الانتقام من ميونخ

الانتقام من ميونخ
اسم البرنامج: مشاهد وآراء-فضائية العربية

مقدم البرنامج: ميسون عزام

تاريخ الحلقة: الخميس 22-6-2006

ضيوف الحلقة:

صقر أبو فخر (سكرتير تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية)

د. حسني عبيدي (مركز دراسات العالم العربي - جنيف)

محمد داوود عودة "أبو داوود" (عضو المجلس الثوري لحركة فتح)

مشاهد وآراء:

البرنامج يتكون من جزئين الأول يمثل فيلماً وثائقياً يطرح قضية مثيرة للجدل والجزء الثاني يستضيف خبراء ومختصين لمناقشة القضايا والآراء التي يطرحها الفيلم الوثائقي هي:

1- الفيلم الوثائقي

2- مناقشة الفيلم الوثائقي

ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم وهذه الحلقة الجديدة من برنامج مشاهد وآراء، بالرغم من مضي أكثر من ثلاثين عاماً على عملية ميونخ التي اختطف فيها فدائيون فلسطينيون مجموعة من الرياضيين الإسرائيليين خلال الألعاب الأولمبية فإن العملية ما زالت تثير جدلاً واسعاً بشأن أهدافها وتفاصيلها ونتائجها.

كانت العملية وأعمال الاغتيالات بحق العديد من القياديين الفلسطينيين التي أعقبتها نقطة تحول فعلية بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وبالنسبة إلى العلاقات ما بين منظمة التحرير الفلسطينية والعالم الغربي.

الفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" يروي قصة حرب الاغتيالات التي شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في أعقاب ميونخ، والتي استمرت بصورة متواصلة ما بين عام 1972 و1979 فلنتابعه معاً.

الفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ"

جيم كاري: أنتم تشاهدون قناة ABC أنا جيم كاري أتحدث معكم على الهواء مباشرة من مقر ABC في ميونيخ بألمانيا الغربية، ألعاب الهدوء الأولمبية أصبحت الشيء الوحيد الذي لم يرغب الألمان بأن يكون أصبحت ألعاب الإرهاب الأولمبية، فقد أخذ ثلاثة عشر من أعضاء الفريق الإسرائيلي كرهائن.

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): طرق على الباب في الساعة السابعة وعشرين دقيقة صباحاً حضرت الجارة سألتها ما الذي حدث؟ فسألتني إذا كنت قد سمعت ما حدث في القرية الأولمبية؟ أجبتها: لا أنا لم أشغل الراديو حتى الآن، أخبرتني بأن الإرهابيين قد دخلوا في القرية الأولمبية.

التعليق الصوتي: قتل رياضيان إسرائيليان في غرفتهما في القرية الأولمبية.

أنكي سبيتزر (أرملة أندريه سبيتزر): لقد ذهبت إلى الغرفة التي احتجزوها فيها كرهائن بعد ساعتين فقط من قتلهم جميعاً، وكان واضحاً تماماً ما الذي حصل، هناك تعرف إذا ما نظرت إلى الغرفة كنت سترى الفتحات الكبيرة في الجدران حيث أطلقت الرصاصات، وكنت سترى الدم يسيل من تحت الباب وأسفل الدرجات حيث خصوا أحد أعضاء الفريق، وحيث كما تعرف ربطوا بشد أيديهم وأقدامهم إلى الأسرة والكراسي وغيرها.

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): لقد تحمل زوجي الكثير من التعذيب في تلك الغرفة.

التعليق الصوتي: قتل إسرائيليان لكن تسعة آخرين احتجزوا كرهائن، المجموعة التي ادعت مسؤوليتها عن الحادث كانت مجموعة "أيلول الأسود" الفلسطينية، وقد طالبوا إسرائيل بإطلاق سراح المئات من السجناء الفلسطينيين من السجون، وبينما راقب العالم المواجهة بين الرجال المسلحين والسلطات الألمانية بيّن الإسرائيليون موقفهم بكل وضوح.

غولدا مائير (رئيسة وزراء إسرائيل): إذا ما رضخنا لهذه المطالب فلن يشعر أي إسرائيلي في أي مكان في العالم بأن حياته آمنة، فهذا ابتزاز من أسوأ الأنواع.

شابتاي شافيت (رئيس سابق للموساد): ما كان لأي منظمة إرهابية أن تختار مكان أفضل الألعاب الأولمبية لتقوم بعملية اختطاف، وتقوم بعد ذلك بالمفاوضة من أجل إطلاق الرهائن خاصة إذا كانوا أعضاء الفريق الإسرائيلي.

التعليق الصوتي: وقد أخذ الرهائن إلى قاعدة قريبة حيث بدا أن السلطات الألمانية قد استسلمت لمطالب الرجال المسلحين بتزويدهم بطائرة لنقل الرهائن جواً إلى خارج البلاد، وقد أراد الإسرائيليون أن يرسلوا فريقاً من القوات الخاصة لإنقاذ الرياضيين.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): لقد شاركنا في العديد من عمليات مكافحة الإرهاب، وكنت أعتقد أنه يجب علينا أن نستعد قبل الذهاب إلى ميونخ وكان يمكننا أن نختار مجموعة صغيرة ونقوم بالعملية، فلم يبدو أنه قد كان هناك أكثر من ثمانية إلى عشرة إرهابيين، وقد أخبرت أنه لم يكن هناك فرصة لتنفيذ العملية، فقد نص القانون الألماني على أنه لا يجوز أن تعمل أي وحدة عسكرية غير ألمانية داخل الأراضي الألمانية.

التعليق الصوتي: راقب الإسرائيليون من بيوتهم بينما بدا الألمان عمليتهم الخاصة في محاولة لإنقاذ الرهائن.

جيم كاري: لقد فتحت أبواب الجحيم هناك كان إطلاق الرصاص ما زال مستمراً، وبدا كل شيء مشوشاً ولم يكن أي شيء واضحاً لنا، لم يكن لدينا أية فكرة عما حدث للرهائن.

قائد فرقة سابق في الموساد: عندما يحدث شيء مثل ذلك فإن أي شخص يعمل في مجال الأمن يشعر أنه مسؤول شخصياً عما حدث بل مذنب حتى.. ثم تقول لنفسك لو أنني عرفت ما سيحدث لكان بإمكاني أن أنقذ حياة أحد عشر رياضياً.

جيم كاري: قتل رياضيان في غرفتهما صباح أمس وقتل تسعة في المطار الليلة لقد ماتوا جميعاً.

أنكي سبيتزر: (أرملة أندريه سبيتزر): لقد قتلوا زوجي إنه شاب في عمر السابعة والعشرين لم يؤذِ أي شخص أبداً، كان أرق شخص، وبالطبع لا يذكر الناس إلا الأشياء الجيدة عن الميت، لكنه كان كذلك فعلاً وهم قتلوه وأنا كرهتهم كثيراً، فقد كانت لدينا طفلة رضيعة عندما قتل كان عمرها شهراً واحداً، فكيف سأربي هذه الطفلة الرضيعة؟

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): رأيت وجه يوسي أمامي وهو يتنفس بصوت عال وهو يتدرب على رفع الأثقال، كل المشاعر تجمدت وأنا عرفت في تلك اللحظة أن يوسي لن يرجع أبداً.

التعليق الصوتي: بينما دفن الإسرائيليون موتاهم افترضوا بأن الألعاب سوف تلغى انطلاقاً من الاحترام لمشاعرهم، لكن الإعلان جاء عن طريق اللجنة الأولمبية أن الألعاب سوف تستمر.

أنكي سبيتزر: (أرملة أندريه سبيتزر): ذهبت إلى الملعب لأنه كان هناك ذلك الحفل التأبيني الضخم 100ألف شخص في الملعب الأولمبي الكبير، وأنا كنت أتمشى أو أركض بالأحرى من بنايات الفريق الإسرائيلي إلى الملعب وبينما كنت أركض هناك رأيت أشخاصاً يتدربون على الجانب الأيمن وعلى الجانب الأيسر التدريبات الرياضيات مستمرة، وأنا أقول أن هذا الوضع سريالي فأنا أسرع لحضور الحفل التأبيني للرياضيين الإسرائيليين الذين قتلوا والناس يتابعون عملهم لم لا يتوقفوا؟

التعليق الصوتي: أما في إسرائيل فقد تجمّع حشود ضخمة تطالب بإيقاف الألعاب، وطالبت حكومتها أيضاً بأن ترد على أولئك المسؤولين عن هذا العمل الوحشي.

- يجب أن تفهموا أن الدم اليهودي ليس أرخص دم في العالم، يمكننا أن نتحمل بعض الاستفزازات لكن عندما تصل إلى مرحلة ما يجب عليك أن ترد الضربة، لذلك يجب أن نضربهم بين أعينهم وهذه هي الإجراءات التي أعتقد أن حكومتنا سوف تقرر القيام بها.

ديفيد كيمحى (رئيس وحدة سابق في الموساد): كانت تلك ليلة لن ينساها أي منا أبداً، لقد كانت شيئاً مختلفاً كلياً عن أي شيء رأيناه من قبل، لقد كانت تلك الليلة حاسمة بالنسبة لنا، لقد أدركنا بأن تلك الليلة كانت نهاية حقبة ما وبداية حقبة أخرى جديدة، يجب علينا أن نتصرف خلالها بشكل مختلف عن الطريقة التي تصرفنا بها حتى تلك اللحظة.

التعليق الصوتي: كان الحكومة الإسرائيلية سريعة في الرد هجوم ميونخ.

غولدا مائير (رئيسة وزراء إسرائيل): السادة أعضاء الكنيست إن واجبنا هو أن نحارب المنظمات الإرهابية المعادية لإسرائيل، حتى اللحظة الأخيرة إن الإرهاب يغيّر بشكل مستمر طرقه وأساليب عمله، ونحن يجب أن نهيئ أنفسنا لهذه الحرب بدرجة استعداد أكبر مما قمنا به حتى الآن.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): الأحداث لم تترك لنا أي خيار، وأنا أعتقد أن غولدا مائير قد اتخذت القرار الصحيح ولم يكن هناك أي شخص من جميع المراتب يختلف معها في الرأي.

التعليق الصوتي: وبينما كانت الحكومة تضع خطة المعركة التقت رئيسة الوزراء غولدا مائير بعائلات الرياضيين الذين قتلوا.

أنكي سبيتزر: (أرملة أندريه سبيتزر): لم أكن أتكلم الكثير من العبرية لأنني أتيت حديثاً إلى إسرائيل، لكنها قالت لي سوف نلاحق هؤلاء الناس كل الأشخاص الذين اشتركوا في ميونخ بشكل مباشر أو غير مباشر سوف نلاحقهم حتى جهات العالم الأربعة.

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): أولئك الذين خططوا لجرائم القتل وأولئك الذين أعدموهم، نحن لن نبقى صامتين ولن نرتاح حتى نقبض عليهم.

أنكي سبيتزر: (أرملة أندريه سبيتزر): سوف نقضي عليهم هي لم تقل ذلك، لكن الآخرين فهموا ذلك، علي أن أقول بأنه لم يكن هناك الكثير من الفرح في تلك الغرفة لم يكن أي شخص سعيداً جداً بما كان سيحدث، نظر الجميع إلى بعضهم البعض ثم قالوا: حسناً على أية حال هذا لن يعيد أي شخص إلى الحياة.

التعليق الصوتي: لم يكن لدى إسرائيل أي شك حول هوية القتلة، كانت تؤمن بأن جماعة أيلول الأسود هي جزء من منظمة ياسر عرفات الفدائية فتح، وأنها الجماعة الأكبر حجماً في منظمة التحرير الفلسطينية، وقد كان هدف منظمة التحرير الفلسطينية المعلن في ذلك الوقت هو دمار إسرائيل.

غولدا مائير (رئيسة وزراء إسرائيل): أعتقد أن من واجبنا أن نصل إلى أولئك الإرهابيين حيثما كانوا.

توفيق الطيراوي (ناشط سابق في منظمة التحرير الفلسطينية): فكان لا بد من عمل عملية لمبادلتهم بسجناء فلسطينيين، حتى تعطي الأمل لهؤلاء السجناء الفلسطينيين وحتى تعطي الأمل للشعب الفلسطيني أن منظمة التحرير والثورة الفلسطينية في ذلك الوقت لا زالت قائمة ولا زالت قوية، ولا زالت يدها طويلة ممكن أن تضرب في أي مكان وممكن أن ترعى أبنائها وتحافظ عليهم.

ديفيد كيمحى (رئيس وحدة سابق في الموساد): إذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية راغبة بإطلاق النار على رياضيين أولمبيين أبرياء وقتلهم خلال الألعاب الأولمبية، فنحن نفهم على الفور بأنهم سيكونوا قادرين على فعل أي شيء.

التعليق الصوتي: عليهم الآن أن يحددوا أهدافهم، وكان لا بد أن يتم إقرار تلك العملية ن قبل لجنة سرية تعرف باسم لجنة "إكس".

