التلفزيون السوري يشن هجوما على تدخل الاستخبارات في حياة الناس

غزة-دنيا الوطن
بعد عرض العديد من أعمال الدراما التاريخية بدأ المخرجون والمنتجون السوريون الالتفات إلى ظواهر يومية داخل المجتمع، من أحلام المواطنين وطموحاتهم والفقر والبطالة إلى العمل على أفكار أخرى جديدة كتدخل الاستخبارات في حياة الناس اليومية وهذا ما شهده الإعلام الرسمي في السنتين الأخيرتين إذا صار من الممكن انتقاد الأجهزة الأمنية والحديث عنها في الدراما السورية، وصولا إلى حد نشر مقالة في العام الماضي على صفحات جريدة "تشرين" الرسمية تنتقد أيضا عمل الاستخبارات.
وفي هذا السياق يعرض التلفزيون السوري الرسمي الشهر المقبل فيلما سينمائيا ينتقد بسخرية لاذعة تدخل أجهزة الاستخبارات في الحياة اليومية للمواطنين وظاهرة الخبراء الذين يرفعون تقارير أمنية تمنع بعض الطلاب من الحصول على بعثات علمية أو الدخول إلى الكلية الحربية.
"بارود اهربوا"
"بارود اهربوا" فيلم من إنتاج التلفزيون الرسمي ومن تأليف محمود عبد الكريم وإخراج علي شاهين، ويصور في إحدى قرى الساحل السوري. يشارك فيه العديد من نجوم السينما السورية مثل زهير رمضان ونضال نجم ونجاح سفكوني، إضافة إلى مشاركة بعض المطربين "الشعبيين" مثل علي الديك وثائر العلي.
ويتحدث علي شاهين مخرج الفيلم السينمائي، ومدته 3 ساعات، لـ"العربية.نت" عن قصة هذا الفيلم قائلا: "تدور أحداث الفيلم في قرية يتميز أهلها بطيبتهم وبعدهم عن خداع أهل المدينة ويتعلقون بالأرض والأشجار والحيوانات، حتى يقتحم حياتهم مخبر اسمه (عجيب) أفسد عليهم هذه الحياة الجميلة من خلال كتابة التقارير ضد أهالي الضيعة للجهات الأمنية والمسؤولين".
وتلاحق تقارير "عجيب" الأمنية أحلام أهالي القرية، فهناك طالب يحصل على درجات عالية في الثانوية العامة ويقدم للحصول على بعثة علمية ولا يحصل عليها بسبب تقارير عجيب، وطالب آخر ينجح بدخول الكلية الحربية إلا أن المخبر عجيب يهدده أنه سيحرمه من المتابعة فيها بعد أن يكتب عنه تقارير أمنية للجهات المعنية.
ومن القصص الساخرة الأخرى في الفيلم محاولة أحد أبناء القرية، واسمه "أيوب"، أن يزرع أرضه التي تركها له والده بعد فشله في الحصول على وظيفة حكومية، وكان يحتاج لتفجير الصخور قبل ذلك، فوجه المخبر عجيب تقريرا للجهات الأمنية اتهم فيه أيوب بالإرهاب وأنه يفجر الصخور لهذا الغرض ومن هنا جاء اسم الفيلم "بارود اهربوا".
تقوم السلطات باعتقال أيوب إلا أن تضامن أهل القرية معه يحول دون استمرار اعتقاله ويطلق سراحه، إلا أنه يعود ويحتجز المخبر "عجيب" ويوثقه بالحبال إلى إحدى الصخور ويهدده أنه إذا لم يعترف كيف تسبب بأذية أهالي القرية سوف يفجر الصخرة به، فاعترف المخبر "عجيب" كيف أساء لأهالي الضيعة عبر التقارير الأمنية وعمله كمخبر.
ويؤكد المخرج علي شاهين لـ"العربية.نت" أن فكرة العمل، وهي تدخل الاسخبارات في حياة المواطنين، تلقى صدى واهتماما من قبل الناس في سوريا. ويقول: "نحن في التلفزيون ننتج 200 ساعة درامية سنويا وأحيانا تمر هذه الساعات مجرد تعداد زمن، لكن عندما يتم الالتصاق بهموم الناس ومشاكلها يحصل العمل على حبهم ومتابعتهم".
تقارير تلاحق أحلام البسطاء
ويتضمن الفيلم بعض المشاهد الساخرة والكوميدية المعبرة عن واقع حقيقي تراجيدي إلى حد كبير. يؤدي الفنانون نضال نجم وتوفيق اسكندر وفايز صبوح دور 3 من أبناء القرية، وكل شخص منهم له حلمه الذي يقضي عليه تقرير أمني من المخبر "عجيب". أحدهم لديه حلمه أن يكون لديه مدجنة صغيرة ويجلس بين دجاجاتها الفنان الشعبي علي الديك ليغني له، وآخر مغرم بصوت وديع الصافي وخاصة أغنيته (عنزة بوطنوس خربتنا)، والثالث يحلم أن يملك سيارة صغيرة متنقلة ليبيع الخضار.
