خفايا الغرف الضيقة:الأردن يخشى من إنتصارات المشايخ في تأسيس حلف يضم حماس وحزب إلله وجماعة الاخوان

غزة-دنيا الوطن
ينسجم الأردن الرسمي في التحليل الأبعد مع نفسه ومصالحه وسياسته المعلنة بالإمتناع عن تأييد حزب الله في المعركة الحالية مع إسرائيل.
وتلك ليست المشكلة، فالأردن الرسمي بالمقابل ينسجم مع الإنحيازات الواضحة والملموسة شعبيا ضد إسرائيل وعدوانها العسكري غير المبرر.
وما بين الإنسجامين تمكنت حكومة عمان من إيجاد معبر آمن لها في تبني سياسة حذرة جدا لا تجعلها في صف حزب الله، وإن كانت تدفعها للخندق المضاد للعدوان الإسرائيلي، فبالنسبة للأردن لا تحتمل المنطقة المزيد من المغامرات والمجازفات وبالنسبة لمسؤولي عمان ينبغي ان لا يتكرس نفوذ حزب الله.
السؤال الذي يدور بقوة في اوساط عمان السياسية حاليا هو التالي، لماذا يمكن إعتبار إنتصار حزب الله او عدم هزيمته مساسا بالمصالح السياسية الأردنية؟ هذا السؤال تمتنع الحكومة عن الإجابة عليه بوضوح، رغم محوريته وطرحه بشكل مكثف في أوساط النخبة.
والصورة بهذا الصدد واضحة وملموسة، فإنتصار حزب الله يعني تشكيل حزام حركي فعال منتشي بالنصر يحيط بالأردن من الشمال والغرب، حيث حركة حماس في فلسطين وسورية الداعم القوي لحزب الله في الشمال.
ومع غياب اي لغة ثنائية تفاهمية مع دمشق يصبح الأمر أشبه بالمجازفة أردنيا، فالمسألة لا تتعلق لا بالإيمان بإسرائيل ولا بعملية السلام ولكن بالمصالح الأردنية المباشرة.
كيف نفهم ذلك؟
القدس العربي توجهت بالسؤال لمسؤول أردني واثق الإطلاع علي الخفايا، فأوضح بأن أهم مشكلة تتحدي الدولة والنظام في الأردن مرحليا هي عدم وجود إدارة أمريكية واعية ،ولديها تصور محدد عن اي شيء في المنطقة، مما يعني ان هذه الإدارة يمكن ان ترتكب اي حماقة، وفي أي وقت بما في ذلك حماقة الإنقلاب علي الأنظمة العربية في المنطقة والتصالح مع الإسلاميين علي اساس النظرية القديمة التي تقول بان المنظمة السنية في المنطقة انتجت اسامه بن لادن وابو مصعب الزرقاوي.
إذا حسابات الأردن في الإستخلاص النهائي تتعلق بعدم وجود امريكا موحدة يمكن الرهان عليها في الدعم والتماسك، وبهذا المعني فالحزام الحركي المنتصر إنتخابيا وعسكريا في لبنان وفلسطين ممثلا بحزب الله وحركة حماس ينطوي علي خطر حقيقي علي الكيان الأردني، خصوصا إذا سمح لطموحات التيار الأخواني الأردني التحرك.
ولدي عمان في الواقع تجربة مريرة مع جماعة الأخوان، فصبيحة اليوم التالي لفوز حماس بالإنتخابات الأخيرة صرح قائد في الحركة الإسلامية هو عزام الهنيدي بان الإسلاميين مستعدون لإستلام سلطة التنفيذ في الأردن، هذاالتصريح قرع كل أجراس الخطر داخل مؤسسة النظام الأردني، وقريء علي انه تمهيد لتعزيز المواقع داخل الأردن علي اساس استعارة إنتصار حماس وإسقاطها علي الداخل.
انذاك، بدأ فعليا التحول ضد الإسلاميين في الأردن، وعبثا حاول الإسلاميون القول بان الهنيدي أخطأ لتطمين المؤسسة التي تدلل الأحداث علي انها تطبق مقولة شعبية قديمة تقول لا تنام بين القبور ولا تحلم أحلاما مزعجة ، ولكي لا تنام الحكومة بين القبور إستدعت الذكريات الحزينة لدعاوي الإصلاح الأمريكية التي ولدت في المنطقة علي شكل نظرية إسمها التحاور مع الإسلام المعتدل.