يوسي ميلمان (صحافي): لجنة "إكس" كانت تشتمل على أقدم ثلاثة وزراء في الحكومة برئاسة رئيسة الوزراء غولدا مائير، وكانت كل القضايا تعرض على هذه اللجنة وكان على مسؤولي المخابرات أن يعملوا بكل جد كي يتمكنوا من إقناع الحكومة بأن كل شيء وكل هدف وكل شخص فلسطيني ذكر كان في الواقع متورطاً أو لا في المساعدة على تنفيذ تلك المذبحة الأولمبية بشكل مباشر أو غير مباشر، وفوق ذلك أنه كان جزءاً من جماعة أيلول الأسود بشكل عام.

جندي سابق في الموساد: هذا لم يكن كافياً، فقد كان يجب إقناع الأشخاص الذين نفذوا تلك العملية أيضاً بأن تلك كانت العملية الصحيحة فعلاً.

يوسي ميلمان (صحافي): في تلك المرحلة لم يكن هناك أي مناقشات ولم يكن هناك أية شكوك أخلاقية حول تلك العملية، وعندما اتخذ القرار تصرف عملاء الموساد كما لو كانوا رجالاً آليين وقد نفذوا العملية.

جندي سابق في الموساد: ليس هناك ما يسمى بالرجال الآليين فهم لم يتلقوا الأوامر لينفذوها فقط لقد كانوا بحاجة إلى الاقتناع بأن ما كانوا يفعلونه هو صحيح.

التعليق الصوتي: أرسل عملاء ضد جماعة أيلول الأسود.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): لقد لاحقوا زعيتر في المدينة لمدة أسبوعين تقريباً، وقد لاحظوا أن الرجل كان يعيش حياة طبيعية تماماً.

التعليق الصوتي: لقد تبعه الموساد حيث كانوا يخططون للوقت والمكان المناسبين لقتله.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة):لم يكن يشك بأن هناك من يلاحقه ولم يكن لديه أي حراس أيضاً، وعندما أصبح نمط حياته واضحاً قرروا البدء بالتحرك، وعندما وصل إلى البيت انتظروا الحصول على الضوء الأخضر وهو الإشارة بأن المنطقة كانت هادئة وساكنة، اقتربوا منه وأطلقوا عليه الرصاص عدة مرات.

أنكي سبيتزر (أرملة أندريه سبيتزر): تلقيت مكالمة هاتفية في الصباح الباكر وقال لي شخص ما بأن أشغل الراديو على أخبار الساعة العاشرة، كان هناك شخص ما يعطينا تلميحاً بأنني إذا ما استمعت إلى الراديو فسأعرف بأن ذلك الشخص قد قتل أو تمت تصفيته أو أي شيء آخر، وكان ذلك جزءاً من رد الموساد على ما حدث في مونيخ.

التعليق الصوتي: كان قتل زعيتر هو العملية الوحيدة التي تنفذها وحدة سرية جديدة داخل الموساد، وقد اشترك فيه أقل من عشرين رجلاً وكانت العملية تعرف بعملية الحربة أو بايونيت، وقد كانت مهمتهم الوحيدة التي كلفوا بها هي ملاحقة كل الأسماء الموجودة على القائمة والتي صادقت عليها لجنة "إكس".

يوري نيمان (رئيس الاستخبارات السابق للموساد): لقد أعطي الموساد مهمة واضحة، وهي تحديد مكان أولئك الذين كانوا متورطين بتنفيذ تلك المذبحة وضربهم.

قائد وحدة عملية الحربة: الانتقام.. لقد قمنا بتصفيتهم جميعاً كل أولئك الذين لهم علاقة بجماعة أيلول الأسود وقادتهم جميعاً.

التعليق الصوتي: هذه هي المرة الأولى التي يتكلم فيها أعضاء وحدة الحربة وقد وافقوا على القيام بذلك بشرط ألا تكشف هوياتهم أبداً.

قائد وحدة عملية الحربة: أنا كنت قائد وحدة العمليات لقد أسست وحدة الحربة وكنت قائدها أيضاً.

- تنفيذ العملية كان من قبل أشخاص مختصين، فليس كل شخص قادر على أن يطلق النار على الآخرين، ولهذا كنا بحاجة إلى أشخاص من نوع خاص.

- إنهم ليسو قتلة محترفين وهم ليسوا مرتزقة إنهم أشخاص مثلكم ومثلي ومثله أيضاً.

قائد وحدة سابق في الموساد: لقد كانوا جميعاً من الإسرائيليين، ولم يكن هناك أي أجنبي بينهم، بعضهم كانوا قد ولدوا خارج البلاد ونحن كنا نبحث عن أمثال أولئك على وجه الخصوص لقد كانوا يملكون معرفة باللغات، وكذلك الصفات الأخرى التي كنا بحاجة إليها لكنهم جميعاً كانوا إسرائيليين.

- على رأس القائمة التي أقرتها لجنة إكس كان هناك العقل المدبر لعملية مونخ "علي حسن سلامة".

- لقد اشترك السيد سلامة بنفسه في العمليات الإرهابية الخطيرة، وقد كان يخطط لهجمات أخرى بالإضافة إلى تلك التي نفذت فعلاً، وقد كان هدفاً مهماً جداً بالنسبة لنا.

التعليق الصوتي: كانت عملية قتل سلامة بحاجة إلى أشهر من التخطيط، لكن في تلك الأثناء كان هناك أشخاص آخرون يجب التعامل معهم، فبعد أسبوعين فقط من مهمتهم في روما أرسلت وحدة الحربة إلى فرنسا وفي عملية أكثر جرأة بكثير، كان هدفهم التالي محمد الهمشري وهو ناشط بارز في منظمة التحرير الفلسطينية يعيش في وسط باريس.

- أنا لا أحب أن أسير في شانز ليزيه وأنا أحمل مسدساً من نوع "باريتا" بل أفضل أن أمشي بكل هدوء وأراقب الفتيات الجميلات، ولكن إذا كان هناك عناصر في باريس ضد دولة إسرائيل والشعب اليهودي، ولا يفعل الفرنسيون ما هو لازم كي يوقفوهم.. هل طلبتم من الفرنسيين التصرف؟ أنا لا أخبر الفرنسيين ما يجب عليهم عمله وغالباً نكون قادرين على أن نطلب من الفرنسيين التصرف، لكنهم كانوا يملكون عدة خيارات يعملون على أساسها أو حتى كان بإمكانهم أن لا يعملوا أي شيء على الإطلاق

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): كان الهمشري هو ممثل فتح غير الرسمي في فرنسا، وكنا نلاحقه منذ مدة طويلة كانت المشكلة في عملية تصفيته هي وجود زوجته وابنته، لهذا السبب لم يكن بإمكانهم أن يقتلوه كما فعلوا مع زعيتر الذي كان أعزباً.

- دعني أكن واضحاً كان منع الأذى عن الناس الأبرياء دائماً أولوية رئيسية بالنسبة لنا.

- بعد بضعة أشهر من عملية ميونخ استدعيت إلى أوروبا وكلفت بالتحقق من المعلومات التي لدينا حول الهمشري.

التعليق الصوتي: كان "ت" قد جند في وحدة الحربة كأحد خبراء المراقبة لديهم، وقد أعادنا إلى باريس ليرينا كيف تمكنوا من قتل الهمشري.

- كان المتنزه جيداً فهناك ممرات مختلفة وتماثيل مختلفة حيث يمكنك أن تتجول في المكان وترى إذا كنت مراقباً أو غير مراقب، وبعد ذلك تجتمع بشكل سريع مع ضابط الميدان الخاص بك، لم تكن حتى بحاجة إلى الجلوس معه.

التعليق الصوتي: كان "ت" مدعوماً من قبل أعضاء في وحدة موساد أخرى وكان عليهم أن يقتحموا شقة الهمشري لزرع متفجرة صغيرة، هناك وقد وضعت المتفجرة تحت المنضدة التي كان عليها هاتف الهمشري، وبعد أن وضعت المتفجرات في مكانها كان عليهم بعد ذلك أن يتأكدوا بأن الهمشري نفسه سيرد على الهاتف وعندها يمكنهم أن يقوموا بتفجير القنبلة.

- لقد كلفت بتأكيد المعلومات المتوفرة حول الهمشري ومكان إقامته، كان علينا أن نعرف إن كان يتواجد في بيته في بعض الأوقات المحددة، وفي ساعة معينة ذهبت إلى شقته وطرقت على الباب ووجدت أنه كان في بيته، الطريقة التي عملت بها كانت أن أطرق على بابه وأقول له عفواً أنا أبحث عن السيد فلان أو فلان وكان هو يقول لي أنه في الشقة المجاورة وكان ذلك كل شيء.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): اتصل به عميل في الموساد ينتحل شخصية صحافي إيطالي وطلب إجراء مقابلة مع الهمشري، والتقيا في إحدى المقاهي، وفي نفس الوقت اقتحم أحد أعضاء الموساد منزل الهمشري ووضع جهاز التفجير تحت المنضدة التي وضع عليها الهاتف، دخلنا من هنا وصعدنا إلى الطابق الثالث لقد تحققوا من أن زوجته وابنته كانتا في الخارج.

- إذاً كان هناك شخص واحد ينتظر هنا، وكان هناك شخص آخر ينتظر على الدرج، بينما كان السيد فلان وزوجته يصعدان إلى هنا عن طريق المصعد، تحققنا للمرة الأخيرة بأنه يدخل شقته وحيداً وعندما دخل الشقة اختفينا.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): لقد اتصل الصحافي ثم تكلمنا لمدة بضع دقائق للتأكد بأنه كان الهمشري ثم ضغط شخص ما على جهاز التحكم عن بعد لتفجير القنبلة.

ميسون عزام: مشاهدينا فاصل قصير نعود بعده لمتابعة الفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" مشاهدينا ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ميسون عزام: أهلاً بكم مجدداً لا زلتم مع برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" فلنتابعه سوية.

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): لقد قالوا: واحد آخر ثم أقفلوا خط الهاتف.

أنكي سبيتزر: (أرملة أندريه سبيتزر): ماذا سيفعل هذا بي؟ هل سأشعر بالفرحة أنهم قد انتقموا لي؟ لا لا على الإطلاق لأنه وفي البداية هذا لن يعيد زوجي، وثانياً لأنهم قتلوا شخصاً آخر لديه أطفال أو أم، لكن الناس قالوا لي اسمعي لم يكن هناك أي خيار آخر، لقد كان ذلك هو الخيار الوحيد الذي كان متاحاً لنا، لم يكن الأمر كما لو أننا نقول لنتصل بفرنسا ونعرف إن كان الرجل موجوداً في هذا الشارع أو ذلك ثم ندعهم يمسكون به ويعيدونه إلى هنا، لم يحدث الأمر بهذه الطريقة في ذلك الوقت قبل ثلاثة وثلاثين عاماً.

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): انظروا كم كنت ساذجة لقد كنت أماً لثلاثة أطفال، وكنت أظن أنهم سوف يعيدونهم إلى البلاد مثلما فعلوا مع إيخمان لقد بدا ذلك منطقياً.

التعليق الصوتي: قبل اثنتي عشر عاماً فقط وفي عملية ناجحة بشكل مدهش تمكنت وحدات الموساد من تعقب اليد اليمنى لهتلر أدولف إيخمان في الأرجنتين وهم لم يجدوه فقط بل هربوه وأعادوه إلى إسرائيل كي يخضع للمحاكمة، أما أوامر وحدة الحربة فقد كانت مختلفة تماماً لقد أرسلوا إلى هناك لقتل أهدافهم.

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): في عام 1960 ترأست عملية كان هدفها القبض على "إيخمان" وقد كانت أهدافنا بالنسبة للمسؤولين عما حدث في ميونخ مشابهة، لقد أردنا أن نحاكمهم لكن ذلك كان مستحيلاً.

- هل تعرف عدد الأشخاص أمثال إيخمان الذين كان يجب علينا إعادتهم إلى إسرائيل؟ كان ذلك سيكون مستحيلاً.

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): الخيار الوحيد كان أن نضربهم قبل أن يضربوننا وهذا بالضبط ما قمنا به.

شابتاي شافيت (رئيس سابق للموساد): لم يكن السبب الأساسي والجوهري وراء تلك العملية هو الانتقام، فلم نشب نحن كيهود وكإسرائيليين على فكرة وعقيدة الانتقام، إن فكرة الانتقام دخيلة على ثقافتنا.

التعليق الصوتي: كان فريق عملية الحربة قد صفى اثنتين من أهدافه حتى الآن، لكنهما كانا لاعبين صغيرين نسبياً في مجموعة أيلول الأسود وفي عملية باسم ريبع الشباب، اتخذ القرار تعقب رؤساء المجموعة في عقر دارهم في بيروت في أوائل السبعينات، كانت بيروت تعاني من حرب دامية، وضمن حدود المدينة كانت منظمة التحرير الفلسطينية لديها السيطرة الفعلية التامة وكانت تعتقد أنها محصنة هناك، كانت بيروت بالنسبة للإسرائيليين واقعة في العمق خلف خطوط الأعداء.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): لقد ساعدتنا عملية التصفية في عامي 1972 و1973 على صنع هالة أسطورية حول مدى قدرات الموساد، وأصبح الموساد الإسرائيلي قادراً على الوصول إلى أي مكان في العالم، وأن يدخل غرفة نوم أي فلسطيني في أي مكان في العالم، وكانت عملية "ربيع الشباب" المساهم الرئيسي في صنع تلك الأسطورة.

