نزال تحدث عن جواز السفر الدائم لحواتمه ..عرض الأردن النهائي لخالد مشعل: العودة كمواطن بدون حماس

نزال تحدث عن جواز السفر الدائم لحواتمه ..عرض الأردن النهائي لخالد مشعل: العودة كمواطن بدون حماس
غزة-دنيا الوطن

تلميح القيادي في حركة حماس محمد نزال لوجود جواز سفر (اردني) دائم بين يدي زعيم الجبهة الديمقراطية نايف حواتمة له ـ نقصد التلميح ـ اغراض سياسية ودعائية واضحة، فنزال يشير ضمنيا الي ان حمل حواتمة وهو اردني الاصل لجواز سفر بلاده لم يمنعه لا من زيارة الاردن بصفته رئيسا لجبهة فلسطينية ولم يمنعه من الاستمرار في رئاسة هذه الجبهة.

وتعليق نزال الذي طرحه خلال اتصالات اجراها معه صحافيون اردنيون يختزل احد اهم الاشكالات العالقة ما بين الحكومة الاردنية والنخبة القيادية في حركة حماس فنزال في الاثناء كان يعترض علي موقف الحكومة الاردنية العلني الذي يعتبر الجنسية الاردنية لخالد مشعل عائقا قانونيا لا بد من معالجته قبل اقامة اي حوار سياسي علني مع حركة حماس في البعد الرسمي.

وهنا يشير نزال بوضوح الي ما تعتقد قيادة حماس انه السبب الرئيسي لمماطلة عمان فيما يخص زيارة متوقعة او كانت متوقعة لوفد من قيادة حماس في الخارج الي العاصمة الاردنية، ورغم ان حماس نفسها لا تقول بان سبب عدم الترحيب بوفدها في عمان هو الجنسية الاردنية التي يحملها الزعيم السياسي للحركة خالد مشعل الا ان تلميحات نزال واضحة في هذا الاتجاه فهو يطالب ضمنيا بمعاملة مشعل بنفس ميزان المعاملة التي يحظي بها حواتمة علي اعتبار ان كلاهما يحمل في الواقع جواز السفر الاردني الدائم.

لكن بالنسبة للحكومة الاردنية الموقف اكثر تعقيدا فقد اعلنت بوضوح انها لن تتعامل مع حماس وقيادتها الا باعتبارهم تنظيما فلسطينيا واوساط القرار الاردني تقول بان تعقيدات العلاقة الاردنية الفلسطينية لا تسمح بالتعامل مع الاشكال القانوني المتعلق بخالد مشعل بنفس الميزان المتعلق بنايف حواتمة، فالاخير لا يقود حزبا اصبح يمثل السلطة في فلسطين ولم يخضع لقرار التسفير من الاردن ولا يقوم باي نشاطات داخل الساحة الاردنية باسم الجبهة الديمقراطية وهذه الميزات الثلاث تجعله في الميزان الرسمي خاليا من اي اشكال.

لكن اوساط السياسة التي تراقب الطرفين تشير الي ان الموقف اكثر تعقيدا مما يطرح في الاجواء فقرار التعامل مع حماس اردنيا قرار استراتيجي واساسي ومرتبط بالحسابات الاقليمية وتحديدا الاسرائيلية والامريكية وعليه فان الاشكال القانوني المتمثل بوضعية خالد مشعل يعتبر اساسيا من وجهة نظر الاردنيين الذين يميلون لاستخدام هذا الاشكال كورقة لممارسة اللعبة السياسية مع حماس والضغط عليها لصالح عملية السلام.

ويعني ذلك بلغة ابسط ان حكومة الاردن لا تستطيع المجازفة باستضافة وفد يمثل قادة حماس برئاسة خالد مشعل تحديدا بدون ترتيب متكامل بتفاصيل وتوازنات العلاقة مع حماس، وبدون التأكد وبالمطلق بان العودة للحوار السياسي مع حماس لن يؤدي لظهور مخالب جديدة في ايدي جماعة الاخوان المسلمين القوية داخل الارض الاردنية والتي ترتبط بدورها بعلاقات تحالفية مع حركة حماس.

اذا حسبة الاردن بخصوص حماس مختلفة واكثر تعقيدا وهو برأي المراقبين ما يتسبب بتعقيد قصة الزيارة المثيرة للجدل التي كان يفترض ان يقوم بها لعمان وفد من قادة حماس فهذه الزيارة في الواقع اعلنت من خلال ممثل الحركة في لبنان اسامة حمدان وتحديدا بعدما استضافت القاهرة قادة حماس جميعا ومن جانبها امتنعت الحكومة الاردنية في البداية عن التعليق سلبا او ايجابا عن الزيارة وعندما طرح الصحافيون الاسئلة حول الزيارة علي المسؤولين في الحكومة كان الجواب علي شكل لا تعليق مع اضافة بسيطة تقول لا علم لنا بهذه الزيارة ولم تطلب منا بالقنوات الرسمية.

