عاجل

  • نعيم قاسم: يجب أن تنفذ إسرائيل الاتفاق وتنسحب من الأراضي المحتلة وتوقف عدوانها وتعيد الأسرى

  • الأمين العام لحزب الله اللبناني: لن نكون جزءا من شرعنة الاحتلال في لبنان والمنطقة ولن نقبل بالتطبيع

زوجان مراسلان علي الجبهة ونانسي ترد الروح للمهندس

زوجان مراسلان علي الجبهة ونانسي ترد الروح للمهندس
زهرة مرعي

يتابع الإعلام اللبناني بمختلف وسائله الإحتفاء بالمراسلين والمراسلات اللبنانيين الذين انتشروا خلال العدوان الصهيوني الامريكي علي الجبهات الأمامية. فبرنامج ع المكشوف من قناة المرأة العربية هي إستقبل هذا الأسبوع أربعة من المراسلين هم ريما مكتبي من العربية، سلطان سليمان من الحياة ـ ال بي سي، عباس ناصر من الجزيرة وفاطمة عواضة من قناة العالم. إكتشفت صاحبة البرنامج ماتيلدا فرج الله كما إكتشفنا نحن المشاهدين أن ناصر وعواضة متزوجان ولهما طفلة في عمر الثمانية أشهر، وهما معاً كانا علي الخطوط الأمامية يتعرضان للخطر نفسه ويشعر كل منهما بالخوف علي الآخر دون أن يدفعهما ذلك للتفكير بإنسحاب أحدهما ليكون إلي جانب طفلتهما. بكل صراحة يعترف عباس ناصر أن العاطفة تشكل عملية ضغط خلال المهمات الإعلامية المحفوفة بالمخاطر كما كان حال العمل الإعلامي علي جبهات الجنوب اللبناني.

لم يكن الزملاء الذين إستقبلتهم ماتيلدا فرج الله من اولئك الذين يتبجحون ببطولاتهم، فهم توحدوا علي القول بأنهم قاموا بواجبهم المهني والإنساني إلي جانب الوطني. وأجمعوا علي أن الإعلام اللبناني هو الذي سجل هذا العدوان بكل ما أتيح له من إمكانات، وإنه كان صوت الحقيقة الساطعة إلي حدود أزعجت العدو لفضحها لممارساته التي خرقت كل الأعراف والقوانين الدولية لذلك تعرض بعضهم لتهديداته.

الجديد الذي قدمته ماتيلدا فرج الله في برنامجها هو التقارير الثلاثة التي أعدها البرنامج عن ضيوفه سلطان سليمان، ريما مكتبي وعباس ناصر فيما اعتذرت من فاطمة عواضة لأن إستضافتها تمت في اللحظات الأخيرة عندما علمت صدفة أنها متزوجة من عباس حيث شكل هذا الزواج مفارقة في وجود الإثنين معاً في منطقة صور لأيام طويلة. جديد هذه التقارير مقتطفات من حياة هؤلاء المراسلين وعملهم في الأوقات الحرجة جداً. وجديدها أيضاً شهادات من ذويهم. فقد تحدثت والدة ريما مكتبي عن إبنتها التي كانت بالنسبة لها في غاية الرقة ولم تكن تتصور منها أن تكون في مثل هذه الشجاعة. وشقيقة سلطان سليمان أبدت إعتزازها بشقيقها الذي يشكل عصب العائلة، والذي تميز خلال وجوده في الجنوب بإنسانيته وتفانيه في مساعدة المحاصرين وإسعافهم. وتقرير عباس ناصر تميز بإقدامه علي المهمات الصعبة ومحاولته إخفاء مهماته المهنية عن زوجته فاطمة عواضة كي لا يتركها في قلق عليه.

إنه تكريم في مكانه يستحقه المراسلون اللبنانيون لأنهم كانوا في غاية الشجاعة، وفي درجات عالية من المهنية والتضحية بالذات، ويستحق التكريم معهم من هم خلف الكاميرا من مصورين وتقنيين، وقناة هي إستضافت بعض هؤلاء في تقاريرها المصورة.

الكوميديان الجدي

تحت عنوان وداعاً فؤاد المهندس إستعادت قناة روتانا سينما حواراً ليس قديم العهد أجرته معه هالة سرحان وفيه إستشهادات بالعديد من أفلامه ومسرحياته، بحيث بدت الحلقة تأريخاً لمسيرة رجل ترك إرثاً كبيرا في الفن السابع وفي الفن الراسخ وهو المسرح. فؤاد المهندس الذي أضحك الملايين علي مدي عمره الفني الغزير أفصح عن أنه يختزن في داخله وبعيداً عن الفن قدراً كبيراً من الجدية. وقال : ضحك الكوميديان قليل، ضحكي قليل جداً، ما أعرفش الهزار في بيتي. كان فؤاد المهندس في هذا اللقاء إنساناً منساباً في أرائه وأفكاره بعيداً عن الدبلوماسية. إذ قال مشاعره نحو الأشخاص الذين سئل عنهم من دون مواربة بل مباشرة رغم إصرار مضيفته علي تكرار السؤال، فهي كانت تسمع الإجابة نفسها. وعندما إستهجنت هالة سرحان أن يكون عميد الكوميديا العربية قد أقفل ستارة المسرح علي شريهان لتبدل ملابسها بعد أن كان باين منها حاجات لفتت الجمهور، وكررت سرحان قفلت الستارة علي شريهان حوالي الأربع مرات فقد بقي يردد أيوي قفلتها .

