رئيس المحكمة كاد يقف احتراما للرئيس السابق ..صدام:جاءني جنرال اميركي وقال لي سنعمل منك اما موسوليني واما نابليون فقلت له انا صدام

رئيس المحكمة كاد يقف احتراما للرئيس السابق ..صدام:جاءني جنرال اميركي وقال لي سنعمل منك اما موسوليني واما نابليون فقلت له انا صدام
غزة-دنيا الوطن

طوال جلسات محاكمته و7 من مساعديه التي بدأت في 19 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، حرص الرئيس العراقي صدام حسين على الدفاع بلا كلل عن صفته كرئيس «شرعي» للعراق، ومثله مساعدوه ومحاموه.

وحرص صدام الذي بدا عليه الوهن والضعف ايضا على الدخول الى قاعة المحكمة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين أنيقا ببدلته التي وضع فيها منديلا، محتفظا بمشيته المعهودة وابتسامته من دون ان يمسك بكتفه احد الحراس، كما يجري مع المتهمين الآخرين.

وكلما دخل قاعة المحكمة حرص المتهمون الآخرون السبعة بالإضافة الى فريق الدفاع، على الوقوف له احتراما، فيما كان يضع يده اليمنى على صدره تحية لهم كعادته.

ورغم ان معاوني صدام متهمون على غراره، إلا انهم حرصوا ان يعربوا له عن ولائهم بطريقة او بأخرى.

وعندما كان احد الشهود يدلي بإفادته اول من امس حول قضية الدجيل مرددا اسم صدام، وقف اخوه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس جهاز الاستخبارات بين 1977 و1983 وتوجه الى رئيس المحكمة رزكار امين «سيادة القاضي، هذا الرجل هو ابو العراق وأمين عام الحزب، وهو ليس فقط ابن عشيرة، فهناك 12 مليون عراقي يقفون وراءه». وأضاف «يا جماعة انصفوا انفسكم وبلدكم وقائدكم».

وأثار احد الشهود سخط صدام حسين عندما قال للقاضي «ان شكواي ضد صدام حسين التكريتي»، فقال له صدام غاضبا «سيادة القاضي انا رئيس دولتك، هل سمعت يوما احدا يناديني باسم صدام حسين التكريتي». وأضاف «لم تسألني يا صدام حسين يا رئيس العراق والقائد العام للقوات المسلحة لمدة 30 عاما هل ضُربت، هل أسيئت معاملتك، وهذا واجبك؟».

وتابع صدام مخاطبا القاضي «انت قاض قديم فلا تقبل الاساءة للعراق والإساءة لصدام حسين، وهو خارج السلطة». وأكد ان «المقصود من كل هذه الشهادات هو الاساءة لمسيرة عمرها 35 عاما بنيناها بدمع العين وأهدابها».

ووصف صدام حسين محاكمته بـ«المسرحية»، وقال «جاءني في احد الايام جنرال اميركي وقال لي سنعمل منك اما موسوليني واما نابليون فقلت له انا صدام حسين».

وعندما دافع طه ياسين رمضان، نائب رئيس الجمهورية السابق، عن نفسه الاثنين الماضي، نافيا ترؤسه لجنة قامت بتجريف الاراضي والبساتين في بلدة الدجيل بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، قال ان «السيد الرئيس (صدام) لم يكلفني أي مهمة، وليس لي علاقة بها، وأنا لم أزر الدجيل أصلا ولم ألتق بأحد، وان كان هذا يشرفني ان كلفني الرئيس بذلك».

وحاول صدام حسين ان يدافع عن نفسه من الاجراءات الأمنية التي تلت محاولة اغتياله في بلدة الدجيل عام 1982، وقال «أليس من حق صدام حسين، وهو رئيس دولة اطلق عليه الرصاص، ان تتابع اجهزته الأمنية الجناة الذين اطلقوا النار؟».

وأعرب عن أسفه للحديث عن تجريف الاراضي والبساتين في الدجيل قائلا «البساتين في كل مكان ومن حق الدولة ان تستملكها وتستملك اي ارض اخرى، وهذا ما حصل بقرار قانوني شمل خمسة بساتين أطلقت منها النار على رئيس الدولة». وتابع «لم نعوض اصحابها تعويضا مجزيا، لكن عندما زارني أهل الدجيل أعدت لهم الاراضي مع التعويض، لذا لا يجوز الاستمرار في هذه اللعبة يا استاذ يا قاضي العراق».

وعقدت المحكمة الجنائية العراقية العليا جلستها الخامسة في العاصمة بغداد بغياب الرئيس السابق صدام حسين(68 عاما). وطبقا لمصادر مقربة من المحكمة فإن أطرافا لم يكشف عنها، حثت المحامي رامزي كلارك ونظيره القطري نجيب النعيمي على إقناع الرئيس السابق بالعدول عن موقفه برفض الحضور، مشيرة إلى عقد اجتماعين للتوصل إلى اتفاق لعقد الجلسة الخامسة المخصصة للاستماع إلى الشهود.

وذكرت المصادر أن هيئة الدفاع قدمت جملة مقترحات بخصوص إجراءات المحكمة، وخصوصا فيما يتعلق بإفادات الشهود، مشيرة إلى فشل الهيئة في إقناع صدام بحضور الجلسة.

