النص الكامل لرسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأمريكي

النص الكامل لرسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأمريكي
غزة-دنيا الوطن

حذر أسامة بن لادن في شريط صوتي منسوب إليه يوم الخميس من أن تنظيم القاعدة يعد لشن هجمات جديدة داخل الولايات المتحدة لكنه قال إن القاعدة مستعدة لهدنة مشروطة مع الأمريكيين.

وقال ابن لادن في الشريط الذي بثته قناة الجزيرة: ""العمليات تحت الإعداد وسترونها في عقر داركم حال الانتهاء منها."، وأضاف أن القاعدة مستعدة للاستجابة للراي العام الامريكي المؤيد لانسحاب القوات من العراق، " ولا مانع لدينا من إجابتكم لهدنة طويلة الأمد بشروط عادلة." وهدد زعيم تنظيم القاعدة بأن الحرب ضد الولايات المتحدة وحلفائها؛ لن تبقى محصورة في العراق.

وسخر ابن لادن في المقطتفات القصيرة التي أذيعت من الشريط يوم الخميس من الرئيس الأمريكي جورج بوش لإساءته فهم الرأي العام الأمريكي المؤيد بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.

كان ابن لادن قد عرض في شريط صوتي تم بثه في إبريل 2004؛ هدنة مع أوروبا، فيما اعتبره المحللون حينها محاولة لبث الشقاق بين الولايات المتحدة وحلفائها.

وقالت قناة الجزيرة الفضائية التي بثت الشريط إنه سجل في شهر ديسمبر الماضي. وكان آخر شريط صوتي نسب إلى ابن لادن تم بثه في ديسمبر 2004، وتعتبر تلك أطول فترة صمت له منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

وفي أول رد فعل أمريكي؛ رفض البيت الأبيض عرض أسامة بن لادن؛ وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت مكليلان: "إن الولايات المتحدة ترفض التفاوض مع الإرهابيين وهي لا تعطيهم أي أهمية". فيما أكد خبراء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA أن التحاليل التقنية التي أجريت على الشريط تدفعهم إلى الاعتقاد بأنه يعود فعلاً إلى أسامة بن لادن".

نص رسالة أسامة بن لادن إلى الشعب الأمريكي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام علي من اتبع الهدى

رسالتي هذه إليكم عن الحرب في العراق وأفغانستان وكيف السبيل لإنهائها ولم أكن أنوى أن أحدثكم بهذا الخصوص لان هذا الأمر محسوم عندنا ولا يفل الحديد الا الحديد وأحوالنا بفضل الله من حسن إلى أحسن واحوالكم على العكس من ذلك.


ولكن استنهض همتي للحديث مغالطات رئيسكم بوش المتكررة في تعليقه على نتائج استطلاعات الرأي عندكم والتي أفادت أن الغالبية العظمي منكم يرغبون بسحب القوات الأمريكية من العراق، ولكنه اعترض على هذه الرغبة وقال إن سحب القوات يعطي رسالة خاطئة للخصوم وأنه من الافضل ان نقاتلهم على أرضهم خيراً من أن يقاتلونا على أرضنا. وبين يدي الرد على هذه المغالطات أقول: إن الحرب في العراق مستعرة بلا هوادة والعمليات في أفغانستان في تصاعد مستمر لصالحنا والحمد لله، وأرقام البنتاجون تشير إلى تصاعد عدد قتلاكم وجرحاكم فضلاً عن الخسائر المادية الهائلة ناهيك عن انهيار معنويات الجنود هناك وارتفاع نسبه الانتحار بينهم، فلكم أن تتصوروا حالة الانهيار النفسي الذي يصيب الجندي وهو يلملم أشلاء رفقائه بعد أن وطئوا الألغام فمزقتهم، وعقب هذا الموقف يصبح الجندي بين نارين؛ أن يرفض الخروج في الدوريات من ثكنته العسكرية لحقته عقوبات جزار فيتنام الصارمة وإن خرج أكله غول الألغام فهو بين أمرين أحلاهما مر مما يجعله يقع تحت ضغط نفسي خوف وذل وقهر وشعبه غافل عنه فلا يجد أمامه حلاً إلا أن ينتحر، وهذا الذي تسمعون عنه وعن انتحاره رسالة قوية لكم كتبها بروحه ودمه والحسرة والألم يعتصرانه كي تنقذوا ما يمكن انقاذه من هذا الجحيم، إلا أن الحل بأيديكم إن كان يهمكم أمرهم.

أما أخبار إخواننا المجاهدين فهي مختلفة عما ينشره البنتاجون؛ إذ تشير إلى أن ما تناقلته وسائل الإعلام لا يتجاوز الحقيقة، وما هو واقع على الأرض، ومما يعمق الشكوك في معلومات إدارة البيت الابيض استهدافها لوسائل الإعلام التي تنقل بعض الحقائق من الواقع، ولقد ظهر مؤخراً بالوثائق أن جزار الحرية في العالم كان قد عزم على قصف المكاتب الرئيسية لفضائية الجزيرة في دولة قطر بعد أن قصف مقرها في كابول وبغداد وهي على علاتها صنيعة صنائعكم هناك.

ومن جهة أخرى فإن الجهاد مستمر ولله الفضل والمنة رغم جميع الاجراءات القمعية التي يتخذها الجيش الأمريكي وعملاؤه إلى درجة لم يعد هناك فرق يذكر بين هذا الإجرام وإجرام صدام، فقد وصل الإجرام إلى اغتصاب النساء وأسرهن كرهائن بدل أزواجهن؛ ولاحول ولاقوة إلا بالله .

