من قصص تجنيد العملاء بغزة بقلم : د. سمير محمود قديح

من قصص تجنيد العملاء بغزة
بقلم / دكتور : سمير محمود قديح

باحث في الشئون الأمنية والإستراتيجية

16/1/2006

في منتصف الأسبوع الماضي وفي تمام الساعة الحادي عشر صباحا ، وبينما كنت أتجول في ميدان فلسطين " الساحة " بغزة ، وصور المرشحين تزين الجدران والمباني العالية ، استوقفني حدث أعاد ذاكرتي إلى الوراء لثلاث سنوات مضت ، فقد كان هذ1ا المشهد ، تجمع عدد غفير من الشباب حول فتاة حسناء تحمل كاميرا ويرافقها زميل لها ، اقتربت منهما لأرى ما يدور ، إذ هما صحفيان أجنبيان ، حضرا إلى غزة لتغطية بازار الانتخابات الفلسطينية ، ولكن تهافت الشباب عليهما ومحاولتهم التقرب من الفتاة التي كانت تلتقط صورا للبعض منهم ، أعاد إلى ذاكرتي حادثة المركز الثقافي البريطاني والتي سقط فيها العميل اكرم الزطمة وكذلك حادثة العميل حيدر غانم والذي جندته المخابرات الإسرائيلية بدور صحفي للتجسس على نشطاء الانتفاضة رجعت الى الوراء وانا افكر ، هؤلاء الصحفيان أجنبيان حضرا من أوروبا كما يدعيان ، ولكنني شككت في روايتهما ، وقلت ربما حضرا من مقر الموساد الإسرائيلي في تل أبيب بجوازات سفر مزورة كالعادة التي يتبعونها في عمليات الاغتيال والتجنيد والتي سوف أتناولها بالتفصيل في هذا المقال تحت عنوان " أساليب الموساد في تجنيد العملاء "

سوف نشهد في الأيام القليلة القادمة في شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة المئات من الصحفيين العرب والأجانب لتغطية الانتخابات الديمقراطية الفلسطينية ( فيجب علينا أن نحتضنهم كونهم ضيوف عندنا ، ونفرز لهم من يساعدهم في تسهيل مهامهم ) .

إن مرشحي المجلس التشريعي ينظرون إلى الاقتراب من موعد الكرسي ، والمخابرات الاسرائيلية تنظر ايضا لهم ، ولكن بعيون أخرى . ومن هنا ومن منطلق حرصنا على ابناء شعبنا الفلسطيني ، فانني اذكركم بقصة عميلين سقطا في غزة قبل ثلاث سنوات تقريبا ، وذلك لأخذ العبرة والحيطة والحذر ، فكانت القصة الأولى للعميل العميل اكرم الزطمة :

انه العميل اكرم محمد نظمي الزطمة (22عاما) من حي تل السلطان بمدينة رفح والمتورط في عملية اغتيال الشهيد صلاح شحادة ومساعده زاهر نصار ، والتسبب في وقوع مجزرة راح ضحيتها 15 شهيدا بينهم أطفال وثلاث نساء .

العميل الزطمة يدرس اللغة الإنكليزية في جامعة الأزهر وهو مناصر ومتعاطف مع الكتلة الإسلامية بالجامعة وكان يقطن في شقة سكنية استأجرها في عمارة في شارع الوحدة بغزة مع زملاء آخرين في الجامعة. وقال: ان بداية ارتباطه مع مخابرات الاحتلال كان نتيجة طموحه الكبير بالسفر الى الخارج لاستكمال تحصيله العلمي خاصة الى أمريكا او بريطانيا او أية دولة أجنبية أخرى. واضاف: حين كنت أتردد على المركز الثقافي البريطاني في غزة شاهدت شخصا أجنبيا يجلس جانبا ويتصفح جريدة باللغة الإنجليزية فدفعني فضولي الى الاقتراب منه وتعريفه على نفسي والتعرف عليه حيث قال لي انه كندي ويعمل محاضرا في علم الاجتماع في إحدى جامعات كندا وجاء الى غزة لاعداد بحث حول الشعب الفلسطيني وأوضاعه المعيشية. واضاف: حينها عرضت عليه مساعدتي له في هذه المهمة فوافق على الفور وقال لي انه اسمه ثيري ويحتاج الى وقت طويل من اجل إنجاز مهمته وهذا يتطلب مني التنقل معه في جميع أنحاء محافظات غزة وأيضا السفر معه الى السفارة الكندية في تل ايب والى القدس ومناطق أخرى. "لم أعارض فكرة السفر معه الى اية جهة لأنه وعدني بتحقيق حلمي وطموحي بالسفر الى الخارج خاصة الى كندا ومساعدتي في استكمال تحصيلي العملي هناك من هنا تنقلت معه في اكثر من مكان وكان يقابل أشخاصا عاديين ويتحدث معهم حول أوضاعهم والفرق بين الوضع الحالي في ظل السلطة الوطنية وقبلها في ظل الاحتلال الإسرائيلي قال الزطمة. واستطرد: عرض ثيري على السفر معه الى الضفة الغربية فسافرت عن طريق الممر الآمن الى بيت لحم والتقينا هناك حيث دخل كنيسة المهد للصلاة ومن ثم قال لي انه يريدني ان اذهب معه الى مدينة القدس أوضحت له إنني لا املك تصريحا للذهاب الى القدس الأمر الذي جعله يعرض علي السفر معه الى السفارة الكندية في تل ابيب لعمل هذا التصريح. وتابع: طلب مني ثيري صورة شخصية فأعطيته إياها حيث احضر لي بعد وقت قصير تصريح دخول الى القدس عليه صورتي حيث تجولنا في تل أبيب والقدس. اما في المرة الثانية فطلب مني السفر معه الى تل ابيب بعد إنجاز التسهيلات اللازمة من اجل الذهاب الى السفارة الكندية لاستخراج بعض الأوراق الخاصة به واثناء مكوثي في السفارة دخل شخص آخر قدمه ثيري لي على انه صاحبه واسمه ديفيد حيث ذهبنا بعدها الى القدس ليعلمني تيري بأنه سيسافر الى كندا. وقال: ان ثيري كان أعطاني خلال هذه الفترة جهاز هاتف نقال إسرائيليا لسهولة الاتصال بينهما وقبل سفره الى كندا حسب ادعائه كان أعطى رقم الهاتف الى صديقه ديفيد الذي عرفني على نفسه في البداية بأنه أيضا كندي واكتشفت في نهاية المطاف انه رجل مخابرات إسرائيلي. وتابع الزطمة: انه حين قال ثيري انه سيسافر الى كندا قلت له انه لم يفر بوعده لي بالسفر الى كندا لاستكمال تحصيلي العلمي الأمر الذي جعله يؤكد لي انه سيعود مرة أخرى لاستكمال بحثه الذي لم يستكمله بعد. وأضاف: بعد فترة وجيزة اتصلت زوجة ثيري بي وأبلغتني ان زوجها توفى في حادث طرق وأنها تريد مني فتح حساب لي في البنك وذلك من منطلق رغبتها في مساعدتي وإرسال نقود لي وهذا ما حصل بالفعل حيث كانت ترسل لي كل شهر مبلغ مائة دولار كمساعدة. واوضح الزطمة: في بداية شهر أيلول العام 2000 أي بعد مرور شهر تقريبا على علاقتي بثيري حضر ديفيد الى غزة وجلست معه في استراحة على شاطئ البحر حيث عرض علي بعض صور لفتيات يمارسن الجنس مع آخرين الأمر الذي أثار حفيظتي وجعلني اعترض على حمله لهذه الصور. وأضاف: ان ديفيد برر حمله للصورة بان المجتمع العربي لا ينظر الى ذلك من اية زاوية أخلاقية وان حمله لها عادي من وجهة نظره الا أنه وفي اليوم الثاني لمكوثه في غزة واثناء لقائي معه اخرج الصور نفسها ليطلعني عليها. وحين نظرت فيها وجدت ان ور الشخص الذي يمارس الجنس مع الفتاة هي صورتي فثارت ثائرتي واعترضت على ذلك الا انه طمأنني بان احدا لن يراها وانما أحضرها من باب المداعبة فقط. وأشار الزطمة الى ان ضابط المخابرات الإسرائيلي ديفيد الذي كان يعرفه حتى لتك اللحظة على انه كندي وصديق لثيري فقط انه سيعمل على إتلاف هذه الصور وانه عمل على دبلجتها على الكمبيوتر حين اخذ ثيري مني صورتي الشخصية لعمل تصريح لي للذهاب الى القدس". وقال: حين اتصلت زوجة ثيري بي هاتفيا وانا اجلس مع ديفيد وأبلغتني ان زوجها مات حزنت كثيرا لأنه مات قبل ان يحقق لي حلمي بالسفر الى كندا مضيفا" ان ديفيد وعدني باستكمال دور ثيري ومساعدتي بالسفر الى كندا. "وبعد عدة أيام طلب مني ديفيد السفر الى الضفة الغربية ومن ثم الى السفارة الكندية في تل ابيب لتجهيز بعض المعاملات واثناء وجودي في احد الفنادق سمعت طرقا على باب الغرفة وحين فتحت الباب رأيت شخصا جديدا عرفني على نفسه بأنه صديق ديفيد فسمحت له بالدخول". وقال الزطمة: اذا هذا الرجل بدأ يسألني أسئلة كيفية التعرف الى ديفيد وأخرى عن حالتي الشخصية وان كانت لي علاقات غرامية مع فتيات ام لا. واضاف: ان هذا الشخص تحدث في البداية باللغة الإنكليزية وسرعان ما بدا الحديث باللغة العربية بطلاقة وحين سألته عن كيفية إتقانه اللغو العربية بهذا الشكل قال انه يعمل في المخابرات دون ان يحدد اية مخابرات كندية كانت ام إسرائيلية. "وبعد لحظات اخرج من جيبه مجموعة من الصور تحمل جميعها صورتي في أوضاع جنسية مختلفة وحين سألته عن كيفية أعداء ديفيد له هذه الصور قال لي ان ديفيد صديقه ولم يخف عنه أي شيء وان وضعه الكبير في المخابرات سيحميني وانه لن يطلع أحد أعلى هذه الصور. واضاف: قلت له أنت مجرد سائح كندي فقط سوف تمكث بعض الوقت ومن ثم ستغادر الى بلدك كندا وهذا لا يجعلك قادرا على توفير الحماية للازمة لي فقال لي: إنني إسرائيلي واعمل ضابطا في المخابرات الإسرائيلية وامرا الذي جعلني ارتبك. "في هذه اللحظات دخل ديفيد الغرفة فقت له كيف يمكنك إعطاء مثل هذه الصور لهذا الشخص وهو من المخابرات الإسرائيلية ويمكنه الان ان يضر بي، فقال انه لا يعرف انه يعمل قي المخبرات وان معرفته فيه على انه شخص عادي فقط وحين خروجه من من الغرفة تظاهر ديفيد انه لا يعرف انه مخابرات سائلا اياه كيف يمكنه ان يصادقه دون ان يعرف له نفسه بأنه رجل مخابرات وانتزع الصور من يده. متظاهرا انه امتعض من ذلك". "وبعد عدة ايام من رجوعي الى غزة اتصل بي ديفيد على الهاتف النقال الذي بحوزتي حيث حددت معه موعدا للقاء على شاطئ غزة وحين جلسنا في إحدى الاستراحات اخرج لي بعض الصور التي تجمعه ومع آخرين وانا داخل إسرائيل وعندما سألته عن كيفية التقاط هذه الصور التي تجمعني معه واخرين وانا داخل إسرائيل وعندما سألته عن كيفية التقاط هذه الصور من دون رؤيتي للمصور نفسه قال لي ان الأمر عادي جدا". وتابع الزطمة: وأثناء حديثي معه في الاستراحة بدا الكلام باللغة العربية وحين سؤالي له عن أسباب محادثته ي الفترة السابقة كلها باللغة الإنجليزية طالما ان يتحدث العربية واستغرابي من انه يتقن هذه اللغة قال لي ان اسمه ابو محمد وانه يعمل ضابط مخابرات إسرائيلي الأمر الذي جعلني ارتبك واخاف. "حينها قلت له: ماذا تريد مني؟ فقال لي إنني لا أريد منك أي شيء وما أريده فقط منك ان لا تتحدث لأي شخص عني او عن علاقتنا معا واذا حدث ذلك فسيتم نشر هذه الصور التي قد تسبب لك مشاكل كثيرة". وقال الزطمة :ان ضابط المخابرات الإسرائيلية ابو محمد كان يقيم في أحد الفنادق في مدينة غزة وطوال هذه الفترة لم يطلب من أي شيء اى ان غاد غزة وبدأت الانتفاضة حيث تركزت مطالبه ليبان أراقب مواقع المواجهات والأحداث الساخنة وان انقل له أوصاف وأسماء أشخاص يقومون بإطلاق النار على مستوطنة "رفيح يام" وعلى برج المراقبة العسكري غرب حي تل السلطان برفح. وأضاف: انه وبعد فترة ليست قليلة من العمل مع ابو محمد اتصل به ضابط مخابرات آخر وعرف نفسه على انه ابو ايهاب الذي بدأ العمل معه حتى اللحظات الأخيرة من ارتباطه مع "الشاباك". وأوضح الزطمة ان انتقاله للسكن من مدينة رفح الى مدينة غزة في نهاية شهر نيسان الماضي كان بناء على رغبته الشخصية وهي التخلص من الانتظار فترات طويلة على حاجز ابو هولي مشيرا الى ان ضابط المخابرات الجديد رحب بالفكرة حيث استغل ذلك بطلبه لي مراقبة الشهيد صلاح شحادة ومنزله من حيث تحركاته وتنقلاته والأشخاص الذين يزورونه ويركبون معه السيارات. وعن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين مباشرة بعد عملية اغتيال شحادة والخمسة عشر الباقين معه بان المخابرات زودت بمعلومات من عملائها في المنطقة بان المنزل الذي يقطنه شحادة والمنطقة نفسها عبارة عن "عشش" غير آهلة بالسكان نفى الزطمة نفيا قاطعا قائلا: إنني أكدت لضابط المخابرات ابو ايهاب اكثر من مرة ان العمارة التي يسكن فيها الشهيد مكتظة بالسكان وكذلك المنطقة والشارع المحيط بالمنزل أيضا مكتظ بالمارة. وأضاف: ان ضابط المخابرات ابو ايهاب كان يعرف هذه المعلومات وأكد لي ان هذه العمارة يوجد بها سكان اخرون قائلا: انه برر لي ذلك بعد عملية القصف واستشهاد هذا العدد من المواطنين وتدمير المنازل بان صلاح شحادة لو لم يتم اغتياله بهذه الطريقة لكان هناك أشخاص كثيرون أبرياء يمكن ن يكونوا من ضحاياه. وأشار الى انه كان يتقاضى الف شيكل شهريا مقابل خدماته لـ"الشاباك" . وقد بدأ العميل الزطمة باعترافاته قائلا : ان ضابط المخابرات الإسرائيلية المكنى "ابو ايهاب" اتصل به يوم الحادث هاتفيا الساعة العاشرة وخمس واربعين دقيقة ليلا وطلب منه التوجه الى حي الدرج والوقوف قبالة العمارة التي يقطن بها الشهيد شحادة وعائلته قائلا له: ان سيارة خصوصية من نوع "اوبل" ستمر من أمامه بعد قليل مشيرا الى انه بعد نحو 20 دقيقة مرت سيارة تحمل الأوصاف ذاتها حينها اتصل بضابط المخابرات ونقل له تحركات السيارة. واضاف: سألته على ان أبقى في المكان نفسه او ان أغادر بعد تزويده بتلك المعلومات فقال لي: لماذا تسأل المهم ان لا تتوقف في مكان واحد بل تنقل في كافة الاتجاهات في محيط المنزل لأن السيارة ستعود مرة ثانية. وذكر انه بعد نحو 20 دقيقة أخرى عادت السيارة توقفت أمام العمارة التي كان يقطن بها شحادة وترجل منها ثلاثة أشخاص ودخلوا العمارة الأمر الذي جعلني اتصل بالضابط الإسرائيلي وابلغه بذلك حيث امرني بترك المكان والعودة الى شقتي وبعد نحو 20 دقيقة قصفت الطائرات العمارة وحين ذهبت تأكدت انها العمارة التي قمت برصدها بالفعل. وعما اذا كان متأكدا ان احد الذين دخلوا العمارة قبل عملية القصف كان شحادة قال: لا لم أتأكد من ذلك وانما تأكدت ان ثلاثة أشخاص دخلوا العمارة فقط وهذا ما كان يريده ضابط المخابرات منة فقط وانني وقبل الحادث بيومين وحين طلب مني مراقبة العمارة لم اعرف من هو الشخص المقصود بالمراقبة الا بعد ذلك. وأضاف: قدرت ان الذي دخل العمارة في هذه الأثناء هو الشيخ شحادة وذلك لأن من دخل العمارة كان في شكله الخارجي يحمل أوصافه وانا كنت أبعد عن المنزل مسافة لا تقل 30 مترا تقربا وكان الظلام دامسا وهذا ما نقلته الى مخابرات الاحتلال التي أكدت لي انه هو نفسه شحادة. وتبع: وبعد وقوع عملية القصف لم يتصل بي ضابط المخابرات بل انا اتصلت به لأستوضح ما جرى بالتحديد واسباب وقوع ذلك خاصة إنني كنت محطما نفسيا فقال لي:ان ما حدث كان يجب ان يحدث منذ وقت طويل. وقال: حينها قلت له انه كان بإمكانكم ان تغتالوه في أي مكان اخر من دون وقوع ضحايا ابرياء فقال لي انه يجب ان يكون هناك ضحايا لنه لو بقي حيا سيكون هناك ضحايا اكثر من ذلك. وتابع الزطمة انه قال لضابط ان هناك ناس كثيرين في محيط منزل شحادة وان هناك منازل كثيرة في المنطقة الا ان الضابط اخبره بأنه ليس مهما ذلك المهم ان لا يقف في مكان محدد فيما يبدو انها محاولة لعدم إثارة الشكوك حوله. وعن الدور الذي قام به ضابط مخابرات الاحتلال تجاه العميل الزطمة قال: انه لم يقم بأي شيء بل اكتفى بالقول انه سيساعدني للخروج من هذه الأزمة وانه وعدني بمنحي هدية وهي تسهيل مهمة سفري الى الخارج الذي كان كل طموحي في حياتي.

اما القصة الثانية فهي للعميل حيدر غانم :

انه العميل حيدر محمود غانم (39عاما) من محافظة رفح ، جندته المخابرات الإسرائيلية بدور صحفي للتجسس على نشطاء الانتفاضة حيث يقول في اعترافاته وظفت عملي في مجال الصحافة وفي "بيتسيلم"… لصالح "الشاباك" وكلفني ضابط المخابرات الإسرائيلي "فوزي" بمراقبة تحركات النشطاء قبل اغتيالهم مثل جمال عبدالرازق والشهداء الستة في رفح و كنت حلقة الوصل بين الضابط الإسرائيلي وشبكة من العملاء في غزة ودوري توصيل الأموال لهم .

بدأ غانم عمله مع المخابرات الاسرائيلية مع بداية العام 96 عن طريق إعلان عن القوى العاملة الإسرائيلية نشر في إحدى الصحف وكان يطلب فيه التقدم لاشغال وظائف شاغرة في إسرائيل ان كان عاملا او غير ذلك وعند قراءته لهذا الإعلان أرسل السيرة الذاتية مبديا رغبته في العمل في هذا المجال عبر الفاكس حيث تم بعد فترة وجيزة من الزمن الرد عليه بالإيجاب لعمل في المجال الصحافي. وتابع: كانت بداية عملي عن طريق مؤسسة أطلق عليها اسم "مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط" حيث كانوا يطلبون مني كتابة تقارير عن البنية التحتية في قطاع غزة وهذا ما قمت بعمله فعلا الى ان وقعت أحداث النفق واصبح هناك متغيرات سياسية الأمر الذي جعلهم يبلغونني انه تم توقيف العمل بهذه المؤسسة لان البرنامج الذي كان يسير وفقه اصبح غير مجد. وأشار الى انه على الرغم من ان العمل توقف معهم الا انهم قاموا يتحويله للعمل في مكتب صحافي إسرائيلي في كتابة التقارير الصحافية الى ان دعوه في احد الايام لحضور حل في تل ابيب تم خلاله تعريفه على شخصية اسرائيلية زعم انه يعد دراسات حول الشرق الاوسط اكتشف لاحقا انه ضابط احتياط في الجيش الاسرائيلي وانه تورط بالفعل مع المخابرات الاسرائيلية وهذا لم يوضحه له ضابط المخابرات بل اكتشفه بنفسه. وقال انني عندما اكتشفت بعد عام تقريبا من كتابة التقارير انني اعمل مع المخابرات الاسرائيلية حاولت التوقف عن العمل مع الضابط فهددني باكثر من طريقة منها وجود بعض الصور التي جمعتني به في لقاءات داخل الحفل وكان يرتدي حينها الزي العسكري واياض التقارير التي كنت اكتبها على انها تقارير تمس بامن الدولة منوها الى ان المخابرات الاسرائيلية اكتفت في بادئ الامر بكتابة التقارير الصحافية وهذا ما جعله يطمئن. وقال: ان تهديد المخابرات الاسرائيلي لي اخافني جدا لاسيما وان الاوضاع السائدة كانت غير مستقرة لكن هذا لا يعني ان الصور التي تم التقاطها لي مع المخابرات كانت تتضمن شيئا فاضحا وانما هي صور عادية جدا وان كان ضابط المخابرات يضع بواسطتها يده على رقبتي بشكل ودي. وادعى غانم في بادئ الامر ان كل ما طلب منه من قبل المخابرات هو استقراء الحالة العامة الفلسطينية في محافظات غزة من حيث كيفية تفكير المواطنين العاديين وتفكير الشخصيات القيادية في القوى الوطنية والاسلامية وقيادات السلطة منوها الى ان عملية الاتصال مع المخابرات كانت تتم عن طريق جهاز الهاتف النقال "الاروانج" ومن ثم تطورت الى اتصال عبر لقاءات شخصية او عبر شبكة الانترنت. وأوضح انه وبعد ان تعمق في العمل مع المخابرات اكثر فاكثر شعر ان المخابرات لا تنظر اليه كعميل عادي يمكن ان يطلب منه مراقبة شخص ما وانما ارتباط المراد منه تطوير القدرات للحصول على اكبر قدر من المعلومات عن محافظات غزة. واشار الى انهم طلبوا منه حتى بداية عام 2000 اخذ دورات في الكمبيوتر والانترنت حتى تكون عملية الاتصال معهم بشكل اسهل وادق موضحا انه وبعد انتهائه من دورة الانترنت بقي لمدة عام تقريبا دون ان يرسل رسائل عبره وانما عبر الهاتف الجوال او اللقاءات الشخصية. وحاول غانم اكثر من مرة انكار ربط العلاقة ما بين عمله في "بيتسيلم" والمخابرات الاسرائيلية مدعيا انه لا توجد اية علاقة بين هذين العملين على الاطلاق الا انه في النهاية اقر بانه استغل عمله في بيتسيلم لصالح المخابرات الاسرائيلية في نواح عدة. وبين انه كان يستغل التصاريح التي كانت تصدرها له "بيتسيلم" لعقد لقاءات داخل اسرائيل مع المخابرات الاسرائيلية بالاضافة الى تزويد المخابرات بالتقارير التي كان يعدها لصالح "بتسيلم" من خلال عمله كباحث ميداني. وقال: ان نوعية التقارير التي كانت تطلبها المخابرات الاسسرائيلية منه قبل الانتفاضة تنصب حول مراقبة الحركات الاسلامية من خلال العناصر المهمة فيها وعقد لقاءات معهم وانه استغل عمله كصحافي لصالح المخابرات الاسرائيلية وعمل العديد من اللقاءات الصحافية مع شخصيات وطنية واسلامية واخذ اراءهم حول المواقف السياسية وتطلعات الاحزاب والسلطة باتجاه الحالة العامة الموجودة او تجاه أي متغير سياسي. وقال: ان المخابرات كانت احيانا تحدد اسئلة ولكن في الكثير من الاحيان كانت تندرج الاسئلة ضمن الاسئلة الصحافية العادية والتي لم تكن محددة موضحا ان الاسئلة التي تضعها المخابرات كانت تتعلق بعلاقة الشخصيات الاسلامية في الحركات السياسية بالأجنحة المسلحة ورؤيتها