الشباب الفلسطيني واقع مرير ومصير مجهول..عمر شعبان :الإهمال المتعمد للشباب ممول وممنهج ومخطط له

غزة ـ دنيا الوطن ـ رحمة ثابت

يشكل الشباب المحور الأساسي في الساحة الفلسطينية, نظراً لما يتمتع به من خصائص جسمية وعقلية واجتماعية ونفسية تجعل منهم ذخيرة المستقبل, وقوة لدفع المجتمع إلى الأمام خاصة وأن هذه الفئة تمثل ما نسبته 50% من التعداد السكاني, إلا إنهم وحسب رأي الكثيرين قوبلوا بمزيد من التهميش والإهمال عن قصد بسبب ضعف التخطيط التنموي والبرمجة الموجهة.

فما هي الآثار الناجمة عن تهميش الشباب على صعيد الفرد والمجتمع؟ وأين هو نصيب الشاب الفلسطيني من الموازنة العامة للسلطة والتي وصلت إلى 2.220 مليار دولار للعام 2005م ؟؟!

وكان استطلاع للرأي العام حول التوجهات السياسية للشباب في المجتمع الفلسطيني, أجراه مشروع الحكم الصالح الذي ينفذه بانوراما ـ المركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع, ونشرت نتائجه يوم 3 أيلول 2005م قد كشف بأن 27.2% من الشباب الفلسطينيين الذين استطلعت آرائهم تقلقهم بالدرجة الأولى مشكلة كيفية الحصول على وظيفة, فيما قال 22.6 أنهم يعانون من المشاكل المالية, في حين قال 21.9% أن المشكلة تتلخص في عدم توفر الأمن, فيما رأى 14.2% من الشباب أن الاستقرار الاجتماعي أحد أهم المشاكل البارزة, وقال 25.4% من الذين شملتهم عينة الاستطلاع أنه لو قدر لهم أن يديروا السلطة لمدة شهر فإن القضية الأبرز التي سيسعون إلى حلها ستكون مشكلة البطالة, فيما أجاب 22.6% بأنها مشكلة الأمن وسيادة القانون, ثم إنهاء الاحتلال في المرتبة الثالثة بنسبة 18.7%, وحل الفقر كمشكلة ذات أولوية في نظر الشباب جاءت في المرتبة الرابعة بنسبة 13.6%, ثم التعليم بنسبة 6.7%, كما أن هناك نسبة من الشباب الذين تقلقهم مشكلة قلة الترفيه وذلك بنسبة 4.7% من المبحوثين, في حين صنف البعض مشكلة قلة القيادات الشابة وذلك بنسبة 4.3%, وأخيراً صنف الشباب مشكلتي الرعاية الصحية والسكن كمشكلتين ذات أولوية منخفضة بنسبة لا تتجاوز 2% لكل منهما.

سلاح ذو حدين

أما الباحث التنموي والخبير الاقتصادي عمر شعبان فقد ركز على أهمية شريحة الشباب الفلسطيني, واصفاً إياهم بالموارد البشرية الهامة في مجتمع يفتقر للموارد الطبيعية, فالمجتمع الفلسطيني مجتمع فتيّ يمثل الشباب ما يزيد عن 50% وهي نسبة مرتفعة نظراً لبعض الدول التي تعاني من انخفاض فئة الشباب واضمحلال نسبة المواليد, محذراً من خطورة تهميش هذه الفئة لأنها ستصبح أداة تدمير للمجتمع مشيراً بذلك إلى طريقة تعامل دول العالم الثالث مع الشباب والنظر إليهم على أنهم أزمة يجب حلها وليس ثروة يجب استغلالها.

وأكمل شعبان قائلاً:" الشباب هم سلاح ذو حدين فإذا لم يتم تفعيلهم يصبحوا أحد مصادر المشاكل فهم فئة ليست ساكنة كفئة الكهولة, موضحاً أن أخطر منهجيات العمل هو كيفية النظر للشيء, فإذا نظرنا لهم على أنهم أزمة سيصيبنا العجز عن كيفية الحل والتعامل الأجدى, أما إذا نظرنا لهم على أنهم ثروة فان هذا سيعطيننا نوع من الأريحية في التعامل".

