عاجل

  • (القناة 13): التقديرات الرسمية في إسرائيل تشير إلى أن تعديلات حماس على المقترح القطري لن تمنع التوصل لاتفاق

  • غارات إسرائيلية متواصلة على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة

  • (القناة 12)الإسرائيلية: صادق (كابنيت)مساء أمس على إدخال المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة بما في ذلك شمال القطاع

  • مصادر طبية: 23 شهيداً منذ فجر يوم الأحد في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الأحد

غسان بن جدو: الموساد كان يخطط لخطفي بعد مقابلتي مع حسن نصرالله

غسان بن جدو: الموساد كان يخطط لخطفي بعد مقابلتي مع حسن نصرالله
غزة-دنيا الوطن

الحوار مع مدير مكتب الجزيرة في بيروت الزميل غسان بن جدو فيه الكثير من الغني سواء علي الصعيد المعلوماتي أو علي الصعيد التحليلي خاصة بعد معايشته العدوان الطويل علي لبنان والذي أثبتت فيه الجزيرة قدرات مهنية كبيرة.

علمت منذ أجريت الحوار مع الزميل بن جدو أنه سيفوق بكثير المساحة التي إعتدت كتابتها، لكني كتبت كل ما جاء فيها علي أمل التمكن من الإختصار لكن ذلك كان صعباً. فعذراً من القراء للإطالة فالحوار كان مشوقاً. وهنا التفاصيل:

كان لافتاً خلال العدوان الذي تعرض إليه لبنان أنك لست ضابطاً عربياً يرسل جنوده إلي الجبهة ويبقي في المؤخرة. هل كنت تختبر قدراتك؟

بل كنت متفاعلاً مع الواقع ومنغمساً فيه كمهني وكمواطن عربي.كمهني كان طبيعياً أن أقوم بدوري إلي جانب الزملاء وأن نقوم بالعمل سوية سواء في المكتب أو في الميدان. أما كمواطن عربي فلا شك بأن هناك بلدا عربيا يُعتدي عليه بشكل سافر من قبل إسرائيل وأنا جزء من هذا البلد العربي.

ما لاحظناه أنك خاطرت كثيراً فهل هي روح المغامرة أم الرغبة في تقديم المختلف؟

حتي وإن كانت مغامرة فهي بالتأكيد مغامرة محسوبة. فكلمة مغامرة غير محسوبة دخلت التاريخ من الباب السيئ. كان عليّ أن أختار إما أن أقوم بدوري كصحافي أو كمدير من وراء المكتب. بشكل طبيعي أعتبر نفسي في الأيام العادية منسقاً بين الزملاء فما بالك في أيام الحرب. طاقمنا لم يكن كبيراً وكان علي كل منا أن يقوم بدوره ويعمل بشكل واسع وكبير. كان علينا الإنتشار في كل المناطق، وبحكم كوني منسقاً بين الزملاء كنت مضطراً لأن أبقي في بيروت وضواحيها. ولا شك بأن ضواحي بيروت تعرضت للقصف منذ الساعات الأولي للعدوان وكان طبيعياً أن نغطي الحدث كما هو. نزولي إلي الميدان والذي وصفته مغامرة هو بالتأكيد ليس مغامرة، بل هو عمل صحفي طبيعي وعادي.

أن تتنقل علي الدراجة النارية أثناء القصف، وأن تقدم الحوار المفتوح والطائرات فوقك ألا تعتبره مخاطرة إن لم نقل مغامرة؟

فيه مخاطرة نعم. العمل الصحافي والعمل الميداني الذي ينبغي أن تظهر صورته للناس فيه مخاطرة، لكن بالتأكيد هو ليس عملاً إنتحارياً. عندما أكون هناك آخذ جانباً من الحيطة ومع ذلك كان هناك مخاطرة جدية فأحياناً نزلت إلي الضاحية الجنوبية بمفردي وحتي بدون مصور حيث نقلت للجزيرة رسائل عدة عبر الهاتف.

كنت حريصاً علي حياة المصور أكثر من حياتك؟

صدقيني نعم، وهذا ما يحسب لقناة الجزيرة لأننا تلفزيون ولسنا بإذاعة ومع ذلك فتحت قناة الجزيرة لي الهاتف لأكثر من مرة ولفترة طويلة ووصلت إحداها من دون إنقطاع لحوالي 45 دقيقة، كنت خلالها في السيارة أثناء غارات مكثفة. تنقلت ونقلت ما شاهدته وما سمعته للمشاهدين. دخلت في تفاصيل الشوارع ومن المؤكد أن المشاهد اللبناني كان يدرك أين أنا.

