رجل الظل..قصة اغتيال الشهيد عاطف بسيسو بقلم:عبدالله عيسى
من ملفات المخابرات الفلسطينية
قصة اغتيال الشهيد عاطف بسيسو
رجل الظل
إثبات الوجود…
بقلم:عبد الله عيسى
"في 8 حزيران 1992 انطلقت رصاصات غادرة في ليل باريس إلى راس عاطف بسيسو, من مسدس كاتم للصوت, غير أن الرصاصات التي لم يسمع أحد في الشارع أمام فندق"الميرديان" صوتها, دوت خلال ساعات في العالم كله لتتحدث وسائل الإعلام عن قيادي فلسطيني لم يسمع به كثيرون, حتى أن شعبنا في الأرض المحتلة استقبل الحدث بدهشة, و الضجة التي ثارت حول اغتياله بدهشة اكبر, فلم يكن وجها معروفا لدى وسائل الإعلام, اختار الظل طوال حياته و نضاله في الثورة الفلسطينية و حاولت إسرائيل طمس الحقيقة و إبعاد الشبهة عن نفسها, و لكن الحقيقة ظهرت و الخيوط أوصلت للجهة الحقيقية التي دبرت عملية اغتيال عاطف بسيسو الذي وصفه " أبو عمار" بـ " البطل القومي ", و يستطيع القارئ تقدير حجم الخسارة بسقوط عاطف بسيسو بعد أن يطلع من خلال الحلقات المسلسلة لـ " رجل الظل " على القدر الذي استطعنا تقديمه للقارئ و الذي سمح بنشره..و تبقى جوانب و إنجازات عظيمة في حياة عاطف بسيسو ستجد طريقها يوما للمعرفة العامة و النور,و الذي يعتبر أسطورة أمنية فلسطينية يعترف بها الأعداء و الأصدقاء,آمن بحق شعبه بالحياة حتى قدم حياته بزهد المؤمنين كي يرى شعبه دولة مستقلة لم يستطع أن يراها بنفسه , فكانت المرارة اكبر في نفوس أحبائه و زملاؤه في الرحلة الطويلة, رحلة الشجاعة و الإقدام في حرب الأشباح بلا هوادة انطلاقا من الأراضي الرملية المتحركة و الصخرية الصلبة و في كل الظروف نحو الهدف, و بعد أن اعد عاطف بسيسو تصورا للأمن الفلسطيني, و كلما تعثرت الرحلة على ارض الوطن شعر الرفاق بحاجتهم إلى وجود" أبو إياد "و عاطف بسيسو بينهم, لان فرحة إقامة الدولة بدونهم تبقى فرحة حزينة مكتومة بالدموع و الآلام".
بعد عام 1967 بدأت حركة "فتح" تشعر بأهمية وجود جهاز أمن لحماية الثورة الفلسطينية, خاصة أن المخابرات الإسرائيلية نشطت في دفع العملاء و تجنيدهم لاختراق الثورة الفلسطينية,من خلال سيل المتطوعين الذين وفدوا على قواعد حركة " فتح " و التنظيمات الفلسطينية في الأردن, لكن هذا التوجه لم يكن سهلا في البداية بسبب حساسية الشعب الفلسطيني الذي كان يعاني من الاضطهاد , و خاصة على مستوى الثورة الفلسطينية بتقبل العمل الأمني ألمخابراتي, فلجأت حركة " فتح " إلى تسميات حاولت بها الابتعاد عن الحساسيات مثل" الرصد
"و " الأمن و المعلومات " و غير ذلك..
كما كان الهدف الاستطلاع خلف خطوط العدو و رصد تحركاته العسكرية و كان من ابرز المؤسسين زكريا عبد الرحيم-أبو يحيى و هاني الحسن, عضو اللجنة المركزية لحركة " فتح ".
تم تأسيس جهاز" الانضباط العسكري" بعد معركة الكرامة و تولى مسئوليته زكريا عبد الرحيم و موسى عرفات ثم في عام 1969 تولى ذلك هاني الحسن.
في تلك الفترة قامت أيضا حركة " فتح " بتشكيل التنظيم الطلابي في لبنان, و لكن سرعان ما قام المكتب الثاني بالقضاء على هذا التنظيم و إلقاء القبض على رموزه , نتيجة لان التنظيم لم يتخذ قواعد السرية المطلقة في عمله.