وقلق الأردنيون، لإن اخوان مصر عززوا مواقعهم، وكذلك فعل اخوان المناطق العربية في الكيان الإسرائيلي، ومخزون القلق تزايد جدا عندما كشف عن ملف تهريب الأسلحة بإسم حركة حماس للأردن، فالإعلان عن ذلك كان له غرض وظيفي محدد وهو إقناع الرأي العام المحلي بان حماس التي كانت يوما ورقة أردنية لم تعد كذلك فقد اصبحت ورقة إيرانية.
وفي ضوء المستجد الإيراني باشرت رموز الدولة الإيرانية في حوارات تحذير مستمرة وسط النخبة من الطموح الإيراني والخطر الإيراني، وبرزت المفاجأة عندما زار عمان مسؤول أمني إيراني رفيع المستوي، وصدمت عمان عندما سمعت المسؤول الإيراني يحاول التوسط لخالد مشعل المواطن الأردني العالق بالخارج، والذي إتصل هاتفيا بمهرجان خطابي في مدينة إربد أداره الشيخ محمد ابو فارس مسجون حاليا لكي يطلب من الأردنيين عدم تصديق اكاذيب حكومتهم .
الجواب الأردني علي الوساطة الإيرانية كان سهلا ممتنعا، وعلي شكل سنحل مشكلة خالد، لكن ليكشف لنا عن بقية مخابيء الأسلحة في الأردن، وعندما قال الضيف الإيراني بعدم وجود مخابيء تم إسماعه مكالمة هاتفية مسجلة له شخصيا إضطر بعدها لمغادرة عمان كما تقول المعلومات.
وفي المحصلة شعرت عمان بان حمي الإيرانيين لتحسين مواقعهم ومنتجهم السياسي في المنطقة قد تدفعهم لحد إستخدام حماس المتجذرة في الداخل الأردني للتحرش بالأردن من داخل أحضانه، وعليه بدا العداء ملموسا في الخطاب الرسمي للإيرانيين ولكل ما يخصهم بما في ذلك حزب الله وحماس.
وفي الأثناء سئل الأمريكيون مرارا من قبل مسؤولين أردنيين عن نواياهم الحقيقية في ما يخص التقارب من الأخوان المسلمين وتولدت مساحات غامضة إضافية من الأجوبة الملتفة، وزادت هذه المساحات عندما سمع السفير الأمريكي في إحدي الجلسات وهو يطرح السؤال الإستنكاري التالي: لماذا لا يكون عبد اللطيف عربيات ـ احد اهم قادة الأخوان ـ هو البديل؟
ولم يوضح السفير قصده من كلمة بديل، لكنه كان يعلق علي مداخلة حذرت من تفوق رموز الحرس القديم في السلطة.
وبعد أيام قليلة كان احد المسؤولين في الحكومة الأردنية يقترح السماح للأخوان المسلمين بتنظيم إعتصام جماهيري امام حصن السفارة الأمريكية في عمان لكي يفهم الأمريكيون ما الذي تعنيه بديمقراطية الإسلام المعتدل .
في العراق لا يوجد أسرار أيضا، فالعدو غير الظاهر والمركزي للمصالح الأردنية داخل العراق هم حكام العراق من العاملين مع العمائم الإيرانية، هؤلاء ثمة إعتقاد في الأردن انهم وراء تفجير السفارة الأردنية في بغداد وانهم الإعاقة الوحيدة امام التعاون النفطي وأنهم سبب المس بمصالح التجار الأردنيين والواردات الأردنية.
والأردنيون سألوا عدة مرات الإيرانيين عن ما يريدونه من مملكتهم تحديدا دون جواب، فيما بقيت كل التحرشات الإيرانية متتابعة بعد طرح الأردن العلني لقصة المخاوف من الهلال الشيعي ولم تطمئن طهران رغم ان عمان عدلت موقفها وشرحته عدة مرات.
وعليه فالموقف من حماس وحزب الله أردنيا لا علاقة له بموقفف جذري من المقاومة لصالح الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، كما يقال، فعمان لا تعترض علي مقاومة كتائب الأقصي علي سبيل المثال، لكن فكرة المقاومة لا تناسب العقلية السياسية الأردنية التي اسست مصالحها علي عملية السلام، والعقيدة الوطنية للأردنيين وتحديدا الذين ينتمون لشرق الأردن ما زالت تعتبر إسرائيل هي العدو .
