العطية: قمة ابوظبي سوف تتخذ قرارات هامة حول تعزيز التعاون الاقتصادي العسكري والامني

ابوظبي –دنيا الوطن- جمال المجايدة

قال عبد الرحمن حمد العطية الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ان قمة ابوظبي السادسة والعشرين لقادة دول المجلس التي تبدأ اعمالها اليوم الاحد سوف تسفر عن قرارات هامة تضيف لبنات جديدة الي الانجازات التى حققها المجلس في الربع قرن الماضي .

وقال في لقاء صحافي معه في ابوظبي امس ان الحاجة اصبحت ملحة من اجل المضي قدما بمسيرة مجلس التعاون الى اقصى مراحل التنسيق وصولا الى التكامل المنشود تنفيذا للاهداف التى حددها النظام الاساسي للمجلس وتحقيقا لتطلعات وامال مواطنيه.

وأوضح ان جدول اعمال القمة يتضمن على الجانب السياسي بحث تطورات الوضع في العراق انطلاقا من الاهمية التى توليها دول المجلس لتحقيق الامن والاستقرار في العراق وتكريس وحدته الوطنية والحفاظ على استقلاله ووحدة اراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وسلامته الاقليمية وان تسير العملية السياسية سواء ما يتعلق بالانتخابات التى جرت امس الاول الخميس او تشكيل الحكومة المقبلة بصورة تأخذ بعين الاعتبار مكونات الشعب العراقي واطيافه السياسية .

وأضاف ان العراق الذي يمر بمرحلة مخاض سياسي انتقالي صعبة ومعقدة وماعانى منه الشعب العراقي الشقيق ولايزال يدعونا الى توجيه نداء بمناسبة القمة لمختلف الفئات والشخصيات العراقية لوقف سفك الدماء ووضع حد لعمليات الثأر وتصفية الحسابات التي لم تستثن اى فئة او جماعة والعمل على تضييق الهوة وتجنب التشديد على الانتماءات المذهبية والعرقية والتركيز على التعايش وتعزيز المواطنة والمصالح الوطنية الجماعية للوطن وتمهيد الطريق امام عراق حر ومستقر وديمقراطي متسامح يقوم على القانون.

وذكر أن القضية الفلسطينية تحتل اولوية في جدول اعمال القمة انطلاقا من استمرار اسرائيل في تعنتها ضد الشعب الفلسطيني والوفاء بتعهداتها وفقا لقرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق وحرص دول مجلس التعاون على تنفيذ هذه القرارات واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وقال ان مشروع جدول أعمال قمة ابوظبي يتضمن كذلك ملف العلاقات بين دول المجلس وايران وقضية استمرار الاحتلال الايراني لجزر دولة الامارات الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى انطلاقا من الموقف الثابت والمبدئي للمجلس الذي يدعم حق دولة الامارات في السيادة على جزرها الثلاث وحل النزاع بالطرق السلمية من خلال المفاوضات المباشرة او الاحالة الى محكمة العدل الدولية.

وأضاف ان دول مجلس التعاون التى تؤكد دوما حرصها على الالتزام بمبادئ حسن الجوار والاخوة الاسلامية تأمل ان تستجيب ايران للمساعي السلمية لدولة الامارات ومجلس التعاون لتجنيب المنطقة مزيدا من التوتر وعدم الاستقرار وتهيئة الاجواء وتعزيزها والتوجه نحو التنمية من اجل مستقبل افضل لشعوب المنطقة بأسرها.

وحول مخاطر البرنامج النووي الايراني قال معالي الامين العام لمجلس التعاون ان مبعث قلق دول مجلس التعاون هو الرغبة الصادقة في ان تكون منطقة الخليج والشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل على ان يشمل ذلك كل دول المنطقة وبدون استثناء او تمييز وفي مقدمتها اسرائيل.

وأشار الى ان موقف اسرائيل المراوغ والرافض لتفتيش منشئاتها النووية او الانضمام الى اتفاقية حظر الاسلحة النووية يدعو دائما للقلق.

وذكر العطية ان جدول اعمال القمة يتضمن متابعة اجراءات مكافحة الارهاب وتطورات الوضع في لبنان وسوريا انطلاقا من حرص دول المجلس على امن واستقرار لبنان وسيادته الوطنية وقراره المستقل واهتمامها بأمن واستقرار سوريا واهمية ان يعمل البلدان الشقيقان سوريا ولبنان على الحفاظ على العلاقات التاريخية التي تربط بينهما.

