السفير الفلسطيني لدى الإمارات خيري العريدي لدنيا الوطن :التغيير كان ضروريا لازاحة بعض السفراء العجزة والفاشلين

السفير الفلسطيني لدى الإمارات خيري العريدي لدنيا الوطن :التغيير كان ضروريا لازاحة بعض السفراء العجزة والفاشلين
ابوظبي – دنيا الوطن-جمال المجايدة

قال السفير الفلسطيني الجديد لدي دولة الامارات الدكتور خيري العريدي انه يؤيد حركة التغييرات التي طالت غالبية السفراء واعضاء السلك الدبلوماسي الفلسطيني في دول العالم , واوضح في لقاء مطول معه في ابوظبي ان التغيير كان ضروريا لازاحة بعض السفراء العجزة والفاشلين الذين اساءوا الي الشعب الفلسطيني وقضيته مع الدول الشقيقة والصديقة علي مدي السنوات الماضية . ودعا الي مواصلة التغيير لبقية اعضاء السلك الدبلوماسي الذي تحوم حولهم الشبهات والتخلص من الدبلوماسيين الذي فشلوا في تحمل مسؤولياتهم الوظيفية والوطنية في مختلف دول العالم .

وفيما يتعلق بايجابية التغييرات في السلك الدبلوماسي الذي قامت به القيادة الفلسطينية قبل اربعة اشهر قال العريدي الذي تولي مهامه في ابوظبي قبل ثلاثة اشهر في تصريح صحفي لدنيا الوطن :" أنا لم أكن مع التغيير بشكل عام وانما التغيير في مواطن التغيير لأن هناك مجموعة من السفراء الذين أساءوا ولم ينجحوا وكان هذا من الضروري أن يتم بسرعة اما السفير الناجح في بلد يجب أن يبقى ولو ظل فيها 25 عاما لأن ظروفنا الفلسطينية صعبة لأنه صعب تغيير الأحصنة وسط المعركة لا سيما وأن بعض السفراء في بعض الدولة الهامة اكتسبت خبرة وعلاقات مميزة مع قيادة تلك الدول , وذكر ان نمر حماد في ايطاليا كان يتصل مع رئيس الوزراء في منزله ليلا او نهارا وليلي شهيد كانت تسيطر اعلاميا في دولة كبري مثل فرنسا .

واشار العريدي الي انه كان من الضروري جدا عزل او اقالة السفراء الحاصلين علي جنسيات الدول التي يمثلون فلسطين فيها بقوله / لا يجب لأي سفير فلسطيني أن يحمل جنسية البلد التي يمثلها لأن في ذلك تناقض جوهري في عملية الدبلوماسي وكان يجب ازاحة السفراء العجزة والفاشليين الذين أضروا بعلاقاتنا بالدول العربية والصديقة ولكن لا يجب معاملة الفاشل والناجح بنفس المستوى و من هنا فان الطريقة والتغيير اتسم بعدم الوضوح والدقة .

وسئل عما اذا كان التغيير سيطال بقية اعضاء البعثات الدبلوماسية الذي امضوا اكثر من 20 عاما في مواقعهم الحالية قال ان الوضع المالي للسلطة الفلسطينية لم يكن يسمح لهذه التغييرات وبالتالي فان السفراء والدبلوماسيين الجدد واجهوا صعوبات مالية ولم تشمل هذه التغييرات المحلقين السياسيين والثقافيين والاعلاميين نظرا لان مثل هذه التغييرات بحاجة الي خمسة ملايين دولار لاتمامها عبر دفع التعويضات ونفقات الانتقال لهم . وحول خطته للنهوض بالعمل في سفارة دولة فلسطين في ابوظبي قال السفير العريدي / لقد تسلمت سفارة لايوجد بها أي نظام داخلي لان السفير السابق كان يعمل بعقلية الفرد والعمل الفردي الشخصي أي لوحده فقط وليس مع الفريق العامل حسبما تقتضي الاعراف والتقاليد الدبلوماسية مشيرا الي انه يجب ان يكون في السفارة مستشارين متخصصين للشؤون الاقتصادية والاعلامية والسياسية وكادر جماعي /

ومضي قائلا / العمل الدبلوماسي هو فن العرض وهو عمل معقد للغاية يستند الي العلم والخبرة والمهارة و التخصص لذلك بعض السفراء بحاجة الي اعادة تاهيل لانهم تسلموا مناصبهم دون ان يدخلوا مبني لسفارة في حياتهم /

وقال العريدي انه عازم علي بناء مبني جديد لسفارة دولة فلسطين في حي السفارات في ابوظبي مشيرا الي ان العمل قد بدا بالفعل في بناء سفارة تليق بفلسطين بدلا من المبني الحالي الذي لم يعد صالحا للعمل بسبب سنوات طويلة من الاهمال وقال انه عازم ايضا علي وضع هيكل وظيفي جديد للسفارة وتوزيع اختصاصات محددة علي الطاقم دون ان تكون هناك مركزية او عمل فردي مثلما كان حاصلا في السابق .

