ويستمر العرض علي مسرح دنيا الوطن بقلم:سامي الأخرس

ويستمر العرض علي مسرح دنيا الوطن بقلم:سامي الأخرس
ويستمر العرض علي مسرح دنيا الوطن

تتعدد المنابر الصحفية ، وتتسع مجالاتها وتخصصاتها ،وأضفت الصحافة الالكترونية رونقاً وزخماً علي الوسائل الإعلامية ، حيث أضفت عليه لون جديد ، منح حيز من المساحة للاقلام السجينة بسجون الإعلام الرسمي ،والإعلام الملون ، ومشاربه المتنوعة ، كما أعطت مساحة أوسع للجماهير أن تتزود من هذه الأقلام الحرة وتنهم منها النزاهة والصدق ، لانها لا تبغي شيئاً سوي التعبير عن صوت مخنوق بالصدور ، تتناقله أفئدة هذه الشعوب التي احتلت كينونات وجودها ،واستعمرت عقولها بماكنة الإعلام الموجه.

وبفعل التطور التكنولوجي علي وسائل الاتصالات الحديثة والتقدم الهائل الذي أفرزه من خلال التواصل بين اصقاع الكرة الأرضية ،اضحي كلاً يحاكي رغباته الأدبية والفنية ويبحث عن اشباعها روحياً والتعمق ببحور الأدب والسياسة والثقافة .. الخ.

وكشعوب عربية حرمت من نسيم الحرية الفكرية والإعلامية ، وغابت عنها منابر الاعلام الحر ، بدأت تخوض معترك هذه التجربة ، واتضح عمق حداثتنا وفهمنا لآليات التعاطي معها .

ومن احدي هذه المنابر " دنيا الوطن" التي تمكنت من استقطاب العديد من الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين العرب ،منهم المبدع ومن المبتدأ ،فاضحت قبله المواهب ومنبر الكلمة الحرة ،وهذا ما صنفها ووضعها علي سلم المواقع والصحف الالكترونية الناجحة والمتقدمة رغم حداثتها في هذا المجال ،وهو ما يحسب للقائمين عليها ومدي الجهد المبذول من فريق العمل بداية من الاعلامي أبو محمد "عبدالله عيسي" حتى أصغر موظف بها .

وكثيرا من القراء والأدباء والكتاب والمثقفين جعل من هذا المنبر الصفحة الرئيسية له ،والوجبة الدسمة اليومية التي يتناولها ويستزيد منها ، وهذا يتضح جليا من عدد الزوار والقراء والكتاب ..الخ.

ومنذ عدة ايام كلما حاولنا استطلاع هذه الصحيفة نجد علي صفحاتها العديد من المقالات والوجبات الشعرية والأدبية ، ولكن ما دفعني للمس هذه الحقيقة حالة الملل والغثيان التي بدأت أشعر بها (عذرا ) للقراء وللمحرريين ، ولكنها تصيب النفس وتدمي القلب ، فمنبر الأدب والثقافة والراي الحر يبدو تحول لساحة قتال تتبادل به المقالات والتعليقات والردود هنا وهناك ، ولكم بما حدث أمس واليوم مثال " مقال جيفارا – الدويك – عمرو خالد" والردود عليها أضحي وجبة دسمة مليئة بالدهون والزيوت التي تصيب النفس بأعياء وحالة غثيان ، ولم تعد الأمعاء تتمكن من هضمها ،أو النفس تتجرعها .

وهنا أتسائل ما هي آليه نشر المقالات ؟ وما هي آليه تمييز وفرز هذه المقالات؟

وهذا يترك للقائمين علي منبر دنيا الوطن للإجابة عليه .....

والاتجاه الأخر للأخوة الكتاب والأدباء والشعراء ، فكلاً منا يمتلك ملكة التعبير والقراءة السياسية والموهبة الأدبية ، نحاول أن نبدع ونتقدم لكي نعبر عن ذواتنا وقدراتنا ورؤيتنا السياسية أو الادبية ، فنجتهد بكافة المجالات ، لنتحاور ونتبادل الخبرات ونستزيد ممن هم اقدر منا وأكثر موهبة وخبرة . ولكن ما يحدث هنا شيئا أخر لا ينم عن حرية فكرية أو رأي حر ، الهدف منه التحاور الثقافي والأدبي والإعلامي ، ولم يعد الحوار يرتقي لمستوي مثقفين وأدباء وشعراء .. إن ما يحدث لا يوصف سوي بساحه شعبية نركض بها خلف كرة لنستعرض مهارات التلذذ بالإساءة لبعذنا البعض ولقيمنا ولثوارنا ولأدبنا ولثقافتنا ، فالأديب والكاتب والمثقف ربما يتعرض للنقد أو التجريح أحيانا من أحد التعليقات التي تتناثر هنا وهناك ، وهذا حق أدبي لأي قارئ أن ينتقد ويعبر عن رأيه ،ولكنه ليس حق أو سلوك أخلاقي أن يمس شخص الكاتب أو الاديب ..الخ ، وهنا يترك مساحه لتفهم تفكير صاحب التعليق أو النقد كونها تنم عن سلوك فكري تربوي لسنا المسئولين عنه ،وإنما البيئة ومقدار الثقافة والوعي لصاحب هذا التعليق ، ويترك الرد للكاتب ليتعامل معها وفق مستواه الفكري والثقافي أيضا .

وما لا يمكن استيعابه وتفهمه هو ما يصدر عن الكتاب والأدباء والمثقفين من افكار وكتابات ، لا يمكن وصفها بمسميات الحوار والنقد والرؤيا ،أو أي مسمي أدبي بل تصب بنهر البحث عن إشباع الرغبات الدفينة بالنفس البشرية ، وغريزة ضعف وتفاهة تستحوذ في بعض الأحيان علي جزء من تفكيرنا وعقليتنا ، فتنعكس طردياً علي أقلامنا ، فتنتج نتاج لا يمكن فهمه أو استيعابه .

فجميعنا نصيب أو لا نصيب نخطأ أم لا نخطأ علينا التوقف ومراجعة النفس ،وتقييم الذات ،والغوص عميقاً بمشاعرنا ومحاكمتها بإخلاص ،حتي ندرك اين نحن نقف ،وكيف نفكر ، وليقيم كلاً منا قلمة ، ويقوم سلوكه الفكري الذي لا يجسد ملكية له بل أمانه أدبية ،ومسئولية عن ألاف القراء الذين يتأثرون بما يدون وبما يكتب .

كما وعلي القائمين علي منبر دنيا الوطن أن تقف وقفة جدية مع الذات كذلك ، وتستنبط وسائل أكثر جدية ، لتتمكن من توفير وسيلة هضم فكري سهل ، وتبقي قبلة للأدباء والمفكرين والقراء .

وأتمني أن أكون قد عبرت عما يجول بأعماق العديد من القراء والأدباء وزوار هذا المنبر الإعلامي المميز والحر

وأمنياتي للجميع بالتوفيق

سامي الأخرس

12/3/2006

التعليقات