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): لقد كانت عملية خاصة بجيش الدفاع الإسرائيلي، لكن الموساد وكذلك الأمنية كان لهما دور في العملية.

التعليق الصوتي: كانت أهدافهم أعضاء جماعة أيلول الأسود الذين اعتقد الإسرائيليون أنهم قد شاركوا في هجوم ميونخ بشكل مباشر، وكان الثلاثة هم: كما ناصر ويوسف نجار وكمال عدوان، وصل مقاتلو مجموعة الحربة إلى بيروت بعد عملية باريس، وراقبوا شقق الرجال الثلاث ثم أرسلت المجموعة الضاربة بعد ذلك من إسرائيل لتنفيذ العملية الهجومية.

-كان عملي أن أعرف الطرف المفتوحة والأماكن المغلقة، وأن أؤمن تنقل الأشخاص من النقطة "أ" إلى النقطة "ب".

التعليق الصوتي: اختيرت المجموعة الضاربة من ضمن وحدات القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي وكان عليهم أن يدخلوا إلى قلب بيروت إلى الشقق التي يقيم فيها أعضاء جماعة أيلول الأسود دون أن يكتشف أمرهم لذلك دخلوا متنكرين.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): دعونا نجعل بعضنا يتنكر مثل النساء، وسوف نسير معاً مثل أصدقاء من الشباب والشابات، وقد كان البعض منها يبدو مناسباً لذلك الدور في ذلك الوقت.

التعليق الصوتي: أبحر باراك ووحدته التي كان نصف أعضاءها يتردون أزياء النساء في ذلك الوقت من إسرائيل تحت جنح الظلام، ورسوا على شواطئ بيروت بعد بضعة ساعات وكانت "ت" ينتظرهم على الشاطئ.

-كانت هناك أوامر محددة بأن أحضر إلى الشاطئ وقد وردتني إشارة استدعاء في الواقع كانت إشارة بصرية عندما اقتربت من ذلك المكان.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): ارتدينا لباس النساء بعد أن أبحرنا خارجين من الشواطئ الإسرائيلية، وعندما اقتربنا من غايتنا النهائية وضعنا مساحيق الزينة وكان كل شيء جاهز للعمل.

- ثم أعطيت إشارة بصرية وأجابوني بإشارة بصرية أيضاً، فأدرت سيارتي ثم أخذوا سياراتهم بكل ما كان فيها وتبعوني.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): كانت الخطة أن نتوقف في شارع مغلق، وقد كانت الشقق موجودة في قلب بيروت فاخرة أكثر من العمارات السكنية الموجودة في تل أبيب في ذلك الوقت، وكان علينا أن نتحرك في مجموعات مكونة من ثلاثة أو أربعة أزواج وشابين آخرين، ثم نذهب وندخل إلى البنايتين بشكل طبيعي.

التعليق الصوتي: على الرغم من تنكرهم فقد اجتذبوا انتباه أحد الحراس بسرعة.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): لقد ظهر رجل يرتدي سترة جلدية فتحها وسحب بندقية وعبر الشارع، وقد بدا سيرنا هناك مريباً بالنسبة إليه، وفي لحظة ما لم يكن هناك أي خيار سوى أن نفعل أي شيء بخصوص ذلك وكنت أسمر اللون، وكان "أمير اموز" أشقراً وما زلت أذكر حتى يومنا هذا الصدمة في عيني الحارس الشخصي، عندما فتحت الفتاتان الشابتان معنا سترتيهما أيضاً وسحبتا رشاشات نصف أوتوماتيكية صغيرة جداً وأطلقتا النار باتجاهه، لقد قفز فوراً ربما يكون قد أطلق رصاصة أو اثنتين وبعد ذلك قفز إلى داخل السيارة وأغلق بابها خلفه، وبطبيعة الحال غيرت عملية إطلاق النار الوضع على الفور، لقد فقدنا عنصر المفاجأة قمت بإرسالهم إلى الشقق وبدؤوا بالصعود.

التعليق الصوتي: كانت الشقة الأولى تعود ليوسف النجار أحد أعضاء أيلول الأسود وكان في السرير مع زوجته في ذلك الوقت، وعندما أدرك ما الذي كان يحدث حاول أن يتحصن داخل الشقة.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): لقد حاول أن يغلق الباب فأطلقوا النار من الخارج وأصابوه، لكن لسوء الحظ أصابوا زوجته أيضاً.

التعليق الصوتي: كان كمال ناصر يف الشقة التالية وقد واجهه أحد الإسرائيليين الذين يرتدون ملابس عادية.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): عندما فتح الباب كان الرجل يقف وبيده سلاح الكلاشينكوف وجاهز لإطلاق النار وخلال جزء من الثانية ربما بسبب تشوش الرجل الذي شاهد شخصاً يقف أمامه بالملابس المدنية أو ربما بسبب تدريب "أميتاي" الممتاز الذي أطلق الرصاص أولاً وقتله.

التعليق الصوتي: حصل عضو جماعة أيلول الأسود الثالث على ما يكفي من التحذير ليختبئ في الوقت الذي وصل فيه الرجال الإسرائيليون المسلحون إلى شقته.

إيهود باراك (قائد سابق في القوات الخاصة): لم نتمكن من العثور على الشخص الثالث، وفي لحظة ما كان أحد جنودنا قد أصيب برصاصة تحت الركبة حتى أنه لم يكن من السهل علينا أن نفتح الباب هناك، ولكنهم في النهاية أطلقوا عليه النار وهو تحت السرير خلال ثلاث دقائق كانوا في الأسفل.

التعليق الصوتي: ولكن ما لم يعرفه باراك والإسرائيليون الآخرون هو أنه كان هناك أعضاء بارزون من جماعة أيلول الأسود ومنظمة التحرير الفلسطينية متواجدون في بيت في بناية مجاورة وقت تنفيذ العملية.

توفيق الطيراوي (ناشط سابق في منظمة التحرير الفلسطينية): وكان متواجد معنا إخوة آخرين، وكان تواجدنا في الطابق الأول من المبنى الذي يقع على بعد 10 أو 15 متراً فقط ويبعد 100 متر فقط عن مكتب الرئيس أبو عمار.

التعليق الصوتي: وبعد نجاح هجومهم الجريء في بيروت كان الإسرائيليون الآن مستعدين لملاحقة هدفهم الأول علي حسن سلامة.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): نحتاج للدخول إلى عقول قادة الموساد، وأن نفهم أنهم كانوا بحاجة إلى قتل علي حسن سلامة لأنهم اعتقدوا بأنه كان ينفذ العمليات الإرهابية ضد إسرائيل وكان يجب أن يقتل.

التعليق الصوتي: حصل الإسرائيليون على إخبارية مفادها أن سلامة كان متواجداً في منتجع التزلج النرويجي ليليهامر، وقد اعتقد عملاء الموساد أنهم رأوه يتحدث إلى رجل آخر.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): أولئك الذين كانوا يتعقبونه لم يكونوا قادرين على سماع ما كان يقال، لكنهم رأوا شخصين كان أحدهما يشبه سلامة وقد ظلا جالسين يتحدثان لمدة ثلاثين دقيقة، وبالنسبة للموساد فقد كان ذلك دليلاً كافياً.

التعليق الصوتي: كانوا يملكون الصورة وكانت لديهم الإخبارية القادمة من النرويج لكن ولأنهم لم يكونوا.

-لقد أمرت بقيادة تنفيذ عملينة ليليهامر ولكن وعندما رأيت مخطط العملية كان السبب الأول ولم يكن كل شيء كافياً، بما في ذلك وموعد تنفيذ العملية إضافة إلى طرق الهروب كانت ليليهامر، وكان الأجانب المتواجدون.. وبعد أن قرأتها وتوصلت إلى قرار أنه إذا ما أرادوني أن أقود تلك العملية فيجب أن أغيرها كما أريد وإلا فلن أشارك فيها.

التعليق الصوتي: نفذت العميلة على الرغم من مخاوف "ت" وقد ثبت بعد ذلك أنها كانت خطأً كبيراً، فقد عثر فريق الحربة على هدفهم يقف مع زوجته الحامل في محطة للحافلات.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): أكد سبعة من الناشطين والمقاتلين والقادة الكبار بأن ذلك الرجل كان علي حسن سلامة.

التعليق الصوتي: فتحوا النار فوراً وقتلوه، لكنهم عرفوا بسرعة أن فريق الحربة قتل الرجل الخطأ فالجثة التي كانت ممدة في موقف الحافلات كانت في الحقيقة العقل المدبر لجماعة..

- لقد حدث الأمر لقد اعتقدوا أن عندما يطلب منك أن تقارن وصورة الرجل الذي اكتشفت الآن تسأل نفسك: هل كان الاثنان متشابهين أم لا؟ أظن أن البعض قد اعتقد بأنه كان يشبه الصورة، بينما ظن الآخرون بأنه لم يكن يشبهها، لكن وخلال نقاشهم اتفقوا أنه كان يشبه الصورة بالتأكيد إنه الهدف المطلوب.

قائد وحدة سابق في الموساد: ما عدا تلك الحادثة التي حصلت في ليليهامر والتي كانت نتيجة لخطأ في عمل الاستخبارات، لم يكن هناك أية عمليات نفذت ضد أشخاص أبرياء.

ميسون عزام: مشاهدينا فاصل قصير نعود بعده لمتابعة الفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" مشاهدينا ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً لا زلتم مع برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" فلنتابعه سوية.

"الانتقام من ميونخ"

قائد وحدة سابق في الموساد: إذا جلست ساكناً دون أن تفعل أي شيء فأنت لن ترتكب أية أخطاء أبداً، فقد سار كل شيء بشكل جيد لتسعة وتسعين في المائة من الوقت، وقد نفذنا عمليات عظيمة وقمنا بعملنا بشكل جيد ومحترف.

التعليق الصوتي: ثم أصبحت الأمور أسوأ بالنسبة لفريق عملية الحربة.

- خلال هروبهم كانت هناك حادثتان مأسويتان أدتا إلى كشف الذين كانت لهم علاقة بتلك العملية.

التعليق الصوتي: لم تكن الحكومة النرويجية سعيدة عندما اكتشفت أن عملاء الموساد قد نفذوا العملية على أرضهم دون علمهم، تم اعتقال ستة من عملاء الموساد ووجهت إليهم تهم القتل والتجسس، وقد حكم عليهم بالسجن لمدد تراوحت بني عام وخمسة أعوام ونصف، ولسوء الأمر أكثر لرؤسائهم فإن واحداً على الأقل من بين عملاء الموساد الذين اعتقلوا قد اعترف بكل شيء.

يوسف ميلمان (صحافي): كشفت التحقيقات التي تمت في النرويج جميع شبكات التجسس الشبكات التي كان الموساد يشغلها في جميع أنحاء أوروبا.

- أنا آسف أنه قد اعترف كما آسف على أن الآخرين قد انهاروا تحت الضغط أيضاً.

يوسف ميلمان (صحافي): لقد وجدوا المفاتيح والأسماء والعناوين والسيارات.

- يجب أن نتذكر بأن الضغط يأتي بعدة أشكال الجسدي والنفسي، فالمحققون وحتى الاسكندنافيون منهم يعرفون على ما يبدو كيف يقومون بعملهم على الوجه الأمثل.

التعليق الصوتي: وعلى الرغم من فشل عملية ليليهامر على كافة المستويات فقد استمرت عمليات إسرائيل ضد منظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء أيلول الأسود.

- بالطبع استمر النشاط كانت عملية ليليهامر حادثة مؤسفة، لكننا لم نكن قادرين على إيقاف حربنا ضد الإرهاب.

التعليق الصوتي: خلال الأشهر والأعوام التي تلت قتلوا اثنا عشر شخصاً من أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية وجماعة أيلول الأسود، لكنهم لم يكونوا قد نالوا بعد من علي حسن سلامة.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): كان يجب أن تتم تصفية علي حسن سلامة في صيف 1973، لكنه لم يكن في ليليهامر وبقي حياً أما بالنسبة للموساد فقد ظل ذلك بمثابة جرح مفتوح.

التعليق الصوتي: بحلول عام 1979 كانت ستة أعوام قد مرت منذ محاولة الاستهداف الأولى ترقى سلامة في الرتبة داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وإذا كانوا يريدون أن ينالوا من سلامة فقد كان عليهم أن يفعلوا ذلك من وراء ظهر الأميركيين.

سام وايان (رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" سابقاً في لبنان): علي حسن سلامة كان رئيس جماعة أيلول الأسود وقد كان شخصاً مهماً لنا، وعلى جانب كبير من الأهمية بالنسبة لحكومة الولايات المتحدة الأميركية ولموقعي هناك في ذلك الوقت.

التعليق الصوتي: كانت وكالة الاستخبارات المركزية على اتصال مستمر وثابت مع سلامة، لقد كانوا بحاجة له لحماية مصالحهم في بيروت.

تشارلز ووترمان (رئيس سابق لوكالة الاستخبارات المركزية في بيروت): أعتقد أنه عندما تكون مرتبطاً بمثل ذلك العمل، فأنت تتعلم تقبل تلك الحقائق عليك أن تتعامل مع أمثال هؤلاء الناس، ولذلك بالنسبة لتلك المشاعر التي تجعل حقدك يطغى على علاقاتك فأنا أعتقد أن الشخص الذي يعمل في هذا المجال لا يسمح لمثل هذه التفاصيل بالظهور.