يؤدي الفنان زهير رمضان دور "عجيب" فيما يلعب نجاح سفكوني دور أيوب، وأما موفق الأحمد يؤدي دور الراعي إبراهيم الذي يحب بقراته وقطيعه، ويمثل الراعي ضمير الضيعة ويشن هجوما دائما على المخبر ويقول له: "الله يلعنك ويلعن من وضعك مخبرا علينا".
ويشارك فنانان شعبيان هما علي الديك وثائر العلي في هذا الفيلم، ويضع العلي الموسيقى التصويرية للفيلم بعد حرصه على إضفاء هوية ساحلية على هذا الفيلم شبيهة بالهوية الحلبية والدمشقية لبعض أعمال الدراما السورية.
معاناة مخرج...
وكان علي شاهين أخرج العام الماضي فيلم "العريضة" الذي حقق نجاحات كبيرة محليا وعالميا بعد مشاركته في مهرجان تونس السينمائي الدولي، وهو فيلم ينتقد أيضا تدخل بعض المسؤولين المتنفذين في الحياة اليومية للناس حيث تم إزالة بيوت أهالي إحدى القرى بدلا من إزالة أسلاك كهرباء وضعها أحد المتنفذين في وسط الضيعة وأوصلها إلى منزله.
ويقول المخرج على شاهين "عانيت كثيرا من قبل جماعة التلفزيون.. أنا كنت ممثلا وعملت مدير إنتاج في الكويت وبعد ذلك عملت فيلم العريضة الذي حقق ضجة كبيرة ووقف كثيرون ضدي ولهم 30 سنة في التلفزيون لم يعملوا فيلما مثل "العريضة" وحاربوني بلقمة عيشي".
ويتابع "في الشهر التاسع من العام الماضي شاركت في تونس في مهرجان سينمائي دولي عن فيلمي العريضة وتفاجأت هناك أن التلفزيون السوري أرسل الفيلم دون صوت وهذه مؤامرة أخرى ضدي، كما أنهم لم يسمحوا لي بتلبية دعوة من فرنسا للحصول على تكريم لفيلم العريضة".
وأخيرا تبقى الإشارة إلى أن بعض الأعمال الدرامية السورية شنت في السنوات الأخيرة هجوما ساخرا على عمل المخابرات في سوريا، مثل "بقعة ضوء"، و"مرايا" للفنان ياسر العظمة والذي صور في إحدى الحلقات وجود جهاز لدى الاستخبارات السورية يقرأ ماذا يفكر كل مواطن في الشارع وذات يوم قرأ هذا الجهاز أن أحد المواطنين يفكر بتأسيس حزب فتم اعتقاله فورا.
بعد عرض العديد من أعمال الدراما التاريخية بدأ المخرجون والمنتجون السوريون الالتفات إلى ظواهر يومية داخل المجتمع، من أحلام المواطنين وطموحاتهم والفقر والبطالة إلى العمل على أفكار أخرى جديدة كتدخل الاستخبارات في حياة الناس اليومية وهذا ما شهده الإعلام الرسمي في السنتين الأخيرتين إذا صار من الممكن انتقاد الأجهزة الأمنية والحديث عنها في الدراما السورية، وصولا إلى حد نشر مقالة في العام الماضي على صفحات جريدة "تشرين" الرسمية تنتقد أيضا عمل الاستخبارات.
وفي هذا السياق يعرض التلفزيون السوري الرسمي الشهر المقبل فيلما سينمائيا ينتقد بسخرية لاذعة تدخل أجهزة الاستخبارات في الحياة اليومية للمواطنين وظاهرة الخبراء الذين يرفعون تقارير أمنية تمنع بعض الطلاب من الحصول على بعثات علمية أو الدخول إلى الكلية الحربية.
"بارود اهربوا"
"بارود اهربوا" فيلم من إنتاج التلفزيون الرسمي ومن تأليف محمود عبد الكريم وإخراج علي شاهين، ويصور في إحدى قرى الساحل السوري. يشارك فيه العديد من نجوم السينما السورية مثل زهير رمضان ونضال نجم ونجاح سفكوني، إضافة إلى مشاركة بعض المطربين "الشعبيين" مثل علي الديك وثائر العلي.
ويتحدث علي شاهين مخرج الفيلم السينمائي، ومدته 3 ساعات، لـ"العربية.نت" عن قصة هذا الفيلم قائلا: "تدور أحداث الفيلم في قرية يتميز أهلها بطيبتهم وبعدهم عن خداع أهل المدينة ويتعلقون بالأرض والأشجار والحيوانات، حتى يقتحم حياتهم مخبر اسمه (عجيب) أفسد عليهم هذه الحياة الجميلة من خلال كتابة التقارير ضد أهالي الضيعة للجهات الأمنية والمسؤولين".
وتلاحق تقارير "عجيب" الأمنية أحلام أهالي القرية، فهناك طالب يحصل على درجات عالية في الثانوية العامة ويقدم للحصول على بعثة علمية ولا يحصل عليها بسبب تقارير عجيب، وطالب آخر ينجح بدخول الكلية الحربية إلا أن المخبر عجيب يهدده أنه سيحرمه من المتابعة فيها بعد أن يكتب عنه تقارير أمنية للجهات المعنية.
