسية للحرب الاهلية غير متوفر.

العريضي بنفس الوقت وصف الرئيس السوري بشار الاسد بانه شاب يفتقر الي مقومات النجاح ويميل الي الفشل معتبرا ان مشكلته الاساسية هي محاولته تقليد والده الراحل.

وعلي هامش زيارة الوفد الاردني اتفق محللون كثر علي رأسهم العريضي بان الخطة المركزية لحزب الله الان تكتيكيا واستراتيجيا هي اجلاس العماد ميشيل عون علي كرسي رئاسة الجمهورية بدلا من ايميل لحود الذي لم يعد صالحا لشيء علي حد تعبير العريضي اكثر من التشمس والسباحة، ومن هذا الباب فحسن نصر الله يخطط لهذه النتيجة بحيث يجلس حليف مباشر له في كرسي الرئاسة مما يفسر برأي العريضي مستويات الصخب السياسي والاثارة التي لجأ لها حزب الله منذ نحو اسبوعين وتحديدا عندما استعان بالشارع. وقدر العريضي بان كل اجواء التسخين ستؤول في النهاية الي طاولة الحوار الوطني ولن يصل الامر للسلاح لكن محاولة توظيف الحالة السياسية والظرفية قد تكون شرعية مادامت تحترم معيار ومصالح الاخر وهذه فقط مشكلتنا مع خطاب حزب الله والسؤال الذي يتبادر الي ذهننا دائما ـ يقول العريضي ـ ما دمنا عملاء وجواسيس فكيف سيحاورنا السيد حسن نصر الله وكيف سيجلس معنا؟ اننا نحترم هذا الرجل ونجله ولا نرضي له الجلوس مع العملاء فلكي نجلس جميعا هادئين ووطنيين بغرض التحاور علي حمي الاتهامات ان تخفت.

وفي لبنان برأي العريضي هناك دائما مساحات للتلاقي الوطني فقد ابلغ الوفد الاردني من قبل مقربين من العريضي وغيرهم بان اجواء دعوات حسن نصر الله لتشكيل حكومة جديدة لم تؤثر في الواقع بحقيقة الاتصال والتنسيق والتفاهم الثلاثي ما بين فؤاد السنيورة ونبيه بري وحسن نصر الله وحسب العريضي فان السنيورة يضع بري علي الاقل يوميا بصورة كل ما يحصل وهناك دائرة اتصال ثلاثي تشمل السيد حسن وبالتالي فالابواب ليست مغلقة تماما كما يعتقد البعض.

المحور الثاني الاساسي الذي اهتم به الوفد الاردني كان ذلك المتمثل بالاطمئنان علي محطة فضائية المنار حيث عقد لقاء مع مديرها عبد الله قصير الذي كشف بان المحطة وخلال العمليات الاسرائيلية العسكرية رفضت عروضا لان تبث في بعض العواصم حيث قال قصير ان محطة المنار تلقت عروضا لاستضافتها خلال الحرب لكنا رفضنا هذه العروض وفضلنا ان نبقي بين الاهل وان نناضل كي لا يسكت صوت المنار .

وحسب قصير لازالت المنار تبث من مقرها السري الذي انشئ خلال الاسبوع الاول من الحرب وخلال يومين فقط حيث دمر المقر الرئيسي تماما وسوي بالارض فيما تم تجهيز مقر البث المؤقت في مكان مجهول وبسرعة قياسية ساهمت في صمود المحطة واستمرار ارتفاع صوتها.

وهنا فهم الوفد الاعلامي الاردني ايضا بان صعوبات صغيرة واجهت المقر الحربي الجديد للمنار في بداية الامر حيث شعر البعض بالقلق وكان قرار قيادة الحزب هو ان لا يسكت صوت .

وفي الجانب الميداني لم يتسن للاعلاميين الاردنيين الاطلاع علي اي من حقائق الحرب الميدانية الجديدة الا ان اعلاميين في حزب الله سربوا معلومة صغيرة قالوا فيها بان عدد الذين قاتلوا من افراد الحزب طوال شهر الحرب لم يتجاوز 800 مقاتلا استشهد منهم 150 فقط طوال العمليات العسكرية وحسب التقديرات لم يشتغل في الحرب الميدانية الا ما نسبته 6 % من القوات العسكرية للحزب فعلا فيما كانت قوات اخري متأهبة للقتال في الخطوط الخلفية. كما ابلغ الاردنيون بان مفاجآت لم يتم الاعلان عنها ستكشفها الايام حول حقيقة ما جري للاسرائيليين في ساحة المعركة.

التعليقات