سام وايان (رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" سابقاً في لبنان): كان شخصاً رائعاً جداً وعظيماً وذكياً جداً وقوياً جداً جسدياً، وذا شخصية رائعة جداً وعاطفياً جداً وسهل الانقياد بشكل كبير، لقد عرفت ما قد فعل وهو قد عرف بأنني قد عرفت وقد عملنا وفقاً لذلك، أنا لم أتحدث عن أية أمور تتعلق بما حدث، لقد كنت بحاجة إلى الخدمات التي يؤمنها مركزه، وإذا بدأت بالكلام معه حول ميونخ كنت سأغادر فوراً لأنني أعارض ما حدث في ميونخ، وإذا قمت بالتحدث إليه كنت سأبدأ بسؤاله: لماذا قتلت كل أولئك الناس يا علي حسن؟ وكنت سأسأل نفسي لماذا إذن أتحدث إليه؟ لذلك كان من الأفضل أن لا أذهب إلى هناك.

- خلال عملية تعقب مرتكبي عملية ميونخ الإرهابيين بالكامل ترك علي حسن سلامة وكان يعيش حياة رائعة في بيروت، وكانت أفضل طريقة للاقتراب منه إيجاد شخص يمكن أن يقترب منه، وبعد ذلك تقرر أنه ومع العقلية العربية فإن استخدام رجل لم يكن مناسباً إذن لتكن امرأة.

التعليق الصوتي: من أجل هذه المهمة تقرر إحضار شخص من خارج الوحدة شخص ما يكون قادراً على اختراق دائرة سلامة الداخلية، وقد عرفوا بأنه كان عابثاً لذلك أرسلوا لهذه المهمة امرأة إنها إريكا تشيمبرز امرأة بريطانية في الحادية والثلاثين من عمرها.

- بعد عدة أشهر من الاستعداد تمكنت من اختراق مؤسسة الإنعاش الاجتماعي الفلسطينية، ومن ثم لم يعد هناك مشكلة للوصول إلى سلامة.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): كانت إريكا تشيمبرز سيدة بريطانية لطيفة حتى أنها استعملت جواز سفرها الحقيقي، لقد كانت عميلة آنية فقط جندت للقيام بمهمة محددة وقد استخدمناها ولم نعد بحاجة إليها بعد العملية، لقد كان ذلك إجراء عادياً جداً.

لقد ذهبت إلى المسبح ولاحقاً أصبحا صديقين لكنها لم تشاركه الفراش أبداً، فقد كان ذلك من المحرمات وكان يترك دائماً لغانيات المحترفات.

سام وايان (رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" سابقاً في لبنان): حسناً لقد قلت له بأنه سيكون غبياً جداً إذا استمر بالتنقل في بيروت بالطريقة التي كان يتبعها، وقلت له أنت تعرف بأنك مستهدف الطريقة التي كان يتنقل بها في بيروت، لقد كان يتنقل علانية دون أي تخفف، لقد كان يقول لن يحدث هذا معي، لن يحدث هذا معي أنا علي حسن سلامة أنا هو أنا وأنا أكبر من كل شيء لن يحدث لي شيء، وقلت له إنك مجنون وسوف ينالون منك إذا تابعت العيش بهذه الطريقة، أنت ترسل بذلك برقيات عن تحركاتك ولا تقوم بأي جهد لإبقائها في الخفاء سوف ينالون منك" "أنا أراهن أنهم سينالون منك" بعد عدة اشهر كانت إريكا تشيمبرز قريبة بما فيه الكفاية من سلامة لتعرف طبيعة حركاته اليومية وتم إعداد مسرح تنفيذ العملية.

وصلته نصيحة من عرفات: "أفعل ما أفعله أنا تم في أماكن مختلفة كل يوم" لكن حياته المريحة كانت أكثر أهمية له من أن يكون مستعداً.

كان عدم استماعه لنصيحة "عرفات سيكلفه كثيراً فلكونه لم يغير من نمط حياته اليومي كان فريق الحربة واثقاً بما فيه الكفاية كي يزرع قنبلة بجانب الطريق وينتظر عبور سيارته.

- عندما أحضرت المتفجرات إلى المكان كان على شخص ما أن يقوم بإعدادها وأنا قمت بذلك.. وبعد ذلك غادرت.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): لم يكن الأمر سهلاً.. فعلى حد علمي كانت تزن عشرات كيلو غرامات، فلم يكن بالإمكان أن يحملها الشخص المعني في حقيبة مثلاً.

التعليق الصوتي: كانت إريكا تشيمبرز تعيش في شقة تطل على الطريق الذي يسلكه موكب سلامة كل يوم دون تغيير، وعندما مر الموكب بجانب السيارة المفخخة حصلت على الإذن بتفجير القنبلة.

- كان دورها فقط هو الضغط على الزر في الوقت المناسب عندما تمر سيارته من جانب سيارة الفولكسفاغن هذه.

- وضعت الخطة وتأكد الإسرائيليون بأن اتصالات سلامة بالأميركيين أبقيت سرية لذلك لم يكن بإمكانهم أن يحذروه.

سام وايان (رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" سابقاً في لبنان): حتى أكون قادراً على منع ما كان سيحدث كان يجب أن أعرف بأن هناك نشاطات بهدف التحضير لعمليات في يوم محدد، وما إلى ذلك من الأمور وأنا لم أكن أعرف بذلك.

- كان التنسق صعباً جداً فقد دربت على ذلك العمل باستخدام النماذج فقط، لكنها تمكنت من ذلك تمكنت من عمل ذلك بشكل جيد جداً، وعندما مرت سيارته ضغطت الزر وقد كانت ضربة مباشرة.

التعليق الصوتي: نالت وحدة الحربة من رجلهم المستهدف أخيراً وكل ما بقي عليهم كان إخراج إريكا تشيمبرز إلى خارج البلاد.

أخرجت من هناك فوراً في أول طائرة وكان عليها أن تخرج من هناك بنفسها، خرجت من هذه الشقة واستقلت سيارة أجرة من الشارع، وذهبت إلى المطار وغادرت على نفس الرحلة كان كل شيء منسقاً بشكل جيد، وعندما وصلت إلى أوروبا أعتقد أنهم لم يكتشفوا هويتها الحقيقية إلا في الصباح التالي.

التعليق الصوتي: بعد مغادرتها بيروت اختفت إريكا تشيمبرز وبقي مكانها مجهولاً.. كان قتل سلامة ضربة كبيرة لمنظمة التحرير الفلسطينية فبالنسبة لهم كان هو عضواً كبيراً في منظمهم وكان الوريث المحتمل لعرفات، أما بالنسبة للإسرائيليين فقد كان الإرهاب الأول على قائمتهم التي تضم أولئك المسؤولين عن عملية ميونخ الفظيعة، وكان الموقف الأميركي في مكان ما في الوسط.

سام وايان (رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" سابقاً في لبنان): أنا أفضل أن أقول أن ما كان يحركه هو القومية الفلسطينية ولا أحاول التلاعب بالكلمات هنا، لكنني لم أسمعه يقول أبداً.. لم أسمعه يذكر كلمة الكراهية أبداً، ولم أعرف بأنه قد كره الإسرائيليين أنا لم أعرف ذلك لكنه كان في حالة حرب.. وفي الحرب تحدث أشياء كثيرة، لقد كانت هناك حرب إسرائيلية فلسطينية دائرة وأي شخص كان مستهدفاً، وأنا الآن لا أتفق مع هذا القول لكن هذا هو ما كان يحدث آنذاك.

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): تصفية سلامة في شهر يناير من عام 1979 كانت نهاية الأمر، لقد سمعت بأنه وبالنسبة لهم كان ذلك هو أقرب شيء للانتقام.

ديفيد كيمحي (رئيس وحدة سابق في الموساد): لم تكن المسألة مسألة الانتقام مبدئياً، لقد كانت المسالة تتعلق بمنع هجمات أخرى من النوع الذي شهدنا في ميونخ.

- لم تكن هناك أي شماتة فنحن لم نكن نبحث عن عمليات ولم نقم بذلك من أجل المغامرة أو الإثارة، فلو كانت هناك أية طريقة لتفادي حدوث ذلك الأمر لكنا فضلنا اتباعها بدلاً من ذلك.

ديفيد كيمحي (رئيس وحدة سابق في الموساد): عندما لا يكون أمامك أي خيار سوى أن تقتل أو تقتل فأنت بالتأكيد لن ترغب بأن تقتل وليس بالضرورة أن يعني هذا أنت نفسك بل أيضاً جارك أو معلمة أطفالك في الروضة أو أي شخص كان يمكن أن يقتل من قبل هؤلاء الإرهابيين ما لم تتصرف حيال ذلك أولاً، وقد كان ذلك هو السبب الجوهري للعملية بالكامل.

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): لم يكن أمراً ساراً جداً أن تنفيذ عملية، عندما تعرف بأنك سوف تقضي على حياة شخص ما فسواء شئت أم أبيت فستصح جلاداً.

اعتبرت إسرائيل نفسها في حالة حرب في ذلك الوقت وفي زمن الحرب فإن مثل تلك الأشياء تحدث.

سام وايان (رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" سابقاً في لبنان): أنا أفهم لماذا لاحقته إسرائيل فبالنسبة لي كان ذلك جزءاً من اللعبة، فإذا ما فعل الفلسطينيون ما فعلوه فسيكون من الطبيعي أن يقوم الإسرائيليون بما قاموا به من ردود أفعال رداً على ما حدث لم لا؟ هل أوافق على ما حدث؟ تلك مسألة أخرى، لكنني قادر على أن أفهم بالتأكيد بأنه كان يحدث هل كان أمراً مشروعاً؟ هذه مسألة أخرى لقد حدث ما حدث.

- صحيح أنه كان هناك أعضاء من الموساد الذي شككوا في حكمة استخدام الموساد في عمليات هدفها القتل، وقد قال البعض أن عملنا هو أن نجمع البيانات والمعلومات نحن منظمة لجميع المعلومات الاستخبارية ولسنا مجموعة من القتلة.

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): كانت هناك حالات... حيث رفض الكثيرون أن يكونوا جزءاً من العملية لأنهم أحسوا أنها ضد مبادئهم الأخلاقية، وأنا فهمت ذلك بالكامل وأنا لم أعتبرهم كفارين من الخدمة بل على العكس أعطيتهم الحق الكامل في ذلك.

قائد وحدة عملية الحربة: كان فريق الحربة بكامله فريقاً مثالياً، وهم لم يقوموا بتصفية الناس وهم فرحين بذلك، لكنهم فهموا أهمية ذلك بالنسبة إلى الشعب اليهودي وشعب إسرائيل.

التعليق الصوتي:لم يحدث أن اعترف الموساد علناً بعدد أعضاء شبكة أيلول الأسود الذين قتلوهم ويمكن أن يصل العدد إلى حوالي عشرين شخصاً، وتبقى تلك الحقبة مثيرة للجدل بشكل كبير حول قيام حكومة بتنفيذ عمليات في أنحاء العالم كافة ضد مرتكبي الإرهاب.

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): في خطاب بوش الشهير بعد الهجوم على البرجين التوأمين قال بأنه سوف يلاحق القتلة والإرهابيين إلى أي مكان في العالم.

تشارلز ووترمان (رئيس سابق لوكالة الاستخبارات المركزية في بيروت): كل شخص يمكنه أن يرى الطريقة التي رددنا فيها في ذلك الوقت وإذا كان ذلك يعني أي شيء فهو يعني تبني إستراتيجية وقائية تماماً، وإذا ما أردت أن تقارن بين العمليات الإسرائيلية بعد ميونخ بشكل متوازي مع رد الفعل الأميركي بعد عمليات الحادي عشر من أيلول من ناحية ملاحقة الإرهابيين فيمكنك القول أنهما متشابهتان من حيث المبدأ.

التعليق الصوتي: بعد أربعة وعشرين عاماً من وفاة زوجها عادت أنكي سبيترز إلى الألعاب الأولمبية وهذه المرة في أتلانتا.

أنكي سبيتزر (أرملة أندريه سبيتزر): لقد قررنا إيلانا وأنا أن نحضر كل الأيتام الأربعة عشر الذين عاشوا دائماً في ظل الألعاب الأولمبية.. وفي ظل حقيقية أن آبائهم قد قتلوا وكل ما حدث لهم بعدها، لكننا وللمرة الأولى أردنا أن نريهم أيضاً فرحة الألعاب الأولمبية أن نريهم كيف يكون الأمر في هذا الملعب الضخم وحتى يروا كل هذه الوفود التي تشارك فيها وكل شيء، كان المرة الأولى التي يدخل فيها الوفد الفلسطيني إلى الملعب أيضاً، وأنا تكلمت مع كل أولئك الشباب وقلت لهم: "ما الذي ستفعلونه؟" فأنا أفهم ما سوف تفعلونه عندما يدخل الإسرائيليون إلى الملعب سوف تصفقون.. ولكن ماذا ستفعلون عندما يدخل الفلسطينيون؟ نظروا إلى بعضهم البعض وقالوا: "اسمع، هؤلاء الناس الذين يدخلون الملعب هم من الفلسطينيين، أجل" "إلا أنه لا علاقة لهم بما حدث في ميونخ، لذلك ليست هناك أية مشكلة، وليس هناك أي نزاع نحن سنهتف لهم أيضاً، أنا لم أقل أي شيء لقد نظرت إليهم فقط، وعندما دخل الوفد الفلسطيني نهض كل شخص وصفق لهم أيضاً، وقد قلت أنه إذا كانت هذه هي النتيجة التي خرجنا بها من هذه الكارثة الكبيرة من هذه المأساسة المروعة لكل شخص فهم ما زالوا بشراً من الداخل ولم تسمم أنفسهم بسبب الحقد لقد قمنا بعملنا جميعاً وهذا أمر أهم بكثير.

