الشاباك يعترف بوجود صعوبة كبيرة في تجنيد العملاء بعد الانسحاب من قطاع غزة

غزة-دنيا الوطن

علي الرغم من ان الزملاء في الجيش الاسرائيلي يعرفون مركز (الشاباك) انه الرجل الاكثر اهمية من الجميع في احباط الاعمال الارهابية ويراه الفلسطينيون اقوي تعبير عن الاحتلال وفظاعته، ابقي هذا الدور في غموض مقصود. القتال المتواصل، وارتفاع مقدار التهديدات الارهابية والتآكل الذي يصحب شغل الدور لزمن طويل، وخطوات سابقة، مثل فتح موقع للمخابرات علي الانترنت قبل نحو سنة، جلبت القليل فقط من المرشحين المناسبين الاخرين للدورات التدريسية الاخيرة. في الاسابيع الاخيرة، وباجازة من رئيس الشاباك الحالي يوفال ديسكن، تمكنت صحيفة هآرتس الاسرائيلية من الاطلاع علي مسار التصنيف، والتجنيد وتأهيل المركزين.

في السنة ونصف السنة الاخيرة صعب علينا جدا الوصول الي الناس الذين نبحث عنهم حقا. نحن نحتاج الي كل من يستطيع اجتياز مسار العذاب في الطريق الي الوظيفة، قال مصدر في الجهاز للصحيفة الاسرائيلية.

حتي الفترة الاخيرة كان يحتاج ايضا الي لقب جامعي اول من مؤسسة اكاديمية، ولكن في نهاية الشهر الماضي بسبب ضائقة القوة البشرية يقترح (الشاباك) مسار خدمة جديدا علي الشبان الذين سينضمون اليه ويختصون بالمجال العربي. سيستطيع من يعدون لمهمة مركز او محقق، في نهاية الاعداد، ان يحظوا في غضون فترة قصيرة بلقب خريج جامعة في دراسات اللغة العربية والشرق الاوسط. شرط السقف: درجة متواضعة في امتحان قياس الذكاء، 550 . كان النشر كافيا لاثارة ردود معادية بين عدد من المحاضرين، الذين احتجوا علي ما وصفوه انه مصالحة علي المستوي الاكاديمي، وفي الاساس انه حلف مع قوات الاحتلال.

من الصحيح، يقولون في الشاباك، انه في السنين الاخيرة ازدادت اهمية الـسيجنت ، (المعلومات الاستخبارية التي يحصل عليها نتاج التنصت)، لكن امتيازنا النسبي يظل بسبب يومنت ، (الاستخبارات التي تأتي نتاج تجنيد مصادر عربية).

وقال يسرائيل حسون، الذي عمل نائبا لرئيس الشبااك وابتدأ خدمته مركزا في منطقة القدس، ان المركز يفترض ان يقدم العِلم في شان واقع الحياة في الميدان. هذا عنصر برز نقصه لدي الامريكيين، في بدء حروبهم في افغانستان والعراق.

يقــول افي ديختر، وزير الامن الداخلي الاسرائيلي ورئيس الشاباك حتي قبل بضعة اشهر ان القناتين، الـيومنت و الـسيجنت مشكلتان. يستطيع المصدر اليومنتي ان يكذب عليك. عندما يحدث ذلك في لقاء وجها الي وجه، تستطيع مع كل ذلك ان تحاول الحكم بحسب لغة الجسم، وتعبيرات الوجه. في الـسيجنت ، يمكن ان يكون اثنان يتحدثان ويمكن الا تفهم فهما صحيحا، انهما يكذب احدهما علي الاخر، او انهما يكذبان عليك بالتنسيق بينهما.

علي نحو مفاجئ، تابعت الصحيفة الاسرائيلية، الخلفية العسكرية للمرشح ليست ذات صلة خاصة. يوجد تصور خاطئ، وكاننا نبحث فقط عن خريجي الوحدات القتالية. ليس هذا عنصرا ذا اهمية في خلفية المرشح، من ناحيتنا. توجد اهمية للخبرة في عمل ذي مسؤولية في الجيش، ان يكون مثلا خريج دورة قيادية. وهاكم مفاجأة اخري: الاعتراف باستعمال المخدرات الخفيفة في الماضي لم يعد عائقا يحول دون القبول في الخدمة (كان وضع سقف كهذا سيرفض جزءا ملحوظا من المرشحين في فئة العمر ذات الصلة). سيكتفي (الشاباك) بألا يتعاطي المرشح المخدرات تعاطيا دائما وبالتزامه الا يمس المخدرات في المستقبل.

واكدت الصحيفة: يحتل تعلم اللغة والثقافة العربية في الحقيقة جزءا ملحوظا من المسار، ولكن تسبقهما مسيرة تصفية متصلة، قد تمتد عدة اشهر. يسقط مرشحون كثيرا في مرحلة التحقيق الامني، التي تشتمل علي فحص جهاز الكذب ايضا. بعد ذلك يأتي يوم في مركز تقدير الجهاز. فهناك 14 ساعة من العاب الادوار المرهقة، التي تهدف الي اختبار قدرات المرشح علي العمل في المهمة. ان ثلث المرشحين الذين يصلون الي هذه المرحلة فقط يجتازونها. بعد ذلك، يجتاز المرشح مقابلة في لجنة قبول، يشارك فيها رئيس شعبة في التنظيم.

غيرت الانسحابات الاسرائيلية، قالت هآرتس ، من مدن القطاع والضفة في التسعينيات ومن القطاع كله، في العام الماضي بالانفصال، طابع مهمة المركز. اصبح اعداد لقاء مع مصدر فلسطيني مهمة معقدة واصبح من غير الممكن تقريبا اجراء لقاءات وجها لوجه، فهذا الشيء يعقد ايضا عملية التجنيد. حماس في القطاع هي مركز اهتمام رئيسي من قبل الجهاز، ولكن يصعب اجراء لقاء مباشر مع مصدر ذي قدرة كامنة داخله، لان عضوا معروفا في حماس لن يستطيع ابدا الحصول علي تصريح دخول لاسرائيل. فاعطاء تصريح كهذا سيجعله مشكوكا فيه عند منظمته. ولهذا فان جزءا من تجنيد المصادر يتم اليوم بالهاتف.

وكذلك القدرة التي يمتلكها الجهاز حيال العميل محدودة. فعندما كان الجيش الاسرائيلي محتلا احتلالا كاملا، كان التعلق الفلسطيني باسرائيل كاملا. ولكن اليوم، وفي غزة اساسا، عامل التأثير الرئيس هو الضائقة الاقتصادية العظيمة واصبح الحافز المالي اعتبارا رائدا.

التعليقات