مصادر مطلعة:الأمن الأردني تمّكن من تسجيل مكالمة بين مشعل وأحد أفراد المجموعة

غزة-دنيا الوطن

اعلنت السلطات الاردنية، امس، اعتقال مجموعة من "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) اكدت انها تلقت تعليمات من "احد المسؤولين العسكريين للحركة موجود في سوريا حاليا" باستهداف مسؤولين اردنيين ومنشآت.

وفيما لم يكشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة خلال لقائه الاسبوعي مع الصحافيين عمّن اعطى الأوامر، اكدت مصادر مطلعة لـ"المستقبل اللبنانية" ان اجهزة الامن الاردنية تمكنت من تسجيل مكالمة بين رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل واحد افراد المجموعة، مشيرة الى ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اطلع على تفاصيل المخطط برمته.

وقال جودة، ان "الاجهزة رصدت مخططات وصلت الى مرحلة التنفيذ من حيث عمليات تستهدف منشآت واشخاصا مسؤولين في الاردن". اضاف ان السلطات اوقفت مجموعة من "حماس" اقر احد افرادها بانهم "تلقوا تعليمات التنفيذ من احد القياديين في الحركة وتحديدا احد مسؤولي العمل العسكري في حماس والموجود حاليا في سوريا".

واوضح جودة ان "الاجهزة الامنية رصدت تحركات وعمليات خلال فترة زمنية طويلة وضبطت اسلحة ومتفجرات تم تخزينها ومحاولة تهريبها من دولة مجاورة وتم افشال عمليات التهريب.. لكن، لم نعلن كل مرة تم ضبط اسلحة فيها انها كانت من سوريا، اعلنا في المرة الاخيرة وقد يكون هناك حوادث اخرى".

ولم يشر جودة الى عدد الاشخاص الذين اعتقلوا الاسبوع الماضي ولكنه قال ان احدهم دل مسؤولي الامن على مخبأ للاسلحة في شمال المملكة بجانب الحدود مع سوريا حيث تم العثور على كميات من الاسلحة.

واكد الناطق الاردني ان "التحقيق ما يزال جاريا كما ان متابعة وملاحقة اخرين في موضوع هذه العمليات مستمر.. لن يتم الاعلان عن اسماء او تفاصيل اخرى الا بعد ان يتم الانتهاء من الاجراءات الامنية.. التحقيقات مع احد الموقوفين في دائرة المخابرات كشفت عن وجود اسلحة اخرى ومتفجرات قرب احدى قرى المنطقة الشمالية من انواع مختلفة".

وقال مصدر امني ان المخابرات الاردنية تحقق فيما اذا كان استهداف الحركة لاهداف داخل الاردن يمثل تغييرا استراتيجيا بعيدا عن عمل حماس التقليدي بحصر الهجمات داخل الاراضي الفلسطينية. اضاف "العمل على بناء بنية تحتية سرية لشن هجمات ضد اسرائيل من الاردن مسألة لكن استهداف الامن الاردني موضوع اخر".

وقالت المصادر المطلعة لـ"المستقبل" ان العملية كشفت قبل اسبوعين من الاعلان رسميا عنها، وتم اعلان تفاصيلها بالتواتر، مشيرة الى ان عدد المعتقلين هو بين 4 و5 اشخاص.

ورفضت "حماس" الاتهامات الاردنية بشأن تخطيط اعضاء في الحركة لتنفيذ اعتداءات في هذا البلد باعتبارها "باطلة وسخيفة". وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري لوكالة "فرانس برس"، امس، "اننا نرفض الاتهامات الاردنية لانها باطلة وسخيفة ولا اساس لها من الصحة ولا تنطلي على احد من شعبنا الفلسطيني".

وتعقيبا على ما اعلنته السلطات الاردنية، اتهم وزير المال في حكومة "حماس" عمر عبد الرازق "جهات" لم يذكرها بالاسم بالسعي الى توتير العلاقات مع الاردن، مؤكدا حرص حكومته على "امن واستقرار الاردن". وقال في رام الله، امس، "هناك جهات تحاول توتير العلاقة مع الاردن" وان الحكومة الفلسطينية "تؤكد حرصها على امن واستقرار الاردن على كل المستويات" وان الحكومة والشعب الفلسطيني "ليس لديهم اي نية توتير الاجواء مع الاردن وشعبها الشقيق".

واعلن الاردن قبل فترة ضبط كميات من الاسلحة، بينها صواريخ ومتفجرات، ادخلتها مجموعة تنتمي الى "حماس" المملكة. واصدرت الحكومة حينها بيانا يؤكد تأجيل الزيارة التي كانت مقررة لوزير خارجية السلطة محمود الزهار حتى اشعار اخر.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اعلن بعد ان اطلعته السلطات الاردنية على الامر قبل ثلاثة ايام اثر لقائه رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ومسؤولين امنيين في عمان ان "المعلومات عن الاسلحة المهربة مذهلة وخطيرة". اضاف "استمعت الى نتائج تهريب الاسلحة التي لها تأثير بالغ على امن الاردن وسلامته والمعلومات التي ابلغنا بها من خلال رئيس الوزراء ومدير المخابرات (اللواء محمد الذهبي) كانت مذهلة وخطيرة في الوقت ذاته". وتابع "لذلك قررنا ان نتواصل ونتابع هذا الموضوع وسنرسل وفداً سياسياً امنياً رفيع المستوى لبحث الموضوع للوصول الى نتائج تحمي الاردن وفلسطين.. ونعبر عن حرصنا على امن الاردن".

لكن حركة حماس انتقدت الاحد تصريحات عباس حول الاسلحة المهربة الى الاردن مشددة على رفض "أي محاولة لتبرئة الحكومة الاردنية".

ونفى مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية ما اعلنته السلطات الاردنية، ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عنه قوله ان "الإدعاء بأن قيادياً عسكرياً من حماس موجود في سوريا هو وراء العملية امر عار عن الصحة تماماً ولا علم لسوريا بوجود قيادي عسكري من حماس على اراضيها".