جواسيس اسرائيليون يكشفون الوجه الاخر لفيلم ميونيخ

جواسيس اسرائيليون يكشفون الوجه الاخر لفيلم ميونيخ
غزة-دنيا الوطن

ساعدت حفنة ايصالات في كشف النقاب عن أكبر فضيحة للمخابرات الاسرائيلية. حدث ذلك عام 1973 بعد أن قتل جواسيس أرسلوا الي النرويج نادلا اعتقدوا خطأ أنه العقل المدبر لهجوم فلسطيني وقع في دورة الالعاب الاولمبية التي أقيمت قبل ذلك بعام واحد وقتل خلاله 11 رياضيا اسرائيليا.

وربما تمكن القتلة من الهرب لكن واحدا منهم لم يكن عضوا مدربا في المخابرات الاسرائيلية (الموساد) بل كان متطوعا من أصول دنماركية أحضر من الخارج لمهاراته اللغوية. واحتفظ المتطوع بايصالات المصاريف التي أنفقها علي أمل استرداد الاموال. وعندما اعتقلته الشرطة النرويجية أعطاها افادة مكتوبة عن أنشطته أدت الي اعتقال ومحاكمة باقي الفريق بتهمة القتل. لذا شعر مسؤولون مخضرمون في الموساد بالدهشة عندما عرض فيلم ميونيخ للمخرج الامريكي ستيفن سبيلبرغ الذي يدور حول الاحداث التي أعقبت مقتل الرياضيين الاسرائيليين وظهر فيه ضابط في الموساد يأمر العملاء بالاحتفاظ بالايصالات بينما هم متخفون في الخارج. وقال جاد شيمرون عندما سئل عن رأيه في الفيلم انه نسخة تندرج تحت بند اللامعقول من طريقة العمل . وأضاف لرويترز ينتظر من العملاء أن يقدموا ما يدل علي المصاريف التي تحملوها لكن ليس ان كان هذا يعني المخاطرة بكشفهم. يستطيعون بسهولة أن يبلغوا عن مصاريفهم من الذاكرة عندما يعودون الي الوطن ويقبل ذلك علي أساس الثقة .

وكانت هذه واحدة بين شكاوي عدة بشأن الفيلم رددها أناس علي معرفة مباشرة بطبيعة عملية الانتقام الاسرائيلية. ويرسم فيلم سبيلبرغ صورة قاتمة لمصير خمسة رجال أرسلتهم اسرائيل لتعقب وقتل أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية وجهت اليهم أصابع الاتهام في الهجوم الذي حدث خلال دورة الالعاب الاولمبية. والفيلم مقتبس عن رواية الانتقام التي صدرت في عام 1984 وتروي في صورة يوميات اعترافات أحد أفراد فرقة الاغتيال.

ويصور الفيلم فرقة الاغتيال وهي تتحرك في أوروبا والشرق الاوسط دون رقابة تذكر بينما يعاني أفرادها من انعدام الثقة في النفس. وحرص سبيلبرغ علي اضافة جملة تقول ان الفيلم مستلهم فقط من أحداث حقيقية لكن الكثير من الاسرائيليين عبروا عن خيبة أملهم في مخرج هوليوود الذي أخرج فيلم قائمة شندلر عن محارق النازي بعد اجراء أبحاث طويلة.

ويقول دافيد كيمش الذي كان مسؤولا كبيرا في الموساد خلال السبعينيات أعتقد أنها مأساة أن يبني شخص في مكانة ستيفن سبيلبرغ الذي أخرج أفلاما رائعة هذا الفيلم علي كتاب يتضمن معلومات خاطئة .

وترتكز معظم انتقادات الاسرائيليين علي تصوير الفيلم للجدل الاخلاقي الذي ينصب علي فرقة الاغتيال. ووصف ضابط سابق في القوات الاسرائيلية الخاصة شارك في عملية اغتيال خطط لها الموساد في الثمانينيات ذلك بأنه أمر خيالي. وقال كلنا أدينا الخدمة العسكرية الالزامية وكلنا خضنا تجارب قتالية وكلنا قبلنا ضرورة الهجوم علي أعدائنا بقوة. اسرائيل دولة تخوض حربا .

وأضاف نحن نذهب ونؤدي المهمة ونأمل في العودة في الوقت المناسب لنتاول الافطار مع أولادنا ونصحبهم للمدرسة .

التعليقات