عاجل

  • حزام ناري شرق مدينة جباليا شمال قطاع غزة

  • (القناة 13): التقديرات الرسمية في إسرائيل تشير إلى أن تعديلات حماس على المقترح القطري لن تمنع التوصل لاتفاق

  • غارات إسرائيلية متواصلة على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة

الداوودي لدنيا الوطن: انقطاع بث الفضائية الفلسطينية عن العالم عدا الشرق الأوسط سببه ديون تجاوزت الثلاثة ملايين دولار

الداوودي لدنيا الوطن: انقطاع بث الفضائية الفلسطينية عن العالم عدا الشرق الأوسط سببه ديون تجاوزت الثلاثة ملايين دولار
غزة – دنيا الوطن – تامر عبد الله

تلفزيون فلسطين الذي عانى و لا يزال حتى اللحظة يقاسي ويلات الاحتلال، يلاقي أمام صموده هذا تخلي عربي عن دعمه مادياً للوقوف بأرجل صلبة في وجه هذه العاصفة، بل ويُهاجم من فئة معينة من أبناء جلدته –أو كما يدعون- بتحريض هنا وهناك، بالرغم من كل ذلك لا يزال هذا التلفزيون الذي يعمل بأجهزة انتهى عمرها الافتراضي من سنوات، يقدم المفاجآت كل عام خاصة في شهر رمضان، كل ذلك وغيره ناقشناه في دنيا الوطن مع السيد محمد الداوودي مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية في هذا اللقاء.

* لقد تسلمتم مهامكم في الإدارة منذ عدة شهور، هل لكم أن تجملوا لنا ماذا حققتم من الأهداف التي كنتم تصبون إليها؟

- بداية أنا أشكركم كصحيفة نعتبرها المنبر الصريح والحر والنزيه. منذ تسلمي لإدارة التلفزيون كان لدينا عدة اتجاهات نعمل عليها وأولها استعادة ثقة المشاهد وخاصة الفلسطيني الذي فقدناه على مدى سنوات طويلة، وكانت الخطوة الأولى هي جعل الخبر الفلسطيني ينقل بشكله الكامل والسريع عبر شاشة التلفزيون الفلسطيني، وليس من خلال أي فضائية أخرى، وفيما يخص الخبر العربي والدولي فهناك قنوات إخبارية متخصصة وعديدة، فاستطعنا بحمد الله- وحسب الاستطلاعات الأخيرة- أن نكون السباقين للخبر الفلسطيني من خلال المتابعة الحية المباشرة للأحداث، ولم يقتصر الأمر على الخبر الفلسطيني بل تعدى ذلك للدول المجاورة حيث خرجنا ببث حي ومباشر من لبنان أثناء الحرب على لبنان في أيام الاجتياح البري لها، وهذا أمر ليس بالسهولة التي يراها جمهور المشاهدين؛ الأمر به صعوبة كبيرة ومخاطرة ولم يكن بالهين إطلاقاً على جميع الصعد.

كذلك عملنا على فرز مساحة للرأي الفلسطيني الفلسطيني على الشاشة، وكنا نعطي المساحة الكافية لجميع الأطر السياسية والحزبية وقوطعنا في بعض الأحيان من بعض الجهات السياسية والحزبية إلا أن ذلك لم يثنينا عن مواصلة عملنا بل استمرينا في دعوة كافة الأطياف لجميع البرامج التي تتعلق بالقضايا السياسية، ومن يرفض فهذه حريته أما نحن كمنبر إعلامي كنا نتابع اتصالاتنا مع الكل وكان المشاهد يرى أننا نستضيف في برامجنا من الكل الفلسطيني بكل جوانبه وعلى الهواء مباشرة، إلا أن هناك البعض كان يعتذر قبل بداية البرنامج بخمس دقائق فقط، وكنا ننوه في البرنامج أنه تم دعوة فلان ولكنه اعتذر وهذا ليس ذنب الشاشة.

