أخي عبد الله عيسى أنت قاتلهم بقلم:رامي خوري-بيروت

الصحفي / رامي خوري

الشرفاء هم ضحية مبادئهم .. و السفهاء هم سادة فسادهم .. هذه هي السياسة الوحيدة .. الراسخة و بقوة في جذور الوطن العربي .. و يا له من سوء وطن .. ليس فيه حق للإنسان أن يمارس أبسط مفاهيم الحرية .. و لو بالكلمة الصادقة الجريئة .. و التي باتت أخطر ما يهدد أمن أي دولة عربية .. الكلمة يا سادة .. التي تجسد ما يمليه على المرء ضميره الحي .. و الضمير الذي على وشك أن ينقرض بسبب الرصاصة التي توجه إلى صدره باستمرار .. باعتباره العدو الأول لأصحاب القرار .. و في كل يوم نتأكد أن هذه حقيقة ليس منها مفار .. و إن كنا نرغب في ضرب الأمثلة فهي كثيرة بعدد أمواج البحار .. و لكي لا نتعبكم لن نبتعد و لن نطيل عليكم المشوار .. فالمثل الحي حاضر في دنيا الوطن .. و بين يدي رئيسها و سيفها و فارسها الغرار .. الذي لم يشق له و لقلمه غبار .. فمنذ أن بدأ مشواره في بناء دنيا الوطن .. و بعد أن جعل منها سدا إعلاميا منيعا .. في وجه الفساد المتفشي كالوباء..بين طبقة أصحاب المعالي و السعادة من وزراء و سفراء رؤساء و أمراء .. طاعون قاتل يداعبه هؤلاء .. ليقضي نهاية على آدمية الفقراء .. و ينفي أصحاب العقول المفكرة و الكلمة الحرة و الشرفاء .. إلى ما وراء الشمس .. علت دنيانا و معها أمانينا .. فجاء الفاسدون لتهديد حامينا .

تهديد للقبطان و الفارس عبد الله عيسى بالقتل .. معقول؟!! لو قالوا نفيا أو ابعاد .. كان الأمر يسيرا على أمة الأمجاد .. أما أن يهدد رجل بالقتل لمجرد أنه حمى مبادئه و تمسك بحريته و حقه في التعبير فهذا على غير اعتياد .. و ما هو إلا تهديد أقزام للعملاق .. و تنديد أقلام عرفت له الاحترام و ليس النفاق .. أقلام تطالب بوضع قانون يحمي حرية التعبير في فلسطين .. هذا البلد الحزين .. و الذي يستند على كلمة الأخ عبد الله عيسى و أمثاله من الشرفاء الكثيرين .. نداء أوجهه و أنا بين أحضان لؤلؤة الشرق بيروت .. لمن أخذوا على عاتقهم حماية فلسطين .. و إن كانوا عاجزين .. فليسلموا المسؤولية للقادرين ..و لا تبالي يا صاحب الحق و واصل الدرب كما بدأت .. كلنا معك من سائر الأوطان التي احتضنت .. و إن كانوا قد هددوك اليوم بالقتل .. فإنك الذي عن عوراتهم كشفت .. و لجرائهم فاضح أنت .. و الفاسد الذي في داخل كل منهم بالكلمة و القلم قتلت .

[email protected]

التعليقات