عاجل

  • نتنياهو قبيل توجهه إلى واشنطن: أنجزنا الكثير في غزة وسنوافق على صفقة بشروطنا فقط

  • الجهاد الإسلامي: وفد قيادي من الحركة يترأسه النخالة وصل الدوحة السبت لإجراء مباحثات بشأن تطورات صفقة

الزنى طريقة الحصول على الجنسية ونصيحة لمغتصب بالتوجه لأخصّائي

الزنى طريقة الحصول على الجنسية ونصيحة لمغتصب بالتوجه لأخصّائي
الزني طريقة الحصول علي الجنسية ونصيحة لمغتصب بالتوجه لأخصّائي!

زهرة مرعي

توصلت الحملة العربية الشاملة التي تحركها نساء من مختلف الأقطار تحت شعار جنسيتي حق لي ولأسرتي إلي إختراق الفضاء الإعلامي المرئي بعد حضورها في الإعلام المكتوب. ففي بداية شهر حزيران (يونيو) الحالي طرح الموضوع في برنامج كلام نواعم علي قناة أم بي سي، ومساء الثلاثاء الماضي خصصت له حلقة برنامج الحل بإيدك . وفي كلا البرنامجين كانت ثمة شواهد إنسانية للمشكلات الكبري التي تعانيها بعض العائلات وبخاصة الشباب نتيجة عدم حصولهم علي جنسية والدتهم التي ولدوا في بلدها وعاشوا عاداته وتقاليده، وشربوا حبه مع الحليب.

كعادته دعّم الحل بإيدك الدراما بالحوار. وكانت الحالة محور الدراما مؤثرة بحيث وجد الحل للحصول علي الجنسية اللبنانية في اعتراف والدته بأنه إبن زني فتم تسجيله بإسمها ليتمكن من العيش والعمل. الدراما كانت لبنانية، أما الضيفات الناشطات في بلدانهن فكن من مصر، البحرين والمغرب. ولسنا ندري لماذا غاب التمثيل اللبناني؟ وربما تكون الدراما قد حلت مكانه! وربما تكون مقدمة البرنامج اللبنانية رانيا بارود تمثل الطرف اللبناني، خاصة وأنها أصرت علي تقديم وجهة نظرها المنحازة وغير الموضوعية في بعض الأماكن، وخاصة فيما يتعلق بإعطاء جنسية المرأة العربية لزوجها وأطفالها الفلسطينيين. وعندما أشارت المحامية المصرية إلي ان القانون المصري الجديد الذي صدر سنة 2004 لم يستثن عائلة المرأة المتزوجة من فلسطيني، ستحضرت رانيا بارود ما أطلقت عليه قرار الجامعة العربية بعدم تجنيس الفلسطينيين. لكن المحامية المصرية قالت بعدم وجود مثل هذ القرار علي الإطلاق، وبأن الموجود توصية بمعاملة اللاجئين تماما كما المواطنين في البلد الذي يحلون به. ولم تقف بارود عند هذا الحد وعادت لنبش ما أسمته التوازنات الطائفية اللبنانية؟ وكأنه في تصورها أن أكثر من نصف اللاجئين في لبنان متزوجون من لبنانيات. مع العلم أن الإحصاءات تقول بأن هؤلاء ليسوا بكثر. لكن رانيا بارود علي ما يبدو متأثرة ببعض السياسيين اللبنانيين الذين تقترب آراؤهم وأفكارهم في مسألة الجنسية من التعصب والعنصرية.

بخلاف ذلك من المفيد القول أن العمل النسائي الجامع والمشترك هذه المرة أسفر عن تغيير في مجال حقوق المرأة في الجزائر، التي أصدرت قانوناً ساوت فيه بين المرأة والرجل علي صعيد اكتساب الجنسية، كذلك فعلت مصر حين عدلت القانون، لكنها لم تشمله بالمفعول الرجعي، بحيث يستمر النضال النسائي المصري وصولاً إلي الحقوق كاملة. وثمة دول هي علي طريق الوصول لإستصدار القوانين المطلوبة التي تساوي بين المرأة والرجل كما تنص شرعة حقوق الإنسان العالمية، وكما تنص قوانين البلدان نفسها. ووصول هؤلاء النساء الناشطات بقوة وبتنظيم إلي الإعلام المرئي يعني أنهن علي درجة لا بأس بها من التنظيم والتأثير في مجتمعاتهن. كما أن اهتمام الإعلام بهن يزيد من تأطير النساء حولهن، وكلما ازداد العدد ازداد الضغط والفعالية.

آدم يدين آدم

هذا ما حصل في الحلقة قبل الماضية في برنامج آدم علي قناة أم بي سي. فقد طرح البرنامج سؤالاً جوهرياً الي متي يتحول آدم إلي مغتصب ؟ مع الإشارة الي أن صيغة السؤال ليست راكبة كلياً لجهة سلامة اللغة. لكن من المهم جداً أن يدان آدم بلسانه. مع علمنا الأكيد بأن المغتصب هو شخصية منحرفة يلزمها علاج، تماماً كما يستوجب العلاج للضحايا من الفتيات.