رأس الحربة

وفيما يتعلق بالمشاكل الذاتية والموضوعية التي يعاني منها الشباب الفلسطيني, يرى شعبان أن المشاكل الذاتية لها علاقة بشخصية الشاب نفسه, أما الموضوعية فلها علاقة بالنظام السياسي والقوانين والتشريعات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والاحتلال الذي أسهم في زيادة مشاكل الشباب, وذلك بمنعه من ممارسة هواياته وقدراته والتعبير عن آرائه والتعامل معه على أنه مصدر الخطر, فأصبح الشاب الفلسطيني يشكل رأس الحربة سواءاً كانوا طلاباً أو موظفين أو عمال.

ويأسف شعبان عن رضى بعض الشباب أن يكونوا تابعاً للقيادة الرسمية والتاريخية, وأن يكونوا أداة في يد التنظيمات السياسية بحيث يصبح متلقي للخدمة والتنمية وليس صانعاً ومشاركاً فيها, محملاً المسؤولية للمؤسسات الشبابية التي تنازلت عن شبابية مؤسساتها بتنصيب كبار السن للقيام بإعمالها من أجل الحصول على القليل التكتيكي والاستغناء عن الكثير الاستراتيجي مما أضر بالحركة الشبابية, فحوصرت بالعمل السياسي الفئوي واتصفت بالكهولة وأصيبت بنفس الأمراض التي تعاني منها التنظيمات السياسية التي فشلت بدورها في تنمية مهارات الشباب, واستخدمت الكوبونة والمساعدات الغذائية لشراء ولائهم, وهذا ما قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية أيضا التي لم تتخذ من الشباب شعاراً ومنهجاً لها واكتفت بالحلول المؤقتة, وذلك بعدم وضع الشباب في المكان والبيئة المناسبين للإنتاج مما لا يسمح له بالعطاء, لذلك فان السلطة تفتقر لمنهجية تخطيط التنمية البشرية لأنها لا تقوم على رؤية مجتمعية.

نية مبيتة

وحول ما تشهده الأراضي الفلسطينية من فلتان أمني وحالة من اللاقانون والإهمال المتعمد للشباب, علق شعبان على أن :" هذا الفلتان مموّل وممنهج ومخطط له, ويصب في مصلحة فئة معينة تريد أن توصلنا لمرحلة قناعة أننا غير مؤهلين لإدارة أنفسنا, وذلك عبر تدعيم وتعميم مفاهيم غياب القانون والفوضى, كما أنه لا توجد نية حقيقية لدى بعض دوائر السلطة لحل أزمة الشباب وإنهاء حالة الفساد والفوضى, وهي بدورها تعمد إلى انشغال الشارع الفلسطيني بالقضايا غير الأساسية كي لا يلتفت إلى ما يدور في أروقة الوزارات والمباني الحكومية من عمليات التنصيب وتوزيع الوظائف والأموال والمصروفات الترفية".

مشيراً بذلك إلى أن متوسط المساعدات الدولية للفلسطينيين حسب تقديرات البنك الدولي وتقرير التنمية البشرية لعام 2004م الصادر عن برنامج دراسات التنمية بجامعة بيرزيت تتراوح بين 670 مليون دولار سنوياً خلال السنوات الخمس الأولى من عمر السلطة الفلسطينية "1994م ـ 2000م" حتى وصلت إلى مليار دولار سنوياً خلال السنوات الخمس التالية "2001م ـ 2005م".

وأكمل حديثه قائلاً:" قدرت وزارة التخطيط الفلسطينية أن إجمالي المساعدات التي التزمت بها الدول والجهات المانحة خلال الفترة من "1994 ـ 2003م" بلغت 6708 مليون دولار أي بمعدل 670 مليون دولار سنوياً, وقد سجل العام 2001م أعلى معدل للصرف حيث بلغت المساعدات أكثر من مليار دولار, وسجلت أدنى مستوى لها عام 1998م حيث لم تزد عن 480 مليون دولار, وبلغ مجموع ما استحوذت عليه السلطة الفلسطينية من المساعدات ما نسبته 85% حسب تقديرات وزارة التخطيط حيث يتضح بالتحليل الكمي المباشر أن هذا الحجم من المساعدات من أعلى المستويات في العالم".