ميسون عزام: مشاهدينا تابعنا الفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" في سياق برنامج مشاهد وآراء، سنتوقف الآن مع موجز للأنباء نتابع بعده الجزء الثاني من البرنامج والمخصص لمناقشة الفيلم الوثائقي مع ضيفينا، معنا من بيروت الأستاذ صقر أبو فخر صحفي في جريدة السفير وسكرتير تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية، وفي الأستوديو الدكتور حسني عبيدي مركز دراسات العالم العربي في جنيف، مشاهدينا ابقوا معنا.

مناقشة الفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونيخ"

ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً، كانت موجة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل بحق الفلسطينيين في فترة السبعينات الأكثر دموية في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني, وكانت عمليات ميونيخ المبرر الإسرائيلي المعلن لهذه المذبحة المتنقلة, ومع أن إسرائيل أعلنت أنها أرادت من وراء تلك الاغتيالات الرد على عملية اختطاف الرياضيين الإسرائيليين في أولمبياد ميونخ عام 1972 إلا أن الاغتيالات كانت لها أبعاد تتجاوز ميونيخ بكثير, وبدا واضحاً أنها تستهدف ضرب البنيان السياسي والعسكري لحركة فتح وتحديداً ضرب شبكة العلاقات الخارجية للحركة.

الاغتيالات الإسرائيلية طالت ممثلي منظمة التحرير في روما وباريس وطالت أبو حسن سلامة الذي كانت يتولى آنذاك العلاقة ما بين المنظمة والولايات المتحدة, كما طالت قيادات رئيسية ككمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار في قلب بيروت التي كانت آنذاك معقلاً للفدائيين الفلسطينيين.

ما الذي حصل فعلياً في تلك المرحلة؟ وما الذي أرادته فتح من ميونيخ؟ وما الذي استهدفته إسرائيل من عمليات الاغتيال؟ وما النتائج التي أودت إليها حمامات الدماء؟ آنذاك وهل يمكن القول أن ميونخ كانت البداية الفعلية لوسم الفلسطينيين والعرب عموماً بالإرهاب؟ وهل بررت لإسرائيل العديد من سياساتها اللاحقة؟ أم أنها كانت نضالاً مشروعاً للفلسطينيين؟

موضوعات نناقشها مع ضيفينا في هذه الحلقة من مشاهد وآراء, معنا من بيروت الأستاذ صقر أبو فخر صحافي في جريدة السفير وسكرتير تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية, وفي الاستديو الدكتور حسني عبيدي مركز دراسات العالم العربي جنيف, أهلاً بكما, واسمحا لي أبدأ مع السيد صقر سيدي بداية ما هو تقييمك للطريقة التي عارض فيها هذا الفيلم الوثائقي إن كان عملية جنيف بالأحرى عذراً.. إن كان عملية ميونخ أو سلسلة الاغتيالات التي نفذها الإسرائيليون في أعقابها؟

صقر أبو فخر: نعم, هذا الفيلم يعكس وجهة النظر الإسرائيلية الخالصة, هو فيلم دعائي لقدرة الموساد وليده الطويلة التي تمكّن بواسطتها من اغتيال الكثير من القادة الفلسطينيين.

هذا الفيلم غير منصف على الإطلاق وبطبيعة الحال لأنه مشغول إسرائيلياً, على سبيل المثال هو يعرض وجهة نظر عدد من رجال المخابرات الإسرائيلية وعدد من الملثمين أيضاً أي القوة التنفيذية قوة كيدون أي الرمح, وأيضاً عدد من رجال المخابرات الأميركية, لكنه لا يستقدم فلسطينياً واحداً عدا العميد توفيق طيراوي, يعرض أيضاً آراء بعض أهالي القتلى الإسرائيليين لكنه لا يقيم أي حوار ولا يأخذ رأي ولو حتى عائلة واحدة من عائلات الضحايا الفلسطينيين هذا من الناحية الأولى, فهو فيلم منحاز سلفاً ويعكس وجهة النظر الإسرائيلية, ثم أن هذا الفيلم فيه الكثير يعني من التضليل ومن الأخطاء, على سبيل المثال يدّعي الفيلم أن الموساد لم يرتكب إلا خطيئة واحدة ضد الأبرياء, حينما اغتال أحمد بوشيكي في النرويج, لكن الحقيقة إنه في سجل الموساد الكثير من العمليات ضد المدنيين الذين لا صلة لهم على الإطلاق لا بالعمل الفلسطيني ولا بالعمل السياسي.

ميسون عزام: حتى في بيروت كانت هناك ضحايا من المدنيين حتى من النساء والأطفال, على كل أنتقل إلى الدكتور حسني, دكتور يعني بداية تقييمك لهذا الفيلم الوثائقي؟ هل فعلاً هو منحاز برأيك؟ وبالمقابل عملية ميونخ يعني هناك من يقول أن هذه العملية كانت نقطة تحول فيما يتعلق بالاهتمام الغربي, وهنا أتحدث عن المستوى الشعبي الاهتمام الغربي بالقضية الفلسطينية هل تؤيد هذه النظرية ولماذا؟

د. حسني عبيدي: يعني بالنسبة للسؤال الأول قبل كل شيء يجب الاعتراف للفيلم بأن الفيلم جريء يتناول نقطة حساسة, أعتقد ليس فقط في قضية النضال الفلسطيني لكن حتى في قضية العلاقات الدولية, أما بالنسبة علمياً أو موضوعياً أعتقد أن الفيلم غير مقبول منهجياً باعتبار إنه كما قال الأخ إنه أولاً يطرح فقط الجانب الإسرائيلي أيضاً هو أحادي الجانب, ثم أن أكثر من ذلك ليس فقط لا يعطي الكلمة للعديد من الأصوات الفلسطينية التي لديها ضلع داخل في هذا الموضوع, لكن كيف يمكن ربما يعني إعداد شريط وثائقي حول الاغتيالات التي قام بها الموساد في العديد من الدول الأوروبية دون عرض ولا موقف واحد أوروبي, أي ولا وزير داخلية سابق في فرنسا ولا وزير داخلية سابق في إيطاليا أو مسؤول عن وزير الأمن إذن هو يعني غربياً غير مقبول..

ميسون عزام: طيب أنت تعيش في الغرب برأيك كيف تأثر الغرب وهنا أتحدث عن الشارع الأوروبي بمثل هذه العمليات؟

د. حسني عبيدي: يعني بالنسبة هذا سؤال ثاني أعتقد أنه فعلاً حادثة ميونيخ كانت مهمة جداً كانت فعلاً نقطة تحول في النضال الفلسطيني, هي مفروض أن تكون نقلة على الأقل نوعية لتبيان ما يعانيه الفلسطينيون في الخارج, حادثة مونيخ يجب ألا ننسى أن في الأولمبياد كان تقريباً 6 آلاف بين صحافي ومصور تلفزيوني, وما حدث في مونيخ للإسرائيليين نقل اهتمام كل الصحافة الأوروبية وكذلك العالمية من الاهتمام بالحدث الرياضي إلى الاهتمام بعملية الاختطاف.

ميسون عزام: ولكن سلباً أم إيجاباً؟

د. حسني عبيدي: هذا في عملية الحادثة, الآن مع الوقت مع المرور ضمن لا أعتقد أن عملية مونيخ باختصار قدمت شيء إيجابي, أعتقد أنها فعلاً رجعت بالعكس وكانت سلبياً على صورة الشعب الفلسطيني وعلى النضال..

ميسون عزام: سنتحدث بشكل مفصل حول هذه النقطة تحديداً, دعنا الآن ندرس أو نرى كيف جاء في هذا الفيلم الوثائقي حول الدوافع وراء هذه العملية, طبعاً يعرض الفيلم الوثائقي وجهة النظر الإسرائيلية حول أهداف عملية ميونخ وتفاصيلها دعونا نتابع هذا المقطع.

[مشهد من الفيلم الوثائقي]

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): لقد تحمل زوجي الكثير من التعذيب في تلك الغرفة.

التعليق الصوتي: قتل إسرائيليان لكن تسعة آخرين احتجزوا كرهائن، المجموعة التي ادعت مسؤوليتها عن الحادث كانت مجموعة "أيلول الأسود" الفلسطينية، وقد طالبوا إسرائيل بإطلاق سراح المئات من السجناء الفلسطينيين من السجون.

ميسون عزام: ومشاهدينا ينضم إلينا عبر الهاتف الآن الأستاذ محمد داود عودة أبو داود عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو المجلس الوطني الفلسطيني, أبو داود أهلاً بك, بداية يعني حسب تصريحاتك أنت الرأس المدبر لمثل هذه العملية, وبالمقابل طبعاً أنت كنت أحد كبار المسؤولين في أجهزة الأمن الفلسطينية آنذاك, الدوافع وراء عملية ميونيخ؟ ما هي لماذا نفذتم هذه العملية؟

محمد داوود عودة: مساء الخير أولاً، أولاً آسف جداً أن تقوم قناة عربية فضائية بعرض فيلم دعائي للموساد وإسرائيل بحجة عرض فيلم وثائقي, فالفيلم لا يمت للتوثيق بصلة..

ميسون عزام: ما أنت موجود الآن سيد أبو داود لتشرح لنا أين هي الأخطاء الموجودة في هذا الفيلم..

محمد داوود عودة: أنا خليني أكمل لو سمحت..أنا بقول هاي جملة أكاذيب ودعاية فجة للموساد, ثانياً لا يمكن الرد على هذه الأكاذيب بدقائق فقط, فيجب أن تعمل حلقة خاصة تأخذ وقتاً قريباً من وقت الفيلم من أجل ضحد هذه الأكاذيب..

ميسون عزام: أبو داود عنا ساعة كاملة الآن لو تجب على سؤالي, السؤال الأول الدوافع وراء هذه العملية لو سمحت؟

محمد داوود عودة: الدوافع معروفة, إحنا كنا خارجين من مجزرة في أيلول وكان الوضع النفسي لشبابنا ومقاتلينا يزداد سوءً كلما تعرضت مخيماتنا لقصف الطائرات الإسرائيلية والمدفعية الإسرائيلية, ومع الأسف ما عندنا صواريخ ضد الطائرات ولا عندما طائرات مقابلة كل ما عنا هو بنادقنا, لذلك رأينا أن نبحث عن طريقة نرد بها على هذه الاعتداءات الفادحة ضدنا بالوسيلة التي نرى.

ميسون عزام:يعني هدف سهل نعم تفضل.

محمد داوود عودة: ثانياً نحن بحاجة إلى إعلام, وأفضل مكان فيه إعلام هو الأولمبياد مع الأسف شعوب العالم تحب الرياضة ولا تهتم بمآسي الشعوب, فلذلك رأينا أن ميونيخ مكاناً مناسباً لعرض قضيتنا, ثالثاً نحن لم نكن لا قتلة ولا مريدي قتل لكن على المسؤول عن المجزرة هو تعنت جولدا مائير وخضوع الألمان لها فقط.

ميسون عزام: طيب إذا ما سلمنا بهذه الدوافع, سيد أبو داوود لماذا نُفذت هذه العملية تحت اسم تنظيم أيلول الأسود والذي كما هو معروف يرمز إلى أحداث أيلول للسبعين ما بين السلطة الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية؟

محمد داوود عودة: أيلول الأسود لم يكن فقط للأحداث اللي بين الأردن, أيلول الأسود كان تنظيماً اجتُرح من داخل حركة فتح ليتحمل فشل ومآسي ما يحدث عنها ويجنب فتح هذه المسؤولية, فلذلك هو كان مسؤولية فتح, أما اختيار الأسماء فإحنا عندما بدأنا اخترنا من فتح كلمة العاصفة الجناح العسكري لنا, ولذلك أيلول الأسود كان أيضاً جناح من هذه الأجنحة الضاربة.

ميسون عزام: طيب يعني بالمقابل أنت ذكرت بأن الأسباب ربما كانت لعدم توفر الأسلحة لديكم, توجهتم ربما إلى أهداف سهلة يرى..

محمد داوود عودة: لا مش سهلة..

ميسون عزام: صعبة ولكن..

محمد داوود عودة: وليست أهداف مدنية، لو سمحت لي كل من كان رياضياً في الوفد الإسرائيلي.

ميسون عزام: يعتبر جندي..

صقر أبو فخر: كان ضابطاً بالجيش الإسرائيلي..