وسئل حول تطور العلاقات الاماراتية – الفلسطينية وقال ان دولة الامارات وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة واخوانه ماضون على درب المرحوم الشيخ زايد بأن ترعى الامارات هذا الشعب المناضل والشقيق والمظلوم ، واضاف قائلا اننا نشعر أنهم معنيون بقضيتنا ويهتموا لاحتياجاتنا ومعاناتنا ويحاولوا ان يقدموا الممكن خاصة في القضايا الانسانية ، كما ان الهلال الأحمر الاماراتي كان متواجداً دائماً حتى تحت القذائف ، ويقدم الدعم للمحتاجين بشكل مباشر ، كما تبرعت الامارات مؤخرا بمشروع بناء مدينة الشيخ خليفة برفح بمبلغ مائة مليون دولار علي نفقة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد .

واوضح العريدي ان لدولة الامارات موقف واضح لاستمرار دعمها للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية بغض النظر عن أي تغيرات سياسية ، موقفهم ثابت في دعم الفلسطينيين مشيرا الى ان الرئيس أبو مازن له علاقات مميزة مع القيادة الاماراتية ويكنوا له احتراماً كبيرا .

واشار الى ان هنالك جالية فلسطينية كبيرة في دولة الامارات ( 200 ألف فلسطيني ) بعضهم نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين ، ويديرون ويملكون مئات الشركات والعاملون بكل التخصصات ومنهم الكوادر المهنية وهم يلعبون دورا بناءا وايجابيا للامارات وفلسطين ويتمتعون بسمعة جيدة .

واوضح انه نظراً لحجم الجالية الكبير فان هناك فئة تعثر فيها الحال بسبب ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية ونحن بصدد تشكيل لجنة للتكافل الأسرى كما شكلنا لجنة اجتماعية تتابع الشؤون الاجتماعية للجالية و مجلس عمل فلسطيني يضم رجال الأعمال ، نحاول من خلاله خلق نشاط وفعالية للتعامل مع الوطن ونقل جزء من استثماراتهم الى داخل فلسطين بهدف ايجاد فرص عمل للفلسطينيين وأيضا المشاركة في الاعمار والبناء بالوطن كما ان قسم كبير سيشارك في مؤتمر للاستثمار في فلسطين في ( بيت لحم وغزة ) قريبا .

وحول واقع السفارة الفلسطينية في ابو ظبي قال العريدي: ليس لدينا موازنة وحتى الرواتب لم نتلقاها حتى الان من شهر فبراير كما لدينا مبنى لا يليق بمستوى العلاقة بين فلسطين والامارات وقد بدأت باستصدار رخصة للبناء و سنبدأ حال الحصول على المال اللازم فنحن نحاول أن نبني بجهد وتحويل من الجالية الفلسطينية دولة الامارات قدمت قطعة الأرض وبدأت فور وصولي الي ابوظبي وتم تشكيل لجنة لبناء السفارة برئاسة السفير وعضوية عدد من رجال الأعمال وجميعهم متحمسون جدا لأن يكون لهم مبنى محترم يشيروا اليه بكل فخر والجالية متفاعلة معنا وهم بحاجة الى الاهتمام بشؤونهم وهناك تجاوب جيد من قبل أبناء الجالية وهناك استعداد من قبل من المتمكنين ماليا في المساهمة في بناء السفارة .

