صحيفة اردنية:اشارات استفهام حول تغطية قناة الجزيرة لمحاولة اغتيال ابو رجب واحداث رام الله

صحيفة اردنية:اشارات استفهام حول تغطية قناة الجزيرة لمحاولة اغتيال ابو رجب واحداث رام الله
غزة-دنيا الوطن

تلوح في الأفق بوادر معركة إعلامية بين الأردن الرسمي وقناة (الجزيرة) التي تبث من قطر ومدعومة من قيادتها، وكانت معارك سجالا بين الجانبين اندلعت في السنوات الماضية على خلفية التغطيات الإعلامية والتقارير والبرامج السياسية الحوارية التي كانت تخص الأردن على شاشة الجزيرة، لكن العام الأخير شهد هدنة بين الطرفين وهي لن تطول على ما يبدو. ولاحظ مراقبون أن موقف فضائية الجزيرة كان سلبيا لصالح الأردن في أزمته الراهنة مع حركة حماس التي تعطيها الفضائية مساحة واسعة للتعبير عن آرائها أكثر مما تعطي الأردن.

وفي بادرة تشير الى اقتراب الهدنة الهشّة بين عمّان والجزيرة وربما مع حكومة قطر سواء بسواء خرجت صحيفة (الرأي) بتقرير سياسي على صفحتها الأولى فيه غمز واضح لا بل أكثر من ذلك في التغطيات الإعلامية للفضائية المذكورة.

يذكر أن الدوحة استضافت في العام 1999 عددا من قيادي المكتب السياسي لحركة حماس بعد أن طردهم الأردن متهما إياهم بإثارة "عدم الاستقرار على أراضيه" ومن بين هؤلاء خالد مشعل ومحمد نزال وموسى أبو مرزوق"، وظل هؤلاء ضيوفا دائمين على شاشة الجزيرة التي تتهمها أوساط عديدة بأنها تخضع لسيطرة حركة الإخوان المسلمين.



وإلى هذا، استغلت الصحيفة شبه الحكومية تغطية الجزيرة لحادثين وقعا في الأوان الأخير على الأرض الفلسطينية، مشيرة إلى المعركة التي دارت في الأسبوع الماضي في دوار المنارة في مدينة رام الله بين المقاومين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية ومحاولة اغتيال مدير جهاز المخابرات الفلسطيني في مدينة غزة.

وقالت "لم ينته الجدل والاتهامات التي ساقتها اطراف فلسطينية لقناة الجزيرة الفضائية حول الدور الذي لعبته خلال معركة دوار المنارة في مدينة رام الله المحتلة وما سهلته «كاميرا» تلك القناة لقوات الاحتلال الاسرائيلي كي توقع المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين ورجال الشرطة الفلسطينيين وتنجح بالتالي في تخليص مجموعة «المستعربين» الذين وقعوا وسط المدنيين الفلسطينيين بعد ان فضحت مهمتهم في اعتقال احد النشطاء الفلسطينيين".



وأضافت القول "وحتى لا تبدو الامور وكأنها سعي الى تشويه سمعة «الجزيرة» التي لم يعد فيما يبدو لديها ما يكفي للدفاع عن نفسها بعد ان انخرطت في حملة دعائية مشبوهة ضد معظم ان لم نقل كل الدول العربية فاننا نعرض ما جرى من وجهتي نظر فلسطينية واسرائيلية وهما بالضرورة «متعاديتان» لكنهما وفي لحظة تطابق نادرة يرويان الرواية ذاتها التي لا تستطيع الجزيرة تكذيبها او الزعم بأن الذين يروجون لمثل هذه المزاعم هم اعداؤها .. فان كانت الحال كذلك فيمكن القول «تجاوزا» ان اسرائيل معادية للجزيرة .. ولكن وهنا السؤال الأهم .. ماذا عن الرواية الفلسطينية التي سنبدأ بها ؟!..ط.