في برنامج آدم ظهرت الضحية وغاب الجلاد، إذ من الصعب الحصول علي نموذج من هؤلاء يرضي بأن يتحدث عن حالته علي الهواء رغم تغيير صوته وإخفاء شكله. لكن ما دامت شخصية المغتصب تعتبر منحرفة ومريضة فمن الضرورة بمكان أن تناقش كحالة. وحتي الوصول إلي حالة شجاعة تتمكن من قول حقيقة المشاعر الوحشية طبعاً في لحظة الإغتصاب، لا بد من توجيه التحية إلي الضحية التي كانت في عمر الطفولة حين تم افتراسها علي جرأتها في الحديث عن معاناتها.

المذيعان في برنامج آدم أرادا التعرف من الضحية علي بعض التفاصيل كمثل أحاسيسها لحظة تعرضها للإغتصاب من رب عملها الذي كانت تعمل لديه كخادمة وهي في عمر الـ13 سنة. فلم يكن منها سوي وصفه بـ الوحش الذي أراد الإنتقام مني لأني كسرت إناء الكريستال . لكن الأمر الفظيع الآخر الذي لم تتوقف عنده الحلقة هو شكوي الطفلة لربة البيت، التي عادت بدورها وحرقتها بالماء الساخن! ربما إنتقاماً لتلويث شرف زوجها من قبل الخادمة؟ أليس هذا أيضاً إنحرافاً نسائياً كان يفترض التوقف عنده؟

الطبيب النفسي حدد حالة تلك الضحية التي عادت واغتصبت من قبل صاحب المكتب الذي أمن لها العمل، بأنها تعرضت لعمالة الأطفال والإساءة إليهم، كما تعرضت للإغتصاب، وبأنها مرت في طفولتها بأصعب ظروف الحياة. وهنا لم يتم السؤال عن شرعة حقوق الطفل التي وقع عليها لبنان وغالبية الدول العربية؟ فبحسب لهجة الضحية فهي لبنانية؟ وهل يكفي التحليل النفسي وحده في مثل تلك الحالات في وصف الضحية والجلاد؟ أليس من واجب الإعلام وضع النقاط علي حروف الخلل الفظيع اللاحق بالأطفال في بلداننا العربية؟

رغم أهمية الموضوع المطروح للنقاش لكن الخاتمة من قبل الزميل المذيع كانت بسيطة ومبسطة للغاية. فهو توجه لآدم بالنصيحة التوجه إلي أخصائي عندما يشعر بطاقة يلزمها تفريغ ؟ وتوجه لحواء بأن تسمع نصيحة آدم لأنه أدري بآدم ؟ فهل هذه هي النصيحة المطلوبة أيها الزملاء في برنامج آدم ؟ بالله عليكم ماذا ستفعل تلك النصيحة مع الفتاة التي كانت ضيفتكم ومغتصبها يضربها بالجنزير كما قالت لكم وهي طفلة لا حول لها ولا قوة. أليس من الأفضل أن توجه الدعوة وليس النصيحة إلي الحكومات العربية التي صار بعضها عائماً علي المال بفعل الطفرة النفطية لتأمين حياة كريمة للأطفال العرب أينما هم؟

مع المرأة أيضاً وأيضاً

هالة شو تختار موضوعاتها من الأفلام العربية وقد وقع اختيارها هذه المرة علي البنت اللي تغلط ، أي بالعربي الفصيح الفتاة التي تسلم نفسها لمن تحب فيغدر بها ويتركها. بعد نقاشها مع ضيوفها من أهل السينما ومن بينهم محمود ياسين، شهيرة، إيناس الدغيدي وسهير لست أدري باقي الإسم . طرحت السؤال علي جمهور الإستديو من الشباب وذلك بعد توصل محمود ياسين إلي حصيلة تفيد بأن من لا يتزوج الفتاة التي تسلمه نفسها يكون ندل . من يتزوجها ومن لا يتزوجها؟ واحد فقط يرضي بالزواج، والآخرون يرفضون جميعهم. وهنا قالت لهم هالة يعني كلكو أنذال ؟

لاشك بأن السينما العربية لعبت دورها في تشكيل مفاهيم المجتمع. وفي كافة الأفلام التي نعرفها والتي ناقشت ما يسمي مسألة الشرف، نجد أن الشاب يتخلي عن الفتاة ويتركها مع همها. ويبدو من خلال جمهور الأستديو أن الشباب لا يزالون علي حالهم ولم يتحركوا قيد أنملة إلي الأمام منذ الأبيض والأسود.

صحافية من لبنان

[email protected]

التعليقات