وكيف إخترت الرحلة إلي الضاحية عبر الدراجة النارية؟

يومها كنت بالقرب من مستشفي الرسول الأعظم برفقة زميل مصور وجهاز بث فضائي وكان حينها القصف ينهمر علي الضاحية. طلبت من زميل أن يرافقني فأبدي حذراً فإحترمت رغبته. وعندما لاحظت وجود الدراجات النارية طلبت من المستشفي إعارتي واحدة وأنا أهم بالسير جاء مواطن من الضاحية وتبرع بالذهاب معي ليكون دليلاً. في هذه الرحلة أعطيت بعض التفاصيل علي الهاتف وخاصة فيما يتعلق بالمربع الأمني. ومن ثم عدت ونزلت إلي الضاحية مع زميلي يونس فرحات وكان يحمل كاميرا صغيرة حيث فاجأتنا الغارات القريبة منا، وبعد هدوء لدقيقتين كنا خلالها في الشارع إنهارت قناة المنار ونحن قريبون منها وعندها أصبت بالذهول ووصفت مشاهداتي خاصة نجاة حوالي العشرة أشخاص بأعجوبة.

وماذا في التفاصيل التي لم نشاهدها في برنامج حوار مفتوح من الضاحية والذي أطلقت عليه في الميدان؟

إنه حلقة خاصة من حوار مفتوح، وهذه الحلقة أدت لتحول جذري في هذا البرنامج بحيث أصبح يركز أكثر علي الميدان. كان الهدف أن أظهر للعالم هذه المنطقة التي تدمر بالكامل والكاميرات تعجز عن دخولها . وكان تصوير برنامج من ضاحية بيروت الجنوبية مخاطرة جدية. في هذه المهمة كنا فقط ثلاثة مصورين وأنا، في حين أن الحلقة تحتاج لحوالي 22 شخصاً. سمح لنا الإخوان في حزب الله بتصوير الحلقة لكنهم لم يتوقعوا أن نبقي لحوالي الأربع ساعات والنصف. وفي نهاية الأمر تمني الإخوة في حزب الله أن نغادر لأن الطائرات كانت فوقنا ونحن في المربع الأمني حتي أننا دخلنا منزل السيد حسن نصر الله الذي لم يكن مرافقونا من حزب الله يعرفون أنه منزله. وعندما ذهبنا لتصوير البرنامج فوجئنا بوجود مواطنين أتوا يبحثون عن أشيائهم ومنهم أب وأم أتيا للبحث عن مستندات جامعية لإبنهم ولحسن الحظ وجداها. ذهلت بهؤلاء البشر، وبوجود النائب علي عمار الذي لم يغادر الضاحية وكان يتنقل علي الدراجة النارية. وفي الحقيقة الهدف من هذه الحلقة أن أقول للعالم بأن ضاحية بيروت الجنوبية ينبغي أن تكون رمزاً للصمود .

جميع من شاهدك لمس أن المعركة هي معركتك. هل يمكن أن يكون الإعلامي خاصا إلي هذه الدرجة في عمله؟

ميزنا بين المعركة العسكرية بكل إنعكاساتها الإنسانية والإجتماعية وبين الجدل السياسي المصاحب لهذه المعركة. في الجانب الإنساني والإجتماعي والعسكري كنا منغمسين بالكامل ومن دون حرج وكنا ننقل الواقع كما هو. وفي آخر حوار مع السيد حسن نصرالله شكرنا وكانت إجابتي أننا ننقل الواقع، ونتيجة الحرب أكدت أننا كنا واقعيين إلي أقصي حد. أما الجدل السياسي المصاحب لهذه الحرب فلم نكن طرفاً فيه ولم نبد رأياً. كنا نستضيف كافة الأطراف. والقرار في مكتبنا كان بالتوازن في إختيار الضيوف، وإذا أُضطررنا لعدم التوازن فينبغي أن يكون المخالفون لحزب الله بنسبة 55 بالمئة. لكن علي المستوي الإنساني والعسكري لم يكن ممكناً أن نكون حياديين.

ما هي حقيقة التهديد بالقصف الذي تعرضت له قناة الجزيرة في بيروت؟

تحدثت سيدة عبر الهاتف وقالت بأنها من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وتلقي المكالمة زميلنا حسن جمول. وعندما أُبلغت بالأمر كان رأيي بأن الذي يريد أن يقصف لن يهدد. لكني خشيت الأمر لأننا كنا في الأيام الأخيرة وإستحضرت ما حصل لنا في أفغانستان والعراق حيث قصف مكتبينا في اليوم الأخير. جهزنا مكاناً بديلاً لكن الإخوان كانوا صامدين وصابرين وبدوري قلت لمن يريد المغادرة أن ذلك من حقه، لكني عندما بقيت بقي معي معظم الزملاء.