كما وضعنا في خطتنا مساحة للرأي العام ومخاطبة الجماهير وأدخلنا في الأستوديو نظام الهاتف المستقبل حتى لا يتم التحكم _ أو يقال ذلك_ بهوية المتصلين على البرامج، استطاعت هذه البرامج فعلاً أن تجذب العديد من شرائح المجتمع، فجميعنا نعلم بأن مجتمعنا مكبوت نتيجة الأزمات المتوالية عليه لذا فهو يحتاج لإبداء رأيه والحديث بين الفينة والأخرى، فلم لا نكون نحن كتلفزيون وطني من يستقبل هذه الآراء ويناقشها، فهذا هو المنبر الذي ينطلق منه المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

* وماذا عن الناحية التقنية؟

- تقنياً نحن حاولنا قدر الإمكان معاودة صيانة الأجهزة المتآكلة المتهالكة، إلا أن ذلك عملياً كان لابد أن يتم قبل حوالي أربع سنوات، ولكن الحصار والأزمة المالية الخانقة حالت دون ذلك. الأجهزة الموجودة الآن في التلفزيون تعتبر كالرجل الطاعن في السن يمكن أن ينتهي وجوده وفاعليته في أي لحظة.

جاءت قبل سنة لجنة تقييم دولية من خبراء فرنسيين وعرب بتنسيق من الدكتور نبيل شعث للوقوف على مدى صلاحية هذه الأجهزة وكيف يمكن تحديثها، فكان جوابهم أن أجهزة هذا التلفزيون لا تصلح إطلاقاً للبث، ولا يجوز على أي وجه في زمن 2005 أو 2006 أن يوجد تلفزيون وطني يعمل بهذا النوع من الأجهزة لأنها تعمل بنظام ( الأنالوج) ونحن الآن بالطبع في عصر النظام الرقمي، وهي بالأصل حينما استوردت كانت قديمة إضافة إلى عدم وجود قطع غيار لها وبالتالي لا صيانة ولا تجديد، لذلك تعمل هذه الأجهزة بحرص بشري شديد، حتى أن موظفي الصيانة يعملون لدينا على مدار الساعة تحسباً لأي خلل يحدث سواء في أجهزة التحكم بالصوت أو بالصورة أو حتى بالكاميرات، التي تعتبر متهالكة وهي عمود أساسي في الأستوديو فبالطبع نحتاج لكاميرا جيدة حتى تنتج صورة عالية الجودة وكل هذا يحتاج للأموال. ومن هذا المنطلق نحن نوجه نداء استغاثة لكل حريص على هذا المنبر الوطني وهذه الشاشة التي تمثل الشعب الفلسطيني الذي يتابع شاشته خاصة خارج الوطن بشغف كبير وبعين الحنين للوطن، فهذا التلفزيون يجسد الحالة الفلسطينية عبر شاشته، لذلك لا نريد أن نبقى مكتوفي الأيدي حتى تنهار هذه الشاشة.

* ماذا عن انقطاع إشارة فضائية فلسطين عن العالم عدا الشرق الأوسط؟ وهل فعلاً تبثون على قمري "النايلسات" و"العربسات" مجاناً؟

- لا يوجد بث لنا مجاني على أي قمر صناعي، كنا سابقاً تصل إشارتنا إلى أوروبا والأمريكتين وآسيا، لكن للأسف توقف هذا البث لأن "العربسات" الذي كان يقوم بنقل إشارتنا عبر تلك الأقمار أوقف الخدمة بسبب عدم دفعنا للمستحقات المالية لهذه الخدمة، لذلك اقتصرت إشارتنا في بثها الآن في منطقة الشرق الأوسط عبر قمري "النايلسات" و"العربسات"، فليس لدينا إمكانية لسداد المستحقات التي لم يتم دفعها وهي تتجاوز الثلاثة ملايين دولار.

* هل هذا يعني أنكم تحتاجون لملايين الدولارات شهرياً حتى يتحسن وضع التلفزيون الفلسطيني؟

- إذا أردنا أن نرى تلفزيون ناجح علينا في البداية أن نمده بالإمكانات اللازمة ونحن لا نريد إمكانات مهولة كبعض التلفزيونات العربية مثل تلفزيونات الخليج، نحن نريد 2% فقط من ميزانية أي قناة جيدة، حينها سترون شاشة غنية بالمواد التي تهم جميع شرائح المجتمع سواء من الدراما أو البرامج أو الإنتاج المحلي كل ذلك نستطيع فعله، فنحن قادرون -كجزء من هذا الشعب- أن نصنع الشيء من اللاشيء فهذه سمة الشعب الفلسطيني.