ميسون عزام: طيب يرى شبتاي شافيت أحد الرؤساء السابقين أن الألعاب الأولمبية كانت هدفاً مثالياً, ومع ذلك لم يفكر أي مسؤول أمني إسرائيل مسبقاً في احتمال حصول العملية دعنا نتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

شابتاي شافيت (رئيس سابق للموساد): ما كان لأي منظمة إرهابية أن تختار مكان أفضل الألعاب الأولمبية لتقوم بعملية اختطاف، وتقوم بعد ذلك بالمفاوضة من أجل إطلاق الرهائن خاصة إذا كانوا أعضاء الفريق الإسرائيلي.

ميسون عزام: دكتور حسني يعني استمعت إلى ما ذكره أبو داوود من دوافع وراء هذه العملية ومنها أن الجميع هم جنود, هل تعتقد أن اختيار الرياضيين الإسرائيليين في الأولمبياد كان هدفاً مشروعاً للفلسطينيين؟

د. حسني عبيدي: لا لا اختيار الرياضيين ولا اختيار المكان ميونيخ يعني, قبل كل شيء هناك في الفيلم جاءت فقرة بأنه لم تكن هناك حراسة, صراحة أن إسرائيل طالبت بوجود ضباط أمن من الموساد لحراسة الوفد الإسرائيلي, وحسب مقالات خرجت من ألمانيا أن ألمانيا رفضت رسمياً تواجد ضباط إسرائيليين باعتبار أن الأولمبياد هي عرس للمحبة والسلام, وأن وجود ضباط إسرائيليين مع الوفد الرياضي سيسيء لسمعة الأولمبياد ويسيء للجنة الأولمبية, يعني رغم قضية عدالة القضية الفلسطينية لكن أعتقد كذلك أن الهدف لم يكن صائباً, صحيح كان من الصعب الدخول إلى مقر الوفد الإسرائيلي كانت هناك حراسة مشددة لذلك, ولكن الآن على مرور الزمن أعتقد أن نقول فعلاً أنه لم يكن الهدف الأمثل لهذه العملية لنقل وقائع ومعاناة الشعب الفلسطيني إلى الرأي العام الأوروبي والدولي.

ميسون عزام: ماذا تقول أنت سيد صقر حول هذه النقطة تحديداً, يعني بعد مرور هذه السنوات كيف تقيّم هذه العملية؟ هل تعتقد أنها كانت عملية إيجابية وبالفعل جذبت الإعلام الذي كان يحتاجه الفلسطينيون كما ذكر أبو داوود؟ أم أنها كانت سلبية بالفعل؟

صقر أبو فخر: لا يمكن مناقشة مثل هذه العملية التي حدث قبل نحو 34 بأفكار اليوم هناك أشياء كثيرة تغيرت, الثقافة السياسية في أوائل سبعينات القرن العشرين كان تجيز عمليات خطف الطائرات, عمليات اقتحام مقرات مثل هذا المقر, على سبيل عمليات خطف الطائرات موجودة من بداية الستينات بين كوبا والولايات المتحدة الأميركية، عمليات خطف الطائرات أول من قام بها الإسرائيليون على سبيل المثال في مرحلة معينة, هذا الأمر ربما كان معقولاً في مرحلة أواخر الستينات وأوائل السبعينات أي أخذ رهائن أو اختطاف طائرات, وهذا ما مارسه على سبيل المثال المناضل الفلسطيني وديع حداد, لذلك في الثقافة السياسية لدى حركات التحرر العالمية في أواخر الستينات كانت مثل هذه الأهداف مشروعة ومقبولة على الأقل لدى تيار حركات التحرك الوطني والعالم الثالثية في مختلف أنحاء العالم.

ميسون عزام: ولكن برأيك الآن بعد مرور كل هذه السنوات ماذا حدث اليوم؟ هل تعتقد أنها كانت إيجابية أم سلبية؟

صقر أبو فخر: من الناحية الإعلامية بالطبع لقد فتحّت أعين العالم بطريقة إيجابية على الشعب الفلسطيني وقضيته, ثم يعني حاولت أو أظن أنها قدمت إسهاماً في تحطيم التضليل الإسرائيلي, بمعنى أن إسرائيل العمليات اللاحقة عمليات الاغتيال التي مارستها إسرائيل بررتها بأنها رد على عمليات موينخ, لكن في الحقيقة كانت إسرائيل تمارس عمليات قتل منهجية يومياً ضد الفلسطينيين, قبل عملية ميونخ اغتالت في بيروت غسان كنفاني, وحاولت اغتيال أنيس صايغ وبسام أبو شريف, القصف اليومي للمخيمات الفلسطينية في لبنان على سبيل المثال إلى آخره, بالعكس جاءت عملية ميونخ رد على الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني, وحاولت أيضاً أن تقتنص مسألة إعلامية.

ميسون عزام: يبدو أن هناك مداخلة من قبل الدكتور حسني ماذا لديك تفضل؟

د. حسني عبيدي: فقط قضية الاستعمال الإعلامي التوظيف الإعلامي يعني بعد عملية الاغتيالات عملية الانتقام التي قامت بها وحدات من الموساد ضد رموز الحركة الفلسطينية وممثلي منظمة التحرير ليس لديهم علاقة مباشرة بميوينخ لم تظهر مظاهرة واحدة ولا تنديد حتى لا من برلمان أوروبي القليل فقط حتى العديد منهم لا يعلم ماذا حدث, في قضية الاغتيالات المنظمة الاغتيالات المنظمة لقيادات منظمة التحرير في الخارج, فأنا أتساءل أين هذا التوظيف الإعلامي؟ إذا كان استطاعت عملية ميونخ أن تكسب الإعلام لا الإعلام ولا الرأي العام تحرك على الأقل لنصرة القضية الفلسطينية, والقول يجب أن توقف هذه العملية عملية الانتقام عملية القتل الجماعي, لأنه غير مقبول أن يكون دولة معترف بها منظمة الأمم المتحدة أن تشن إرهاب دولة في دول أخرى لديها سيادة مثل إيطاليا وفرنسا ودول أخرى.

ميسون عزام: نعم, وماذا أيضاً عن المسؤولين كيف تحركوا, ينقل الفيلم الوثائقي عن إسرائيليين عايشوا الحدث كيفية الإعداد للانتقام من ميونخ, لنتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

أنكي سبيتزر: (أرملة أندريه سبيتزر): لم أكن أتكلم الكثير من العبرية لأنني أتيت حديثاً إلى إسرائيل، لكنها قالت لي سوف نلاحق هؤلاء الناس كل الأشخاص الذين اشتركوا في ميونخ بشكل مباشر أو غير مباشر سوف نلاحقهم حتى جهات العالم الأربعة.

يلانا رومانو (أرملة يوسف رومانو): أولئك الذين خططوا لجرائم القتل وأولئك الذين أعدموهم، نحن لن نبقى صامتين ولن نرتاح حتى نقبض عليهم.

أنكي سبيتزر: (أرملة أندريه سبيتزر): سوف نقضي عليهم هي لم تقل ذلك، لكن الآخرين فهموا ذلك.

ميسون عزام: سيد أبو داوود هل علمتم آنذاك بهذه القائمة التي أعدها الموساد بطلب من غولدا مائير؟ ولماذا لم تتخذوا الاحتياطات اللازمة؟

محمد داوود عودة: الحقيقة علمنا بالقائمة بعد اغتيال وائل زعيتر, والاحتياطات اللي عملناها ضمن قدراتنا في ذلك الوقت, بس كل الذين قتلوا على يد مجموعة القتل هذه لم يكن لهم أي علاقة.

ميسون عزام: سوف نتحدث عن هذه النقطة تحديداً, ولكن أريد الحديث عن الإجراءات الأمنية التي كانت تُتخذ؟ يعني إذا ما تحدثنا عن أوروبا ربما ليس هناك إجراءات أمنية اتخذت من قبل ممثلي المنظمة, ولكن ماذا عن بيروت يعني في عقر داركم؟

محمد داوود عودة: عقر دارنا حدث خطأ أمني كبير, وليس كما قال باراك بروايته بالفيلم الذين قتلوا هم الأبرياء، والمثال البارز لهذا كمال ناصر، كمال ناصر كان شاعراً فتح الباب وبيده بندقية وبيده قلم كان, كان يكتب مقال هذه هي الحقيقة, هذه الحقيقة التي يزورنها دائماً, فكمال ناصر لماذا يأخذ احتياطاته؟ أبو يوسف وكمال العدوان خضعوا لخديعة معينة، كان لديهم حراسات قبل أيام بعض الجيران تلفنوا لهم وطلبوا تخفيف الحراسات, فخجلوا من الجيران وما عندهم فكرة إنه الجيران فيه منهم ناس منفدين على إسرائيل في بيروت, لذلك سحبوا حراساتهم وتعرضوا للاغتيال، يعني الأمن ليس شيئاً مغلقاً كل واحد بيعمل أمن بقدر استطاعته.

ميسون عزام: يبدو أن احتياطاتك كانت قوية جداً أبو داوود.

محمد داوود عودة: يا أختي عقر دارنا بيروت لم تكن عقر دارنا, بيروت اغتيلوا الشباب جنب معسكر للشرطة العسكرية اللبنانية بينهم وبينها عشرة أمتار, وكان ممنوع عليهم أن يكونوا بسلاح كبير جداً في هذه المنطقة الآمنة.

ميسون عزام: طيب يعني تحدثنا بما فيه الكفاية عن الأمن, الفيلم الوثائقي يتحدث عن اختلافات في الرأي بين الإسرائيليين بشأن عمليات الاغتيال، لنتابع هذا المقطع:

[ مقطع من الفيلم الوثائقي]

جندي سابق في الموساد: هذا لم يكن كافياً، فقد كان يجب إقناع الأشخاص الذين نفذوا تلك العملية أيضاً بأن تلك كانت العملية الصحيحة فعلاً.

يوسي ميلمان (صحافي): في تلك المرحلة لم يكن هناك أي مناقشات ولم يكن هناك أية شكوك أخلاقية حول تلك العملية، وعندما اتخذ القرار تصرف عملاء الموساد كما لو كانوا رجالاً آليين وقد نفذوا العملية.

جندي سابق في الموساد: ليس هناك ما يسمى بالرجال الآليين فهم لم يتلقوا الأوامر لينفذوها فقط لقد كانوا بحاجة إلى الاقتناع بأن ما كانوا يفعلونه هو صحيح.

ميسون عزام: سيد صقر هل تعتقد فعلاً أن هناك كان جدل جدي أو نقاش أخلاقي فيما يتعلق بعملية الاغتيالات؟ ولماذا يركز عليها هذا الفيلم الوثائقي؟

صقر أبو فخر: أولاً أود يعني قبل أن أجيبك على السؤال أن يعني أصحح نقطة محددة, لم يكن هدف العملية وهذا ما يشرحه أبو داوود في كتابه وهو الخبير في هذه العملية, لم يكن الهدف قتل الرياضيين الإسرائيليين كان الهدف أخذهم رهائن والمطالبة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية, ما حصل لاحقاً هو إصرار حكومة جولدا مائير بل جولدا مائير نفسها على عدم تنفيذ أي مطلب للفدائيين الفلسطينيين والتواطؤ الألماني, هذا الأمران أديا إلى تلك المعركة في المطار وإلى مقتل الرياضيين الإسرائيليين.

ميسون عزام: هذا يعني أنت تكرر ما ذكره أبو داوود قبل قليل, ولكن دعنا ننتقل إلى النقطة الأخرى حول الجدل الجدي والنقاش الأخلاقي بين الإسرائيليين, لماذا يركز عليها هذا الفيلم الوثائقي؟ وهل فعلاً يمكن أن يكون قد حدث؟

صقر أبو فخر: يعني كلمة الأخلاقي نضعها بين مزدوجين, الموساد بدون شك مثله مثل أي جهاز استخبارات في العالم يناقش كل عملية وانعكاساتها على سمعة الدولة الإسرائيلية, على سمعة الجهاز نفسه, أن أي خطأ سيطيح برؤوس الجهاز على سبيل المثال أو يحملهم المسؤولية, لذلك النقاش هنا يدور انطلاقاًَ من انعكاسها السلبي أو الإيجابي على الدولة الإسرائيلية وليس من منطلق أخلاقي كما هو متعارف لدينا لغوياً, هناك الكثير من العمليات اللا أخلاقية التي مارسها الموساد سواء على صعيد العملاء الصغار أو على صعيد العمليات الكبرى, مثل إسقاط الطائرة الليبية كما قلنا فوق صحراء سيناء وهي طائرة مدنية لا تحمل أي فدائي على الإطلاق وراح ضحيتها 111 شخصية.