كإعلامي قمت بهذا الدور الكبير إلي جانب زملائك فهل تخشي علي حياتك؟

لم أفكر شخصياً بالموضوع لكن الجهات الأمنية اللبنانية وبعد اللقاء الأول مع السيد حسن نصرالله حذرتني وعرضت حماية خاصة لي ولمكتبي. شكرتها علي المبادرة وقبلت بأمن غير مرئي للمكتب فقط. أما علي الصعيد الشخصي فإن كنت مستهدفاً من إسرائيل فلن تردعها حماية. لكن هذا المكتب كان منزلي وهذه الكنبة التي تجلسين عليها كانت سريري خلال العدوان. لكن التلفزيون الإسرائيلي بقنواته الأولي والثانية والثالثة والعاشرة تحدث عني مراراً وهذا دفع ببعض الأصدقاء إلي التحذير. ومن ثم كشفت بعض الصحف الإسرائيلية بأن الموساد كان يخطط لخطفي في اليوم الذي تلا اللقاء الأول مع السيد حسن نصرالله. وفي الحقيقة كنت متحسباً لهذا الأمر ولهذا قلت بعد الحوار بأني لا أعرف شيئاً عن المكان الذي كنت فيه وهذه هي الحقيقة. في الأيام التي تلت ذلك الحوار بقيت ملازماً لمكتبي.

هل فاجأك مراسلو الجزيرة خلال هذا العدوان؟

أبداً لكني كنت مسروراً جداً بهم، ربما البعض في قناة الجزيرة فوجيء بهم. كنت متأكداً من قدرات عباس وبشري وبسام، وأنا من طلب كاتيا ناصر بالإسم من الدوحة وتناغم طلبي ورغبتها. بشري عبد الصمد كانت أول مراسل يصل إلي مارون الراس بالتحديد، عادت وكانت ترغب بالعودة إلي الجنوب لكنها كانت أمام مشكلة طفلتها. عباس مندفع جداً وأنا أجد نفسي وشبابي فيه. أعجبتني همة الشباب والصبايا وتوازنهم ودقتهم. كما أعجبني إنفعالهم وتفاعلهم وحرارتهم من دون الإخلال بواجبهم المهني.

وماذا عن الزملاء الذين وفدوا إلي بيروت لتقديم نشرة الأخبار منها؟

الزملاء الذين قدموا من الدوحة وخاصة من هم غير لبنانيين كانوا متفاعلين جداً وأعطوا مصداقية لعملنا. العين غير اللبنانية تنظر إلي المشهد بشكل غير مألوف. هذه الحرب أكدت بأن الإعلام العربي ينبغي أن يفخر بذاته. وأقول بلا تواضع أن العدوان علي لبنان أسس لمدرسة جديدة في إعلام الحرب. في السابق كان يذهب الإعلاميون العرب للتدرب في الغرب. أنصح جميع الزملاء في الوطن العربي بتوفير الجهد والطاقات والأموال لأننا علي إستعداد لإستضافتهم إن كانوا بحاجة للتدريب. أما هذه الأستذة المبالغ فيها والنرجسية التي يتعاطي الإعلام والسياسيون الغربيون بها معنا فهذه ولت. لقد أظهر هؤلاء تحيزاً غير طبيعياً وغير مبرر وجزء كبير منهم أظهر جبناً. نحن أظهرنا شجاعة شامخة وليست شجاعة إنتحارية. وللأسف أقول أن الزملاء الصحافيين الغربيين الذين جاءوا إلي هنا والذين كانوا يريدون أن يعملوا بإخلاص وصدق ومهنية سحبوا من قبل وسائل إعلامهم.

هل كنتم علي إستعداد تقني لهذه المعركة؟

بالحد الأدني، لكن كانت لدينا مرونة مكنتنا من تأمين حاجياتنا بسرعة. ومركز الدوحة تعاطي معنا بكل مهنية وبلا بيروقراطية علي الإطلاق. كل ما طلبناه تم توفيره مباشرة. تغطيتنا كانت مثلثة الأضلاع بين زملائنا الأعزاء في فلسطين ومركز الدوحة وبيروت حيث كان الحدث.

وماذا في تفاصيل رحلتك داخل الأنفاق علي حدود الجنوب بعد وقف إطلاق النار؟

ما أبلغه لك ولأول مرة أننا في إحدي القري قدم لنا أحدهم نفسه كصحفي أجنبي سائلاً عن المناطق. وبعد حوالي الساعة جاء هذا الرجل إلي سيارة المؤونة الخاصة بالجزيرة وأخذ ما أراد وإبتعد حوالي الخمسين متراً وكان يأكل بشراهة غير طبيعية. إستغربت أن يكون صحافياً أجنبياً من غير دليل ومن غير ترسانة من الألات والتموين وفريق وحماية. وبدون الدخول في التفاصيل أُكتشف أنه إسرائيلي ولم يكن صحافياً بل هو جزء من الجيش الإسرائيلي بقي في الجنوب ويبدو أنه تاه.

