دنيا الوطن في صحيفة الجروزليم بوست

دنيا الوطن في صحيفة الجروزليم بوست
مسلحون يعبثون في مكاتب جريدة

كتب خالد أبو طمعة/ صحيفة الجروزليم بوست تشرين ثاني 28,2005

قام مجموعة من المسلحين الأحد الماضي بأعمال التخريب في داخل مكاتب صحيفة دنيا الوطن الإلكترونية, في مدينة غزة, وحطموا الأثاث والأجهزة, مهددين بقتل رئيس التحرير عبد الله عيسى, لكنه لم يصب أحد بأذى في الهجوم, وهذا( الاقتحام) هو الأخير في سلسلة من الهجمات على صحفيين ومؤسسات إعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة .

ودنيا الوطن هي صحيفة مستقلة تكتب تقارير مكثفة عن الفساد والفلتان( الأمني) في مناطق السلطة الوطنية وهذه قضايا غالباً ما تتجاهلها وسائل الإعلام الذي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية .

وقالت مصادر في الصحيفة أن المهاجمين هم أعضاء في إحدى الفصائل الفلسطينية, إلا أنه امتنع /رفض الإسهاب في التفاصيل .

وطبقاً للمصادر نفسها, تم إرسال المسلحين من قبل السكرتير العام للفصيل وذلك لمهاجمة المكاتب, وتهديد المحرر بعد تقرير في الصحيفة انتقد فيه السكرتير العام والذي صدر في الصحيفة مؤخراً .

وقد أدان الصحفيون والنشطاء السياسيون بشدة الاعتداء (ووصفوه) أنه محاولة لإسكات أصوات وسائل الإعلام الحرة في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية .

وقالت مجموعة المبادرة الوطنية الفلسطينية في بيان أصدرته على خلفية الحادث

" أن هذا الهجوم هو على حرية التعبير" وأضافت "إن هذه محاولة أخرى لإسكات الأصوات الجريئة / الشجاعة في وقت نحن بحاجة إلى كلمات الحقيقة" وأضاف أن هؤلاء المعتدين هم مرتزقة وعلينا أن لا نسمح لبلدنا أن تتحكم به مجموعة من الناس الفاسدين والمجرمين . وأن هذا الهجوم لن يجب رداً على تغيير سياستنا والمتمثلة في إماطة اللثام عن أولئك الفاسدين وسوف نستمر في الوقوف ضد الفوضى والفلتان الأمني".

وقالت امتياز المغربي, والتي تكتب بانتظام في دنيا الوطن" إن الطريقة الوحيدة للتعامل مع الفوضى هو بمصادرة الأسلحة غير القانونية, والتي تستخدم ضد أطفالنا ونساءنا وكبار السن وضد كتابنا".

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية, تم مهاجمة العديد من الصحفيين الفلسطينيين والصحف من قبل مسلحين مجهولين . ففي آذار 2004 , قام مسلحون بقتل خليل زبن, وقد كان يعمل محرر أسبوعي في غزة ومتخصص في حقوق الإنسان والتي شنت حملة ضد الفساد في السلطة الفلسطينية.

وجاء الاعتداء الأخير مع قيام قوات السلطة الفلسطينية بحملة مكثفة في مناطق مختلفة في قطاع غزة في محاولة لاستعادة القانون والنظام, وتأتى هذه الحملة التي أمر بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسط انتقادات متعاظمة لاخفاق السلطة الفلسطينية في محاربة الجريمة, وأثناء الحملة, سرق مسلحون سيارة شرطة تابعة للسلطة الفلسطينية في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.

ويقول مسؤولون امنيون من السلطة الفلسطينية أن هذه الحملة موجهة فقط ضد العناصر الإجرامية وانه لن تكون هناك محاولة لمصادرة الأسلحة التي بحوزة المليشيات الفلسطينية المختلفة ومنها فتح وحماس والجهاد الإسلامي.

وفى تطور متصل, نظم العشرات من الفلسطينيين اعتصاماً في مدينة غزة احتجاجاً على إخفاق السلطة الفلسطينية في إلقاء القبض على الأشخاص الذين قاموا باغتيال المحاضر في جامعة الأزهر ياسر المدهون والذي قتل من قبل مهاجمين غير معروفين العام الماضي, وما تزال دوافع وراء الاغتيال غير واضحة .

وفى مظاهر أخرى من الفلتان, اغتيل ثلاثة فلسطينيين في رام الله الأسبوع الفائت وأحدهما امرأة تبلغ من العمر 75 عاماً .

التعليقات