ومن هنا يمكن فهم التعقيد في الموقف الأردني بصورة اوضحة، فالموقف غير المرحب بإنتصارات حماس وحزب الله سياسيا وعسكريا مبني علي اساس الجزئيات ا لإيرانية والسورية، وعلي اساس مخاوف من أن تنتج عن ذلك تداعيات داخلية تطال حصريا مواقع البراغماتية الاخوانية المتطلعة علي الأقل للشراكة مع النظام كما قال لـ القدس العربي الشيح زكي سعد، امين عام جبهة العمل الإسلامي في الأردن.
في أضيق دوائر القرار الأردنية يقال بوجود أفاع محلية جاهزة لإقتناص إنتصارات حماس وحزب الله لتحقيق مكاسب داخلية تغير المعادلات وميزان القوة، وفي أضيق دوائر التحليل والسياسة يقال دوما ما يلي: إسرائيل دولة معادية ونحن لا نصدقها ولا نحترمها، لكن حدودنا معها توثقت بإتفاقية وادي عربة، ونعتبر ذلك إنجازا حقيقيا وننوي الحفاظ عليه، ويقال ايضا ما يلي: الإدارة الأمريكية سفينة عملاقة تعبر المحيطات ويقودها مجموعة مجانين ثقافتهم سمعية ولديهم إستعداد لإسقاط اي نظام وإشعال اي بلد كما يشعلون عود ثقاب.
وسط هذه المعادلة المغرقة في الحساسية والدقة تقود الحكومة الأردنية بوصلتها الأن وهي بوصلة فهمت مؤخرا بان حلفاء الدولة بالداخل حتي عندما يكونون علمانيين غير مستعدين إلا للوقوف مع اي طرف ضد إسرائيل في معركة عسكرية حتي لو كان الشيطان، فإسرائيل دولة عدوة وعدوانية وتوسعية وفيها جنرالات توقعوا نهاية النظام الحالي في الأردن، لكن إيران دولة منافسة ولها مصالح ،وهناك فرق بين العدو والمنافس، كما يقول الكاتب الصحافي سامي الزبيدي.
ينسجم الأردن الرسمي في التحليل الأبعد مع نفسه ومصالحه وسياسته المعلنة بالإمتناع عن تأييد حزب الله في المعركة الحالية مع إسرائيل.
وتلك ليست المشكلة، فالأردن الرسمي بالمقابل ينسجم مع الإنحيازات الواضحة والملموسة شعبيا ضد إسرائيل وعدوانها العسكري غير المبرر.
وما بين الإنسجامين تمكنت حكومة عمان من إيجاد معبر آمن لها في تبني سياسة حذرة جدا لا تجعلها في صف حزب الله، وإن كانت تدفعها للخندق المضاد للعدوان الإسرائيلي، فبالنسبة للأردن لا تحتمل المنطقة المزيد من المغامرات والمجازفات وبالنسبة لمسؤولي عمان ينبغي ان لا يتكرس نفوذ حزب الله.
السؤال الذي يدور بقوة في اوساط عمان السياسية حاليا هو التالي، لماذا يمكن إعتبار إنتصار حزب الله او عدم هزيمته مساسا بالمصالح السياسية الأردنية؟ هذا السؤال تمتنع الحكومة عن الإجابة عليه بوضوح، رغم محوريته وطرحه بشكل مكثف في أوساط النخبة.
والصورة بهذا الصدد واضحة وملموسة، فإنتصار حزب الله يعني تشكيل حزام حركي فعال منتشي بالنصر يحيط بالأردن من الشمال والغرب، حيث حركة حماس في فلسطين وسورية الداعم القوي لحزب الله في الشمال.
ومع غياب اي لغة ثنائية تفاهمية مع دمشق يصبح الأمر أشبه بالمجازفة أردنيا، فالمسألة لا تتعلق لا بالإيمان بإسرائيل ولا بعملية السلام ولكن بالمصالح الأردنية المباشرة.