وأما تعذيب الرجال فقد وصل إلى استخدام الأحماض الكيميائية الحارقة واستخدام الثاقب الكهربائي (الدرل) في مفاصلهم، وإذا يئسوا منهم وضعوه أحيانا على رؤوسهم حتى الموت؛ واقرؤوا إن شئتم التقارير الانسانية التي تتحدث عن الفظائع في سجن أبوغريب وجونتانامو وبإجرام.

فأقول برغم جميع الأساليب الوحشية فإنها لم تكسر من حدة المقاومة، والمجاهدون بفضل الله في ازدياد وقوة، بل إن التقارير تشير إلى الهزيمة والفشل الذريع لمشروع الرباعي المشؤوم بوش وتشيني ورامسفيلد وولفيتز، وإعلان هذه الهزيمة والعمل على إخراجها إنما هو مسألة وقت ترتبط إلى حد ما بوعي الشعب الأمريكي بحجم هذه المأساة، وأن العقلاء يعلمون أن بوش لا يملك خطة لتحقيق نصره المزعوم في العراق. ولو قارنتم عدد القتلى القليل يوم أن أعلن بوش ذلك الإعلان الاستعراضي الزائف السخيف من فوق حاملة الطائرات عن انتهاء العمليات الكبرى مع عشرات الأضعاف من عدد القتلى والجرحى الذين قتلوا في العمليات الصغرى لعلمتم حقيقة ما أقول، وأن بوش وإدارته لا يملكون الرغبة ولا الإرادة للخروج من العراق لأسبابهم الخاصة المشبوهة.

وعودا على ذي بدء أقول إن نتيجة الاستطلاع ترضي العقلاء وإن اعتراض بوش عليها مغلوط والواقع يشهد أن الحرب ضد أمريكا وحلفائها لم تبق محصورة في العراق كما يزعم بل أصحبت العراق نقطة جذب وتجديد للطاقات المؤهلة، ومن جهة أخرى استطاع المجاهدون بفضل الله أن يخترقوا جميع الإجراءات الأمنية التي تتخذها دول التحالف الظالمة مرة بعد أخرى والدليل على ذلك ما رأيتم من تفجيرات في أهم عواصم الدول الاوروبية في هذا التحالف العدواني، وأما تاخر وقوع عمليات مشابهة في أمريكا لم يكن بسبب تعذر اختراق إجراءاتكم الأمنية فالعمليات تحت الاعداد وسترونها في عقر داركم حال الانتهاء منها بإذن الله.

وبناء على ما تقدم يظهر بطلان مقولة بوش ولكن القول الذي تهرب منه، وهو جوهر نتائج استطلاعات الرأي بسحب الجنود هو أنه من الأفضل ألا نقاتل المسلمين على أرضهم ولا يقاتلونا على أرضنا ولا مانع لدينا من إجابتكم الى هدنة طويلة الأمد بشروط عادلة نفي بها فنحن أمة حرم الله علينا الغدر والكذب؛ لينعم في هذه الهدنة الطرفان بالأمن والاستقرار ولنبني العراق وأفغانستان اللتان دمرتهما الحرب ولا عيب في الحل لولا أنه يحول دون انسياب مئات المليارات إلى أصحاب النفود وتجار الحروب في أمريكا الذين دعموا حملة بوش الانتخابية بمليارات الدولارات، ومن هنا نستطيع أن نفهم اصرار بوش وعصابته على استمرار الحرب، فإن صدقتم في إرادتكم للأمن والصلح فها قد أجبناكم، وإن أبى بوش إلا مواصلة الكذب والبغي فمن المفيد أن تقرؤا كتاب الدولة المارقة الذي جاء في مقدمته:

لوكنت رئيسا سأوقف العمليات ضد الولايات المتحدة.

أولا ساقدم اعتذاري لكل الأرامل والتيامي والأشخاص الذين تعرضوا للتعذيب وبعد ذلك سأعلن أن التدخل الأمريكي في دول العالم قد انتهى وبشكل نهائي، وختاماً أقول لكم إن الحرب إما لنا وإما لكم، فإن كانت الأولي فهي خسارتكم وخزيكم أبد الدهر وفي هذا الاتجاه بفضل الله تجرى الريح، وإن كانت الأخرى فأقراو التاريخ فإننا قوم لا ننام على الضيم ونطلب الثأر مدى العمر، ولن تذهب الأيام والليالي حتى نثأر كيوم الحادي عشر من سبتمر بإذن الله، ويظل ذهنكم مكدود وعيشكم منكود ويصير الأمر إلى ما تكرهون، وأما نحن فليس عندنا ما نخسره والسابح في البحر لا يخشى المطر، فقد احتللتم أرضنا واعتديتم على أعراضنا وكرامتنا وسفكتم دماءنا ونهبتم أموالنا وهدمتم دورنا وشردتمونا وعثتم بأمننا وسنعاملكم بالمثل.

لقد حاولتم أن تمنعونا الحياة الكريمة ولكن لن تستطيعوا أن تمنعونا من الموت الكريم فالقعود عن الجهاد المتعين في ديننا إثم مخوف، وخير القتل عندنا ما كان تحت ظلال السيوف ولا تغرنكم قوتكم وأسلحتكم الحديثة فهي تكسب بعض المعارك ولكنها تخسر الحرب والصبر والثبات خير منها والعبرة بالخواتيم، ولقد صبرنا في قتال الاتحاد السوفييتي بأسلحة بسيطة عشر سنين فاستنزفنا اقتصادهم فصاروا بفضل الله اثرا بعد عين و لكم في ذلك عبرة ولنصبرن في قتالكم باذن الله حتى يموت الأعجل منا. ولن نفر من الكفاح حتى يفر السلاح.

أقسمت لا أموت إلا حرا وإن وجدت الموت طعما مرا

أخاف أن أذل أو أغرا

والسلام على من اتبع الهدى

*السفير العربي

التعليقات