هيفا فخر الصناعة الوطنية اللبنانية حلّت ضيفة علي برنامج إكتشفنا البارود

زهرة مرعي
يبدو أن برنامج سيرة وانفتحت قد تبني قضية هند الحناوي فقبل أسبوعين كانت هي ضيفة البرنامج من بيروت، وإذ بنا مساء الإثنين الماضي أمام حلقة جديدة تناقش ماهية الزواج العرفي لكن ليس علي الهواء مباشرة. فقد إكتفت تلك الحلقة بتعليقات وأسئلة جمهور الإستديو بعيداً عن جمهور الشاشة. ضيفا الحلقة كانا علي تباين في آرائهما الأمر الذي حول النقاش إلي درجة الحرارة المرتفعة جداً بحيث لم يكن صاحب الحلقة الزميل زافين قادراً علي الوقفة الإعلانية إلا من خلال مقاطعة أحد ضيفيه.
الأستاذان الجامعيان الدكتورة ياسين من لبنان والدكتور بدوي من مصر شكلا في الإستديو جبهتين مفتوحتين علي كل تناقض ممكن بينهما. المسألة الوحيدة التي إلتقيا حولها كانت سوء الأحوال الاقتصادية للشباب المصري خاصة والعربي عامة هي التي تدفعه لعقود زواج متعدد الأسماء كالزواج العرفي وموحد الأهداف وهو ممارسة الجنس. مع العلم ان الاختصاصي المصري وافق علي سوء الظروف الاقتصادية لكنه وجد في الترابط الاسري بين الأهل والأبناء أمراً يحمي الشباب من الزواج العرفي الذي أسماه سلوكاً إنحرافياً.
الدكتورة ياسين رفضت تسمية سلوك هند الحناوي بالإنحرافي ووصفتها بأنها أخطأت في اختيار الرجل الذي أقامت معه علاقة. وأكدت علي إتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها الدول العربية بحق الطفل بأن يكون له هوية ونسب ووطن.
البرنامج سلط الضوء علي عقود الزواج تلك، وهو إذ قال انها تشكل في مصر وحدها نسبة 17 بالمئة من عقود الزواج، فهذا يعني ضرورة التوقف عند القضية التي لم تعد ظاهرة وحسب. لهذا فالمطلوب من المختصين في علمي الاجتماع والنفس معا تنبيه المعنيين إلي الاتجاه الكارثي الذي تسير نحوه الدول العربية، حيث الواقع الاقتصادي يمنع الملايين من الشباب من الارتباط بعقود زواج رسمية يعترف بها المجتمع ككل ويعترف بنتائجها وهي بالطبع الأطفال. لكن من المؤكد أن القائمين علي شؤون البشر في دولنا العربية ليسوا في وارد البحث في متطلبات الشباب، لأنها تفصيل لا يستحق إهتمامهم، فهم مشغولون بالقضايا الكبري وفي طليعتها زيادة ثرواتهم وثروات أبنائهم من بعدهم.
مباراة في الخلاعة
برنامج ملكات من قناة هي تحول إلي إستقبال الملوك . ولمن فاته الأمر نخبره بأن في لبنان مس ليبانون و مستر ليبانون ايضاً. وإذ كانت الصبايا تنتقلن من عروض الأزياء إلي مباراة الجمال فهذا ما يفعله أيضاً الشباب، وبعضهم إنتقل أيضاً إلي الغناء. وهذا ما حصل بالتمام والكمال مع ضيف برنامج ملكات عزيز عبدو. هذا الملك وافق المذيعة علي أنه بدأ يخطف الأضواء من الملكات. والسبب برأيه بلكي كان ستايلي غير بحب أشياء غريبة . إنه تفسير عميق الدلالات بالفعل!
وبحسب ما أبلغتنا إياه المذيعة فإن مسيرة عزيز عبدو نحو الغناء المشرع الأبواب لكل من هب ودب، بدأت من فيديو كليب ولعت النار الإباحي بحسب وصفها. هذا الفيديو كليب الذي عرض علي قناة المرأة العربية والذي كان مفتاح السر لنجاح صاحبه بحسب قوله، كان إباحياً عن حق وحقيق. فهو نزل في مغطس الحمام من دون ملابس، وكذلك فعلت رفيقته في التصوير. عزيز عبدو إعتبر هذا التصوير جرأة، وقناة المرأة العربية التي يفترض أنها موجهة للأسرة عرضت الشريط من دون أي حرج.