كيف نفهم ذلك؟
القدس العربي توجهت بالسؤال لمسؤول أردني واثق الإطلاع علي الخفايا، فأوضح بأن أهم مشكلة تتحدي الدولة والنظام في الأردن مرحليا هي عدم وجود إدارة أمريكية واعية ،ولديها تصور محدد عن اي شيء في المنطقة، مما يعني ان هذه الإدارة يمكن ان ترتكب اي حماقة، وفي أي وقت بما في ذلك حماقة الإنقلاب علي الأنظمة العربية في المنطقة والتصالح مع الإسلاميين علي اساس النظرية القديمة التي تقول بان المنظمة السنية في المنطقة انتجت اسامه بن لادن وابو مصعب الزرقاوي.
إذا حسابات الأردن في الإستخلاص النهائي تتعلق بعدم وجود امريكا موحدة يمكن الرهان عليها في الدعم والتماسك، وبهذا المعني فالحزام الحركي المنتصر إنتخابيا وعسكريا في لبنان وفلسطين ممثلا بحزب الله وحركة حماس ينطوي علي خطر حقيقي علي الكيان الأردني، خصوصا إذا سمح لطموحات التيار الأخواني الأردني التحرك.
ولدي عمان في الواقع تجربة مريرة مع جماعة الأخوان، فصبيحة اليوم التالي لفوز حماس بالإنتخابات الأخيرة صرح قائد في الحركة الإسلامية هو عزام الهنيدي بان الإسلاميين مستعدون لإستلام سلطة التنفيذ في الأردن، هذاالتصريح قرع كل أجراس الخطر داخل مؤسسة النظام الأردني، وقريء علي انه تمهيد لتعزيز المواقع داخل الأردن علي اساس استعارة إنتصار حماس وإسقاطها علي الداخل.
انذاك، بدأ فعليا التحول ضد الإسلاميين في الأردن، وعبثا حاول الإسلاميون القول بان الهنيدي أخطأ لتطمين المؤسسة التي تدلل الأحداث علي انها تطبق مقولة شعبية قديمة تقول لا تنام بين القبور ولا تحلم أحلاما مزعجة ، ولكي لا تنام الحكومة بين القبور إستدعت الذكريات الحزينة لدعاوي الإصلاح الأمريكية التي ولدت في المنطقة علي شكل نظرية إسمها التحاور مع الإسلام المعتدل.
وقلق الأردنيون، لإن اخوان مصر عززوا مواقعهم، وكذلك فعل اخوان المناطق العربية في الكيان الإسرائيلي، ومخزون القلق تزايد جدا عندما كشف عن ملف تهريب الأسلحة بإسم حركة حماس للأردن، فالإعلان عن ذلك كان له غرض وظيفي محدد وهو إقناع الرأي العام المحلي بان حماس التي كانت يوما ورقة أردنية لم تعد كذلك فقد اصبحت ورقة إيرانية.
وفي ضوء المستجد الإيراني باشرت رموز الدولة الإيرانية في حوارات تحذير مستمرة وسط النخبة من الطموح الإيراني والخطر الإيراني، وبرزت المفاجأة عندما زار عمان مسؤول أمني إيراني رفيع المستوي، وصدمت عمان عندما سمعت المسؤول الإيراني يحاول التوسط لخالد مشعل المواطن الأردني العالق بالخارج، والذي إتصل هاتفيا بمهرجان خطابي في مدينة إربد أداره الشيخ محمد ابو فارس مسجون حاليا لكي يطلب من الأردنيين عدم تصديق اكاذيب حكومتهم .
الجواب الأردني علي الوساطة الإيرانية كان سهلا ممتنعا، وعلي شكل سنحل مشكلة خالد، لكن ليكشف لنا عن بقية مخابيء الأسلحة في الأردن، وعندما قال الضيف الإيراني بعدم وجود مخابيء تم إسماعه مكالمة هاتفية مسجلة له شخصيا إضطر بعدها لمغادرة عمان كما تقول المعلومات.
وفي المحصلة شعرت عمان بان حمي الإيرانيين لتحسين مواقعهم ومنتجهم السياسي في المنطقة قد تدفعهم لحد إستخدام حماس المتجذرة في الداخل الأردني للتحرش بالأردن من داخل أحضانه، وعليه بدا العداء ملموسا في الخطاب الرسمي للإيرانيين ولكل ما يخصهم بما في ذلك حزب الله وحماس.