ونرى من ذلك أن حجم الدعم الدولي للفلسطينيين وحسب رأي الكثير من المراقبين هو الثاني بعد إسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية من حيث متوسط نصيب الفرد من المساعدات والبالغ حوالي 310 دولار سنوياً.

وينصح شعبان الشاب الفلسطيني بعدم الاعتماد على برامج البطالة, والتي استخدمت من قبل بعض الوزارات وأعضاء من المجلس التشريعي لخلق ولاءات شخصية وصلت في معظم الحالات إلى حد الاستعباد, وهذا بدوره انعكس على أداء السلطة الذي اتسم بالخلل الإداري وعدم المهنية والهشاشة في النظام السياسي, وعدم الوضوح والفلتان الإعلامي والذي ظهر من خلال تصريحات متناقضة لبعض المسؤولين لتسود حالة من الفقر والفلتان والبطالة, والفساد والتي شكلت مربعاً من الرعب.

ذخيرة المستقبل

الدكتور جهاد حمد الباحث في القضايا الاجتماعية والسياسية وأستاذ علم الاجتماع في جامعة الأزهر بغزة يجيب موضحاً بأن علماء الاجتماع اختلفوا في آراءهم العلمية حول تعريف محدد للشباب, فاعتبر البعض أن مرحلة الشباب مرتبطة بفئة عمرية, والبعض الآخر ربطها بالعمل والجهود التي يقوم بها ,إلا انه تم الاتفاق على تعريف الشباب الفلسطيني بأنه:" كل فلسطيني ذكر كان أم أنثى ما بين سن 18ـ 30 من عمره".

ويرى حمد بأن الشباب الفلسطيني هو ذخيرة المستقبل, وان الاستثمار الصحيح تجاههم وتجاه تطورهم وتنمية قدراتهم يخلق مجتمع أفضل من حيث القدرة على إدارة شؤون حياتهم بطرق بعيدة عن العنف والعصبية, منبهاً للأوضاع السياسية في المناطق الفلسطينية والتي بدورها خلقت ظروفاً مليئة بالعنف متأثرةً في ذلك بالاحتلال الإسرائيلي خصوصاً في سنوات الانتفاضة الأخيرة وما نتج عنها من انعكاسات صعبة, مما خلقت عاملاً مؤثراً بشكل دراماتيكي على نواحي ومستويات كثيرة في حياتهم.

وحول أهمية دور التنمية واستخدام التعليم وطرق التكنولوجيا كعامل أساسي من العوامل البنائية لمجتمع الشباب أجاب حمد موضحاً أن للتطورات والتغيرات المجتمعية والتكنولوجيا الحديثة انعكاسات على طبيعة توجهات مجتمع الشباب في فلسطين, وبالتالي تصبح هذه العلاقة أحد المميزات الثقافية والاجتماعية التي تضفي طابعها على مجتمع الشباب.

خصائص ومشكلات

وفيما يتعلق بأهم الخصائص التي تميز المجتمع الفلسطيني يقول حمد:" أن المجتمع العربي وبالأخص الفلسطيني يمتاز عن باقي المجتمعات بنظرته الجدية لأهمية الشباب ودورهم حيث يعتبرون ممثلين للنضال القوي وضحايا لطبيعة الصراع القائم, ونتيجة لذلك فأن التأخير في تنمية وتطوير أوضاعهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية والتعليمية هو أمر عاجل يحتاج لردود وحلول آنية وسريعة ومستقبلية على الصعيد الإنمائي والوقائي والعلاجي لمشاكلهم وظروفهم"

وأشار حمد إلى الظروف الاجتماعية والسياسية الصعبة للشباب الفلسطيني والتي تحتاج منا لدراسات معمقة في مجالات العمل والدراسة والسياسة, والتي بدورها تظهر خصوصية وضعهم في السياق الثقافي الحضاري العام للشعب الفلسطيني باعتبارهم ركيزة هامة لرفد العمل الوطني الفلسطيني بالنشاط والجدية وخلق بذور المقاومة والثبات فهم الأقدر على التضحية والفداء.