والمذيعة في قناة هي لم تكلف نفسها عناء السؤال إن كان سر النجاح مرتبطاً بالإباحية في بلادنا. لأنه حين عرض الفيديو كليب المصور في هوليوود لعزيز عبدو نفسه بدا ذلك العمل محترماً ولائقاً بالمقارنة مع الشريط اللبناني الموقع بإسم مخرج بلدي.
السؤال هل نحن في لبنان والدول العربية في مباراة فيديو كليب تأخذ العري والخلاعة عنواناً لها ليكون فاتحة الطريق أمام ما يسمونه نجاحا؟ وما هو دور قناة المرأة العربية في حماية الأسرة من هذا التشويه والإسفاف؟
هيفا ولّعت البارود!
هيفا فخر الصناعة الوطنية اللبنانية حلّت ضيفة علي برنامج إكتشفنا البارود ، فحولت عنوانه إلي ولعنا البارود . فعلاً هذا ما حلّ بجمهور الاستديو الذي راح كل الوقت يهتف بحياة هيفا.. هيفا ، أو هو راح يُِِِنمِر عندما بدأت هيفا وصلة دلع وغنج وإغراء أمام عدسة المصور. وهي ضاعفت من دوز الدلع عندما وقف بجانبها طوني بارود لتكون لهما صوراً مشتركة.
هيفا حالة قائمة بذاتها دخلت عالم الأضواء وتمكنت من جذب المشاهدين إليها للتعرف إلي بعض خباياها،هذا إن بقيت لديها خبايا بعد أن تحولت حياتها إلي مشاع عام سواء عبرها، أو عبر الردح الاعلامي بينها وبين شقيقتها، أو بينها وبين أخريات من اللواتي يقعن في دائرة الضوء مثلها.
سواء كان أحدنا مع هيفا أو ضدها فهو سيشاهدها عندما يختارها طوني بارود لتكون ضيفته. فطوني بارود في الحقيقة يساعدنا علي الإبتسام والضحك أحيانا، في الوقت الذي عزّ فيه الضحك لكثرة الاحباطات المحيطة بنا.
شبعا اهم من الحدائق!
الأطفال اللبنانيون وجهاً لوجه أمام مجموعة من الوزراء يمثلون أحزابا سياسية في الحكومة اللبنانية ومعهم ممثل للمعارضة المحصورة بحسب الواقع اللبناني بتيار العماد ميشال عون الموجود خارج تلك الحكومة. فبعد حلقة ناجحة لبرنامج الحل بإيدك أستقبلت أطفالاً لبنانيين يمثلون إنتماءات ذويهم السياسة، كان للبرنامج حلقة أخري وضعت أطفالاً آخرين بمواجهة الوزراء. باديء ذي بدء يشهد لهؤلاء الأطفال جرأتهم وتركيزهم ودقتهم في طرح السؤال. وقد كان ظاهراً أن بعضهم حكي من منطلق وطني بحيث رفض الحالة الطائفية التي يعيشها في مدرسته. وبعضهم الآخر كان ممثلاً بكل ما تعنيه الكلمة من تمثيل لجهة سياسية معينة. كل طفل من هؤلاء الأطفال كان يكشف إنتماء عائلته السياسي من خلال السؤال الذي حمله في جعبته. وفي كثير من الأحيان كان هذا السؤال معلباً بما فيه الكفاية ليدل علي انه تم تشريبه إياه قبل وصوله إلي وزارة الداخلية التي إستقبلت هذا اللقاء.
وبدل أن يحاور هؤلاء الأطفال السياسيين بمتطلبات الطفولة والأمن السياسي والاجتماعي الذي تحتاجه لتنمو بشكل سليم وصحيح، حاوروهم بسلاح المقاومة، العلاقة مع سورية، العمال السوريين الذين وصفهم أحد الأطفال بأنهم جميعاً مخابرات.
كان من المفترض أن يطالب هؤلاء الأطفال بتحسين أوضاع المدارس الرسمية، وبإيجاد الحدائق كي يتمتعوا باللعب في أرجائها، بدل أن تكون مزارع شبعا شغلاً شاغلاً لأحدهم، ويكون العداء لسوريا شغلاً شاغلاً للآخر.