* هل لك أن تعطينا رقم تقريبي لميزانية تشغيلية يمكن أن تنعش التلفزيون الفلسطيني؟

- نعلم إن تلفزيونات الخليج تتكلف ملايين الدولارات شهرياً، وأنا لا أحتاج لذلك فأنا أريد مائتي ألف دولار فقط كميزانية تشغيلية كاملة، وأنا كفيل بتجديد الأجهزة وتجهيز التلفزيون بكل ما يلزم، وإنتاج أعمال درامية وبرامج عديدة وكل ما يود أن يراه المشاهد الفلسطيني بمستوى راقي جداً، ولكن ما يحدث أننا منذ شهر يناير لم نحصل إلا على استحقاقين ماليين فقط، نحن الآن قادرون في هذه الظروف على إنتاج برامج من القاهرة مباشرة وبجهود كبيرة استطعنا أن نوفر هذه الاستوديوهات مجاناً، ولكن لا يوجد من يدفع تكاليف إشارة البث فقط!!، وحتى على صعيد المسلسلات العربية الحائزة على ثقة ومتابعة الجمهور العربي والفلسطيني منها ما يصل ثمنه إلى مليون دولار وبجهودنا استطعنا أن نوفرها بخمسين ألف دولار فقط ولكن لا يوجد من يغطي هذه التكاليف أيضاً.

* شهر رمضان المبارك يقترب منا، فكيف استعددتم لهذا الشهر الفضيل؟

- نحن حرصنا على التنويع في رمضان ما بين الفقرات الدينية وما يخص ربات البيوت والبرامج الثقافية والمسابقات وبعض المواقف الضاحكة مع التركيز على الجانب الديني، بالإضافة إلى برامج السهرة من أفلام أو مسرحيات بعد منتصف الليل.

* ما هي البرامج المميزة التي ستعرض على الشاشة الفلسطينية في رمضان هذا العام؟

- هذا العام هناك العديد من المسابقات منها ما هو داخل الأستوديو ومنها ما هو خارجي، كما أنتجنا عملاً درامياً في استوديوهات دريم بالقاهرة مكون من ثلاثين حلقة مدة الواحدة من 15 إلى 20 دقيقة وهي عبارة عن مواقف مضحكة، بالإضافة إلى المسلسل المحلي الذي أنتج في المحافظات الشمالية من الوطن.

* على ذكر المسابقات هل واجهتم هذا العام صعوبات في توفير الراعي للبرامج؟

- واجهنا بالفعل مشكلة كبيرة بهذا الصدد منذ حوالي ثمانية شهور، فالوضع الاقتصادي لا يسمح للشركات الصغيرة والمحلات التجارية برعاية أي برنامج لأن هناك كساد عام، إلا أن هناك شركات كبيرة مثل شركة جوال وشركة الاتصالات الفلسطينية وبعض البنوك ساهمت في رعاية مسابقات لشهر رمضان.

* ما هي كلمتك التي تريد توجيهها للجمهور الفلسطيني؟

- الرأفة بهذا التلفزيون ألا يكون مادة تحريضية على منابر المساجد وفي الجلسات الخاصة مما يؤجج مشاعر البعض ممن يتخندقون في أفكارهم الحزبية البحتة، ويكفي لهذا التلفزيون ما قاساه من الاحتلال بقصفه خمس مرات وتهديده اليومي من قبل الاحتلال، وأطلب من الجميع الالتفاف حول شاشتهم الفلسطينية، فهذا تلفزيون الشعب وهو مفتوح للجميع وأتحدى أن يدعي أحدهم يوما أننا حجبنا صوتاً لهذا التنظيم أو ذاك فالتلفزيون مفتوح للجميع.

التعليقات