يذكر أن اكثر من طرف فلسطيني ان كامير قناة الجزيرة التي كانت تبث معركة دوار المنارة الشهير في مدينة رام الله اسهمت في كشف المقاومين الفلسطينيين الذين اعتلوا أسطح البنايات لمنع القوات المدرعة التي دفعت بها الى المدينة لتخليص وحدة جنود المستعربين الذين كشفهم المدنيون الفلسطينيون وحاصروهم وراحوا يرجمونهم بالحجارة.

وتقول صحيفة (الرأي) في التقرير الذي وقعه محررها بدون ذكر اسمه "

الغريب - يضيف الفلسطينيون - ان القوات الاسرائيلية التي دفعت بطائرات الهليكوبتر العسكرية راحت «تصطاد» المقاومين الفلسطينيين في شكل ينبىء ان هناك من يرصدهم ويعرف اماكن تواجدهم وكأنه يراقبهم عن كثب ولأن المنطقة لم تكن محتلة من الاسرائيليين فان لا شيء غير كاميرا الجزيرة التي كانت تبث على الهواء مباشرة وتتعمد تصوير وتركيز الضوء على من يعتلي البنايات ويختبىء في الأزقة".

وهي أشارت إلى أن الاسرائيليين أنفسهم لم يكذبوا خبرا ونشرت صحفهم اليومية في اليوم التالي لمعركة دوار المنارة حيث وقعت معركة حقيقية ومواجهات لم يحدث مثلها منذ عملية السور الواقي في اذار 2002، ان قيادة المنطقة الوسطى في اسرائيل برئاسة الميجر جنرال يائير نافيه اعتمدت بث الجزيرة المباشر لمحاصرة وضرب الفلسطينيين ثم نجحت تاليا في تخليص وحدة المستعربين التي «علقت» في حجارتهم ومقاومتهم"ز

وقالت الصحيفة الأردنية "ونتساءل قبل ان نذهب الى مثال آخر يدمغ الجزيرة ويدينها: هل الذي حدث في دوار المنارة جاء عفويا؟ بالتأكيد لا والمتهم «بكسر الهاء» هم الفلسطينيون الذين لم يبتلعوا نفي الجزيرة الخجول ولنأخذ واقعة اخرى اشد اثارة واكثر ايلاما".

وأشارت من جانب آخر إلى أنه عندما وقع حادث تفجير المصعد في مبنى المخابرات الفلسطينية في غزة الذي استهدف اللواء طارق ابو رجب رئيس جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية كانت الجزيرة تبث على الهواء وتصور كل ما يحدث في تلك المنطقة مباشرة"، وقالت الصحيفة "وفجأة وعندما تأكدت ادارتها ان العالم يتابع هذا البث قامت بقطعه طارحة تبريرا في غاية الخبث المثقل بالاشارات الاتهامية التي يراد من ورائها اشعال الفتنة في فلسطين".

وقالت (الرأي) : نحن نكتفي بهذا القدر من البث وسط اشاعات وأقاويل تشير باصبع الاتهام الى حماس .. فهل هذا ايضا يتم ببراءة؟

وخلصت إلى القول "آن الأوان لمنح رسالة الاعلام بما هي حق الجمهور في الاطلاع على الحقائق كما هي وليس تطويعها وتوظيفها لاهداف وغايات سياسية او شخصية او قطرية او لحسابات ثأرية والنهوض بأدوار يعلم اصحابها ان لا قدرة ولا مقومات لديهم تسمح لهم لعبها .. وهنا تكمن الحقيقة حيث يجب التفريق بين الاخبار الكاذبة والمفبركة وتلك الاخبارية التي هي من صميم عمل الاعلام ورسالته للجمهور".

وتساءلت أخيرا "فهل ما تنهض به الجزيرة يدخل تحت باب المفبرك ام الاخباري؟!"، وقالت "حادثة بث معركة دوار المنارة في رام الله وقطع بث تفجير مصعد المخابرات الفلسطينية في غزة دليلان على طبيعة الدور الذي تلعبه الجزيرة .. فإلى متى؟".

التعليقات