لماذا لم يتم إعتقاله؟

بلي تم إعتقاله لكني فهمت لاحقاً أنه تمت إعادته إلي فلسطين.

ولماذا لم يتم الإحتفاظ به؟

في حلقة الأنفاق قال لي المقاتل أنهم لم يرغبوا بأسر جنود كي لا يكونوا عبئاً عليهم ولا يتمكنوا من الإهتمام بهم كما يفرض الدين الإسلامي. لكن ما لم يقله الإخوة في المقاومة أنهم إكتشفوا أن كل جندي إسرائيلي كان يحمل في جسده إشارة بحيث يكون دليلاً في حال أسره.

إنها إشارة الليزر؟

نعم، وكان الإخوة في المقاومة أذكياء من هذه الناحية. وحتي ذاك الإسرائيلي كان يحمل تلك الإشارة، فقط تم التحقيق معه.

لنعد إلي زيارتك لعيتا الشعب ولماذا إخترتها بالتحديد؟

الحرب بدأت وإنتهت بها. لذلك خصصت لها حلقة خاصة وبالمناسبة لم أظهر في تلك الحلقة أنفاقاً عميقة وخطيرة لا يعرفها الإسرائيلي. ما دخلناه هو عبارة عن سراديب تقع تحت أربعة منازل تعود للمقاومين وتقع في طليعة البلدة وعلي الحدود مباشرة. والحلقة الثانية كانت للقول بأن الحديث عن إحتلال إسرائيلي للأراضي اللبنانية هو كذبة كبري وهي لا تتعدي بضع مئات من الأمتار. وهذا ما أكدته في منطقة البياضة حيث ذهبت برفقة مصور وعندما رأتنا الدبابة صوبت فوهتها نحونا وإذا بـ11 جنديا يخرجون من أحد البيوت.

لقاؤنا الأول كان في شباط 2005 توقعت خلاله تطورات في المنطقة وهذا ما حصل فعلاً. فهل ما نزال مقبلين علي مزيد من الأحداث بظل وجود كل هؤلاء الجنود علي أرض الجنوب؟

أخبرت الزملاء قبل بداية الصيف بأن يأخذوا إجازاتهم قبل الخريف الذي كنا نتوقعه ساخناً لكن فاجأنا الأمر في تموز. أعتقد بأن تطورات كبيرة ستحصل في لبنان وأظن أن عام 2007 سيكون عاماً حاسماً في مستقبل المنطقة. هذا العام سيكون عام مواجهات عنيفة ستحصل في لبنان وتمتد إلي المنطقة أو العكس، وقد يكون عاما لتسوية جدية. ونحن ينبغي أن نتهيئ لهذا الأمر سواء المواجهات أو التسوية.

وهل يميل حدسك للمواجهات أم للتسوية؟

أعتقد أن عام 2007 سيكون عاماً صعباً. سيكون عام مواجهات وأتمني أن لا تكون مسلحة.

يتنوع إهتمامك في برنامج حوار مفتوح بين الفني والسياسي والإجتماعي. هل يتيح لك التنويع راحة خاصة؟

إنه برنامج حواري ومفتوح دون ديكور ومكان ثابتين. إنه حوار مفتوح له هويته. نوعت في البرنامج خلال الحرب وهذا ما أعجب المشاهد. لم أكن علي قناعة بإستضافة سياسيين في هذا البرنامج خلال الحرب. في برنامج من لبنان إستضفنا السيدة ماجدة الرومي، وفي حوار مفتوحا إستضفنا السيدة جوليا، وفي المكانين كان الحوار مفتوحا علي المقاومة والصمود. وربما قريباً نستضيف فنانين معنيين بهذه القضايا الوطنية. أعرف علي سبيل المثال راغب علامة قبل الحرب وخلال الحرب كان يتصل بي، وعاصي الحلاني الذي قد يكون ضيفنا في مرحلة لاحقة. في الحقيقة حلقة جوليا من الحلقات التي أعتز بها كثيراً. وهي لقيت أصداء كثيرة.

هل للموسيقي وقتها في حياتك؟

الفن جزء أساسي من حياتي. الموسيقي موجودة في حياتنا العائلية في المنزل وفي السيارة وهي عادة إكتسبتها منذ الصغر. الموسيقي تغذيني روحياً.

عندما تستيقظ صباحاً هل تسمع فيروز أم نشرة الأخبار؟

أفضل سماع فيروز لكن ما أقوم به مباشرة هو سماع نشرة الأخبار للأسف.

*القدس العربي ـ من زهرة مرعي

التعليقات