لأية متغيرات في ظل الاوضاع القائمة. وعن محاولته اجراء مقابلات مع مطلوبين من "حماس" او الجهاد الاسلامي لاسرائيل قال: حاولت اجراء مقابلة مع احد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام محمد ضيف وذلك بتكليف من الشاباك الا انني لم انجح بذلك حيث اعتذر احد قادة "حماس" عن ذلك مشيرا الى انه ليس له علاقة بالجناح العسكري. وذكر ان معظم تقاريره الاستخبارية كان ينقلها لضابط المخابرات فوزي مبدئيا بشكل مختصر عن طريق الهاتف النقال ومن ثم يرسلها بشكل مفصل اليه عن طريق الفاكس وكان يقدم تقريرا اكثر تفصيلا عن الشخص او الموضوع المراد كتابة التقرير عنه عند اللقاءات الشخصية. وحول الخدمات التي قدمها للمخابرات الاسرائيلية في مراقبة اشخاص معينين قال انه نفذ ما طلب منه من مراقبة احد الاشخاص من حركة فتح وايضا لكافة عناصر المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الاقصى بشكل عام في رفح وخانيونس. واضاف انه في بداية الانتفاضة كان المطلوب منه وحسب اوامر المخابرات متابعة الحالة الشعبية بشكل عام من مظاهرات ومسيرات تطورت الى المطالبة بتزويدهم بأسماء المسلحين بشكل عام دون تحديد اسماء مقاومين محددين الا في حالة واحدة ووحيدة فقط وانتهت. واوضح ان المقابلات داخل اسسرائيل مع ضابط المخابرات فوزي كانت تتم من خلال تصاريح كان يصدرها له ويقوم بتسليمها في معبر ايرز ومن ثم تم توفير تصريح عمل دائم في اسرائيل له كان من خلاله يقابله بداية في منطقة تل ابيب ومن ثم منطقة القدس منوها الى ان المقابلة كانت تتم بناء على طلب المخابرات التي كانت تحدد زمن ومكان ونوعية اللقاء حيث انه في اليوم الذي كانت تحدد فيه زمان اللقاء كان يتوجه الى ايرز على شباك التصاريح ليجد التصريح الخاص به جاهزا فيقوم بالاتصال بضابط المخابرات الذي كان يحدد له مكان اللقاء. واشار الى ان اجراءات اللقاءات كانت تخضع لظروف امنية فمنها ما كان يجري بعد اجراء تفتيش دقيق ومنها ما كان يجري بشكل طبيعي موضحا انه كان يشعر بالمهانة اثناء تفتيشه كونه يخدم ويقدم لهم كل ما يطلبونه منه الا انه كان يقتنع بانه المقتضيات الامنية تتطلب ذلك. وحول كيفية اطمئنان المخابرات الاسرائيلية اليه كونه عميلا يخدمهم بشكل كامل قال انه تم احضار محققين من المخابرات اجروا معي تحقيقا دقيقا وبشكل كامل عن ظروف حياتي ومن ثم اخضاعي لجهاز يسمى جهاز فحص الكذب وحين اطمأنوا لي منحوني ثقتهم الكاملة وبداوا يتعاملون معي على اني عميل مخلص لهم. وحول قيمة المبالغ التي كان يتقاضاها من المخابرات الاسرائيلية مقابل الخدمات الاستخباراتية التي كان يقدمها لهم قال انها وصلت في بادئ الامر الى 1500 شيكل شهريا ومن ثم وخلال فترة الانتفاضة وبعد ان توقفت التصاريح اصبحوا يرسلون لي بين كل فترة واخرى أي كل اربعة شهور تقريبا حوالي 10 الاف شيكل ومرة اخرى الفي دولار ومرة ثالثة 2500 دولار أي حين تقسيمها يصل متوسط قيمة المبلغ الشهري الى 600 دولار شهريا. وزعم انه كان يشعر في كل لحظة بالندم خاصة بعد اغتيال الشهيدين عبد الرزاق وضهير وهذا ما ادى الى انعدام أي امل لديه في ان احدا قد يصفح عنه اثر الدعوات للتوبة. وحول دوره في عملية اغتيال الشهيد جمال عبد الرزاق قال ان المخابرات طلبت منه متابعة جمال عبد الرزاق على اساس انه احد المقاومين الذين يقومون باطلاق الرصاص على الجيش الاسرائيلي بشكل دائم في رفح فقام بمتابعته لفترة قصيرة لا تتعدى ثلاثة او اربعة ايام فقط موضحا ان دروه انحصر فقط في الوقوف على دوار العودة في مدينة رفح ومتابعة تحركات الشهيد عبد الرازق وان كان الشهيد عوني ضهير معه ام لا وتبليغ المخابرات بذلك وهذا ما قام به بالفعل لحظة مرورهما بالسيارة امامه. واضاف نعم لقد وقفت على دوار العودة مدة حوالي ساعة تقريبا وقفت خلالها مع شرطي مرور وتحركت في محيط الدوار وعند احساسي بان الوقت قد طال وان جمال لم يمر بعد اردت العودة الى منزلي الا ان الشرطي طلب مني الوقوف معه بعض الوقت وفي هذه اللحظات التي كنت اهم فيها بالعودة الى منزلي مر جمال بسيارته ومعه عوني فقمت بابلاغ المخابرات بذلك واتجاه السيارة التي كانوا يستقلونها فقال لي ان مهمتي انتهت عند هذا الحد وبعد ربع ساعة تقريبا وقع حادث الاغتيال. ونفى ان يكون قد علم ان المخابرات الاسرائيلية بصدد اغتيالهما زاعمين انهم كانوا يريدون فقط اعتقاله وتأديبه (أي نريد قرص اذنيه) لأن حركته كثيرة في البلد. وقال انه بعد حوالي ساعة من عملية الاغتيال حاولت المخابرات الاتصال بي الا انني اغلقت البيلفون فكرروا الاتصال مرة ثانية في ساعات ما بعد الظهر اي العصر تقريبا وبرروا عملية الاغتيال بان جمال حاول اطلاق النار عليهم اثناء محالوتهم اعتقاله وان هدفهم كان فقط اعتقاله. بعد اعتقال العميل مجدي مكاوي المتورط في عملية اغتيال الشهيد عبد الرزاق ومن معه اتصل غانم بضابط المخابرات ونقل له مخاوفه من انكشاف امره الا انه طمانه بانه مطلع على الامور بشكل عام وانه لم يذكر اسمه في أي تحقيق اجرى معه مكاوي او غيره لا من قريب او من بعيد وان ضابط المخابرات قال له ان لديه اشخاصا يعرفون امور كثيرة في سير التحقيقات التي تجري في الاجهزة الامنية الفلسطينية. وقال انهم طلبوا مني ان يبيع اجهزة كهربائية عبارة عن اجهزة كمبيوتر للمقاومين والمناضلين الفلسطينيين وكانت هناك صفقة لبيع عدد من هذه الاجهزة لهم كادت ان تتم الا انه في اللحظات الاخيرة رفض المقاومون اخذها واكد انه لم يجد اية صعوبة في الحصول على المعلومات لاسيما وان جميع المقاومين المطلوب متابعتهم وتسجيل تحركاتهم من رفح وكانت تربطه بهم علاقات صداقة كون معظمهم كانوا من نفس السن. واضاف: عندما بدات المقاومة المسلحة اصبح لدي فضول بمعرفة تحركاتهم وربط علاقات معهم دون تكليف من المخابرات الاسرائيلية فقط موضحا ان معظمهم ومن خلال هذه العلاقة كانوا يترددون علي في منزلي وكنا نجلس لنتناقش في امور عدة منها علمهم في المقاومة ومن خلال هذه الناقشات كنت احصل على المعلومات المطلوبة منهم عن كل ما يحدث داخل مدينة رفح وغيرها ايضا بشكل دقيق. واشار الى انه كان يجمع هذه المعلومات من المقاومة ويناقش فيها ابناء حركة فتح وايضا كان يناقش المقاومة بالمعلومات التي يحصل عليها من حركة فتح وفي النهاية يرسلها الى المخابرات الاسرائيلية التي كانت تهمها هذه المعلومات كثيرا. وحول علاقته بتوزيع الاموال على عملاء اخرين قال ان الضابط فوزي كان يرسل مبالغ نقدية بين فترة واخرى يتم توزيعه على عملاء اخرين حيث كنت اقوم باختيار نقاط ميتة أي اماكن غير محددة ربما تكون عمارة قيد الانشاء او مجمع نفايات او عامود كهرباء او ما شباه ذلك واقوم بابلاغ المخابرات بهذه الاماكن المراد وضع المبالغ النقدية فيها مشيرا الى انهم كانوا في احيان كثيرة يوافقون عليها واحيانا اخرى يطلبون منه تغييرها لدواع امنية. وقال تسلمت مثل هذه المبالغ ثلاث مرات الاولى منها في رفح والثانية عندما اجتزت الحدود الاسرائيلية والثالثة في مدينة غزة حيث كانوا يضعونها اما في علبة سجائر ملقاة بجانب حاوية نفايات او في علبة كولا تحت عمارة قيد الانشاء او بجوار شجرة في شارع لا يوجد فيه حركة كثيرة. واضاف: ان قيمة المبلغ الذي تسلمته في المرة الثالثة كان 5 الاف دولر منها 2500 دولار لي ومثلها للتوزيع اما بعد ذلك ايضا في غزة تسلمت مبلغ 5 الاف دولار و10 الاف شيكل كان جزء منها لي شخصيا وجزء اخر للتوزيع وهذه جميعها نقاط ميتة اما المرة الاخيرة التي تسلمت فيها مبالغ كانت في شهر شباط الماضي اثناء زيارتي تل ابيب بواسطة تصريح "بيتسليم" حيث كان المبلغ 7 الاف دولار جزء منها لي وجزء للتوزيع. ونفى ان يكون قد التقى بضابط المخابرات في احدى المستوطنات مشيرا الى لقاء واحد فقط عبر الحدود الاسسرائيلية الفلسطينية في المنطقة الشرقية من مدينة خانيونس بعد الاتفاق مع المخابرات على نقطة محددة توجه اليها بناء على طلبه. وقال انه لم يسأل أي شخص من المقاومين عن اعمالهم بل كانوا يتحدثون باسهاب عن كل شيئ وفي كل شيئ دون تدخل منه لا سيما وان المخابرات كانت تطلب منه عدم استفزاز أي منهم بذكر اسماء اشخاص امامهم والانتظار لحين ذكرهم طواعية حتى لا يعرفون انه متهم بالموضوع مشيرا الى ان دوره كان مركزا على المشاركة فقط وحفظ المعلومات المهمة. وحول علاقته بعملية اغتيال الشهداء الستة في رفح ومن ضمنهم الاشقاء الثلاثة من عائلة رزق الذين ينتمون لكتائب الشهيد عز الدين القسام حاول غانم في البداية انكار اية علاقة له بحادثة اغتيالهم الا انه قال ان علاقته اقتصرت في هذه العملية على زيارة مستشفى ابو يوسف النجار في رفح بعد انتشار خبر استشهادهم والتأكد من ان الشهيد يوسف رزق احد قادة كتائب القسام كان من بين الشهداء. وأضاف انني وفور التاكد من خبر اغتيال رزق ومن معه قمت بالاتصال بضابط المخابرات دافيد وابلاغه بالحادثة حيث انه طلب بدوره مني ابلاغه عن أي اشخاص تدور حولهم شبهات بانهم وراء عملية الاغتيال او اشخاص متورطين في الحادث من خلال متابعي للأجهزة المنية واحاديث المواطنين في الشارع. وعن اخر اتصال اجراه مع ضابط المخابرات الاسرائيلية دافيد قال انه كان قيل اعتقاله من قبل حهاز الامن الوقائي بحوالي نصف ساعة تقريبا وكان مضمون الاتصال عاديا حيث انه سأل عن مكان وجوده ساعة الاتصال فأكد أنه في مدينة غزة. اما عن عدد المرات التي قابل فيها ضابط المخابرات منذ ارتباطه معهم في العام 96 وحتى ساعة اعتقاله قال انه قبل الانتفاضة كان يلتقي به بمعدل كل شهر مرة اما خلال الانتفاضة فلم يجري الا لقاء واحد فقط والعديد من الاتصالات الهاتفية.