وحول ما ستضيفه قمة ابوظبي من انجازات لدعم مسيرة مجلس التعاون قال ان قرارات قمة ابوظبي المرتقبة ستتركز حول المجالات الاقتصادية والاجتماعية التى تهم المواطن الخليجي والتي تحمل الصفة التكاملية بين دول المجلس الى جانب استكمال جميع متطلبات السوق الخليجية المشتركة التى ستقام في نهاية عام 2007 والخطوات المتعلقة بالبرنامج الزمني للاتحاد النقدي من خلال اعتماد معايير التقارب الاقتصادي تمهيدا لقيام الاتحاد واطلاق العملة الموحدة في يناير عام 2010 واعتماد تقارير المتابعة التى اعدتها الامانة العامة بشأن الدراسات التى تعني بالربط المائي وشبكة السكك الحديدية واصدار الهوية الموحدة واصلاح التركيبة السكانية ومد الحماية التأمينية لمواطني دول المجلس العاملين في الدول الاعضاء بالقطاعين العام والخاص.

وأضاف ان قمة ابوظبي ستتخذ قرارات بشأن متابعة تنفيذ قرارات المجلس الاعلى ازاء تطوير التعليم ومد المظلة التأمينية لمواطني دول المجلس العاملين في الدول الاعضاء بالقطاعين العام والخاص كما ستنظر في تقرير حول تعزيز التعاون العسكري والامني واعتماد الدراسات التى انتهت الهيئة الاستشارية من اعدادها وتكليف الهيئة بعدد من الدراسات المقترحة الجديدة التى تتعلق بتعميق المواطنة الخليجية كما ستتابع سير المفاوضات بين دول المجلس والدول والمجموعات الدولية الرامية الى التوصل الى اقامة مناطق للتجارة الحرة تعزيزا للتعاون الاقتصادي والتجاري مع مختلف الدول.

وحول التحديات التي تواجه دول المجلس اوضح الامين العام لمجلس التعاون ان هناك تحديات ترتبط بموازين القوى الاقليمية وهناك تحديات اقتصادية في ظل العولمة ومتطلباتها اضافة الى التحديات المتعلقة بالتحديث والتطوير.

واستطرد قائلا انه رغم اهمية هذه التحديات الا ان اكثرها اهمية هو بناء الانسان ودعم مقوماته في التعليم والصحة لانه بالانسان نستطيع ان نشق طريق التقدم ومن اجله تتم جهود التنمية باعتباره ركيزة المستقبل.

وردا على سؤال حول امكانية انضمام اليمن والعراق لمجلس التعاون في المستقبل قال معاليه ان العراق واليمن دولتنا عربيتان شقيقتان وتشغلان حيزا من اهتمامات المجلس ونتطلع دوما لتطوير علاقاتنا معهما على كافة الصعد.

واضاف /واذا كان النظام الاساسي لمجلس التعاون لايتضمن نصا بتوسيع العضوية فان ذلك لايعني ان تجمع مجلس التعاون منعزل عن جواره الجغرافي .. بل هو على العكس من ذلك ينظر لهذا الجوار بمنظور استراتيجي وسعيا دائما لعلاقات متطورة معه كما حدث مع اليمن التي انضمت الى عضوية هيئات ومؤسسات المجلس وهناك رغبة وتصميم اكيدين لتفعيل التعاون معه وخاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية/.

وردا على سؤال بشأن انجازات المجلس خلال 25 عاما وانها لا تلبي طموحات المواطن الخليجى قال معاليه انه اذا اخذنا في الاعتبار حجم التحديات التى واجهتها مسيرة المجلس ومستوى استجابته على مدى ربع قرن لادركنا مدى نجاحه خاصة وان العملية التكاملية تعد عملية تراكمية بطبيعتها تحتاج الى بعد زمني حتى نتلمس النتائج المرجوة.

وأشار الى انه تم فعلا انجاز الكثير من الانجازات ومنها على سبيل المثال اقامة الاتحاد الجمركي اضافة الى ما تحقق في المجالات الاجتماعية والتعليمية واقرار العديد من الانظمة في المجال القانوني والاتفاقيات المتعلقة بالتعاون الامني والدفاعي.

التعليقات