ميسون عزام: دكتور حسني يعني هذه المقاطع التي شاهدناها في هذا الفيلم الوثائقي التي تظهر إنسانية القادة والأعضاء في الموساد, هل تعتقد أنها فعلاً تعكس الواقع أم أنها بروبوغاندا ربما؟

د. حسني عبيدي: لا أعتقد أنها تعكس الواقع يعني أتفق أنها فعلاً يعني الشريط الوثائقي يمكن أن يشكل يعني عملية علاقات عامة بالنسبة للموساد ليس فقط تضخيم الموساد وإنما إظهار أن ما قام به الموساد هو ليس انتقاماً وإنما هو عملية أخلاقية لضرب أعداء إسرائيل في الخارج كما جاء في الشريط الوثائقي, لا أعتقد أن هناك مجال للأخلاق وللإيتكس في مكتب معين مقرب من جولدا مائير, فقط للسادة المشاهدين يجب أن نقول شيء ما أن هناك باحثين ألمان وصحفيين ألمان في الآونة الأخيرة يحاولوا أن يدرسوا عملية مونيخ فهناك رأيين يقول أن صحيح هناك تعنت إسرائيل من قبل حكومة جولدا مائير في عدم الاستجابة لمطالب الفلسطينيين, النقطة الثانية المهمة وهو أن هناك جدل بأنه كان هناك ضباط إسرائيليين موجودين كانوا يفاوضون الفلسطينيين, بالإضافة مثل ما استعانت الحكومة الألمانية بالسفير الليبي والسفير التونسي آنذاك, نقطة أخرى مهمة أعتقد أنها وهي أن عملية صحيح وهدف الجماعة الفلسطينية لم يكن قتل في البداية قتل اللاعبين أو الرياضيين الإسرائيليين, لكن نقطة هنا أنه وقع هناك خلل وأن الألمان قاموا بعملية ضرب قبل يعني وقوع الفلسطينيين, النقطة المهمة كذلك هناك تداخل في ألمانيا كما تعلمين هناك وزارت داخلية تابعة لكل مقاطعة, والشرطة بعض الصحفيين الألمان المستقلين يقولون بأن الشرطة التي أُرسلت للمطار لم تكن مهيأة تماماً وليست لديها أي خبرة ولم تكن الشرطة الاتحادية في هذه العملية.

ميسون عزام: وعلى كل سأتوقف الآن مع فاصل قصير نعود بعده مشاهدينا لنتابع معاً برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" مشاهدينا ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً لا زلنا معكم وبرنامج مشاهد وآراء نناقش معاً الفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ", يتحدث الفيلم الوثائقي عن كيفية إعداد لائحة القتل وكيفية إعداد فريق الاغتيال, لنتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

يوري نيمان (رئيس الاستخبارات السابق للموساد): لقد أعطي الموساد مهمة واضحة، وهي تحديد مكان أولئك الذين كانوا متورطين بتنفيذ تلك المذبحة وضربهم.

قائد وحدة عملية الحربة: الانتقام.. لقد قمنا بتصفيتهم جميعاً كل أولئك الذين لهم علاقة بجماعة أيلول الأسود وقادتهم جميعاً.

- تنفيذ العملية كان من قبل أشخاص مختصين، فليس كل شخص قادر على أن يطلق النار على الآخرين، ولهذا كنا بحاجة إلى أشخاص من نوع خاص.

- إنهم ليسو قتلة محترفين وهم ليسوا مرتزقة إنهم أشخاص مثلكم ومثلي ومثله أيضاً.

قائد وحدة سابق في الموساد: لقد كانوا جميعاً من الإسرائيليين، ولم يكن هناك أي أجنبي بينهم، بعضهم كانوا قد ولدوا خارج البلاد ونحن كنا نبحث عن أمثال أولئك على وجه الخصوص لقد كانوا يملكون معرفة باللغات، وكذلك الصفات الأخرى التي كنا بحاجة إليها لكنهم جميعاً كانوا إسرائيليين.

ميسون عزام: سيد أبو داوود في البداية قلت أن من تم استهدافهم واغتيالهم لم يكن لهم علاقة بميونخ, من كان له من القياديين علاقة؟ وهل تقول بأنه إسرائيل استغلت ميونخ لأهداف أخرى؟

محمد داوود عودة: أنا قلت في كتابي من هم المسؤولين عن أيلول الأسود وعملية ميونيخ, وأكرر أن أبو إياد رحمه لله وأبو محمد العمري وأنا نحن المسؤولين عن كل أيلول الأسود, وليس لأي إنسان آخر علاقة بذلك, أنا أقول مثلاً أبو حسن سلامة, أبو حسن سلامة كان مناضل فلسطيني رائع, له أعمال مجيدة كثيرة لكنه ليس له أي علاقة بميونيخ ولو تجرأ الضابط الأميركي..

ميسون عزام: ولكنه كان زعيم أيلول الأسود أليس كذلك؟

محمد داوود عودة: مين؟

ميسون عزام: أبو حسن..

محمد داوود عودة: أبو حسن سلامة لم يكن له علاقة بأيلول الأسود, أي زعامة هاي! كان رائع بطل لكنه ليس له علاقة بأيلول أو بميونخ.

ميسون عزام: ماذا عن أبو مازن تحدثت عن دور لأبو مازن في هذه العملية؟

محمد داوود عودة: لا أبو مازن ما كان له أي دور..

ميسون عزام: المال من أين أتى؟

محمد داوود عودة: أبو مازن كنا إحنا نأخذ أموال من شتى الطرق, وعندما يزيد معنا دولار أو 10 أو 100 نعيده للجهاز اللي مسؤول عنه أبو مازن، للجهاز مش لأبو مازن شخصياً، بس لأن الإسرائيليين يريدون أن يزجوا باسم أبو مازن في الموضوع, لأنه حتى أبو مازن الذي يعطيهم كل شيء مش راضين عنه ما بدهم ياه.

ميسون عزام: دعني أنتقل إلى السيد صقر, الفيلم يلمح إلى أن الموساد استعان بمرتزقة لعمليات الاغتيال, هل يعني ذلك برأيك أن هناك تعاون من أجهزة مخابرات غربية في هذه العمليات؟

صقر أبو فخر: بطبيعة الحال معروف عمل الموساد كان يعتمد على عناصر محلية جداً، مثلاً في عملية اغتيال القادة الثلاثة في بيروت كان هناك متهم رئيسي بل اعتقلته الاستخبارات الفلسطينية وهو رجل فرنسي, وللاستعانة بشخص يعرف الفرنسية للتحقيق معه جاء محمد بودية وحقق معه, لنتذكر أن محمد بودية اغتيل لاحقاً في باريس, وهذا شخص ضغطت الحكومة اللبنانية على منظمة التحرير وعلى حركة فتح لإطلاق سراحه بحجة أن الاستخبارات الفلسطينية تتجاوز السلطات اللبنانية وأُطلق سراحه وذهب إلى فرنسا لاحقاً, الأمر نفسه حصل مع الجاسوسة أمينة المفتي التي أُرسلت لمراقبة أبو حسن سلامة وتعقب حركاته واعتقلت وأُطلقت فترة من الزمن ثم أعيد اعتقالها واعترفت بكل شيء لاحقاً، المخابرات الإسرائيلية تعتمد على عناصر محلية سواء من الجنسيات الأجنبية وبالتنسيق مع أجهزة استخبارات أخرى, أعطي مثلاً على ذلك في عملية اغتيال القادة الثلاثة هناك يبدو بعض الجرحى من القوى المنفذة وقد التجؤوا كما علمنا ربما على الأرجح أنهم التجؤوا إلى السفارة الأميركية, وعُولج بعض الجرحى منهم ثم جرى إرسالهم إلى الخارج بأمان وهدوء, غير صحيح أن الموساد كان يعتمد على عناصره اليهودية فقط.

ميسون عزام: طيب دعنا نرى كيف.. يتحدث الفيلم الوثائقي عن اغتيال وائل زعيتر ومحمود الهمشري في روما وباريس، دعونا نتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): كان الهمشري هو ممثل فتح غير الرسمي في فرنسا، وكنا نلاحقه منذ مدة طويلة كانت المشكلة في عملية تصفيته هي وجود زوجته وابنته، لهذا السبب لم يكن بإمكانهم أن يقتلوه كما فعلوا مع زعيتر الذي كان أعزباً.

- دعني أكن واضحاً كان منع الأذى عن الناس الأبرياء دائماً أولوية رئيسية بالنسبة لنا.

ميسون عزام: دكتور حسني ذكرت قبل قليل بأنه هناك ردود الفعل على الاغتيالات ردود الفعل الغربية كانت فاترة, يعني رغم إذا أخذنا مثالاً زعيتر والهمشري كانا بمثابة ممثلين معترف بهما لمنظمة التحرير الفلسطينية, هل يعني ذلك أنك تقول أنه كان نوع من القبول الضمني من باريس وروما لعمليتي الاغتيال؟

د. حسني عبيدي: يعني لا أذهب إلى القول بأن هناك تواطؤ بين الأجهزة الأمنية الغربية والموساد في عملية تصفية رموز منظمة التحرير في الخارج, لكن ردود الفعل خاصة الشعبية الغضب رفض ما حصل في ميونخ كأنه جهز الأمر كأنه تقريباً أسكت العديد من الأصوات التي كانت ترفض أو غير لا تقبل الأسلوب الإسرائيلي في عملية الانتقام من عملية ميونخ هذه النقطة الأولى, أعتقد أي ضابط أمني يقول لك بأن نجاح أي عملية يكمن في سريتها, وأن في عدد الذين يعلمون بالعملية هو ضئيل جداً, ولذلك لا أرجح أن تكون أجهزة الأمن يعني بصفة عامة سواء كانت في إيطاليا أو في فرنسا في باريس كانت على علم بالتحذير بدقة، لكن الاعتماد على أشخاص منعزلين في أجهزة الأمن الفرنسية والإيطالية مقبول جداً.

ميسون عزام: سيد أبو داوود هل تؤيد هذه النظرية؟ وبالمقابل برأيك ما هو الدافع وراء اغتيال الزعيتر والهمشري؟

محمد داوود عودة: أولاً الزعيتر كان فيلسوفاً كان يحمل قلماً وكتاباً, لكن كان له علاقات واسعة جداً في إيطاليا, كان صديق الحزب الشيوعي وكان صديق الحزب المسيحي, وكان صديق البرتو موانيا الكاتب المشهور, كل هذه العلاقات تشكل إزعاجاً لإسرائيل, وإسرائيل متأكدة 100% أن وائل الزعيتر لا يحمل بحياته مسدس واحد ولا عمره أطلق طلقة, كذلك الهمشري وكذلك غيره وغيره.

ميسون عزام: طب ليش اغتالوهم؟ لماذا استهدافهم؟

محمد داوود عودة: استهدافهم لأنه كان المفروض ضرب البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكادرها الخارجي والداخلي, فقتل غسان كنفاني في بيروت وهو كاتب, وقتل كمال ناصر وهو شاعر, وقتل الهمشري وزعيتر ممثلين منظمات التحريرية في الخارج.

ميسون عزام: طيب أبو داوود هل تؤيد النظرية أن هناك تواطئاً أوروبياً أو قبول ربما ضمنياً من روما وأيضاً من باريس لمثل هذه العمليات؟

محمد داوود عودة: أنا أعتقد في ذلك الوقت كان قبول وكان تواطؤ, وأنا لست مع ضيفك بأنه لا تواطؤ ولا قبول، أنا أقول كان تواطئاً وقبولاً.

ميسون عزام: طيب لماذا لم يكن هناك ردة فعل قوية بعد هذه عمليات الاغتيال.

محمد داوود عودة: من مين؟

ميسون عزام: من قبل هذه الدول..

محمد داوود عودة: لأنه متواطئة..

ميسون عزام: عندما أتحدث هنا أتحدث ربما عن ردود الفعل في الدول الغربية, ولكن أيضاً في هذا الفيلم الوثائقي يطرحون مسؤولو الموساد في الفيلم الدوافع الفعلية وراء عمليات الاغتيال لنتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): الخيار الوحيد كان أن نضربهم قبل أن يضربوننا وهذا بالضبط ما قمنا به.

شابتاي شافيت (رئيس سابق للموساد): لم يكن السبب الأساسي والجوهري وراء تلك العملية هو الانتقام، فلم نشب نحن كيهود وكإسرائيليين على فكرة وعقيدة الانتقام، إن فكرة الانتقام دخيلة على ثقافتنا.

ميسون عزام: سيد أبو داوود أعود إليك يعني كما استمعت الإسرائيليون يقولون أنهم سعوا إلى القيام بتدبير وقائي لمنع الكثير من الهجمات, إلى أي حد تعتقد أن هذه العمليات والاغتيالات بالفعل قلصت من عمليات الفدائيين أو ربما حولت أهدافهم؟

محمد داوود عودة: أولاً الادعاء بأنه هذا عمل وقائي هذا أطفال لا يقولوه, لأنه من الذي يتقي من؟ الفلسطينيون يتقون الطيارات الإسرائيلية ولا الإسرائيليين يتقون الأذرع العارية الفلسطينية هذا أولاً, ثانياً عندما يقول إن ثقافة الانتقام ليست إسرائيلية, بل بالعكس الانتقام ثقافة صهيونية بدأت ضد الإنجليز وضد الفلسطينيين منذ أن نشأت الحركة الصهيونية واستهدفت فلسطين، واللي يرجع للتاريخ يعرف أديش همّ محبين للانتقام, ومع الأسف مبارح على شاطئ غزة كان الانتقام فظيعاً بنت تصرخ وتقول أبتاه، وين الأخلاق؟

ميسون عزام: هذا فيما يتعلق بالأخلاقيات, ولكن ماذا عن تأثير هذه الاغتيالات على تحرك الفدائيين؟

محمد داوود عودة: لم نتأثر كثيراً, بالعكس هم قتلوا الناس غير المتحركين, بعد هذا دخلنا نحنا وياهن بحرب استخباراتية في أوروبا وقتلنا منهم الكثير, هذا بعد انتقامهم من الناس اللي قالوا الناس اللي لهم علاقة بميونيخ, وأيلول الأسود هي نفسها التي قامت بهذا الضرب.

