موظفون في الخطوط الجوية الفلسطينية يعتصمــون أمـــام مقــرها فـــي غزة

غزة-دنيا الوطن

تسرب الأمل من حياة محمد أبو طه (52عاماً) بعد ستة أعوام قضاها ينتظر الترقية الوظيفية أو زيادة في الراتب لتحسين أحواله الاقتصادية لكن دون طائل، وينفق أبو طه على أفراد أسرته الكبيرة، إضافة إلى مصاريف ابنيه في الجامعة وآخر في الجزائر من راتب لا يزيد على 1100 شيكل يأخذه من عمله في الخطوط الجوية الفلسطينية.

ويقول بصوت أجش حزين: "وصلت بنا الحاجة أنا وأسرتي إلى قبول زكاة شهر رمضان لأن الراتب لا يكفي مصاريف المنزل من كهرباء وطعام ومواصلات وجامعات.. أليست مهزلة أن أذل في هذا العمر؟".

وأبوطه لا يختلف عن 235 موظفاً وموظفة يعملون في الخطوط الجوية الفلسطينية سواء في مقر الإدارة العامة أو في مطار غزة الدولي، لم يزد راتبهم منذ ستة أعوام وبعضهم منذ تسعة على 1100 شيكل، إضافة إلى حرمانهم من الترقيات الإدارية لأنهم ليسوا مشمولين ضمن الديوان العام للموظفين، ما يحرمهم من حقوق الموظف الحكومي التي تشمل التأمين الصحي والترقيات والمدخرات، ما أدى إلى اعتصامهم أمام مقر الخطوط الرئيسي الكائن في شارع الثلاثيني في مدينة غزة، صباح أمس.

ابراهيم الفسيس موظف آخر يعمل في دائرة المالية التابعة للخطوط يطالب باسم المعتصمين بإقامة هيكلية إدارية ونظام مالي ورقابة داخلية، وتحويلهم إلى كادر الديوان، ومنبهاً إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات أمر بذلك قبل رحيله في تاريخ الثاني من آب للعام 2001 ، لكن القرار لم يبدأ تنفيذه حتى الآن.

وينوه إلى أن أول اعتصام لهم كان منذ أشهر، لكن دون أن يستجيب لهم أحد رغم أنهم أرسلوا مطالبهم إلى الجهات المسؤولة، بدءاً بمدير عام الخطوط وانتهاءً بالرئيس محمود عباس، ما جعلهم ينظمون هذا الاعتصام الذي بدأ منذ الأربعاء الماضي.

وتعاني الموظفة لمياء جحا من الظروف ذاتها، فهي تعمل في الخطوط سكرتيرة منذ ستة أعوام لم يزد خلالها راتبها عن راتب موظف على بند التجربة: تسعمائة شيكل، رغم أنها في حاجة إلى مساعدة زوجها بالإنفاق على الأطفال ومنزلهما.

ولم ينته اعتصام موظفي الخطوط الجوية عند هذا الحد، بل قام أحد المسؤولين بالتوجه إليهم ووصفهم بالمرتزقة، كما يقول أحدهم، ما أشعرهم بمهانة كبيرة.

ويوضح رامز المصري احد المعتصمين أن ذلك المسؤول في وزارة النقل والمواصلات لم يكتف بهذا بل استدعى لهم شرطة الشغب التي هددتهم بالسلاح واعتقلت أحدهم ويدعى محمد الدحدوح.

وللاعتصام شق آخر في التوجه إذ لا يقتصر على الموظفين الذي يريدون ضمان حقوقهم بل هناك آخرون يعتبرون من العساكر يعملون في دائرة الهندسة والصيانة التابعة للخطوط اعتصموا لأنهم يشكون من فساد إداري أدى إلى ترقية بعضهم وإقصاء الآخر، رغم أنهم جميعاً يتمتعون بالكفاءة ذاتها.

ويقول مهندس الطيران أيمن البيوك أنه يعمل منذ 1994 ولم يتم زيادة رواتبه بل تم توزيع الزيادات على موظفين آخرين بسبب علاقات شخصية وفساد إداري ومالي، وموضحاً أنهم يطالبون بقدوم مدير عام دائرة الهندسة والصيانة فؤاد أبو غزالة ليسمع مطالبهم وينصفهم ويحل مشاكلهم.

بدوره يقول باجس العلي مدير عام الخطوط الفلسطينية أنه لا يعتبر نفسه الطرف الآخر المقابل لهؤلاء المعتصمين بل هو واحد منهم لأنه يحمل همومهم ويعرف مشاكلهم، وحاجتهم لزيادة رواتبهم التي لم تتغير منذ ستة إلى تسعة أعوام.

وأضاف أنه بذل مجهوداً كبيراً في اجتماع مجلس الإدارة قبل ثلاثة أشهر مع وزير النقل والمواصلات ووكيل وزارة المالية لإقرار الزيادة المالية على رواتبهم، لكن التنفيذ لم يبدأ بعد، وأكد محاولته الحالية للضغط وإنصاف هؤلاء الموظفين ومنحهم حقوقهم المشروعة، ومشيراً إلى أن مشكلتهم بدأت تتفاقم منذ إغلاق المطار.

ويصف العلي المعتصمين بالطيبين وذوي أعباء المالية كبيرة، معلناً عدم موافقته على ما حدث من استدعاء شرطة الشغب وطردهم، ولافتا إلى أنه قدم إلى وزير المواصلات الهيكلية الإدارية والمالية الجديدة، لكن لم يتم أخذها بعين الاعتبار بعد.

وختم أن هناك في دائرة الصيانة من أخذ زيادة على راتبه وآخرين لم يأخذوا بسبب إجراءات أقرتها الإدارة السابقة، ومؤكداً أنه ذاته لم يحصل على هذه الزيادة.

التعليقات