ووصفت المصادر غياب صدام عن الجلسة تحديا للمحكمة، مرجحة إصراره على موقفه في الغياب عن حضور الجلسات المقبلة، وأشارت المصادر إلى أن هيئة الدفاع أبدت خشيتها من عرض إفادات الشهود في جلسة علنية نظرا لما تسببه من تأثير في الرأي العام.

وحمل الشاهد الأول في جلسة أمس اسم "الشاهد و." وهو الشاهد السادس بعد أن استمعت المحكمة في جلسة أمس لخمسة شهود كان من بينهم امرأتان.

وخلا المقعد الذي كان يجلس عليه صدام في مقدمة قفص الاتهام مع 7 متهمين آخرين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وذكر القاضي رزكار محمد أمين في بداية الجلسة لفريق الدفاع ومن بينهم المحامي الرئيسي خليل الدليمي أن المحكمة ستستمر "في إجراءاتها وسوف تقوم المحكمة بإبلاغ المتهم ( صدام) موكلك بما سيتم في غيابه من الإجراءات".

وتقرر تأجيل جلسات محاكمة الرئيس السابق و7 من معاونيه إلى 21 الجاري في ختام الجلسة أمس التي أدلى خلالها شاهدان بأقوالهما.

وفي ضوء متابعة العراقيين لوقائع الجلسة، وخصوصا من قبل أسر مسؤولين سابقين، أكد نجل وزير الداخلية في نظام صدام دريد محمود ذياب الأحمد متابعته وقائع جلساتها عبر التلفاز مشيدا بأدائها.

وقال الأحمد إن المحكمة وفرت للمتهمين ومن بينهم الرئيس السابق فرصة الحديث والتعبير عن أفكارهم".

وأضاف: "إن معظم أهالي مدينة الطارمية القريبة من الدجيل على اطلاع كامل بتفاصيل حادث محاولة اغتيال صدام، نظرا لكونهم، يحتفظون بصلات نسب مع عدد كبير من أهالي مدينة الدجيل".

وأعرب عن أمله في إطلاق سراح والده بعدما أعلنت الحكومة الانتقالية براءة 25 معتقلا من مسؤولي النظام السابق لعدم ثبوت إدانتهم بجرائم انتهاك حقوق الإنسان ضد الشعب العراقي". واستبعد تنفيذ قرار العفو في الوقت الحاضر نظرا لانشغال الحكومة بعملية الانتخابات المقبلة.

وكشف الأحمد عن متابعة وقائع جلسات المحكمة من قبل أسر المسؤولين السابقين المقيمة في مدينة الطارمية شمالي بغداد، نظرا لأن العديد من المعتقلين أمثال سيف الدين محمود، وفاضل المشهداني وقادة عسكريين ومنتسبي أجهزة الأمن والمخابرات، ينتمون إلى مدينة الطارمية.

من جانب آخر أكد أحد أبناء مدينة المحاويل جنوب محافظة الحلة وسط العراق أن "أسرة المسؤول العراقي السابق محمد حمزة الزبيدي لم تتسلم جثته على الرغم من إعلان وفاته عبر بيان صادر من الجيش الأمريكي وما أفاد به برزان التكريتي أثناء إحدى جلسات المحكمة". وقال المصدر إن نجل الزبيدي إياد محمد حمزة الذي يعمل مدرسا في ثانوية المحاويل أخبرني بتلقيه النبأ عبر وسائل الإعلام".

وأشار المصدر إلى أن الأسرة ستقيم مراسيم الدفن وإقامة مجلس الفاتحة على روح الزبيدي حال تسلم الجثة"، موضحا أن الأسرة خاطبت الجهات المعنية بشأن ذلك .

وورد الزبيدي في قائمة المطلوبين الـ55 بوصفه أحد رموز النظام السابق، والتهم الموجهة له تصفية مراجع شيعية وقمع انتفاضة الجنوب عقب انتهاء حرب الخليج الثانية.

وفي إطار الانتقادات الموجهة إلى أداء القاضي رزكار محمد أمين الذي وصف بأنه كان مرنا في التعامل مع المتهمين، نقل إعلامي عراقي كردي عن القاضي قوله بأن شعورا غريبا انتابه لحظة دخول صدام حسين إلى المحكمة، وكاد يقف احتراما للرئيس السابق متناسيا أن الأخير يمثل أمام القاضي متهما بارتكاب جرائم بحق شعبه.

على صعيد متصل أعلن مصدر في الشرطة العراقية اختطاف نجل أحد حراس المحكمة مساء أول من أمس " وطبقا للمصدر فإن الحارس سلام هرمز كوركيس أبلغ الشرطة بأن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة صفراء اللون اختطفوا ولده كرم البالغ من العمر 8 سنوات من أمام داره الكائن في حي الصناعة شرقي العاصمة بغداد".

وأكد بيان صادر عن القوات الأمريكية أن المحكمة المركزية الجنائية في بغداد أصدرت حكما بالسجن على أيمن سبعاوي إبراهيم الحسن التكريتي ابن الأخ غير الشقيق للرئيس السابق لمدة 15 سنة بموجب أحكام قانون الجوازات لدخوله وخروجه إلى سوريا خلافا لقانون الجوازات". وذكر البيان أن أيمن سيمثل أمام المحكمة لحيازة أسلحة ذات تصنيف خاص تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة، كما أنه اقترف جريمة أخرى تتمثل بتهجمه على القضاء وستجري محاكمته عليها أيضا".

التعليقات