وحول سؤال يتعلق بخصائص وسمات مرحلة الشباب وأهم المشاكل التي يعانون منها أجاب قائلاً " تتسم مرحلة الشباب بمجموعة من الخصائص الجسمية والاجتماعية والنفسية والعقلية لذلك فالشباب يعاني جملة من المشاكل التي توازي هذه السمات, كالتناقض بين القيم والمجتمع, وافتقار الهوية الذاتية, والجنس ومشكلاته, والغزو المرتبط بالاحتلال, وضعف التعليم, والتخلف العلمي, وافتقاد التربية السليمة لغرس مفهوم المسؤولية, وافتقاده القدوة الحسنة في مجالات الحياة, وضعف أجهزة الإعلام في رعاية الشباب وتوجيههم, وعجز نوادي الشباب عن أداء دورهم, إضافة إلى الفراغ الفكري والعقلي والعاطفي والرياضي, وتوفر أسباب الانحراف لدى الشباب.

اتهامات متبادلة

أما رئيسة قسم الشباب والرياضة في وزارة التخطيط غادة مهنا فقد ألقت باللوم على الشباب الفلسطيني نظراً لالتفاتهم نحو الثقافات الغربية وعدم توجيههم جيداً, وعدم الوعي بمطالبهم وحقوقهم واحتياجاتهم لذا فمن الضروري التوجه للجهات المعنية والمؤيدة لقضاياهم, كما ألقت باللوم على وزارة الشباب والرياضة واصفة إياها بالمقصرة في طرحها للموضوعات الجيدة, التي تهم الشباب فعلاً وانحصار برامجها في الأنشطة الرياضية والترفيهية والمعسكرات الصيفية.

وأوضحت مهنا أن وزارة التخطيط قد أصدرت خطة للتنمية متوسطة المدى 2005م ـ 2007م والتي هي الآن بصدد تنفيذها, وتقوم الخطة على تعزيز الفعالية الإجمالية للتخطيط الوطني, وتوزيع الموارد في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة, وذلك من خلال توفير التحليل للوضع الراهن والسيناريوهات للتنمية المستقبلية, ووضع أهداف واضحة للتنمية الإنمائية خلال إطار زمني مدته 3 سنوات لتحقيقها, وتعريف مجالات الأولوية للتدخل وتقديم معايير اختيار تتسم بالوضوح والشفافية, واليات لتمديد المشاريع التي تحظى بالأولوية, وإيجاد آليات فعالة للمراقبة وذلك لتمكين السلطة والمانحين من تتبع صرف المساعدات, وتوجيه عملية تعديل المشاريع خلال فترة التطبيق.

وعي الشباب..قاصر

واستكملت حديثها قائلةً:" اشتملت الخطة الحالية على جملة من المشاريع في مجالات الصحة والتعليم والمرافق العامة والبنية التحتية والتي بدورها تعود بالنفع على الشاب الفلسطيني, إلا أن المشاريع المباشرة والتي على علاقة بالشباب قد انحسرت في المعسكرات الصيفية والكشفية, وبعض الدورات وورش العمل, وهذا بدوره يعود إلى قصور في الوعي لدى الشباب أنفسهم, والمؤسسات الشبابية التي لا تعبر عن متطلبات الشباب وهمومهم, ولا تقوم بطرح البرامج والمشاريع التي يحتاجها الشباب لتقوم وزارة التخطيط برفعها إلى مجلس الوزراء والدول المانحة لمناقشتها, وتبني وتمويل المشاريع التي تناسبها".

وفيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية أوضحت مهنا أن طرحها ليس من صميم عمل الوزارة الذي ينحصر عملها فقط في الاستماع واستلام البرامج والمشاريع من الوزارات المعنية بشؤون الشباب, مع مراعاة عدم الازدواجية والتكرار في المشروع ليتم رصده في الخطة, ومن ثم عرضه على الدول المانحة للمناقشة والاقتناع به, مطالبةً المؤسسات الشبابية الارتقاء بدورها, داعية الشباب لاستعمال العقل والمطالبة بحقوقهم واحتياجاتهم.

