الفنانون اللبنانيون يغزون المغرب والمغاربة غاضبون

غزة-دنيا الوطن
يطرح كل مرة نقاش كبير عن حفلات المشارقة في المغرب، خاصة في الآونة الأخيرة التي عرفت زيارات وحفلات العديد من الفنانين اللبنانيين، خصوصاً ان القناة الثانية زادت من هذا الانتشار، إذ تتعامل باستمرار مع فنانين ليست لهم شهرة واسعة، من أجل تعزيز سهراتها الفنية أو الحفلات التي يبثها التلفزيون، فلمَ هذا العتب على هذه الحفلات رغم نجاحها جماهيرياً؟ وماذا يقول المهتمون والنقاد؟
بدأ زحف الفنانين اللبنانيين مع بداية التسعينات. ولعل الكثير من المتتبعين يتذكرون الضجة التي أثيرت حول الفنان راغب علامة الى حد إطلاق إشاعة عليه في الصحف المحلية حول تشويهه صورة المغرب والمسّ بسمعته، فيما كانت آخر ضجة العام الماضي مع حفل نانسي عجرم الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، وهو حفل أخليت خلاله ساحة الفنا الشهيرة بمراكش لتحرم الناس البسطاء من قوت يومهم وتنصب حلبة للغناء لنانسي، الأمر الذي أثار حفيظة بعض الأحزاب الإسلامية وغيرها، وكثير من النقاد والصحافيين الذين اعتبروا في الأمر إهانة رغم أن الساحة عجّت بجمهور واسع أراد أن يستمتع بنانسي ويرحب بها على طريقته، حتى ولو أدى الأمر إلى إغمائه؛ وربما لهذا السبب ارتأى منظم حفل فضل شاكر أن يختار صالة سينمائية لم تتسع للحضور، الأمر الذي يفسر غالباً بشعور الغبن والإحساس بالمرارة التي تصيب الفنانين المغاربة الذين يجدون أنفسهم في حلقهم غصة بسبب عدم الاعتبار، لأنهم لا يتمتعون بنفس الشهرة والإقبال، ولا بنفس الأموال الطائلة التي يحصدها نجوم الطرب اللبناني في حفلاتهم بالمغرب، بل إنه حتى بعض الجمعيات صارت تستعمل الفنان اللبناني كماركة لاستقطاب الجمهور مثل "جمعية الشارة الحمراء للسيدا" التي دعت جاد الشويري ورزان المغربي وأسماء أخرى مثل هيفاء وهبي.
يقول مصطفى بغداد، الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين بالمغرب: هو الفراغ القانوني الذي يعيشه القطاع الفني والذي من شأنه تقنين زيارة الفنانين سواء اللبنانيين أو غيرهم للمغرب، والذي بموجبه تتم صيانة كرامة الفنان المغربي وتحمى حقوقه وحقوق البلد على غرار ماهو معمول به في مصر والأردن وبلدان عربية أخرى، عبر إلزام الزائر بأداء نسبة مئوية من مداخيل حفلاته والتزامه بتشغيل بعض الموسيقيين المغاربة، فضلاً عن واجبات وحقوق أخرى يمكن أن ينص عليها هذا القانون الذي مازلنا نطالب به كنقابة بما له من أهمية في صيانة حقوقنا وكرامتنا وهويتنا؛ وفي غياب هذا القانون تبقى زيارات اللبنانيين أو غيرهم عادية إلى إشعار آخر.
وترى الإعلامية والناقدة سميرة الأشهب من جهتها أن ما تعرفه الساحة الفنية حالياً من غزو اللبنانيين في الآونة الأخيرة مرده أساساً الى ضعف بعض النقابات الفنية التي تتفرج على المشهد من بعيد، فالحلّ الوحيد هو إصدار قانون منظم لحفلات الأجانب.
إلا أن متعهد الحفلات المصري سعد سلطان يرى أن زيارة الفنانين اللبنانيين المتكررة للمغرب جاءت بعد حفل نانسي عجرم بمراكش والذي حضره أكثر من 150 ألف متفرج، ما فتح شهية باقي الفنانين اللبنانيين للمجيء إلى المغرب باعتباره سوقاً واعداً للحفلات، وهذه ظاهرة صحية لأنه من حق المتفرج أن يشاهد ما يريد.