لكن الحكومة الاردنية في الواقع تعتبر في الباطن ان انضاج واتمام هذه الزيارة سلوك سياسي في امتياز وخدمة ستقدم لحركة حماس وتشترط لاتمامها البحث مسبقا بالتفاصيل ومعالجة الاشكال القانوني المتعلق بالجنسية الاردنية لخالد مشعل وهو موقف غير علني رسميا لكنه يتسبب بالافتقار للحماس في التعامل مع زيارة مماثلة رغم ان رئيس الوزراء معروف البخيت قال علنا امام البرلمان بان الحكومة ترحب بزيارة وفد من قادة حماس ومستعدة للتعاون في هذا الاتجاه. لكن التصريح الرئاسي لم يعقبه في الواقع اجراءات علي الارض تهييء الفرصة لاتمام الزيارة. فتلميحات نزال تشير بوضوح لما يتسرب حول شرط اردني مسبق لاتمام الزيارة بعنوان عدم ترؤس خالد مشعل تحديدا للوفد الزائر بصفته مواطنا اردنيا يترأس حزبا غير اردني اما الحكومة من جانبها فتنفي ذلك جملة وتفصيلا عبر مسؤول بارز فيها ابلغ القدس العربي بان الجنسية الاردنية ليست هي السبب في اتمام الزيارة كما يقال مشيرا الي ان الزيارة المفترضة لم تقرر اصلا حتي تلغي ولم تطلب رسميا حتي ترفض ولم تكن وشيكة او قريبة حتي يتم تأجيلها.

ونفس المسؤول قال لـ القدس العربي بان قرار حكومته هو عدم التصال بحماس والتحاور معها عبر التصريحات الرسمية من العواصم فهناك ممثل اردني دبلوماسي في قطاع غزة وهناك قيادات حماس في القطاع وتستطيع هذه القيادات التحدث رسميا مع الممثل الاردني في اي موضوع مشيرا لوجود تفاصيل من بينها الاشكال القانوني المتمثل بجنسية خالد مشعل لا بد من بحثها قبل او خلال اول اتصال رسمي مع حركة حماس خصوصا بالخارج.

واكد المسؤول مجددا بان الزيارة تحدث عنها بعض قادة حماس في الاعلام فقط وان رئيس الوزراء رحب بها قائلا بان هذه الزيارة لم تلغ ولم تؤجل ولم يعاد النظر بها ومازالت واردة ولكن لا يوجد ترتيبات محددة بشأنها حتي الان مشيرا الي ان الزيارات الرسمية خاضعة لقاعدة العرض والطلب وان حماس لم تطلب ونحن من جانبنا لم نعرض الزيارة. وبرأي المسؤول الاردني هناك قضايا وموضوعات الان اهم من هذه الزيارة وهناك استحقاقات علي الارض الفلسطنية اكثر اهمية من بينها تشكيل حكومة واعتماد رئيس وزراء ورؤية البرامج والتداعيات والاستحقاقات.

وعليه فالزيارة التي اصبحت بحد ذاتها موضوعا لاثارة الجدل ليست اولوية بالنسبة للحكومة الاردنية وان كانت اساسية وذات دلالة مباشرة بالنسبة لقادة حماس انفسهم ويبدو ان خالد مشعل من جانبه لا يسعي لتقديم التنازل المفهوم ضمنيا والمطلوب منه اردنيا حتي تتحرك عجلة الاتصال السياسي والتحاور العلني مع حركة حماس، فالرجل يعتقد ان من حقه الاحتفاظ بمواطنته الاردنية وقيادة المكتب السياسي لحماس بنفس الوقت وفي عمان ثمة قرار مركزي وغير معلن بان لا تتاح هذه الفرصة لخالد مشعل علي اعتبار ان ذلك سيعتبر مكافأة له علي تجاهله المستمر لطلبات الحكومة الاردنية في العودة كمواطن بدون حماس او العودة كحماس بدون المواطنة وعلي اعتبار ان تمكين خالد مشعل من الظفر بالحسنين الجنسية وحماس معا يعني اولا: التورط بمعادلة جديدة مع الاخوان المسلمين، وثانيا : التورط بجدل جديد لا ينتهي سيقوده بالتأكيد قادة اساسيون في البرلمان الاردني يتحركون من الآن لاحباط اي محاولة لعودة قادة حماس بصفقة تجعلهم متصدرين ومتسببين بعودة المخالب لقادة الاخوان المسلمين.

وفي هذا الاتجاه يكشف رئيس الوزراء السابق علي ابو الراغب امام القدس العربي بانه عرض علي مشعل وجاهة عندما قابله في قطر علي هامش المؤتمر الاسلامي تسليم جواز سفره الاردني الدائم والعودة لعمان واستلام جواز سفر مؤقت بدلا منه كغيره من الفلسطينيين مع تمكينه من البقاء في حماس، لكن مشعل رفض هذا الخيار وفقا لابو الراغب وقال بأنه يعتز بجنسيته الاردنية ولا ينوي التنازل عنها وعندما عرض عليه ابو الراغب اعادة جواز سفره الدائم مرة اخري لاحقا بعد التنازل عنه وحل الاشكال عنه مؤقتا كان جواب مشعل .. انا لا اضمن ذلك . وبالتالي وبالرغم من نفي الحكومة الاردنية واسباب هذا النفي يمكن القول بان الجنسية الاردنية لخالد مشعل لا تعيق فقط الزيارة التي اصبحت مثارا للجدل ولكنها تعيد انتاج المخاوف الاردنية من مسلسل وتداعيات وضع حماس مجددا في حضن المملكة خصوصا وانها تعلن التمسك بالثوابت، كما ان المجتمع الدولي لم يقرر بعد مصيرها النهائي وبالتالي فالزيارة عنوان لقضية سياسية اعقد مما يتردد ويقال وستبقي مؤجلة الي اشعار آخر.

التعليقات