استمع إلى اغنية خلصنا الصبر:شعبولا والدانمارك.. رد الإساءة بإساءة

غزة-دنيا الوطن
أشكال مختلفة من الاحتجاجات على الرسوم المسيئة للنبي الكريم شهدها العالم الإسلامي، تمثل إحداها في أغنية "خلصنا الصبر" للمطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم لاقت رواجا كبيرا على الفضائيات العربية، وكذلك في سوق أشرطة الكاسيت المصرية، بالرغم من التحفظات على ما تحويه من تجاوز لفظي.

وعن مدى رواج الأغنية في السوق المصرية، يقول تامر علي، تاجر شرائط كاسيت بمنطقة شبرا الخيمة (شمال القاهرة) لإسلام أون لاين.نت: أغنية "خلصنا الصبر" الأخيرة منتشرة جدا، وما زالت تلقى رواجا رغم مرور حوالي شهر على طرحها بالأسواق؛ لأن الناس يرون فيها ردا على إهانة النبي صلى الله عليه وسلم".

ويضيف: "قطاع غير قليل من البسطاء المصريين اعتاد الاستماع لأغاني شعبان عبد الرحيم التي تتفاعل مع الأحداث الجارية منذ أن قدم قبل أكثر من 5 أعوام أغنيته الشهيرة أنا بكره إسرائيل، إثر اندلاع انتفاضة الأقصى".

ويقول أحد مقاطع الأغنية: "خلصنا الصبر كله .. وبرضو مفيش حلول.. أهي وصلت الإهانة للدين وللرسول. رسول الله محمد.. إمام الأنبياء.. عايزين يهزوا صورته ..السفلة الأغبياء. كل الأديان بريئة من اللي هانوا النبي .. عشان دي ناس مجنونة أكبر ما فيهم غبي. لو قرا عن محمد هيعرف هو مين .. رسول الإنسانية، الصادق الأمين".

وتقول الأغنية في مقطع آخر: "دانمارك إيه يا عالم ..حتى بتوع العجول.. مين دول عشان يقولوا كلام على الرسول. هقول ومش رح اسكت ..والناس هتقول معايا.. عايزين مقاطعة شاملة .. وبردو مش كفاية".

وبخصوص احتواء الأغنية على شتائم صريحة، أوضح تامر علي قائلا: "هذا أمر مستنكر بالطبع، لكن المسألة أنها تدافع عن الرسول، وهذا ما يجذب الناس إليها".

وبعد أن اشترى نسخة من المتجر، يقول سمير محمود- موظف (49 عاما): "لقد اشتريت الشريط لأسمع الأغنية، لأنني لا أجد وسيلة أخرى لأعبر بها عن مشاعر الغضب داخلي تجاه الرسوم المسيئة التي نشرتها الصحيفة الدانماركية". وأَضاف معلقا على الشتائم في الأغنية: "ربما فيها تجاوز، لكنها تعبر في النهاية عن حالة من الغضب الشعبي العارم".

تنفيس سلبي

وبشكل أكثر عمقا ترى راقية جلال، باحثة مصرية في علم النفس، "أن الأغنية لم تقدم شيئا يذكر من قيم الإسلام أو أخلاق النبي الكريم، اللهم إلا جملة "الصادق الأمين"، فقط انحصرت المسألة في التنفيس عن غضب كامن تمثل في التعبير عن علو شأن المتكلم وتحقير الآخر".

ويرد إسلام خليل، مؤلف الأغنية، على مسألة الشتائم في الأغنية قائلا لـ"لإسلام أون لاين.نت": "هذه الرسومات القبيحة لم يشتم من خلالها شخص عادي، إنه الرسول الكريم".

ويضيف: "الأغنية تعد شكلا من أشكال التفريج عن غضب الناس، فليس من المعقول أن نقوم بمظاهرات نكسر ونحرق فيها ممتلكاتنا وممتلكات الغير، لكن الأفضل أن نعبر عن غضبنا بالكلمات والغناء، فقد رددنا على نوع من الفن أسيء استخدامه (الرسوم الكاريكاتيرية) بنوع آخر حتى لا يثور الناس".

غير أن الخبير الإعلامي د. صفوت العالم يشدد على أنه "يجب أن يكون الرد متسقا مع النسق القيمي الذي ندافع عنه؛ حتى لا نبدو متناقضين أمام الآخر؛ أي توضيح هذه القيم دون سباب ساذج حتى لا يتحول السهم إلى قاذفة".

واعتبر "العالم" في تصريح لإسلام أون لاين "أن هذه الأغنية ومثيلاتها مجرد استغلال للحدث لترويج شرائط الكاسيت، كما حدث مع أغان سابقة، مثل أنا بكره إسرائيل".

وأضاف: "كما تعد هذه الأغنية استكمالا لتدني الذوق العام المنتشر في مختلف الفنون، مثل المسرحيات والأفلام وأغاني الفيديو كليب".

ويعلق مسعود صبري، الباحث الشرعي بشبكة إسلام أون لاين، على كلمات الأغنية قائلا: إنها "تحمل اتجاهين: أحدهما إيجابي والآخر سلبي، أما الإيجابي فيتمثل في الرفض القاطع لحملة الإهانة".

وأضاف: "الجميل في كلمات الأغنية أنها اعتبرت إهانة الرسول أمرا مرفوضا إنسانيا، بناء على احترام الناس جميعا لكافة الأديان، وأن الاختلاف في المعتقد لا يجيز للناس أن يسب بعضهم بعضا".

وفيما يتعلق بسلبيات كلمات الأغنية، يقول الباحث الشرعي: إنها حوت كلمات لا تجوز شرعا، ومن الواجب أن يتنزه المسلم عنها، حتى في مقام الخصومة، ومن ذلك وصف الدانماركيين بـ"السفلة الأغبياء".

ويعتبر شعبان عبد الرحيم أحد أبرز المطربين الشعبيين الذين ظهروا على الساحة الفنية المصرية في العقد الأخير عبر أغان ذات طابع سياسي. وكانت أولاها "أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى" التي لاقت رواجا كبيرا، ثم ظهرت له أغانٍ أخرى، أشهرها "الصورة والكتابة" التي هاجم فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون، إضافة إلى أغنية "يا عم عربي" التي انتقد فيها الصمت العربي تجاه ما يجري على الساحتين الفلسطينية والعراقية.

وفجرت أزمة الرسوم المسيئة للرسول، والتي نشرتها لأول مرة صحيفة دانماركية في سبتمبر عام 2005 وأعادت صحف أوربية نشرها بعد ذلك، احتجاجات ومظاهرات كان بعضها عنيفا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

ويأتي الجدل حول أغنية "خلصنا الصبر" فيما تستضيف العاصمة البحرينية المنامة خلال يومي 22-23 مارس الجاري "المؤتمر العالمي لنصرة النبي" الكريم بمشاركة 300 عالم ومفكر.

ويستهدف المؤتمر وضع رؤية موحدة لترشيد العمل الشعبي واستثماره، وتحديد آليات الرد على الإساءة والتعريف بالرسول الكريم، ومخاطبة المفكرين الغربيين والمؤسسات الإعلامية الغربية في هذا الشأن، بحسب القائمين على المؤتمر.