وتابع : لدي خطة اعادة بناء المبنى الهيكلي الوظيفي في السفارة لتتمكن من تقديم الخدمات للفلسطينيين ، يجب أن تعمل السفارة كطاقم وليس منفرداً ويكون له مستشارا اقتصاديا وسياسيا واعلاميا وثقافياً وقنصل للشؤون القنصلية والعلاقات العامة والكل يعمل بعقلية تخصص ضمن منهجية فريق عمل والدبلوماسية عمل معقد والسفير دوره عرض قضايا بلده في المحافل الدولية والاقليمية

وبما ان العريدي قضى عقدا من الزمان سفيرا لدى روسيا فكان من المهم بمكان ان ننقله للحديث حول العلاقات الروسية الفلسطينية ، حيث قال : ليس خافياً أن المعسكر الشرقي هو من كانت تتكئ عليه منظمة التحرير قبيل سقوط الاتحاد السوفيتي في مواجهة الموقف الأميركي المنحاز لاسرائيل وهناك اكثر من 45 ألف فلسطيني تخرجوا بمنح مجانية من دول الاتحاد السوفيتي خلال العقدين الماضيين

مع انتهاء الحرب الباردة بانتصار أميركا ، يظن البعض ان روسيا قد ضعفت الا أن ذلك غير دقيق حيث بقيت روسيا لوحدها وهي التي تحتوي على كل المقدرات الأساسية العسكرية والاقتصادية وما حدث هو تخلص روسيا من عبء والتزامات الدول التي كانت مرتبطة بها ضمن الاتحاد السوفيتي و بعد الانهيار بقيت روسيا دولة عظمى سواء بالمساحة أو عدد السكان أو القدرة العسكرية والاقتصادية .

ومن هنا استثمرت كافة امكانات روسيا لتعزيز قوتها وهذا ما حصل في السنوات الأخيرة ، بدليل أن روسيا لديها الان 160 مليار دولار كفائض مالي ، الأمر الذي ينعكس على قدرة روسيا العسكرية ، ودورها على الساحة الدولية واضح بدليل أنه بآخر سنتين بعد تعزيز اقتصاد روسيا أصبح دورها السياسي مستقل تماما واصبح من العسير على الولايات المتحدة التأثير على الموقف الروسي كما كان أيام الرئيس يلتسين

واردف قائلا :ما أريد أن أقوله هناك خيارات أمام العالم للخروج من الهيمنة الأميركية كما يستحيل تحقيق السلام في الشرق الأوسط بعيدا عن الدور الروسي لأن روسيا ليس فقط دولة عظمى وانما دولة محايدة ولها مصلحة

استعانة حركة حماس

وحول لقاء وفد حركة حماس بالروس قال العريدي : روسيا علاقتها وثيقة جدا بمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى هذا الأساس لدينا كاملة السيادة الدبلوماسية وروسيا تحدثت مع وفد حركة حماس بلسان اللجنة الرباعية ولذلك قالوا لهم :يجب أن تتفاهموا جيدا مع الرئيس عباس أبو مازن ، الرئيس نثق به ، التركيز على الوحدة الوطنية ، يجب أن تتحدثوا بلغة العصر ، يجب أن تعترفوا بكل الاتفاقات الموقعة ، يجب أن تؤيدوا مشروع السلام العربي ، يجب أن تعترفوا بخارطة الطريق

واشار الى انهم الطرف الوحيد القادر على لقاء وفد حماس بسبب العلاقة المميزة مع منظمة التحرير وعباس وروسيا معنية بشكل قوي ومباشر للحفاظ على السلطة .



السفير د.خيري العريدي في سطور

يعمل حاليا سفيراً مفوضاً فوق العادة لدولة فلسطين لدى دولة الامارات العربية المتحدة وهو مواليد 1948 في قرية حوسان في بيت لحم أبعد قصريا عام 1967م الى عمان التي غادرها أبان معارك أيلول 1970 الى بيروت عام 1982 م ، فتوجه الى سوريا لمدة عام ثم توجه الى تونس 1983 خاصة مع الدول الشرقية وروسيا وقدعمل في ملف العلاقات الدولية لحركة فتح .

حصل على ليسانس فلسفة وعلم نفس واجتماع من جامعة بيروت 1977م ، ثم حصل على الماجستير من الجامعة اليسوعية ببيروت بقضايا الفلسطينية وعلم الاجتماع عام 1980 وفي عام 1986 تم تعيينه مستشارا للرئيس عرفات مع دول أوروبا الشرقية ، عاد الى غزة عام 1994 ، وفي عام 1996 تم تعيينه سفيرا فلسطينيا مفوضاً فوق العادة بموسكو 2001م ، ثم حصل على الدكتوراة في العلوم السياسية في الأكاديمية الدبلوماسية .

التعليقات