"أساليب الموساد في تجنيد العملاء "

يتعلم المرشحون الجدد من المدربين في مدرسة الموساد كيفية تجنيد العملاء في المخابرات الإسرائيلية ، وعموما من ناحية سيكولوجية ، تراعى نقاط الضعف في الشخص الذي يراد تجنيده ، وتدرس جيدا السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل عملية الاقتراب منة . وهناك ثلاث أساليب رئيسية تستخدمها الموساد للتجنيد وهى : الجنس والمال والعاطفة ،( سواء أكانت الانتقام او الأيديولوجية). إن فكرة التجنيد لدى الموساد تشبة دحرجة صخرة عن تله وتستعمل كلمة (ليداردو) ، والتي تعنى الوقوف على رأس تله ودحرجة جلمود من هناك ، وهذه هي الطريقة التي يتم بها تجنيد العملاء ، يتم اخذ شخص وجعلة تدريجيا يقوم بشيء مخالف للقانون او للأخلاق ، ويتم دفعة منحدرا عن التله ، لكنة إن كان هذا الشخص على قاعدة راسخة فانة لن يقدم المساعدة ، ولا يمكن استخدامه ، والقصد كله هو أن يتم استخدام الناس ، ولكن لكي يتم استخدامهم يجب قولبتهم ، وإذا كان هناك شخص سعيد في حياته ولا يحب الشرب او الجنس وليس بحاجة للمال ، وليست لدية مشكلات سياسية فلا يمكن تجنيده ، وما يمكن عملة هو التعامل مع الخونة ، فالعميل خائن مهما كانت درجة عقلنتة للأمر ، لذلك تتعامل كوادر الموساد مع أردأ أنواع البشر ، وقد تستخدم مهارات عاليه وغامضة في كيفية استقطاب الجواسيس في دول الجوار . وتقوم الموساد بتدريب عملائها على كيفية التعامل مع السلاح وحماية الذات والاستهانة بالموت ، حيث يتم تدريب المرشحين على كيفية سحب المسدس أثناء الجلوس في مطعم إذا اقتضى الأمر ، إما بالسقوط إلى الخلف على المقاعد واطلاق النار من تحت الطاولة ، أو بالسقوط إلى الخلف ورفس الطاولة في الوقت نفسة ثم إطلاق النار ، وكل ذلك في حركة واحدة ، ولقد تم التساؤل ما الذي يحدث لمشاهد برئ ؟ ( يقول أحد المتدربين ) : تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا او مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في أخر النهار ، وقد طبق أثناء عملية التدريب استبيان عن الاتجاهات خاصة عن القتل . ويعتبر ذلك في الموساد نقطة أساسية في أعمال الجاسوس الإسرائيلي ، خاصة الذين يلتحقون بفرقة( الكيدون ) وهي وحدة داخلية من جهاز الموساد وتقسم إلى ثلاث فرق كل منها مكون من اثني عشر شخصا ، مهمة هؤلاء الاغتيال ويطلق عليهم "ذراع عدالة إسرائيل الطويلة " أو ( الحربة ) وهي وحدة الاغتيالات المسئولة عن الجواسيس ، وتلعب سيكولوجيا الجنس دورا مهما في أعمال الموساد الميدانية والتي هي على درجة عالية من الستر ، واستخدام النساء شائع كذلك في أعمال معظم المخابرات الأخرى ، ولكن يبدو انه ليس هناك من يجيدة اكثر من المخابرات الإسرائيلية . وعادة ما يتم تدريب المرشحين الجدد على كيفية توظيف الجنس في أعمال جمع المعلومات او التجنيد بعد الابتزاز ، وفي مبنى قيادة الموساد هناك ما يسمى بــ ( الحجرة الصامتة ) وهناك شبة اتفاق بين رجال الموساد أن يقيموا اتصالات جنسية . ( ويذكر أحد المرشحين ) : " ما خيب أملي أنني اعتقدت عند حضوري إلى هناك أني ادخل معبد إسرائيل المهيب فإذا بي في سدوم وعمورة " ، ( وهى أماكن اللواط والجنس ) . وكل شخص مرتبط بشخص آخر من خلال الجنس ، كان نظاما متبادلا من الخدمات المتبادلة ، أنا أدين لك ، وأنت تدين لي ، أنت تساعدني وأنا أساعدك ، كانت اغلب السكرتيرات في مبنى الموساد على درجة عالية من الجمال ، وهذا أحد شروط اختيارهن وقد يصل الأمر حد الطلب إليهن أن يكن مرنات بما يتمشى ذلك مع العمل ، وبعض العملاء لهم سطوة غير عادية على النساء فوصف أحدهم ( كان جذابا للنساء كالمغناطيس ) ويصف أحدهم مشكلات الخيانة الزوجية : ( هذا هو الشخص الذي تأمنة على حياتك ، لكن يجدر ألا تأمنة على زوجتك ) ، فقد تكون في بلد عربي ، في الوقت الذي يقوم فيه بإغواء زوجتك ، واصبح من المألوف جدا إذا ما تقدم شخص للعمل في الموساد أن يطرح علية هذا السؤال ، لماذا أنت من ذوى القرون ؟ . أي الذي تخدعهم زوجاتهم ، وكان لدى بعض رجال الموساد عدد من الخليلات وتستخدم شقق هؤلاء الخليلات كبيوت مأمونة ، يقوم عملاء الموساد بالمبيت في كل ليلة في شقة مختلفة ، وقد تختار الموساد نساء جذابات للرجال كالمغناطيس مما يسهل عملية ابتلاع السمكة للخطاف ، ولا يمكن تصور الأهمية التي يلعبها الجنس في حياه ضباط وعملاء الموساد فعامل عدم اليقين يعنى الحرية المطلقة . فإذا ما التقى الضابط أو العميل بمجنده وأراد أن يقضى نهاية الاسبوع ، معها فالأمر سهل لأن زوجته اعتادت على حقيقة غيابه عن البيت ، وهذا النوع من الحرية مرغوب فيه والطرافة الحقيقية انك لا تستطيع أن تصبح عنصرا في الموساد ما لم تكن متزوجا ، ولا يمكنك السفر إلى الخارج ، وهم يقولون أن شخصا غير متزوج سوف يسعى للعبث مع الفتيات وقد يلتقي بواحدة تكون عميلة . هذا في حين أن الجميع كانوا يعبثون ، مما يجعلهم عرضة للابتزاز ، ففي سيكولوجيا الاستخبارات الإسرائيلية تم تكريس انتباه خاص للافخاخ الجنسية ، حيث تلتقط صور لنساء شابات في أوضاع مثيرة ، وتستخدم لابتزاز الأشخاص المطلوب منهم التعامل مع المخابرات ، حيث يتم تهديدهم بنشر تلك الصور ، وهذا يعتبر سلاحا قويا في أجهزة المخابرات الإسرائيلية ( بالنسبة لمجتمع مسلم تقليدي) وكذلك يقوم جهاز ( الشين بيت ) باستغلال الزيارات التي يقوم بها المواطنون لمراكز عمل تصاريح المرور والعمل ، وكان ( الشين بيت ) يعتمد طريقة إظهار أن السجين او الموقوف قد اصبح مخبرا ، وذلك بتعريضه لانتقام زملائه السجناء ، ولقد قامت الموساد بتركيب صور فاضحة بصورة فائقة بهدف الابتزاز أو المساعدة في جمع المعلومات ، ولقد تم تصوير بعض القادة العرب من خلال عملية التلاعب بالافخاخ الجنسية ، وتلعب هذه العمليات الابتزازية وفق نشاط رجال الموساد وعملاؤهم وتبعا لسيكولوجيا الجنس دورا مركزيا في الحرب النفسية كما يمارسها جهاز الموساد. * التجـنــيـــد * تتنوع أساليب (الموساد) في تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم تنوعا كبيرا حسب اختلاف الهدف ومجال العمليات ، وحسب القسم المسؤول عن العميل في المركز الرئيس. ولا توجد قاعدة واضحة محددة تستلزم الحصول على موافقة المركز الرئيس.. قبل تجنيد عملاء - باستثناء حالة البلدان الشيوعية ، والإسرائيليون مستعدون لاستغلال أي نوع من الدوافع ( جميع أشكال الدوافع لدى العملاء لكسب عملاء جدد ) ويستغلون إلى حد بعيد في تجنيد العملاء نقطة الضعف التي يتصف بها أولئك العملاء ، ويمكن أن نلخص نقاط الضعف هذه أو الدوافع على سبيل المثال لا الحصر بالتالي: * دوافــع التجنيـد * 1- الدافع المادي بغرض تحقيق رغبة ، أو "أمنية" يصبح الفرد أسيرا لها، وهنا يتم عرض او ( إغداق المال) على العميل إما لقضاء حاجته او للتمتع بالخمر والنساء والظهور بمظهر القادر واللائق أمام حبيبته أو أهلة أو زوجته أو القادر بعد فشلة لسنوات في جمع المال ، أو بعد تجارة خاسرة ، أو( للاستمرار ) في الظهور بنفس الحياة بعد فقدان ذلك او عرض مبالغ او رواتب على موظفي الفنادق ،أو سائقي تاكسيات الأجرة ذوى الدخل المحدود ورغبة بعض هؤلاء في عدم الاكتفاء ( بالدخل المشروع ) ، واتباع اقصر الطرق وأسهلها للثراء مع الاستهتار بجميع القيم . 2- الأفراد الموتورون ، واللذين لحق بهم ضرر نتيجة قيام الثورات في سوريا ، ومصر، او نتيجة للتأميمات ، أو اللذين اغتيل او اعدم مقربون لهم ، كأزواجهن أو أبنائهم لخيانتهم فتستغل ( الموساد) ذلك وتتصل ببعض هؤلاء بدافع الانتقام والشعور بالاضطهاد وما يتولد عند هؤلاء من حقد. 3- نقص الدافع الوطني، خاصة عند اللذين يكثرون من الاختلاط بالأجانب ، ويقلدونهم ويتقمصون شخصيتهم وطريقتهم في الحياة ، ( المغتربون وطنيا ) الذين يعنون ( الاغتراب الفكري ) وبعض هؤلاء يتولد عندهم عدم الولاء) خاصة من أفراد بعض الأقليات والمتجنسين. 4-الضعف الخلقي والشذوذ الجنسي ،أو خلق ( الشذوذ ) أو ممارسته مع البعض بهدف تجنيده ، مع تصويره وتهديده بذلك. 5- الابتزاز والضغط والتهديد والمساومة ، مثلا الإفراج عنة من الحبس مقابل مهمات معينة ، أو تخيف العقوبة مقابل تجنيده ، أو تهديده بأحد أفراد أسرته ، بقتل طفلة ، أو اغتصاب ابنته ،أو زوجته ، أو ما شابة ذلك ، خاصة بالنسبة لبعض المناطق التي تقدم هذه المسألة على مسألة "الخيانة" ،( العرض ولا الأرض) وعند الموافقة يضيع العرض ( نقطة الضعف ) وتطير الأقدام من فوق الأرض . 6- بعض تجار المخدرات والمهربين ، مقابل مساعداتهم في التهريب ، او تمرير بضائعهم ، يدفعون (المقابل). 