فتقرر إعادة ترتيب الوضع التنظيمي لحركة " فتح " في لبنان, و تقرر تأسيس اللجان الطلابية, و كلفت لجنة مكونة من " لمعي قمبرجي و أميل خوري " بإعادة البناء التنظيمي لحركة " فتح " في لبنان, فقاموا بتشكيل لجنة طلابية بسرية مكونة من ثلاثة أشخاص:"نزار عمار, عاطف بسيسو و سمير أبو غزالة "الحاج طلال" .
و قامت هذه اللجنة بتشكيل التنظيم الطلابي لحركة " فتح", فأسسوا لجنة التنظيم للجامعة الأمريكية في بيروت , و لجنة" جامعة بيروت العربية ", و كان من ضمن هذه اللجنة " طارق أبو رجب ".
شكلوا خلايا خماسية منفصلة عن بعضها , إضافة إلى لجان التنظيم في معاهد " الاونروا " مثل معهد " VTC"و معاهد الاونروا للتدريب المهني, فتشكلت نواة التنظيم السياسي من التنظيم الطلابي .
كانت مهام التنظيم تحديد كوادر طلابية إعلامية,لمهام طباعة و توزيع البيانات الصادرة عن قوات العاصفة على وسائل الإعلام بسرية مطلقة, فكان نزار عمار يتولى تزويد ثلاثة صحف,و أبو غزالة ثلاث صحف و عاطف بسيسو ثلاث صحف أخرى.
و كان توزيع النشرات و البيانات على الصحف سرا دون احتكاك مباشر مع الصحافة.
إضافة إلى توزيع كتيبات حركة " فتح " الأساسية على الشخصيات السياسية, ثم تطور هذا العمل إلى إقامة علاقات " المساندين" من اللبنانيين للثورة الفلسطينية و لحركة " فتح " , في الوسط السياسي و الإعلامي, و هذه المهام أوكلت للآخرين من الكوادر في حركة " فتح ".
و في أوائل عام 1968 وصل صلاح خلف " أبو اياد " إلى بيروت قادما من عمان و معه تكليف من اللجنة المركزية لحركة " فتح " بتشكيل جهاز أمن أطلق عليه اسم " الرصد الثوري ".
و في البداية قام "إميل خوري "و " لمعي قمبرجي" بترشيح" نزار عمار " ليفرز من التنظيم للعمل مع جهاز الرصد الثوري برئاسة" أبو أياد ". كما أضيف عاطف بسيسو كاسم آخر..
قصة اغتيال الشهيد عاطف بسيسو
رجل الظل
إثبات الوجود…
بقلم:عبد الله عيسى
"في 8 حزيران 1992 انطلقت رصاصات غادرة في ليل باريس إلى راس عاطف بسيسو, من مسدس كاتم للصوت, غير أن الرصاصات التي لم يسمع أحد في الشارع أمام فندق"الميرديان" صوتها, دوت خلال ساعات في العالم كله لتتحدث وسائل الإعلام عن قيادي فلسطيني لم يسمع به كثيرون, حتى أن شعبنا في الأرض المحتلة استقبل الحدث بدهشة, و الضجة التي ثارت حول اغتياله بدهشة اكبر, فلم يكن وجها معروفا لدى وسائل الإعلام, اختار الظل طوال حياته و نضاله في الثورة الفلسطينية و حاولت إسرائيل طمس الحقيقة و إبعاد الشبهة عن نفسها, و لكن الحقيقة ظهرت و الخيوط أوصلت للجهة الحقيقية التي دبرت عملية اغتيال عاطف بسيسو الذي وصفه " أبو عمار" بـ " البطل القومي ", و يستطيع القارئ تقدير حجم الخسارة بسقوط عاطف بسيسو بعد أن يطلع من خلال الحلقات المسلسلة لـ " رجل الظل " على القدر الذي استطعنا تقديمه للقارئ و الذي سمح بنشره..و تبقى جوانب و إنجازات عظيمة في حياة عاطف بسيسو ستجد طريقها يوما للمعرفة العامة و النور,و الذي يعتبر أسطورة أمنية فلسطينية يعترف بها الأعداء و الأصدقاء,آمن بحق شعبه بالحياة حتى قدم حياته بزهد المؤمنين كي يرى شعبه دولة مستقلة لم يستطع أن يراها بنفسه , فكانت المرارة اكبر في نفوس أحبائه و زملاؤه في الرحلة الطويلة, رحلة الشجاعة و الإقدام في حرب الأشباح بلا هوادة انطلاقا من الأراضي الرملية المتحركة و الصخرية الصلبة و في كل الظروف نحو الهدف, و بعد أن اعد عاطف بسيسو تصورا للأمن الفلسطيني, و كلما تعثرت الرحلة على ارض الوطن شعر الرفاق بحاجتهم إلى وجود" أبو إياد "و عاطف بسيسو بينهم, لان فرحة إقامة الدولة بدونهم تبقى فرحة حزينة مكتومة بالدموع و الآلام".