ومن القصص الساخرة الأخرى في الفيلم محاولة أحد أبناء القرية، واسمه "أيوب"، أن يزرع أرضه التي تركها له والده بعد فشله في الحصول على وظيفة حكومية، وكان يحتاج لتفجير الصخور قبل ذلك، فوجه المخبر عجيب تقريرا للجهات الأمنية اتهم فيه أيوب بالإرهاب وأنه يفجر الصخور لهذا الغرض ومن هنا جاء اسم الفيلم "بارود اهربوا".
تقوم السلطات باعتقال أيوب إلا أن تضامن أهل القرية معه يحول دون استمرار اعتقاله ويطلق سراحه، إلا أنه يعود ويحتجز المخبر "عجيب" ويوثقه بالحبال إلى إحدى الصخور ويهدده أنه إذا لم يعترف كيف تسبب بأذية أهالي القرية سوف يفجر الصخرة به، فاعترف المخبر "عجيب" كيف أساء لأهالي الضيعة عبر التقارير الأمنية وعمله كمخبر.
ويؤكد المخرج علي شاهين لـ"العربية.نت" أن فكرة العمل، وهي تدخل الاسخبارات في حياة المواطنين، تلقى صدى واهتماما من قبل الناس في سوريا. ويقول: "نحن في التلفزيون ننتج 200 ساعة درامية سنويا وأحيانا تمر هذه الساعات مجرد تعداد زمن، لكن عندما يتم الالتصاق بهموم الناس ومشاكلها يحصل العمل على حبهم ومتابعتهم".
تقارير تلاحق أحلام البسطاء
ويتضمن الفيلم بعض المشاهد الساخرة والكوميدية المعبرة عن واقع حقيقي تراجيدي إلى حد كبير. يؤدي الفنانون نضال نجم وتوفيق اسكندر وفايز صبوح دور 3 من أبناء القرية، وكل شخص منهم له حلمه الذي يقضي عليه تقرير أمني من المخبر "عجيب". أحدهم لديه حلمه أن يكون لديه مدجنة صغيرة ويجلس بين دجاجاتها الفنان الشعبي علي الديك ليغني له، وآخر مغرم بصوت وديع الصافي وخاصة أغنيته (عنزة بوطنوس خربتنا)، والثالث يحلم أن يملك سيارة صغيرة متنقلة ليبيع الخضار.
يؤدي الفنان زهير رمضان دور "عجيب" فيما يلعب نجاح سفكوني دور أيوب، وأما موفق الأحمد يؤدي دور الراعي إبراهيم الذي يحب بقراته وقطيعه، ويمثل الراعي ضمير الضيعة ويشن هجوما دائما على المخبر ويقول له: "الله يلعنك ويلعن من وضعك مخبرا علينا".
ويشارك فنانان شعبيان هما علي الديك وثائر العلي في هذا الفيلم، ويضع العلي الموسيقى التصويرية للفيلم بعد حرصه على إضفاء هوية ساحلية على هذا الفيلم شبيهة بالهوية الحلبية والدمشقية لبعض أعمال الدراما السورية.
معاناة مخرج...
وكان علي شاهين أخرج العام الماضي فيلم "العريضة" الذي حقق نجاحات كبيرة محليا وعالميا بعد مشاركته في مهرجان تونس السينمائي الدولي، وهو فيلم ينتقد أيضا تدخل بعض المسؤولين المتنفذين في الحياة اليومية للناس حيث تم إزالة بيوت أهالي إحدى القرى بدلا من إزالة أسلاك كهرباء وضعها أحد المتنفذين في وسط الضيعة وأوصلها إلى منزله.
ويقول المخرج على شاهين "عانيت كثيرا من قبل جماعة التلفزيون.. أنا كنت ممثلا وعملت مدير إنتاج في الكويت وبعد ذلك عملت فيلم العريضة الذي حقق ضجة كبيرة ووقف كثيرون ضدي ولهم 30 سنة في التلفزيون لم يعملوا فيلما مثل "العريضة" وحاربوني بلقمة عيشي".
ويتابع "في الشهر التاسع من العام الماضي شاركت في تونس في مهرجان سينمائي دولي عن فيلمي العريضة وتفاجأت هناك أن التلفزيون السوري أرسل الفيلم دون صوت وهذه مؤامرة أخرى ضدي، كما أنهم لم يسمحوا لي بتلبية دعوة من فرنسا للحصول على تكريم لفيلم العريضة".
وأخيرا تبقى الإشارة إلى أن بعض الأعمال الدرامية السورية شنت في السنوات الأخيرة هجوما ساخرا على عمل المخابرات في سوريا، مثل "بقعة ضوء"، و"مرايا" للفنان ياسر العظمة والذي صور في إحدى الحلقات وجود جهاز لدى الاستخبارات السورية يقرأ ماذا يفكر كل مواطن في الشارع وذات يوم قرأ هذا الجهاز أن أحد المواطنين يفكر بتأسيس حزب فتم اعتقاله فورا.
التعليقات