7- استغلال عقدة الذنب بالنسبة لبعض الألمان خاصة الذين كانوا في القوات النازية أو تكوين او تنمية تلك العقدة لدى بعض الشباب واستغلالها او استغلال بعض ما تبقى من الضباط النازيين السابقين والذين تكشفهم " الموساد" وتساومهم على ذلك ، ويتم ابتزازهم بإفشاء سرهم أو العمل مع الموساد كما حدث مع متعهد السفن الألماني ( مانفريد جايجر ) في السنغال حيث اضطر للعمل مع الموساد بعد أن حدثوه بما فعلوا بـ( أيخمان). 8- التهديد بالقتل ، او العمل مع الموساد ، وهذه قد تنجح مع بعض المترددين والمهزوزين وطنيا. 9- ولقد استخدم الإسرائيليون مرات عديدة أسلوب ( العمل لصالح دولة أخرى) كأن تقوم الموساد بتجنيد فرنسي يعمل مع (حلف الناتو) وان يقوم عربي ( عميل للموساد) بتجنيد عميل للعمل لصالح الاستخبارات المصرية او السورية او يدعى فلسطيني أنة في المقاومة ويقوم بتجنيد مجموعة على هذا الأساس ، وفي اللحظة التي تنوى هذه المجموعة العمل يتم ضبطها وتهديدها والمساومة معها وتجنيد بعضها. 10-استغلال دافع الغيرة والمنافسة والخلافات السياسية والخلافات العشائرية لتجنيد أفراد (من تقف معهم ضد الطرف الأخر). إن اكتشاف طرق وأساليب ودوافع التجنيد لأي منظمة استخبارية ، له أهمية للوقاية منها ومحاربتها وكشف من وقع في حبائلها ، ومراقبة شبكاتها وتختلف أساليب تجنيد وطرائق التجنيد في الموساد حسب "جنسية المجند" فلكل جنسية طرائق وأساليب ودوافع مختلفة. ونحاول هنا تحديد كيفية اختيار الموساد لعملائها او موظفيها من الإسرائيليين والذين بالتأكيد يمتلكون دوافع تختلف عن دوافع عملائها من العرب والفلسطينيين، كما أن أساليب عملاء الموساد من اليهود تختلف أيضا عن تجنيد عملاء أجانب من جنسيات مختلفة. ونتعرض هنا إلى: 1- عندما يكون المجند " العميل" إسرائيليا . 2- عندما يكون المجند " العميل" يهوديا. 3- عندما يكون المجند" العميل" أجنبيا. 4- عندما يكون المجند" العميل" فلسطينيا او عربيا. وهنا ملاحظة نود الإشارة إليها وهي أهمية المكان في التجنيد ، هل التجنيد تم داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة ؟ هل المجند او (عائلته) يقيمون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟ أم هل التجنيد تم في الخارج ؟. وفي كل الأحوال ، فان هناك أهمية كبرى للضابط الذي قام بعملية التجنيد ، وكذلك للضابط المشرف على التشغيل والسيطرة على العميل؟ كما نشير أيضا إلى مدى الأهمية التي تعلقها الموساد على هذا او ذاك من العملاء : حسب سنة (عمرة) و موقع عملة ، ( داخل الهدف) او ( خارجة) وحسب وضعة الاجتماعي ، وهل هو تجنيد ( طويل الأمد) او ( للحرق السريع) او ( الطعم) . كل هذه التساؤلات ضرورية ونحن نبحث موضوع التجنيد ونستذكر في هذا الصدد ما قاله أحد رجال الاستخبارات الإسرائيلية ( بوريس غورييل) لبن غوريون : " إذا كنت تريد معرفة ما يفكر فيه أصحاب الشأن والنفوذ ، فعليك أن تكون حيث يكونون " … باختصار ، هذه العبارة حددت ماذا نريد معرفته، وعلى ضوء ذلك يتم التجنيد. - كيف يتم اختيار العملاء؟ - كيف يتم تدريب العملاء؟. - كيف يتم الاتصال بالعملاء؟. - كيف يتم السيطرة على العملاء؟. - كيف تتم إنهاء خدمات العملاء؟. إن الإجابات على هذه التساؤلات تختلف أيضا باختلاف "جنسية" العميل بعبارة أخرى ، إن اختيار العميل يختلف باختلاف اصل الأشخاص المطلوبين للعمل في جهاز الموساد . أولا- المجند/ العميل الإسرائيلي : تختار الموساد ضباطها ومد راء أقسامها ومسئولي محطاتها والعناصر المهمة في هيكليتها ، أي جسمها الرئيس من الإسرائيليين واكثر تحديدا من ( الرعيل الأول ) من المهاجرين ومن الذين لهم ( تاريخ ) مؤكد وهم : 1-من أفراد وضباط القوات المسلحة ممن برزوا في حياتهم العسكرية ، وشاركوا في الحروب العدوانية ضد العرب ، والفلسطينيين. 2-من طلاب المدارس والمعاهد والجامعات المتفوقين والمبرزين في حياتهم وعملهم وممن انهوا (الخدمة الإجبارية) في الجيش . لقد نادي زعماء الموساد دوما بأهمية تجنيد خريجي (الجامعات) من (نظرة صهيونية عنصرية) بقولهم" يجب أن نتميز تميزا ملائما بالنسبة للعدو في كل وقت" .. وحتى هؤلاء – فيتم اختيارهم من ( الاشكنازيم) وليس من ( السفا رديم ) ، أي من أصول – يهودية غربية بالتحديد - ليست شرقية - وأكثر تحديدا - ليس من يهود البلاد العربية ( السفا رديم ) ، الذين يستخدمون كمخبرين ، ومنفذين ، وعملاء صغار ، على مستوى كل المد راء ، ومد راء الأقسام ، وعدد من الذين كشفت أسماؤهم لسبب او لاخر ، ولا تجدهم إلا من ( الاشكنازيم ) .. إن أجهزة الأمن – وبالتحديد ( الموساد ) هي من إقطاعيات ( يهود الغرب ). إن جميع الذين يتم اختيارهم للعمل في ( الموساد ) يقدمون بيانات - عن تاريخ حياتهم - ويخضعون لتحقيق روتيني وقد يشمل التحقيق أحيانا عائلة المجند ، إن التقارير الأمنية حول الإسرائيليين المولد هي سهلة نسبيا حيث أن حياة ( الشاب الإسرائيلي ) –الصابر – المولود في ( فلسطين المحتلة ) تكون موثقة جيدا ، ولا يتمتع " بالخصوصية " في حياته ، فهي موجودة في ( ملفات البوليس ) ، وسجلات المدارس والجامعات ، وسجلات الجيش ، وحركات الشبيبة ، والعلاقات السياسية ( والتاريخ العائلي ) ، والسجلات الانتخابية والعلاقات مع الأصدقاء .. وكل هذه العلاقات تخضع للمراقبة وان كان المتقدم للعمل في الأجهزة الأمنية خاصة ( الموساد ) مولودا داخل ( فلسطين المحتلة) أو في الخارج ، فان سجلات - دائرة الهجرة - تعطى معلومات كاملة يمكن اختيارها هي الأخرى ، وتتحقق ( الشين بيت ) "من خلفية " كل من ينتسب( للموساد) أو يترشح لها ، وتتم دراسته والتحقق من (كافة) نواحي حياته والتي تخضع لفحص (دقيق) وأهم ما تحقق فيه(الشين بيت) . – نوعية اتصالاته - إن كان هناك اتصالات مع العرب ، وهل له " أصدقاء" بينهم . - ميلة للمقامرة والمراهنة ، وحبه للتفاوض وميلة للظهور ( إضافة إلى نقاط الضعف الأخرى) حيث يعتبر (علاقاته بالعرب) من أهم نقاط الضعف لدى أي مرشح (للموساد) ، وأهم أراؤة السياسية ، فلا يقبل على الإطلاق من له ( ميول يسارية – أي أن يكون متعاطفا مع المابام – او راكاح ، أو حركات الاحتجاج المختلفة ) . كما أنه لا يقبل المهاجرون الجدد - خاصة - القادمين من الدول الاشتراكية وبشكل خاص من دول الاتحاد السوفيتي ( سابقا ). - وإذا ما قبل أحدهم - بالصدفة - فلابد أن يمضى على (هجرته) مدة لا تقل عن خمس سنوات وحتى لو توافرت الشروط في بعض هؤلاء - القادمين - من الدول الاشتراكية وقبلوا في سلك ( الموساد ) فانة لا يسمح لهم بالاطلاع على الوثائق السرية لمدة تصل من 4-5 سنوات . إن أهم ( المواصفات – والصفات ) التي يجب توافرها في ( المرشح الإسرائيلي للموساد ) هو مدى ( ولائه واخلاصة لإسرائيل ) وهما المعيار الأول والرئيس ، في قبول المرشح ( للموساد ) وان هذا - الولاء والإخلاص - لا يغفر له إلا إذا سبق وان كان عضوا في (حزب يساري) حتى لو كان قد تخلى عنة .. إن كان الأعضاء المرشحين الجدد للتوظيف في سلك ( الموساد ) تراجع ملفاتهم (الشين بيت) ويتم التأكد منهم . 3-أما فيما يتعلق - بإعلانات الوظائف - عبر الجرائد والمجلات .. فتستعمل ( الموساد ) هذه الطريقة ولكن بطريقة مضلله ، مثلا تحت عنوان : مطلوب للعمل في الولايات المتحدة أو ( أوروبا الغربية او جنوب أفريقيا ) ويشترط المؤهلات التالية : أ- إنهاء الخدمة العسكرية في الوحدات المقاتلة والمواقع القيادية. ب- أن يكون المتقدم طالبا في الولايات المتحدة او ( البلد المطلوب العمل فيه ) أو يخطط للذهاب إليها. ج- يدفع للمرشح نفقات السفر. د- موجز عن حياته ومؤهلاته ورقم هويته. ه- ذو صحة جيدة. و- سيرد على المؤهلين فقط… . ويذكر في هذا الإعلان – عنوان محدد - صندوق بريد في الولايات المتحدة ( يكون بالطبع أحد صناديق بريد السفارة أو إحدى القنصليات الإسرائيلية هناك) . ومع ظهور عالم الاتصالات استطاعت الموساد أن تدخل عبر بوابة الإنترنت وإعلانات وظائفها عبر هذه الشبكة. ففي 14/9/2002 كشفت صحيفة معاريف " الإسرائيلية " عن قيام " الموساد " بإنشاء أول موقع خاص له على شبكة الإنترنت لتنشر في إطار حملة إعلانية للبحث عن عملاء جدد . حيث تطلب الموساد من الراغبين للعمل أن يقوموا بتعبئة استماره خاصة بعد التعهد بالحفاظ على سرية المعلومات التي يقدمها المتقدمون ، وتؤكد الموساد على إن المعلومات التي يتم تعبئتها في الاستمارة سيتم إيداعها في الشبكة الحكومية التي لن يتمكن أحد من اختراقها أو العبث بها أو الاطلاع عليها ، وان التفاصيل ستبقى سرية ولن تنقل لأي جهة أخرى . والموقع محمي بخدمة الحماية من قبل حكومة إسرائيل . وتحتوي الأسئلة الموجودة في الاستمارة على تفاصيل شخصية كالاسم ، والسن ، والحالة الاجتماعية، وتاريخ الميلاد، ومكان الميلاد، والعنوان، والهاتف، واسم البلد الأصلي للعائلة، وسنة الهجرة (بالنسبة لليهود)، والجنسية الأخرى الحاصل عليها، واللغات التي يتحدثها، مع أهمية وجود لغة أخرى يتحدثها بطلاقة، ومن ضمنها بالطبع اللغة العربية. كذلك تضم الاستمارة استفسار عن مستوى التعليم ونوعه والمعاهد والمدارس والجامعات التي درس بها المتقدم، والأماكن التي عمل بها، واخر خمس أماكن عمل فيها، ونوع العمل والفترة التي قضاها في كل عمل. ثم تنتقل الاستمارة للحديث عن الزيارات التي قام بها المتقدم للخارج، مع تحديد مكان وزمن وهدف الزيارة، وكتابة خلفية عن كل بلد قام بزيارته. كما تهتم استمارة العمل بالتعرف على موقف الزائر من الخدمة العسكرية، وأين قضاها ؟ ثم ذكر أي معلومات أخرى يمكن أن تفيد في استقاء معلومات عن الراغب في العمل. وكذلك تطلب الموساد متطلبات وظيفية في الشخص المتقدم للعمل وهي قدرة على التمثيل، والتفكير المرن والابداع، وحب الاستطلاع والفضول، والقدرة على التكيف الاجتماعي، والقدرة على العمل المستقل، وخبرة متنوعة في الحياة، بالإضافة إلى استعداده للعمل في الخارج وهي في الغالب للمتزوجين من الجنسين (الرجال والنساء) والذين لديهم عائلات. الحلقة الثانية * تدريب المجند - العميل الإسرائيلي * يتم بعد الاختبار تدريب العميل الإسرائيلي لمدة سنة كاملة، على المبادئ الأولية لطبيعة عمل المخبر.. ولا تختلف هذه التدريبات، عن تلك التي يتلقاها العملاء الروس والأمريكان ، فهي تضم دروسا في كيفية استخدام الشيفرة.. وحل رموزها، واستعمال الأسلحة الحربية، والدفاع عن النفس " الجودو والكاراتيه " . ولا شك في أن تمارين الذاكرة هي اكثر التدريبات إثارة للأعصاب، إذ غالبا ما يعرض على المتدربين فيلم سينمائي، ويطلب منهم ذكر عدد من التفصيلات الدقيقة المتعلقة بآخر مشهد منه، بعد إيقاف الكاميرا فجأة، وقد يوجه المدرب إليهم أحيانا سؤالا محددا مثل " أذكر عشرة أشياء كانت موضوعة على الطاولة الموجودة إلى يسار الممثل في المشهد ما قبل الأخير " وتستخدم هذه التمارين بغية مساعدة العميل الجديد، على تذكر الصورة والوثائق والخرائط، التي تشكل جزءا هاما من عمله المقبل ، وعلى المنتسب الجديد إلى " الموساد " أن يتقن فن متابعة أحد الأشخاص بشكل سري ودون لفت انتباه الآخرين إليه، وغالبا ما يكلف في المراحل الأولى بتتبع أحد العملاء المحترفين الذي يحاول تضليله، فيما يقوم شخص آخر بمراقبة تصرفاته، وردات فعله أثناء الوضعيات المختلفة التي يمر بها. ويجري بعد انقضاء الأشهر الستة الأولى ، فرز العناصر الصالحة لمتابعة التدريب المطلوب، ولا تتعدى هذه النسبة عادة 15% من المنتمين الجدد، ويتم بعد ذلك إلحاق هؤلاء بدولة معينة، من أجل العمل بشكل منتظم، وذلك استنادا إلى جملة عناصر بينها اللغة التي يحسنون التكلم بها بطلاقة، ومدى انطباق شكلهم الخارجي على مظهر السكان الأصليين للبلاد، إن الهجرة الصهيونية إلى " فلسطين المحتلة " تضم خليطا عجيبا من اليهود من شتى أصقاع المعمورة وليس هذا بالأمر الصعب بالنسبة إلى إسرائيل التي تضم أقليات من مختلف أنحاء العالم،ومن أجل مساعدة العميل الاسرائيلي، على الانخراط بسرعة وسهولة في الدولة التي يعمل بها، عليه أن يدرس أثناء تدربه: الأزياء المقبولة في المنطقة موضع اهتمامه، إضافة إلى الموضوعات الحساسة وطريقة معالجتها، مقدار (البقشيش) المدفوع عادة للحمال وسائق التاكسي…. الخ. ويتعين على العملاء الإسرائيليين المفروزين للعمل في ألمانيا مثلا معرفة نتائج كرة القدم بشكل يومي، وأسماء اللاعبين في المنتخب الوطني، وبشكل عام يتم اختيار(إسرائيلي) ألماني الأصل للعمل في ألمانيا، ويحصل الجواسيس الجدد، خلال المرحلة الأخيرة من تدريبهم، على جوازات سفر مزورة وفق الدولة التي اختيروا للعمل فيها.. على أن هذا الانتقال الجديد ليس نهاية المطاف.. فقد روى أحد العملاء السابقين في الموساد ما حدث معه بعد حصوله على جواز السفر المزور: " تلقيت أمرا بالتوجه إلى مانشستر في انجلترا، وبعدما حطت طائرتي على مدرج المطار، استقبلني زميل لم أكن أعرف عنه شيئا وضرب لي موعدا في المساء من أجل إعطائي بعض النقود، وشرح مهمتي بالتفصيل، وعندما وصلت إلى المكان المحدد لم أجد أحدا في انتظاري، حاولت مرة أخرى دون أن أعثر على الشخص المطلوب،عندها فهمت أن رؤسائي نصبوا لي فخا لامتحان جرأتي وقدرة تصرفي في المواقف الصعبة والغامضة،ومرت في مخيلتي حلول عدة لم تكن مناسبة لأنها حتما ستؤدي إلى كشف هويتي الحقيقية،وبعد فترة من التفكير قررت اقتحام أحد المحلات الكبرى أثناء الليل وسرقة بعض النقود من الخزانة من أجل شراء تذكرة سفر والعودة إلى تل أبيب، وبعدما أبلغت مدربي عن عودتي.. هنأني بنجاحي في الامتحان، وهكذا تصرف دون اللجوء إلى السفارة أو إلى أحد المراكز الصهيونية، وبعد انتهاء فترة التدريب يمنح المتخرجون علامات تدل على نسبة نجاحهم ومن يحصل منهم على تقدير" وسط " يعين في وظيفة مكتبية في مقر قيادة الموساد التي تضم فروعا عدة، أما من يحصل على تقدير ممتاز فيختار إلى أداء "مهمات خاصة" تتضمن القيام بأعمال تخريب أو اغتيال في الخارج، ويتم تدريب العملاء الجدد على هذه الأمور خلال دورة قصيرة،ومكثفة تستمر ثلاثة أشهر إلى أربعة في فيلا فاخرة تقع على مقربة من هرتسيليا، ويفد إلى تلك من وقت إلى آخر عدد من المدربين التابعين إلى (CIA )، وقد جرى فيها في الماضي تدريب عملاء ( السافاك ) الإيرانيين، واما في معسكر تابع للموساد على شاطئ ايلات، وهناك تدرب أحد الذين اغتالوا الشهيد ماجد أبوشرار في روما سنة 1981. وتعتمد المخابرات الإسرائيلية في الدرجة الأولى، على العنصر البشري، وعلى هذا الأساس تتكل أكثر من غيرها على المبادرة الفردية التي يقوم بها عملائها إضافة إلى حسهم الأمني.. وقد أثرت هذه الرؤية وهذا الوضع على طبيعة التدريبات التي يتلقاها المنتسبون( للموساد ) منذ عام 1956، إذ إنها تشدد على ضرورة إحاطة العميل الإسرائيلي بكافة المعلومات المتعلقة بقضايا التجسس، قبل التركيز على اتجاه محدد، وأدت هذه السياسة فيما بعد إلى تقسيم متشعب للعمل داخل المخابرات الإسرائيلية ، نتج عنه بروز مجموعات كبيرة من المتخصصين في كافة الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وتخضع هذه الفئة لتدريب متواصل إلى جانب عملها اليومي، إما بإرسالها إلى بعض البلدان الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة،لتلقي بعض البرامج والدروس المتقدمة في فن الجاسوسية عن طريق استدعاء عدد من خبراء التجسس المتقاعدين بغية الاستفادة من تجربتهم ومشورتهم فيما يتعلق بأساليب العمل المتبعة. وبسبب النقص في - الكادر البشري - في الموساد لمواجهة الفلسطينيين في الخارج فلقد اتبعت الموساد سياسة وهي الاستفادة من تواجد الإسرائيليين في الخارج(للعمل - والتجارة – والدراسة - والسياحة) وانتقاء بعض من هؤلاء " لمعاونة " ضباط الموساد في تلك الدولة، خاصة فيما يتعلق بعمليات (الاستطلاع والمراقبة) وما شابه.. * عندما يكون العميل/ المجند يهوديا : تعتمد ( الموساد ) إلى حد بعيد على الطوائف والمنظمات اليهودية المنتشرة في أكثرمن سبعين بلدا في أنحاء العالم ، في تجنيد العملاء وجمع المعلومات وتستفيد ( الموساد ) من وجود عدد كبير من اليهود المنتشرين في أنحاء العالم من أجل التخطيط لعمليات والحصول على بعض المعلومات الأساسية لتحركاتها، خصوصا من المتعاطفين مع الحركة الصهيونية وإسرائيل، وتستهدف الحركة الصهيونية تسخير المجتمعات اليهودية وتأمين تعاون غير اليهود عن وعي لخدمة أغراضها، ولذلك فهي تقوم بمحاربة اندماج اليهود في المجتمعات، أو تعمل على تنمية شعورهم بالانفصال كما تستفيد الموساد من اليهود الذين يتمتعون "بمراكز حساسة" داخل الحكومات والجيوش الأجنبية حيث يشكل هؤلاء دعامة للموساد التي تعمل على تجنيدهم وربط علاقة معهم. - دوافع التجنيد: وتبذل ( الموساد ) جهودا كبيرة لاستغلال النعرات العرقية والدينية اليهودية وإثارة المشاعر السامية كما تستخدم الابتزاز والمال وفرص القيام بأعمال تجارية أو إطلاق سراح يهودي من السجن . أيضا نوع من الدوافع لدى عملائها اليهود خاصة من لهم ميول يهودية عنصرية أو دينية أو من المؤيدين للصهيونية والذين يكرهون معاداة السامية، والذين لهم ميول معادية للعرب، من اجل تجنيدهم للعمل في صفوفها. إن (الموساد) تختار عملاءها بشكل عام في الخارج من بين أشخاص من ذوي اصل يهودي. - الجاليات اليهودية في العالم: إن ضباط الموساد يعملون بشكل عام بصورة سرية في أوساط