كاتبة من لبنان
*القدس العربي
يبدو أن برنامج سيرة وانفتحت قد تبني قضية هند الحناوي فقبل أسبوعين كانت هي ضيفة البرنامج من بيروت، وإذ بنا مساء الإثنين الماضي أمام حلقة جديدة تناقش ماهية الزواج العرفي لكن ليس علي الهواء مباشرة. فقد إكتفت تلك الحلقة بتعليقات وأسئلة جمهور الإستديو بعيداً عن جمهور الشاشة. ضيفا الحلقة كانا علي تباين في آرائهما الأمر الذي حول النقاش إلي درجة الحرارة المرتفعة جداً بحيث لم يكن صاحب الحلقة الزميل زافين قادراً علي الوقفة الإعلانية إلا من خلال مقاطعة أحد ضيفيه.
الأستاذان الجامعيان الدكتورة ياسين من لبنان والدكتور بدوي من مصر شكلا في الإستديو جبهتين مفتوحتين علي كل تناقض ممكن بينهما. المسألة الوحيدة التي إلتقيا حولها كانت سوء الأحوال الاقتصادية للشباب المصري خاصة والعربي عامة هي التي تدفعه لعقود زواج متعدد الأسماء كالزواج العرفي وموحد الأهداف وهو ممارسة الجنس. مع العلم ان الاختصاصي المصري وافق علي سوء الظروف الاقتصادية لكنه وجد في الترابط الاسري بين الأهل والأبناء أمراً يحمي الشباب من الزواج العرفي الذي أسماه سلوكاً إنحرافياً.
الدكتورة ياسين رفضت تسمية سلوك هند الحناوي بالإنحرافي ووصفتها بأنها أخطأت في اختيار الرجل الذي أقامت معه علاقة. وأكدت علي إتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها الدول العربية بحق الطفل بأن يكون له هوية ونسب ووطن.
البرنامج سلط الضوء علي عقود الزواج تلك، وهو إذ قال انها تشكل في مصر وحدها نسبة 17 بالمئة من عقود الزواج، فهذا يعني ضرورة التوقف عند القضية التي لم تعد ظاهرة وحسب. لهذا فالمطلوب من المختصين في علمي الاجتماع والنفس معا تنبيه المعنيين إلي الاتجاه الكارثي الذي تسير نحوه الدول العربية، حيث الواقع الاقتصادي يمنع الملايين من الشباب من الارتباط بعقود زواج رسمية يعترف بها المجتمع ككل ويعترف بنتائجها وهي بالطبع الأطفال. لكن من المؤكد أن القائمين علي شؤون البشر في دولنا العربية ليسوا في وارد البحث في متطلبات الشباب، لأنها تفصيل لا يستحق إهتمامهم، فهم مشغولون بالقضايا الكبري وفي طليعتها زيادة ثرواتهم وثروات أبنائهم من بعدهم.
مباراة في الخلاعة
برنامج ملكات من قناة هي تحول إلي إستقبال الملوك . ولمن فاته الأمر نخبره بأن في لبنان مس ليبانون و مستر ليبانون ايضاً. وإذ كانت الصبايا تنتقلن من عروض الأزياء إلي مباراة الجمال فهذا ما يفعله أيضاً الشباب، وبعضهم إنتقل أيضاً إلي الغناء. وهذا ما حصل بالتمام والكمال مع ضيف برنامج ملكات عزيز عبدو. هذا الملك وافق المذيعة علي أنه بدأ يخطف الأضواء من الملكات. والسبب برأيه بلكي كان ستايلي غير بحب أشياء غريبة . إنه تفسير عميق الدلالات بالفعل!
وبحسب ما أبلغتنا إياه المذيعة فإن مسيرة عزيز عبدو نحو الغناء المشرع الأبواب لكل من هب ودب، بدأت من فيديو كليب ولعت النار الإباحي بحسب وصفها. هذا الفيديو كليب الذي عرض علي قناة المرأة العربية والذي كان مفتاح السر لنجاح صاحبه بحسب قوله، كان إباحياً عن حق وحقيق. فهو نزل في مغطس الحمام من دون ملابس، وكذلك فعلت رفيقته في التصوير. عزيز عبدو إعتبر هذا التصوير جرأة، وقناة المرأة العربية التي يفترض أنها موجهة للأسرة عرضت الشريط من دون أي حرج.