وفي الأثناء سئل الأمريكيون مرارا من قبل مسؤولين أردنيين عن نواياهم الحقيقية في ما يخص التقارب من الأخوان المسلمين وتولدت مساحات غامضة إضافية من الأجوبة الملتفة، وزادت هذه المساحات عندما سمع السفير الأمريكي في إحدي الجلسات وهو يطرح السؤال الإستنكاري التالي: لماذا لا يكون عبد اللطيف عربيات ـ احد اهم قادة الأخوان ـ هو البديل؟
ولم يوضح السفير قصده من كلمة بديل، لكنه كان يعلق علي مداخلة حذرت من تفوق رموز الحرس القديم في السلطة.
وبعد أيام قليلة كان احد المسؤولين في الحكومة الأردنية يقترح السماح للأخوان المسلمين بتنظيم إعتصام جماهيري امام حصن السفارة الأمريكية في عمان لكي يفهم الأمريكيون ما الذي تعنيه بديمقراطية الإسلام المعتدل .
في العراق لا يوجد أسرار أيضا، فالعدو غير الظاهر والمركزي للمصالح الأردنية داخل العراق هم حكام العراق من العاملين مع العمائم الإيرانية، هؤلاء ثمة إعتقاد في الأردن انهم وراء تفجير السفارة الأردنية في بغداد وانهم الإعاقة الوحيدة امام التعاون النفطي وأنهم سبب المس بمصالح التجار الأردنيين والواردات الأردنية.
والأردنيون سألوا عدة مرات الإيرانيين عن ما يريدونه من مملكتهم تحديدا دون جواب، فيما بقيت كل التحرشات الإيرانية متتابعة بعد طرح الأردن العلني لقصة المخاوف من الهلال الشيعي ولم تطمئن طهران رغم ان عمان عدلت موقفها وشرحته عدة مرات.
وعليه فالموقف من حماس وحزب الله أردنيا لا علاقة له بموقفف جذري من المقاومة لصالح الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، كما يقال، فعمان لا تعترض علي مقاومة كتائب الأقصي علي سبيل المثال، لكن فكرة المقاومة لا تناسب العقلية السياسية الأردنية التي اسست مصالحها علي عملية السلام، والعقيدة الوطنية للأردنيين وتحديدا الذين ينتمون لشرق الأردن ما زالت تعتبر إسرائيل هي العدو .
ومن هنا يمكن فهم التعقيد في الموقف الأردني بصورة اوضحة، فالموقف غير المرحب بإنتصارات حماس وحزب الله سياسيا وعسكريا مبني علي اساس الجزئيات ا لإيرانية والسورية، وعلي اساس مخاوف من أن تنتج عن ذلك تداعيات داخلية تطال حصريا مواقع البراغماتية الاخوانية المتطلعة علي الأقل للشراكة مع النظام كما قال لـ القدس العربي الشيح زكي سعد، امين عام جبهة العمل الإسلامي في الأردن.
في أضيق دوائر القرار الأردنية يقال بوجود أفاع محلية جاهزة لإقتناص إنتصارات حماس وحزب الله لتحقيق مكاسب داخلية تغير المعادلات وميزان القوة، وفي أضيق دوائر التحليل والسياسة يقال دوما ما يلي: إسرائيل دولة معادية ونحن لا نصدقها ولا نحترمها، لكن حدودنا معها توثقت بإتفاقية وادي عربة، ونعتبر ذلك إنجازا حقيقيا وننوي الحفاظ عليه، ويقال ايضا ما يلي: الإدارة الأمريكية سفينة عملاقة تعبر المحيطات ويقودها مجموعة مجانين ثقافتهم سمعية ولديهم إستعداد لإسقاط اي نظام وإشعال اي بلد كما يشعلون عود ثقاب.
وسط هذه المعادلة المغرقة في الحساسية والدقة تقود الحكومة الأردنية بوصلتها الأن وهي بوصلة فهمت مؤخرا بان حلفاء الدولة بالداخل حتي عندما يكونون علمانيين غير مستعدين إلا للوقوف مع اي طرف ضد إسرائيل في معركة عسكرية حتي لو كان الشيطان، فإسرائيل دولة عدوة وعدوانية وتوسعية وفيها جنرالات توقعوا نهاية النظام الحالي في الأردن، لكن إيران دولة منافسة ولها مصالح ،وهناك فرق بين العدو والمنافس، كما يقول الكاتب الصحافي سامي الزبيدي.
التعليقات