عبد الحليم حافظ.. أسطورة لا تنتهي وما زال بيته يستقبل محبيه

غزة-دنيا الوطن

في 30 مارس (آذار) 1977 وضعت الأقدار حد النهاية لحياة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، إلا أنها لم تستطع أن تقتلع صوته من قلوب المحبين والعشاق حتى من الذين لم يعاصروه وولدوا بعد رحيله بسنوات، وأمس الخميس مر على رحيله 29 عاماً لم تتراجع فيها مبيعات ألبوماته ليظل صوتاً للحب يعبر عن أهله، في الفراق، والفرح، واللقاء، والأشواق.

شقة عبد الحليم حافظ أو حليم كما يطلق عليه محبوه المطلة على حديقة الأسماك بحي الزمالك بالقاهرة، يتملك الفضول الجميع ليعرف ماذا بقي من العندليب الأسمر بعد كل هذه السنوات، على الجدران المواجهة لباب الشقة توجد كلمات الإعجاب والحب التي أهداها له العشاق والمحبون لفنه، فهذه فتاة تهديه إخلاصها ودعاءها له، لأنه كان ونيسها بأغنياته فعلمها الحب، وذاك فتى يبعث له بأرق المعاني شكراً له على أغنياته التي يعشقها، وغيرها من الرسائل الكثيرة.

في الشقة التي سكنها العندليب الأسمر تعيش فيها اليوم الحاجة زينب، ابنة شقيقه، التي أكدت أن المنزل تم تجديده أخيرا، وتقول: «لقد خضع البيت لعملية ترميم أخيرا بعد أن تعرضت جدرانه لبعض الدمار الناتج عن عامل الزمن، فقد ظل يحتفظ بنفس شكله الذي تركه عليه عمي عبد الحليم حافظ حتى عام مضى، وعندما بدأت تجديده حافظت على كل ملمح تركه حتى في اختياري لألوان الحوائط فقد ظلت كما هي».

وتضيف ضاحكة: «حتى تكاليف التجديد تمت من ميراث عمتي الحاجة علية رحمها الله».

وعن أكثر الأماكن التي كان يفضل عبد الحليم المكوث فيها قالت: «كان يحب غرفة الصالون لأنه كان يجتمع بفرقته لإجراء بروفات الأغنيات فيها، ولكن أفضل حجرة له كانت حجرة نومه التي تجاور باب الشقة، حتى أنه كان يضع فيها آلة البيانو الخاصة به وكانت تطل شرفتها على حديقة الأسماك».

حجرة عبد الحليم ظلت على حالها ما عدا حالة الجدران التي تبدو عليها ملامح التجديد، فما زال سريره كما هو بحالته، حتى أنه ما زال يحمل علامة داكنة على خشبه تكونت نتيجة إسناد العندليب لرأسه عليها خوفاً من أن ينام مثل باقي البشر فيصاب بالنزيف وهو نائم، وبجوار السرير كان جهاز الكاسيت الذي كان يسجل عليه أغنياته ويستمع فيها لألوان شتى من الموسيقى، حتى جهاز البيانو ما زال يحمل بصمات أصابع العندليب الذي كان يعشق الجلوس إليه.

المفاجأة تكون عند فتح دولاب ملابسه، حيث مازالت على حالها، كما كان يرتبها بنفسه، وفي الحمام الملحق بغرفة عندليب الموسيقى توجد أدوات الحلاقة التي كان يستعملها وزجاجات العطور المفضلة لديه حتى المنشفة كانت خاصته.

وبسؤال الحاجة زينب عما إذا كانوا ينوون إقامة متحف خاص ليضم مقتنيات عبد الحليم حافظ، فقالت: «لا أعتقد ذلك فمنزله أكبر متحف له ونحن لا نغلق بابه في وجه أي زائر يريد زيارته حتى من خارج مصر ليتعرفوا على ما بقي من عبد الحليم حافظ، وكما ترون كل شيء كما تركه في مكانه فقط نقوم بتنظيف المكان حتى أبسط الأشياء التي كان يملكها مثل سبحته ما زالت معلقة على طرف السرير لم نفرط في ورقة كان يملكها، فنحن حتى الآن نعيش في خيره، ولا صحة لمن يرددون أننا قمنا ببيع بعض مقتنياته، وأتذكر الآن كلمة قالها عمي قبل وفاته بعدة سنوات حين قال: لقد عملت كثيراً واكتسبت الكثير من الأموال التي تكفيني ولكنني أعمل حتى أترك لأفراد أسرتي ما يعينهم على الحياة بعد وفاتي. لقد كان دائم التفكير فينا فكيف ننساه».

المغادر لمنزل عبد الحليم حافظ تعلق في ذاكرته بعض كلمات أغنياته التي ما زالت تحقق أعلى معدلات التوزيع رغم المنافسة الشرسة من قبل الفنانين الشباب الذين يحققون معدلات بيع عالية في أول أيام نزول ألبوماتهم، إلا أنها سرعان ما تتراجع ليحتل عبد الحليم حافظ المرتبة الأولى.

وبعد مرور 29 عام على وفاة عبد الحليم حافظ تستعد شركة جودنيوز لطرح فيلمها «العندليب» في الصيف المقبل، والذي قام بتمثيل دوره فيه الراحل احمد زكي، وقام بتجسيد دور حليم في مرحلة الشباب ابنه هيثم، الفيلم تكلف إنتاجه 22 مليون جنيه، كما يؤكد المخرج عادل أديب ويعد مفاجأة لجمهور الراحلين العندليب الأسمر والنمر الأسود.

هذا العام أيضاً سيشهد إنتاج شركة العدل جروب لمسلسل عن حياة العندليب سيتم عرضه على شاشة MBC حصرياً في شهر رمضان المقبل وتم عمل مسابقة بين شباب الوطن العربي لاختيار من يقوم بدور العندليب ويشبهه من حيث الصوت والصورة والموهبة.

* شبيه عبد الحليم حافظ ينسحب من مسابقة «إم بي سي»

* انسحب ايهاب جلال مذيع قنوات ART من المسابقة الرياضية التي أقامتها شبكة MBC لاختيار شبيه للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ ليقوم بدوره في المسلسل الذي يتناول مشوار حياته.

وقال بيان لـART أمس إن ذلك يأتي بسبب انشغاله بالتحضير لملف كأس العالم الذي ستنطلق فعالياته بألمانيا خلال الأشهر القادمة.

وكان الفنان عادل إمام أول من لفت نظر ايهاب جلال للشبه الكبير بينه وبين العندليب الراحل مما شجعه على الدخول في المسابقة ووصوله للتصفيات النهائية والتي شملت اكثر من 13 ألف متسابق على مستوى الوطن العربي.