هذا الرجل الذي حفر عميقاً في الفن العربي لم يكن ليخجل من أن تخونه الذاكرة قليلاً. فقد غاب عن باله إسم الصوت النسائي الذي إستبقاه عبد الوهاب عنده كي يسمعه إياه. لكنه في نهاية الحلقة تذكر أن هذا الصوت الهايل هو لطيفة . لم يخف عدم حبه لعبد الحليم حافظ بإستثناء الفنجان دي ، ولا لفريد الأطرش ما تجبيش سيرتو بقي خلاص ، فأم كلثوم كانت مستأثره بالرجل من الألف إلي الياء .

هالة سرحان بعد إسترسالها بالسؤال عن مجايلي ضيفها في الفن ومن عمل معهم من كبار النجوم إستحضرت فجأة نانسي عجرم لتسأله بتعجبك فإسترسل الضيف في الرد دي قمر، دي ترد الروح، يا خرابي في حد مثلها، دي ما حصلتش في الدنيا . وتمني لو تجمعه مسرحية معها قائلاً يا ريت . إنها شهادة من رجل كبير وعظيم يجب أن تنتبه لها نانسي عجرم.

رحل فؤاد المهندس عن عمر مديد وترك لنا إرثاً جميلاً، ومنه هذا الحوار الذي إستمتعنا به بعد رحيله مستعيدين معه محطات بارزة في حياته الفنية، مستطلعين أراءه وأفكاره الحقيقية في أمور الحياة في نهايات تلك الحياة. كان حواراً غنياً ومشوقاً. رحمه الله.

رصاص طائش

قصة لارا ـ النيران الصديقة فيلم وثائقي سجله المصور في برنامج سيرة وإنفتحت من تلفزيون المستقبل علي هاشم بدءاً من 31 تموز (يوليو) إلي 14 أب (أغسطس)، وفيه تلك الفتاة ابنة الـ15 عاماً التي أصيبت برصاصة طائشة إخترقت رأسها يوم احتفل المواطنون بإغراق البارجة الإسرائيلية علي شواطيء صور. هذا الوثائقي أرّخ كافة اللحظات الحرجة التي مرت بها لارا وفقدان الأمل من شفائها من غيبوبتها، ومن ثم بدء إستعادتها لعافيتها تدريجياً بإرادة إلهية، وبحب للحياة من قبلها وبعاطفة جارفة غمرها بها والداها.

قصة لارا تشكل إدانة لعادة ليست حميدة في بلداننا وهي الإحتفال بالنيران الحقيقية بحدث مهم. إذ كان بالإمكان التعبير عن الفرح بإغراق البارجة بالمفرقعات النارية، وليس بالنيران الحقيقية، خاصة وأن هجوم العدو كان مستمراً علي أرضنا وكنا بحاجة لكل ذخيرة كي نوجهها صوبه.

تلفزيون المستقبل سجل حدثاً بمتابعته لتطور حالة لارا، وتسجيله كان شبيهاً بالدراما التي تتصاعد وصولاً إلي النهاية السعيدة التي أثلجت قلوب المشاهدين الذين تعاطفوا مع لارا، والذين يتمنون أن تستعيد كامل عافيتها ولياقتها الصحية بعد عودتها من إيطاليا حيث سافرت لإستكمال العلاج.

تكريم التلامذة

رغم العدوان الكبير الذي تعرض له لبنان، ورغم تدمير مبني تلفزيون المنار أصرت هذه القناة علي إحياء مناسبة بدأت بها في العام الماضي وهي تكريم التلامذة المتفوقين في الشهادات الرسمية في لبنان. هذه القناة التي غابت عن السمع والعين فقط لدقيقتين بعد تدميرها حيرت العدو وتركت السؤال ينغص عيشه من أين تبث ؟ بقي السؤال محيراً ولا يزال، والقناة إلي ذلك أحيت سهرة عرمرمية كان المتفوقون أبطالها إلي جانب الضيف الذي ساهم وجوده بإضفاء الكثير من المرح وهو الممثل دريد لحام. كرمت المنار المتفوقين، وأعدت أفلاماً وثائقية عن الذين إحتلوا المراتب الأولي، وكانت تلك الشرائط مشغولة بعناية. إنها إرادة الحياة في مواجهة الموت الذي أراد العدو زرعه في وطننا الجميل.

صحافية من لبنان

[email protected]

التعليقات