وللرد على الاتهامات الموجهة لوزارة الشباب والرياضة, يقول الأستاذ كمال راضي مدير الإدارة العامة للشباب, بأن وزارة الشباب والرياضة هي وزارة مستحدثة منذ قدوم السلطة, وان عملها ينحصر فقط في الأنشطة اللامنهجية كصقل وتوعية وتأهيل الشباب وتدريبهم في جميع المستويات, وهي ذات شقين شق شبابي, وشق رياضي يتعلق بالأنشطة الرياضية.

وأضاف راضي أن الوزارة تقدم العديد من الدورات وورشات العمل, منبهاً إلى أن أنشطة الوزارة لا تغطي 1% من شريحة الشباب, وهذا يعود بدوره لضعف الإمكانيات المخصصة للوزارة وعدم اقتناع جهات معينة في السلطة بعملها وهو ما يعطي انطباع خاطئ عنها مما يشكل عائقاً أمام تطوير وتوزيع أنشطتها.

حلول ناجعة ورؤى مستقبلية

ويرى جهاد حمد أستاذ علم الاجتماع أن شخصية الشاب هي نتاج تفاعله مع البيئة التي يعيشها وهي دوماً قابلة للتغيير, ومن هنا تكمن الأهمية في مساعدة الشباب على التغيير نحو الأفضل وذلك عبر إكسابهم بعض المهارات اللازمة مثل إجادة فن التفاوض والاتصال والتواصل مع الآخرين, والعمل كفريق, وكيفية إدارة الأزمات وحل النزاعات, إضافة إلى ضرورة تأدية الواجبات ومعرفة الحقوق عند الشاب, وركز حمد على أهمية إدارة الوقت عند الشباب وذلك عبر تحديد الأهداف ثم تحديد الأولويات وأخيراً برمجة الوقت.

كفى ترفاً

في حين يرى عمر شعبان ضرورة تبني سياسة التقشف فعلاً لا قولاً والتي تستوجب التقليص الكبير في بنود الصرف الترفي والاستهلاكي غير المنتج, واقتناء السيارات وإيجارات الوزارات والسفر للخارج والحفلات ومراسم الاستقبال والوداع, وتعزيز سيادة القانون والمحاسبية, وجعل الإنسان الفلسطيني محوراً أساسياً لعملية التنمية والتمويل ليس فقط من خلال مشروعات خلق فرص العمل على الرغم من أهميتها بل ببرامج تستهدف عقله وجوانب الإبداع فيه, مطالباً الشباب بالكف عن الشكوى والنواح والتحرك الجاد لإسماع صوتهم للجهات المعنية مع تقديم الحلول التي تناسبهم.

اطر ضاغطة

أمّا كمال راضي فيرى ضرورة تشكيل اطر ضاغطة من الشباب تعمل على متابعة تنفيذ القوانين الراعية للشباب, وإنشاء شبكة شبابية لعمل علاقة بين مختلف المؤسسات الشبابية على مستوى الوطن, وتشكيل برلمان شبابي للمشاركة في صنع القرار, وتنمية روح العمل الجماعي والممارسة الديمقراطية إضافة إلى الالتقاء مع متخذي القرار في الوزارات والمؤسسات, ووضعهم أمام احتياجات الشباب.

إن شخصية الشاب لا يتم توريثها إنما يتم تنميتها عبر الخبرات المجتمعية, وهذا يعني تحمل المجتمع مسؤولياته تجاه عناصر القوة فيه, وهو يحتاج إلى رؤية شاملة مرنة تعمل على تفعيل عناصر القوة لخلق مستقبل واعد وذلك بضرورة توفير الخدمات على صعيد الخطط المرحلية والإستراتيجية التي يحتاجها الشاب في كافة المجالات, للخروج من حاضر مليء بالعقبات التي ساهمت جهات كثيرة في إبرازها لتقف عائقاً أمام الحركة التنموية في المجالات الشبابية المختلفة.

فهل سينجح الشباب الفلسطيني في تخطي الأزمة وذلك بتشكيل جماعات ضاغطة على الحكومة لإسماع صوتهم ونيل حقوقهم ؟!

وما هو السبيل الأجدى الذي على السلطة إتباعه لتتخلص من افتقارها إلى المنهجية في التخطيط لتحقيق الحد الأدنى من الرؤية المجتمعية المطلوبة للنجاح والتقدم؟

التعليقات