وانتقد الباحث والموسيقار محمد بن دراز من جهته غزو الفنانين الأجانب للساحة الغنائية بالمغرب، مشيراً إلى أن الإعلام يكرس الظاهرة، مؤكداً القول: لسنا ضد التبادل الثقافي والانفتاح على آراء وأفكار الآخرين شرط ألا يكون ذلك بدافع الطمع، وما يؤلمني هو الضجة الإعلامية التي يحبط بها إعلامنا المحلي، خاصة القناة الثانية لفنانين لا يستحقون هذه الهالة لأنه لا ثروة فنية لديهم بل هم أشبه بسحابة صيف عابرة.
أما الإعلامي المعروف عتيق بن الشيكر (مذيع ومعد برامج فنية) فيرى من جهته أن الجمهور المغربي محب للأصوات الجميلة مهما كانت جنسيتها، ولكنه يرفض أن يكون بلده سوقاً لعرض الأجساد، فهو يفضل صوتاً موهوباً وأشعاراً جميلة.
ونفت المذيعة سميرة البلوي من القناة الثانية أن تكون منحازة للفنانين اللبنانيين، وأوضحت أنها تسعى أن يكون برنامجها "رباعيات" متنوع الفقرات والألوان الغنائية، وأنا ضد الترويج – تقول سميرة – لأنصاف المطربين أو المطربات، فالبرنامج له معاييره الفنية وتتساوى فيه حظوظ جميع الفنانين.
ويؤكد المطرب محمود الإدريسي من جهته أنه أمام الزيارات المتكررة للفنانين اللبنانيين وغيرهم بات من الضروري تقنين القطاع الفني بالمغرب وسن قانون يحفظ للفنان المغربي حقوقه.
وإذا كان متعهد الحفلات المصري سعد سلطان يؤكد أن للمتفرج الحق في اختيار ألوان الغناء الذي يريده وعدم مصادرة حقه في اختيار الحفلات التي يحضرها، فإن المطربة المغربية نزهة الشعباوي ترى أن جمهور هذه الفئة من المطربين هو بغالبيته من الفتيات والفتيان والشباب المراهق الذي يستمتع بلباس وتسريحة شعر هؤلاء الفنانين والفنانات أكثر مما يسمع ولا أقول (يستمتع) بأغانيهم.
ويبقى إجماع جميع الفنانين سواء الذين تحدثنا إليهم هو حول إحداث قانون منظم لحفلات الأجانب بالمغرب.
يطرح كل مرة نقاش كبير عن حفلات المشارقة في المغرب، خاصة في الآونة الأخيرة التي عرفت زيارات وحفلات العديد من الفنانين اللبنانيين، خصوصاً ان القناة الثانية زادت من هذا الانتشار، إذ تتعامل باستمرار مع فنانين ليست لهم شهرة واسعة، من أجل تعزيز سهراتها الفنية أو الحفلات التي يبثها التلفزيون، فلمَ هذا العتب على هذه الحفلات رغم نجاحها جماهيرياً؟ وماذا يقول المهتمون والنقاد؟
بدأ زحف الفنانين اللبنانيين مع بداية التسعينات. ولعل الكثير من المتتبعين يتذكرون الضجة التي أثيرت حول الفنان راغب علامة الى حد إطلاق إشاعة عليه في الصحف المحلية حول تشويهه صورة المغرب والمسّ بسمعته، فيما كانت آخر ضجة العام الماضي مع حفل نانسي عجرم الذي أقام الدنيا ولم يقعدها، وهو حفل أخليت خلاله ساحة الفنا الشهيرة بمراكش لتحرم الناس البسطاء من قوت يومهم وتنصب حلبة للغناء لنانسي، الأمر الذي أثار حفيظة بعض الأحزاب الإسلامية وغيرها، وكثير من النقاد والصحافيين الذين اعتبروا في الأمر إهانة رغم أن الساحة عجّت بجمهور واسع أراد أن يستمتع بنانسي ويرحب بها على طريقته، حتى ولو أدى الأمر إلى إغمائه؛ وربما لهذا السبب ارتأى منظم حفل فضل شاكر أن يختار صالة سينمائية لم تتسع للحضور، الأمر الذي يفسر غالباً بشعور الغبن والإحساس بالمرارة التي تصيب الفنانين المغاربة الذين يجدون أنفسهم في حلقهم غصة بسبب عدم الاعتبار، لأنهم لا يتمتعون بنفس الشهرة والإقبال، ولا بنفس الأموال الطائلة التي يحصدها نجوم الطرب اللبناني في حفلاتهم بالمغرب، بل إنه حتى بعض الجمعيات صارت تستعمل الفنان اللبناني كماركة لاستقطاب الجمهور مثل "جمعية الشارة الحمراء للسيدا" التي دعت جاد الشويري ورزان المغربي وأسماء أخرى مثل هيفاء وهبي.