ميسون عزام: عذراً سأتوقف الآن مع فاصل قصير نعود بعده إليكم لنتابع معاً برنامج مشاهد وآراء والفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ" مشاهدينا ابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

ميسون عزام: مشاهدينا أهلاً بكم مجدداً ما زلنا معكم وبرنامج مشاهد وآراء نناقش معا ًالفيلم الوثائقي "الانتقام من ميونخ", يتحدث الفيلم عن اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال ناصر كمال عدوان وأبو يوسف النجار في بيروت عام 73 على أنه جزء من أعمال الانتقام لميونيخ, لنتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

أرون جي كلاين (مؤلف كتاب الضربة المضادة): لقد ساعدتنا عملية التصفية في عامي 1972 و1973 على صنع هالة أسطورية حول مدى قدرات الموساد، وأصبح الموساد الإسرائيلي قادراً على الوصول إلى أي مكان في العالم، وأن يدخل غرفة نوم أي فلسطيني في أي مكان في العالم، وكانت عملية "ربيع الشباب" المساهم الرئيسي في صنع تلك الأسطورة.

رافي إيتان (رئيس عمليات الموساد في أوروبا سابقاً): لقد كانت عملية خاصة بجيش الدفاع الإسرائيلي، لكن الموساد وكذلك الأمنية كان لهما دور في العملية.

التعليق الصوتي: كانت أهدافهم أعضاء جماعة أيلول الأسود الذين اعتقد الإسرائيليون أنهم قد شاركوا في هجوم ميونخ بشكل مباشر، وكان الثلاثة هم: كما ناصر ويوسف نجار وكمال عدوان.

ميسون عزام: سيد صقر برأيك إلى أي مدى فعلاً يعني ضخّمت تلك الاغتيال من هيبة الموساد الإسرائيلي؟

صقر أبو فخر: لا شك أن الموساد يعني اكتسب سمعة عالية جداً بقدراته المتعددة, لكن في الحقيقة هناك تضخيم لهذه الأسطورة, هناك دعاية منظمة وهذا الفيلم أظن يندرج ضمن هذا الإطار, لأن هناك الكثير أيضاً من الإخفاقات التي مني بها جهاز الموساد, على سبيل المثال يمكننا أن نتذكر مثلاً عملية لافون في القاهرة كانت إخفاقاً تاماً, عملية اختطاف طائرة لبنانية من مجال الجو اللبناني يتوقع أن يكون عليها الدكتور جورج حبش وتبين أن الأمر غير صحيح كانت إخفاقاً, إسقاط الطائرة الليبية كما قلنا فوق سيناء, محاولة اغتيال خالد مشعل على سبيل المثال في الأردن كلها إخفاقات كبيرة للموساد, لكن بالمقابل أيضاً نعم نفذ الموساد عمليات جريئة بتواطؤ أجهزة محلية وأجهزة أخرى, وبهذا الأمر اكتسب سمعة معروفة جداً في عالم المخابرات.

ميسون عزام: طيب هذه السمعة دكتور حسني ذكرت عن هذا التضخيم وهيبة الموساد قبل قليل, هذه سمعة كيف أثرت على سير الأحداث برأيك؟

د. حسني عبيدي: يعني أثرت أعتقد بطريقة مباشرة أن قبل كل شيء أن الموساد أصبح جهاز أمني يعترف به غربياً ودولياً، أصبحت كل أجهزة الأمن في الدول الأوروبية بدون التحالف مع الولايات المتحدة الأميركية تقريباً هي أصبحت تطلب وتتسرع للعمل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية, كذلك تبادل المعلومات أصبح من أكثر من أي وقت مضى, أصبح مثلاً وضع أسماء الفلسطينيين المناضلين إلى غير ذلك, نقطة فقط قصيرة مهمة وهي أن قضية ربما يعني الأستاذ زعيتر الشهيد وهو ممثل منظمة التحرير في روما كان يتحدث اللغة الإيطالية بطلاقة, وكان ينظم دراسات ومحاضرات لترجمة روائع الأدب العربي بالإيطالية للإيطاليين, أريد أن أقول أن اغتيال هؤلاء كان مش البنية البنية التحتية فقط لأنه منظمة التحرير كانت تعمل على علاقات جيدة, علاقات خارجية, سياسة خارجية فلسطينية ناجحة مع كل الأحزاب الغربية الأوروبية والمنظمات كذلك الغير حكومية في تلك الفترة..

ميسون عزام: وربما هذا يدفعنا..

د. حسني عبيدي: بهذه العملية فشلت, ربما فشل عملية ميونخ أفشل العملية الأساسية كانت يمكن فعلاً أن تؤدي إلى نتائج الإيجابية جداً للقضية الفلسطينية مثل ما أتت الانتفاضة يعني..

ميسون عزام: وربما هذا يدفعنا للحديث عن عملية اغتيال أبو حسن سلامة، يعني بالنهاية اعتبر الفيلم أن العملية الأبرز التي قامت بها الموساد هي اغتيال أبو حسن سلامة لنتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

التعليق الصوتي: وإذا كانوا يريدون أن ينالوا من سلامة فقد كان عليهم أن يفعلوا ذلك من وراء ظهر الأميركيين.

سام وايان (رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" سابقاً في لبنان): علي حسن سلامة كان رئيس جماعة أيلول الأسود وقد كان شخصاً مهماً لنا، وعلى جانب كبير من الأهمية بالنسبة لحكومة الولايات المتحدة الأميركية ولموقعي هناك في ذلك الوقت.

التعليق الصوتي: كانت وكالة الاستخبارات المركزية على اتصال مستمر وثابت مع سلامة، لقد كانوا بحاجة له لحماية مصالحهم في بيروت.

ميسون عزام: أبو داوود تحدثت قبل قليل إن عملية استهداف أبو حسن سلامة لم تكن بسبب ميونخ ليس الزعيم إنما بياع بطاطا ولا بصل ذكرت هذا الشيء, ولكن هناك من يقول بأن الاستهداف كان استهداف بسبب علاقاته مع الولايات المتحدة, هناك خوف إسرائيلي من أن تتنامى العلاقات الإسرائيلية الأميركية عذراً الفلسطينية؟

محمد داوود عودة: الحقيقة هو الأميركي أخفى شغلة مهمة, عندما قال أبو حسن سلامة له علاقة بأيلول الأسود, أبو حسن سلامة بنى علاقاته مع الولايات المتحدة بأوامر من قيادته, وعندما نجحت هذه العلاقة لم يرد الإسرائيليين أن تتطور وتزيد عن حدها لذلك قاموا باغتياله, وكان الأميركان يعرفون وبعد الأميركان بعد اغتيال عرفوا.

ميسون عزام: طيب لماذا يريد الأميركيون التخلص منه؟

محمد داوود عودة: نعم..

ميسون عزام: لماذا أراد الأميركيون التخلص منه؟

محمد داوود عودة: الأميركان ما بدهم يتخلصوا منه.

ميسون عزام: لكن ذكرت أنهم كانوا يعلمون باستهداف الإسرائيليون..

محمد داوود عودة: لكنه بنى علاقات مع الأميركيين..

ميسون عزام: لكن ذكرت حسب ما فهمت بأنه الأميركان كانوا على علم باستهداف أبو حسن سلامة, فلماذا سمحوا بذلك؟

محمد داوود عودة: لا مش قبل, كانوا على علم بعد ذلك ولم يحركوا ساكناً, وطلعوا كتب واعتبروا وبرروا لليهود عملتهم, وهذا اليوم على هذا الفيلم تبع السي أي إي يعطي أيضاً مبرراً لما تقول أبو حسن سلامة قائد أيلول الأسود, أبو حسن سلامة لم يكن له علاقة بأيلول الأسود.

ميسون عزام: سيد صقر ماذا تقول أنت في هذه النقطة؟ ما الهدف الرئيس وراء اغتيال أبو حسن سلامة؟

صقر أبو فخر: أولاً صحيح يعني أكيد ما يقوله الأخ أبو داوود هو صحيح أن أبو حسن سلامة لم يكن له علاقة بالجوزة القاسية والأساسية لأيلول الأسود, لكنه نفذ عدة عمليات ووقعها باسم أيلول الأسود, وهكذا أصبح هدفاً للإسرائيليين هذه مسألة أكيدة, عملياته في إيطاليا وفي بعض دول أسيا, محاولة إسقاط طائرة إسرائيلية بسلاح يُرمى من الكتف إلى آخره، لكن بالفعل الأساس أن أبو حسن سلامة كان مكلفاً من ياسر عرفات بفتح قناة سرية مع الأميركيين.

ميسون عزام: فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة كما ذكر أبو داوود على كل فيه سرد عن كيفية اغتيال سلامة, يتحدث الفيلم عن استغلال العقلية العربية لإيقاعه في الفخ, لنتابع هذا المقطع:

[مقطع من الفيلم الوثائقي]

ترك علي حسن سلامة وكان يعيش حياة رائعة في بيروت، وكانت أفضل طريقة للاقتراب منه إيجاد شخص يمكن أن يقترب منه، وبعد ذلك تقرر أنه ومع العقلية العربية فإن استخدام رجل لم يكن مناسباً إذن لتكن امرأة.

التعليق الصوتي: من أجل هذه المهمة تقرر إحضار شخص من خارج الوحدة شخص ما يكون قادراً على اختراق دائرة سلامة الداخلية، وقد عرفوا بأنه كان عابثاً لذلك أرسلوا لهذه المهمة امرأة إنها إريكا تشيمبرز امرأة بريطانية في الحادية والثلاثين من عمرها.

- بعد عدة أشهر من الاستعداد تمكنت من اختراق مؤسسة الإنعاش الاجتماعي الفلسطينية، ومن ثم لم يعد هناك مشكلة للوصول إلى سلامة.

ميسون عزام: أبو داوود ما رأيك ما دقة ما استمعت إليه؟ ما دقة هذا الكلام؟

محمد داوود عودة: يعني يا أختي أكذب من هيك ما فيه, أولاً أبو حسن سلامة عندما اغتيل كان متزوجاً أجمل فتاة بالعالم ملكة جمال العالم جورجينا رزق, ثانياً هذه العميلة الإسرائيلية أو الإنجليزية لم ترى أبو حسن سلامة كل مهمتها..

ميسون عزام: ولكن الأمير تشارلز كان متزوج ديانا الليدي ديانا ورغم ذلك خانها.

محمد داوود عودة: نعم..

ميسون عزام: الأمير تشارلز كان متزوج الليدي ديانا ورغم ذلك خانها..

محمد داوود عودة: يا ستي أبو حسن سلامة مش الأمير تشارلز أولاً, الشغلة الثانية هذه الفتاة لم تر أبو حسن سلامة, كل ما كانت مهمتها إنها تستعير شقة على طريقه للذهاب للنادي الرياضي، وتدعس الريموت كنترول عندما ترى سيارته قريبة من السيارة المتفجرة فقط لا غير.

ميسون عزام: لماذا برأيك توقفت العمليات بعد اغتيال أبو حسين سلامة هل لأنها انتهت؟ أم ماذا؟

محمد داوود عودة: العمليات لا ما انتهت.

ميسون عزام: لا الإسرائيلية العمليات الإسرائيلية.

محمد داوود عودة: العمليات لم تتوقف حتى أخذنا قرار بفتح عام 1974 بوقف العمليات الخارجية والتركيز على الداخل..

ميسون عزام: لا هنا أتحدث عن العمليات الإسرائيلية لماذا توقفت بعد عملية اغتيال أبو حسن سلامة؟

محمد داوود عودة: لا هي ما توقفت, بس أبرز شخص قتل من منظمة التحرير في ذلك الوقت هو أبو حسن سلامة، بعدها اغتالوا عاطف بسيسو وهو لا يقل أهمية عن أبو حسن, ما توقفت, يا أختي العمليات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لم تتوقف من 70 سنة حتى مبارح وحتى بكرة وبعد بكرة ستستمر هذا القتل مبدأ صهيوني معروف، أحسن شخص فلسطيني هو الشخص الفلسطيني الميت.

ميسون عزام: طيب شكراً سيد أبو داوود, دكتور حسني بكلمة واحدة ماذا تقول؟

د. حسني عبيدي: كلمة واحدة فقط أعتقد أحسن شيء في الفيلم هو خاتمته, الربط بين أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحادثة ميونخ, وكأن العقلية الإسرائيلية صُدّرت الولايات المتحدة والثأر من أحداث سبتمبر كالثأر من ميونخ, فقط نقطة أخرى أعتقد أن السلوك العربي أحياناً الغير علمي الاعتباطي يعطي أعذاراً لإسرائيل لشن أشنع وأكبر عمليات لا تبرر لا دولياً..

ميسون عزام: دكتور حسني عبيدي من مركز دراسات العالم العربي من جنيف شكراً جزيلاً لك, وطبعاً أشكر ضيفي من بيروت الأستاذ صقر أبو فخر صحفي في جريدة السفير وسكرتير تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية، وأشكر أيضاً ضيفي كان معنا على الهاتف الأستاذ محمد داوود عودة أبو داوود عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، مشاهدينا شكراً للمتابعة وإلى اللقاء.

التعليقات