والمذيعة في قناة هي لم تكلف نفسها عناء السؤال إن كان سر النجاح مرتبطاً بالإباحية في بلادنا. لأنه حين عرض الفيديو كليب المصور في هوليوود لعزيز عبدو نفسه بدا ذلك العمل محترماً ولائقاً بالمقارنة مع الشريط اللبناني الموقع بإسم مخرج بلدي.
السؤال هل نحن في لبنان والدول العربية في مباراة فيديو كليب تأخذ العري والخلاعة عنواناً لها ليكون فاتحة الطريق أمام ما يسمونه نجاحا؟ وما هو دور قناة المرأة العربية في حماية الأسرة من هذا التشويه والإسفاف؟
هيفا ولّعت البارود!
هيفا فخر الصناعة الوطنية اللبنانية حلّت ضيفة علي برنامج إكتشفنا البارود ، فحولت عنوانه إلي ولعنا البارود . فعلاً هذا ما حلّ بجمهور الاستديو الذي راح كل الوقت يهتف بحياة هيفا.. هيفا ، أو هو راح يُِِِنمِر عندما بدأت هيفا وصلة دلع وغنج وإغراء أمام عدسة المصور. وهي ضاعفت من دوز الدلع عندما وقف بجانبها طوني بارود لتكون لهما صوراً مشتركة.
هيفا حالة قائمة بذاتها دخلت عالم الأضواء وتمكنت من جذب المشاهدين إليها للتعرف إلي بعض خباياها،هذا إن بقيت لديها خبايا بعد أن تحولت حياتها إلي مشاع عام سواء عبرها، أو عبر الردح الاعلامي بينها وبين شقيقتها، أو بينها وبين أخريات من اللواتي يقعن في دائرة الضوء مثلها.
سواء كان أحدنا مع هيفا أو ضدها فهو سيشاهدها عندما يختارها طوني بارود لتكون ضيفته. فطوني بارود في الحقيقة يساعدنا علي الإبتسام والضحك أحيانا، في الوقت الذي عزّ فيه الضحك لكثرة الاحباطات المحيطة بنا.
شبعا اهم من الحدائق!
الأطفال اللبنانيون وجهاً لوجه أمام مجموعة من الوزراء يمثلون أحزابا سياسية في الحكومة اللبنانية ومعهم ممثل للمعارضة المحصورة بحسب الواقع اللبناني بتيار العماد ميشال عون الموجود خارج تلك الحكومة. فبعد حلقة ناجحة لبرنامج الحل بإيدك أستقبلت أطفالاً لبنانيين يمثلون إنتماءات ذويهم السياسة، كان للبرنامج حلقة أخري وضعت أطفالاً آخرين بمواجهة الوزراء. باديء ذي بدء يشهد لهؤلاء الأطفال جرأتهم وتركيزهم ودقتهم في طرح السؤال. وقد كان ظاهراً أن بعضهم حكي من منطلق وطني بحيث رفض الحالة الطائفية التي يعيشها في مدرسته. وبعضهم الآخر كان ممثلاً بكل ما تعنيه الكلمة من تمثيل لجهة سياسية معينة. كل طفل من هؤلاء الأطفال كان يكشف إنتماء عائلته السياسي من خلال السؤال الذي حمله في جعبته. وفي كثير من الأحيان كان هذا السؤال معلباً بما فيه الكفاية ليدل علي انه تم تشريبه إياه قبل وصوله إلي وزارة الداخلية التي إستقبلت هذا اللقاء.
وبدل أن يحاور هؤلاء الأطفال السياسيين بمتطلبات الطفولة والأمن السياسي والاجتماعي الذي تحتاجه لتنمو بشكل سليم وصحيح، حاوروهم بسلاح المقاومة، العلاقة مع سورية، العمال السوريين الذين وصفهم أحد الأطفال بأنهم جميعاً مخابرات.
كان من المفترض أن يطالب هؤلاء الأطفال بتحسين أوضاع المدارس الرسمية، وبإيجاد الحدائق كي يتمتعوا باللعب في أرجائها، بدل أن تكون مزارع شبعا شغلاً شاغلاً لأحدهم، ويكون العداء لسوريا شغلاً شاغلاً للآخر.
كاتبة من لبنان
*القدس العربي
التعليقات