يقول مصطفى بغداد، الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين بالمغرب: هو الفراغ القانوني الذي يعيشه القطاع الفني والذي من شأنه تقنين زيارة الفنانين سواء اللبنانيين أو غيرهم للمغرب، والذي بموجبه تتم صيانة كرامة الفنان المغربي وتحمى حقوقه وحقوق البلد على غرار ماهو معمول به في مصر والأردن وبلدان عربية أخرى، عبر إلزام الزائر بأداء نسبة مئوية من مداخيل حفلاته والتزامه بتشغيل بعض الموسيقيين المغاربة، فضلاً عن واجبات وحقوق أخرى يمكن أن ينص عليها هذا القانون الذي مازلنا نطالب به كنقابة بما له من أهمية في صيانة حقوقنا وكرامتنا وهويتنا؛ وفي غياب هذا القانون تبقى زيارات اللبنانيين أو غيرهم عادية إلى إشعار آخر.
وترى الإعلامية والناقدة سميرة الأشهب من جهتها أن ما تعرفه الساحة الفنية حالياً من غزو اللبنانيين في الآونة الأخيرة مرده أساساً الى ضعف بعض النقابات الفنية التي تتفرج على المشهد من بعيد، فالحلّ الوحيد هو إصدار قانون منظم لحفلات الأجانب.
إلا أن متعهد الحفلات المصري سعد سلطان يرى أن زيارة الفنانين اللبنانيين المتكررة للمغرب جاءت بعد حفل نانسي عجرم بمراكش والذي حضره أكثر من 150 ألف متفرج، ما فتح شهية باقي الفنانين اللبنانيين للمجيء إلى المغرب باعتباره سوقاً واعداً للحفلات، وهذه ظاهرة صحية لأنه من حق المتفرج أن يشاهد ما يريد.
وانتقد الباحث والموسيقار محمد بن دراز من جهته غزو الفنانين الأجانب للساحة الغنائية بالمغرب، مشيراً إلى أن الإعلام يكرس الظاهرة، مؤكداً القول: لسنا ضد التبادل الثقافي والانفتاح على آراء وأفكار الآخرين شرط ألا يكون ذلك بدافع الطمع، وما يؤلمني هو الضجة الإعلامية التي يحبط بها إعلامنا المحلي، خاصة القناة الثانية لفنانين لا يستحقون هذه الهالة لأنه لا ثروة فنية لديهم بل هم أشبه بسحابة صيف عابرة.
أما الإعلامي المعروف عتيق بن الشيكر (مذيع ومعد برامج فنية) فيرى من جهته أن الجمهور المغربي محب للأصوات الجميلة مهما كانت جنسيتها، ولكنه يرفض أن يكون بلده سوقاً لعرض الأجساد، فهو يفضل صوتاً موهوباً وأشعاراً جميلة.
ونفت المذيعة سميرة البلوي من القناة الثانية أن تكون منحازة للفنانين اللبنانيين، وأوضحت أنها تسعى أن يكون برنامجها "رباعيات" متنوع الفقرات والألوان الغنائية، وأنا ضد الترويج – تقول سميرة – لأنصاف المطربين أو المطربات، فالبرنامج له معاييره الفنية وتتساوى فيه حظوظ جميع الفنانين.
ويؤكد المطرب محمود الإدريسي من جهته أنه أمام الزيارات المتكررة للفنانين اللبنانيين وغيرهم بات من الضروري تقنين القطاع الفني بالمغرب وسن قانون يحفظ للفنان المغربي حقوقه.
وإذا كان متعهد الحفلات المصري سعد سلطان يؤكد أن للمتفرج الحق في اختيار ألوان الغناء الذي يريده وعدم مصادرة حقه في اختيار الحفلات التي يحضرها، فإن المطربة المغربية نزهة الشعباوي ترى أن جمهور هذه الفئة من المطربين هو بغالبيته من الفتيات والفتيان والشباب المراهق الذي يستمتع بلباس وتسريحة شعر هؤلاء الفنانين والفنانات أكثر مما يسمع ولا أقول (يستمتع) بأغانيهم.
ويبقى إجماع جميع الفنانين سواء الذين تحدثنا إليهم هو حول إحداث قانون منظم لحفلات الأجانب بالمغرب.
التعليقات