الجاليات اليهودية، وقد تلقوا تعليمات بالعمل في منتهى الحذر، كي يمنعوا أي إحراج وارتباك لإسرائيل من قبل جهات معادية، للصهيونية، وهناك حوالي 500 منظمة في العالم تغذي الموساد الصلات بها باستمرار وتستخدم كقنوات لانسياب المعلومات والمواد المضللة والدعاية. - يهود العالم: يتم استقطاب يهود العالم خاصة اليهود الأمريكيين والشباب منهم من خلال تنظيم رحلات إلى إسرائيل بتذاكر مخفضة وانضمامهم إلى معسكرات (الجدناع) ، وهذه المعسكرات تم تدريب بعض "الفلاشا" فيها تمهيدا لإرسالهم في ( مهمات ) إلى أفريقيا. كما تقوم الموساد باختراق المنظمات اليهودية (غير الصهيونية)، على نطاق البلد الواحد، أو الدولية كما تقوم الموساد أيضا ( بالتسلل ) إلى العناصر اليهودية المعادية للصهيونية بهدف تحييدها، ورغم كل الاحتياطات التي اتخذتها الموساد، إلا إنها عانت الفشل في – كثير من المحاولات - وروى بعض اليهود الأمريكيين محاولات تجنيدهم من قبل الموساد وابلغوا السلطات الأمريكية حيث أن هناك مخاطر أمنية من انقسام ولاء الشخص (توزع الولاء) لإسرائيل وللدولة التي يحمل جنسيتها، وبالرغم من ادعاءات الموساد إنها تبتعد في عملية التجنيد عن (الكنيس) والمنظمات المحلية اليهودية لأن هذه الأماكن حسب وجهة نظر الموساد هي محط أنظار عملاء الوكالات الآمنة، لكن هناك اكثر من مثال يوضح زيف ادعاءات (الموساد) هذه حيث استخدمت الموساد يهود من النرويج والدنمارك والسويد في عملية ( ليلياهمر) الفاشلة عام 1973 واتضح ذلك من اعتقال ومحاكمة فريق الاغتيال الذي قتل (احمد بوشيكي) المغربي الأصل .. وقد جند هؤلاء اليهود المحليون لتنفيذ عمليات القتل .. لقد ذكرت (ماريان) في المحكمة في أوسلو " لقد طلب مني أن أقوم بخدمة ( لدولة إسرائيل) ، فشعرت بأنني مضطرة للقيام بذلك لأنني لم أقم بتأدية الخدمة العسكرية " كما أن تجنيد (بولارد) اليهودي محلل المعلومات في المخابرات البحرية الأمريكية لهو دليل آخر .. وهناك سلسلة طويلة من الأمثلة. إن أغلبية مجندي الموساد في الساحات الخارجية، هم من بين يهود تلك الدول، أو من الذين هم من اصل يهودي، وبذلك تعمل الموساد على زعزعة ولاء – مواطني – تلك الدولة – لبلدانهم – وتحاول الموساد باستمرار الادعاء بأنها لا تقو م بتجنيد عملاء يهود. ونشير في هذا المجال ... ، أيضا أن هناك جهازا استخباريا إسرائيليا لتجنيد اليهود (وتقديمهم كمجندين للموساد)، إن هناك دائرة سرية أخرى عرفت باسم (هيئة الخدمة السرية) ، وهناك اسم آخر لها – الشائع – في معظم المصادر (مصلحة يهود العالم)، هدفها التنسيق بين كافة الوكالات اليهودية في العالم بهدف نشر الأيديولوجيا العنصرية الصهيونية تحت سواتر النوادي الرياضية (المكابي) والنوادي الاجتماعية ومعسكرات الشباب بهدف تجنيد الصالحين منهم للعمل في الموساد. إن تجنيد اليهود لصالح الموساد - غالبا ما يتم عبر - المنظمات والوكالات اليهودية - التي تضع في خدمة الموساد عددا من المتعاونين والعملاء والذين يخدم بعضهم داخل أجهزة المخابرات الأجنبية، وتستغل الموساد وجودهم – هناك – من اجل الحصول على الوثائق السرية (كما حدث مع بولارد .. وغيره). - انتقاء وتصنيف العملاء اليهود: وحتى تنتقي الموساد عملاءها من بين اليهود فهناك (ذاتية) لكل يهودي يعيش خارج إسرائيل وكل هذه المنظمات اليهودية والصهيونية بالإضافة إلى الذاتيات تساعد جهاز الموساد في انتقاء عملائه من هؤلاء اليهود المنتشرين في العالم .. ويصنف هؤلاء العملاء اليهود إلى ما يلي: أ- علماء، وخبراء، رجال سياسة، أساتذة جامعات، باحثون .. الخ. أي رجالات ذوي مراكز مهمة وحساسة، وهذا العميل من هذا الصنف لا يمر بمراحل اختبار وتجارب، إنما يقوم بالتشاور معه في كثير من الأمور التي من الممكن أن تخدم إسرائيل والحركة الصهيونية من خلال موقعه (الوظيفي والأكاديمي)، كما تقوم الموساد بتزويده بما يلزم من معلومات لتقوية مركزه أو (تنويره) بما يحتاج إليه. ب- عملاء يهود مهمتهم جمع المعلومات، سواء كانت عن العرب، أو بعض التنظيمات اليسارية في تلك الدولة .. لتستطيع الموساد استغلال تلك المعلومات وأحيانا تقدمها إلى الجهات الحاكمة للحصول على (ثمن مقابل ذلك). ج- عملاء يهود للقيام بتنفيذ المهمات الخاصة وهؤلاء لابد أن يمروا بمراحل تدريبية وتجارب خاصة. د- عملاء يهود يزرعون في المؤسسات الحكومية والخاصة في الدول الأجنبية وأحزابها. ه- عملاء يهود من دول أجنبية يزرعون في الوطن العربي من خلال تسهيل ازدواجية الجنسية ومن خلال شركات بلدانهم في الوطن العربي. - تشغيل العملاء اليهود: كما تقوم الموساد باستغلال عملائها من اليهود مواطني البلاد الأجنبية للقيام (بعمليات الاختيار وتنمية العلاقات مع الأفراد المطلوب تجنيدهم) كذلك القيام ببعض المقابلات السرية لتوصيل تعليمات المركز إلى العملاء أو القيام بمراقبة هؤلاء العملاء لمعرفة نشاطهم واتصالاتهم، بل والأخطر من ذلك تستغلهم في شبكاتها التخريبية. ألم تستعمل (اليهود المصريين) للتخريب في مصر، وعملية سوزانا وغيرها من العمليات لخير دليل على ذلك؟ ألم تستعمل الاستخبارات الإسرائيلية اليهود العراقيين في عملياتها التخريبية مع بداية تأسيس الموساد عام 1951 ؟ - يهود البلدان العربية: أما فيما يتعلق باليهود الذين هاجروا من بلدان عربية إلى "إسرائيل" حيث ولدوا وتعلموا في البلدان العربية، ويبدو عليهم انهم عرب اكثر منهم إسرائيليين في حديثهم وتصرفاتهم، فانه يتم تجنيد عملاء إسرائيليين من هؤلاء، ويزودون بوثائق تحقيق شخصية – بجوازات سفر – عربية أو غربية ويرسل هؤلاء - كعملاء - يتم زرعهم في الدول العربية – خاصة دول الطوق – أو يرسلون كمواطنين من دول أوروبية ، ليزرعوا في الوطن العربي. لقد نجحت ( إسرائيل ) في قصة واحدة في عملية زرع يهودي ممن كانوا في البلاد العربية وهو ( ايلي كوهين ) حيث تم زرعه في سوريا وكشف أمره واعدم، وبالرغم من ادعاءات الموساد المتكررة أنها زرعت ( يهودا عربا ممن كانوا في البلاد العربية ) - يهودي عراقي – في منظمة التحرير الفلسطينية، أو في بلدان عربية، لكننا نعتقد أن ذلك كان من ضمن ( الحرب النفسية ) .. ، لقد رويت قصص كثيرة عن أن ذلك الشخص والذي كان يعيش في تلك الخيمة في منطقة كذا في الضفة الغربية ظهر بعد حرب 1967 ضابطا .. هذه قصص وشائعات لم تثبت كحقائق، ولكن قد يستعمل هؤلاء في مهمات محددة مقيدة الأجل، لقد حاولت الموساد اكثر من مرة إرسال يهود ممن كانوا في البلاد العربية من الذين يعيشون في فلسطين المحتلة حاليا إلى دول أوروبية للالتقاء بمناضلين عرب وفلسطينيين على أساس انهم مسيحيون فلسطينيون ولكنهم كانوا يكشفون بسهولة لان مسيحي فلسطين معروفون جيدا ومن السهل التعرف على كل من يدعي انه مسيحي من قرية كذا في الجليل .. وذلك لتواجد مناضلين مسلمين ومسيحيين من مختلف القرى في منظمة التحرير الفلسطينية، ولوجود ارشيفات إحصائية ومعلوماتية لدى الأجهزة الفلسطينية والعربية. لقد اكتشفت التنظيمات الوطنية اللبنانية حالات تجسس للموساد من بين يهود لبنان القاطنين في لبنان، وتم إعدام ( د. ايلي حلاق ) اللبناني – اليهودي – والذي يحمل الجنسية الفرنسية، ويقيم في بيروت، والذي كان يدير شبكة للموساد في بيروت، وتحاول الموساد بكثافة إيجاد شبكة لها من بين اليهود المقيمين في سوريا والعراق. إن تلك المحاولات لم تصادف نجاحات باهرة، وان كانت قد فأوجدت لها شبكة في المغرب مثلا وعبرها يتم انتقال هؤلاء اليهود العملاء من اليهود المغاربة أعضاء شبكة الموساد إلى شمال إفريقيا .. مثلا، ولكننا نعتقد أن اليهود ممن كانوا في البلاد العربية – المهاجرين إلى إسرائيل – يتم نقلهم بوساطة الموساد إلى دول عربية، ليس بوساطة جوازات سفر عربية، أو غطاء انهم كمواطنين عرب في تلك الدول أو في دول عربية أخرى بل بجوازات سفر أوروبية غربية وأمريكية وكندية، وفي شركات متعددة الجنسيات، وبشكل خاص امريكية، أي يصل عملاء الموساد كأمريكان وكأوروبيين وفي شركات أجنبية وهذا يتطلب من أجهزة الأمن العربية التحقق من هؤلاء ومن نشاطاتهم، ويتطلب أيضا التحقق من كل الشركات الأجنبية المنتشرة في عواصم البلدان العربية. الحلقة الثالثة • عندما يكون العميل / المجند أجنبيا ( أو ) فلسطينيا ( أو ) عربيا. أولا :- عندما يكون العميل / المجند أجنبيا : - تقوم ( الموساد ) بتجنيد ( نوعيات ) من الأجانب الذين يزورون ( إسرائيل ) ، أو بوساطة ضباط محطاتها في دول متعددة ، ويتم التجنيد بشكل مباشر لصالح ( الموساد ) ، أو في حالات عديدة تستخدم ( الموساد ) – هويات مزورة – أو ما نطلق علية ( إعلانات زائفة ) كأن يتظاهر ضابط الموساد – بأنة يعمل لحساب حلف شمال الأطلسي ، ويقوم بتجنيد هذا الأوروبي – أو – ذاك لصالح – استخبارات الحلف – ويستخدمون هذا الاسلوب بشكل خاص ، لتجنيد أوروبيين يعملون – أو للعمل كعملاء في البلدان العربية . وفي أثناء محاكمة العميل الإسرائيلي " لوتست " في القاهرة … صرحت زوجته " فالتراود " المتهمة بمشاركته في التجسس " أن زوجها ابلغها أنة يعمل لصالح حلف الناتو فإنها ساعدته على هذا الأساس .. " وقد حكمت حكما خفيفا ( 3 سنوات ) على هذه التهمة بينما حكم على زوجها بالسجن المؤبد. ويستخدم موظفو ( الموساد ) في هذا المجال وبشكل واسع ، التشهير والرشوة والمشاعر القومية أو الدينية ويقع في شباكهم عادة خدم المطاعم والبارات والفنادق والمحطات التلفونية ، وسكرتيرو مختلف الدوائر والسواقون وخدم ابرز رجالات الدولة ، والعناصر الملفوفة طبقيا وتشترك أل CIA بتجنيد عناصر أجنبية وترسلهم في ( تدريب عملي ) إلى الدول العربية ، ثم تقوم بتسليم متابعتهم وتشغيلهم بعد ذلك للموساد ليمارسوا – أي هؤلاء العملاء – أعمالهم في بلدانهم حيث يقدمون هناك خدمات نشطة ( للموساد ) – ومن أمثلة ذلك ( فرسان العباءة والخنجر ) في أمريكا اللاتينية . إن أل CIA تشترك مع الموساد في تجنيد أجانب ، لصالح ( الموساد ) خاصة في الدول العربية ويعتبر العميل / جون تاكر – الأسترالي – مثالا على ذلك.. فقد قاتل هذا العميل في صفوف القوات الأمريكية في فيتنام ، وبعد عودته إلى استراليا جند لصالح ( الموساد ) في استراليا ، ( واصبح من كبار تجار المخدرات في استراليا ) وارسلتة ( الموساد ) – إلى بيروت – وقتل هناك وهو يقاتل مع الكتائب عام 1976 ضد الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية . وتقوم ( الموساد ) بدراسة كل شخص ، تقع علية عيون ( الموساد ) ، من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، ... الخ قبل تجنيده ، وتركز الموساد في تجنيدها للعملاء على : I- الخبراء والمهنيون ورجال ذوو مراكز حساسة : 1- مد الموساد بالمعلومات عن بلادهم ومراكزهم في جميع النواحي . 2- القيام بسرقة التكنولوجيا المتقدمة والحديثة . 3- الزرع داخل البلدان العربية تحت أسماء مختلفة . 4- إبداء التعاطف مع الدول العربية وبناء مؤسسات موالية لها . 5- إبداء تعاطف وتعاون مع المقاومة الفلسطينية والدخول في جميع مجالاتها . 6- خبراء عسكريين وشركات بناء يزورون الدول العربية لمساعدتها في بناء المعسكرات والمطارات وتقديم الخبرة لهم في المجال العسكري … الخ . ب- ضباط الارتباط ورجال هيئة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي … الخ من هيئات دولية وعالمية واستغلال أوضاعهم . ج- الدبلوماسيون الأجانب في الدول العربية والاشتراكية وخاصة الملحقين العسكريين . د- المراسلون والصحفيون الأجانب حيث أن لهؤلاء تسهيلات في تحركاتهم ومقابلاتهم وخاصة مع الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى المعلومات العسكرية والسياسية المتميزة التي يحصلون عليها خاصة من المقابلات والمشاهدات . ه- مهربو السلاح وخاصة من لهم علاقة مع الفلسطينيين لمعرفة ما يحتاجونه من سلاح وطرق التهريب … الخ ، وعند الحاجة تقوم إسرائيل بتزويدهم بالسلاح الخفيف لتوصيله للحكومات الدكتاتورية في العالم لقمع حركات التحرر أو مساندة حركات مناهضة للحكومات الثورية ، ومقابل ذلك يكون للموساد اليد الطولى داخل تلك البلاد والحركات . و- الأحزاب والحركات والمنظمات والعصابات والمافيا العالمية لا يهم الاتجاه إن كان يمينيا أو يساريا ، المهم إنها تخترقه لتجمع المعلومات واستغلالها لحين الحاجة وخاصة ممن لهم علاقة مع الفلسطينيين . ومن بين هؤلاء تحاول ( الموساد) تجنيد عملاء لها. * عندما يكون العميل/ المجند فلسطينيا (أو) عربيا . يتم تجنيد عملاء فلسطينيين – وعرب - لصالح (الموساد) إما: I- داخل الأرض المحتلة - حيث تحتل إسرائيل كل الأرض الفلسطينية - وهضبة الجولان السورية والتي يعيش فيها ( اكثر من 25 ألف مواطن سوري) ، بالإضافة إلى مزارع شبعا في الجنوب اللبناني. المعروف أن ثلث ضباط الموساد يعملون داخل الأرض المحتلة بالتنسيق مع (الشين بت) ، وذلك لتدريبهم أولا على( الاختلاط الفلسطيني ) وفهم عقليتهم ، ولتجنيد العملاء من بين صفوفهم ، ولتعليمهم اللغة العربية (واللهجة الفلسطينية) ، وتقضية فترة (تدريب عملي). ويطلق على ضباط الموساد هؤلاء- في الأرض المحتلة اسم (المخابرات الخارجية) ، وبشكل خاص يتابعون بالإضافة إلى تجنيد واختيار عملاء - شبكات وعملاء في " دول الطوق " ودول الخليج العربية ، حيث تشترك الموساد - والاستخبارات العسكرية في العمل في هذه الساحات المفتوحة لكلا الجهازين ، أو ما يطلقون عليه (عمليات عبر الحدود) ، ضمن تنسيق بينهما ، عبر لجنة رؤساء الأجهزة (فاعادات) ، وتساعد "الشين بت" (الموساد) في اختيار وتجنيد العملاء من الذين يترددون على تلك الساحات والذين لهم عائلات في الداخل وغالبا ما يتم تهديدهم بعائلاتهم ومن الذين يزورون الأرض المحتلة . أو من الطلبة العرب الذين يقيمون في الأرض المحتلة ويدرسون في الجامعات العربية أو الأجنبية أو من المقيمين في الأرض المحتلة ، وكذلك الإشراف على (العملاء المزدوجين) ، كما يتم التجنيد من بين المهربين- بعد إلقاء القبض عليهم أو مقابل تسهيل أعمالهم ، وبعض هؤلاء المهربين هم من أوساط البدو ، أومن المقيمين في القرى الحدودية. II- خارج الأرض المحتلة : حيث يتواجد الفلسطينيون والعرب بهدف الإقامة أو الدراسة أو العمل ، ويتم الاختيار والتجنيد بواسطة ضباط " الموساد " العاملين في المحطات الخارجية ، وأحيانا تساعد أجهزة الأمن الأجنبية في تجنيد فلسطينيين وعرب لصالح الموساد كما يحدث في ألمانيا مثلا ، من بين المتقدمين لطلب اللجوء السياسي"في برلين" كما تساعد ال CIA في ذلك أيضا ، ويتم تشغيل هؤلاء العملاء في الساحات التي تم تجنيدهم فيها ، أو يتم إعدادهم وتحضيرهم للعودة إلى أوطانهم ، حيث تكون هناك مهماتهم التجسسية لصالح (الموساد) أو إلى دول عربية أخرى ( ويقوم جيش عملاء لحد الفارين من الجنوب اللبناني إلى إسرائيل بدور كبير في هذا المجال ، لقد استطاعت الموساد تجنيد عرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وبشكل خاص بواسطة الاغراءات المالية (مرتبات ، مكافآت ، أو سلف مالية) أو للإفراج عن حساباتهم المجمدة في البنوك منذ عام 1948 أو مقابل جمع شمل العائلة المشتتة بسبب الاحتلال أو مقابل تخفيض فترة أحكامهم بالسجن ، أو" الغيرة والتنافس والخوف والخلافات والصراعات العشائرية ، أو خلق نقاط ضعف فيهم – كالشذوذ الجنسي- أو الاغتصاب أو التهديد بالفضيحة. وبشكل عام … فان " الموساد " تستغل كل الدوافع والتي تتركز بشكل أساسي- في الاغراءات المالية .. وبالرغم من ذلك ، فان المخابرات الإسرائيلية لم تستطيع أن تنشر شبكة واسعة وكثيفة من العملاء رغم محاولاتها ذلك ، ورغم ادعاءاتها المتكررة ، وحتى أن رجال المخابرات الإسرائيلية السريين جدا ، وذوي المستوى الاستراتيجي … أمثال كوهين في سوريا ، فكانت هيئات مكافحة التجسس العربية تكشفهم بسرعة نسبيا . إن السبب الرئيسي لاطلاع القيادة العسكرية الإسرائيلية - على وضع القوات المسلحة العربية يعود إلي مشاركة جملة من بلدان حلف شمال الأطلسي ودوائر مخابراتها ، ومساعدتها الأساسية إلى إسرائيل ولذلك فان الموساد والإسرائيليين لا يعتبرون المجندين العرب مصادر يعتمد عليهم وذلك لأن دافعه الحصول على المال ولأن العميل العربي في نظر الإسرائيليين دائما ما يميل إلى المبالغة والى إبلاغ عائلته بعمله مع المخابرات الإسرائيلية ، أو الى تجنيد أفراد العائلة - ليعملوا كمساعدين له - بهدف الحصول لهم على " مرتبات " من الضابط الذي يتابعه . من كل ما ورد سابقا يؤكد الباحث ( الدكتور سمير محمود قديح ) على أن تجنيد العملاء -الفلسطينيين والعرب - وتدريبهم وتوجيههم أيضا ، يختلف اختلافا واسعا باختلاف الهدف ، ومنطقة العمليات ، وقيادة العملية في مركز الرئاسة وبالرغم من أن هناك مقياسا معينا يسري على تنفيذ العمليات ، لكن يبدو أن ضباط (الموساد) يتمتعون بحرية عمل (كبيرة) في إدارة العمليات ولا توجد تعليمات متشددة – تتطلب – موافقة - محددة من مركز الرئاسة لتجنيد - أي عميل عربي- من هنا نعتقد ، انه لا يوجد في (الموساد) - قانون ثابت - لاختيار العميل ولكن الهم من ذلك كله الفحص هو الفحص هو (الفحص والدورات) التي يخضع لها العميل الجديد والتأكيد يختلف(إعداد) و(توجيه) و(وتدريب) و(تشغيل) و(الاتصال) بالعميل الإسرائيلي واليهودي- الأجنبي- عن العملاء العرب والفلسطينيين.

التعليقات