بعد عام 1967 بدأت حركة "فتح" تشعر بأهمية وجود جهاز أمن لحماية الثورة الفلسطينية, خاصة أن المخابرات الإسرائيلية نشطت في دفع العملاء و تجنيدهم لاختراق الثورة الفلسطينية,من خلال سيل المتطوعين الذين وفدوا على قواعد حركة " فتح " و التنظيمات الفلسطينية في الأردن, لكن هذا التوجه لم يكن سهلا في البداية بسبب حساسية الشعب الفلسطيني الذي كان يعاني من الاضطهاد , و خاصة على مستوى الثورة الفلسطينية بتقبل العمل الأمني ألمخابراتي, فلجأت حركة " فتح " إلى تسميات حاولت بها الابتعاد عن الحساسيات مثل" الرصد
"و " الأمن و المعلومات " و غير ذلك..
كما كان الهدف الاستطلاع خلف خطوط العدو و رصد تحركاته العسكرية و كان من ابرز المؤسسين زكريا عبد الرحيم-أبو يحيى و هاني الحسن, عضو اللجنة المركزية لحركة " فتح ".
تم تأسيس جهاز" الانضباط العسكري" بعد معركة الكرامة و تولى مسئوليته زكريا عبد الرحيم و موسى عرفات ثم في عام 1969 تولى ذلك هاني الحسن.
في تلك الفترة قامت أيضا حركة " فتح " بتشكيل التنظيم الطلابي في لبنان, و لكن سرعان ما قام المكتب الثاني بالقضاء على هذا التنظيم و إلقاء القبض على رموزه , نتيجة لان التنظيم لم يتخذ قواعد السرية المطلقة في عمله.
فتقرر إعادة ترتيب الوضع التنظيمي لحركة " فتح " في لبنان, و تقرر تأسيس اللجان الطلابية, و كلفت لجنة مكونة من " لمعي قمبرجي و أميل خوري " بإعادة البناء التنظيمي لحركة " فتح " في لبنان, فقاموا بتشكيل لجنة طلابية بسرية مكونة من ثلاثة أشخاص:"نزار عمار, عاطف بسيسو و سمير أبو غزالة "الحاج طلال" .
و قامت هذه اللجنة بتشكيل التنظيم الطلابي لحركة " فتح", فأسسوا لجنة التنظيم للجامعة الأمريكية في بيروت , و لجنة" جامعة بيروت العربية ", و كان من ضمن هذه اللجنة " طارق أبو رجب ".
شكلوا خلايا خماسية منفصلة عن بعضها , إضافة إلى لجان التنظيم في معاهد " الاونروا " مثل معهد " VTC"و معاهد الاونروا للتدريب المهني, فتشكلت نواة التنظيم السياسي من التنظيم الطلابي .
كانت مهام التنظيم تحديد كوادر طلابية إعلامية,لمهام طباعة و توزيع البيانات الصادرة عن قوات العاصفة على وسائل الإعلام بسرية مطلقة, فكان نزار عمار يتولى تزويد ثلاثة صحف,و أبو غزالة ثلاث صحف و عاطف بسيسو ثلاث صحف أخرى.
و كان توزيع النشرات و البيانات على الصحف سرا دون احتكاك مباشر مع الصحافة.
إضافة إلى توزيع كتيبات حركة " فتح " الأساسية على الشخصيات السياسية, ثم تطور هذا العمل إلى إقامة علاقات " المساندين" من اللبنانيين للثورة الفلسطينية و لحركة " فتح " , في الوسط السياسي و الإعلامي, و هذه المهام أوكلت للآخرين من الكوادر في حركة " فتح ".
و في أوائل عام 1968 وصل صلاح خلف " أبو اياد " إلى بيروت قادما من عمان و معه تكليف من اللجنة المركزية لحركة " فتح " بتشكيل جهاز أمن أطلق عليه اسم " الرصد الثوري ".
و في البداية قام "إميل خوري "و " لمعي قمبرجي" بترشيح" نزار عمار " ليفرز من التنظيم للعمل مع جهاز الرصد الثوري برئاسة" أبو أياد ". كما أضيف عاطف بسيسو كاسم آخر..
التعليقات