عمر الشريف: الإخوان ليسوا خطرا على الفن

غزة-دنيا الوطن
اعتبر فنانون بارزون في مقدمتهم الممثل المصري العالمي عمر الشريف أن جماعة الإخوان المسلمين لا تشكل تهديدا للحركة الفنية، وأبدوا عدم قلقهم على الإبداع والفن من التواجد القوي للإخوان في البرلمان المقبل.
وفي المقابل، رأى عدد من النقاد والكتاب المصريين أن النجاح الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية الجارية واقترابها من السيطرة على ربع مقاعد البرلمان المصري يخفي خطرا متوقعا يهدد حرية الإبداع، ويشكل بداية لتخلف الفنون المصرية، في الوقت الذي أكد فيه قيادي بـ"الإخوان المسلمين" أن الجماعة ليست ضد حرية الإبداع ولن تسعى لفرض آرائها بالقوة.
وفي تصريحات خاصة لمراسل إسلام أون لاين.نت على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنعقد حاليا، قال عمر الشريف: "الإخوان لن يشكلوا أي تهديد للفن، وأنا أعرفهم من زمان فهم ليسوا معادين للفنون، بل أذكر أن أبرز قادتهم كانوا حريصين على متابعة الأعمال الفنية والسينمائية في فترة الخمسينيات".
وحول تخوف بعض النقاد على الحركة الفنية من الإخوان، قال الشريف "هذه ضجة مفتعلة، ومن يروجون لها لا يعرفون حقيقة فكر هذه الجماعة، وربما يكون وراءها مخاوف سياسية، لكن المؤكد أن وصولهم إلى البرلمان لن يشكل خطرا على الإبداع والفنون في مصر".
وبالنسبة لتفسيره لفوز الحركة بعدد غير قليل من مقاعد البرلمان مرشح للزيادة (76 مقعدا)، رأى عمر الشريف أن ما يهمه بشكل خاص أن هذا "ليس دليلا على الديمقراطية، وأن هناك فسادا في الحياة السياسية المصرية جعل نسبة المشاركة في الانتخابات لا تزيد عن 20% أو 25% بينما هناك 80%، وهم غالبية المصريين، مازالوا لم يقولوا كلمتهم، وعندما يقولون كلمتهم يمكن أن نتحدث بعدها عن الديمقراطية في مصر".
تفاؤل
وبدوره قال الممثل عبد العزيز مخيون، وهو عضو مؤسس في حركة "كفاية" المعارضة: إنه "يختلف مع كل من يرى خطرا من الإخوان على الفن المصري".
ويضيف: "بل على العكس فأنا متفائل لوصولهم إلى مركز التشريع؛ لأنها ستكون فرصة لأن يحاربوا كل ما يهدم قيم وثوابت المجتمع باسم الفن، كما أنني واثق من أنهم لن يمنعوا ولن يتصدوا إلى أي عمل يحمل رسالة تساهم في بناء مجتمع قوي ومتكامل".
وحول التحذيرات التي نشرتها وسائل إعلام رسمية عن أن الإخوان سيشهرون سيف الحلال والحرام في حال وصولهم للحكم؛ مما سيؤدي للتقييد على الفنون، تساءل مخيون قائلا: "أين كان هؤلاء المذعورون عندما تركوا المجتمعات العربية والإسلامية ضحية لكافة أنواع الفنون التافهة التي تدمر كل ما هو جميل، وحلت محله أعمال فنية تحاصر الأسرة بكل ما يحرك ويداعب الغرائز والشهوات؟".
وتوصي من جانبها الممثلة فردوس عبد الحميد بانتظار ممارسات الإخوان على الأرض للحكم عليهم، وتقول: "يجب التريث، وعدم إصدار أحكام مسبقة على أعضاء الجماعة في المجلس، وسوف تكشف التجربة العملية على أرض الواقع حقيقة مواقفهم، خاصة أننا كوسط فني لا نعرف الكثير من آرائهم في الفن".
"غموض كبير"
أما ممدوح الليثي نقيب السينمائيين المصريين، فيرى من جانبه أن "هناك غموضا كبيرا يحيط برؤية هذه الجماعة للفن والسينما وغيرها من الفنون الأخرى، وربما نختلف معهم في مسألة تحريم الفن. وعموما فإن الممثلين يقفون ضد فرض أي قيود دينية على الإبداع الفني".
وأضاف: "لم نتعرف على رؤيتهم الحقيقية للفن والإبداع، فإذا اعتمدوا على مبدأ الحلال والحرام فسيكون هذا مؤشرا خطيرا بالفعل، وسيخسر الفن المصري الكثير من رصيده الضخم، وفي المقابل سيكسب المتطرفون وسيتمكنون من فرض رؤاهم المظلمة على المجتمع".
واتفق الليثي مع فردوس عبد الحميد حول أن "التجربة العملية والممارسة على الأرض ستظهر حقيقة موقف الإخوان من مجال الفن".
وأوضح قائلا: "هناك معايير علمية لكل عمل فني هي المعيار الحقيقي لتقييمه، والذي يحددها هم أهل الفن والمتخصصون، والشيء المرفوض في هذا السياق هو التزمت، لكننا مستعدون لمناقشة تصحيح صورة الفن المصري بهدف الابتعاد عن الابتذال والإسفاف للارتقاء به وفقا للمعايير الفنية المتعارف عليها".
متخوفون
ويأتي الكاتب السينمائي والناقد الفني رؤوف توفيق في مقدمة من يحذرون من "تبعات" وصول الإخوان إلى البرلمان بهذا العدد. ويقول: "التجارب السابقة أثبتت تركيز أنصار التيار الديني دائما على قضايا الثقافة والفنون باعتبارها الأكثر تأثيرا بالنسبة للجماهير والأكثر شعبية بالنسبة لهم، وأتصور أنهم (الإخوان) لن يتنازلوا عن مخططاتهم في فرض أحكامهم على هذا القطاع، وربما أضافوا إليه قطاع التعليم أيضا بغرض تنشئة الأجيال الجديدة وفق أفكارهم ومخططاتهم مثلما حدث في أفغانستان من قبل".
ويضيف توفيق: "سوف يسارعون بتوجيه سيوفهم وخناجرهم إلي الثقافة والفنون.. والدعاوى سهلة وجاهزة من عينة (هذا الكتاب مضلل).. و(هذا الفيلم حرام).. و(هذه المسرحية كافرة ).. و(هذه الأغنية خطيئة).. و(هذه اللوحة عورة ).. و(هذا التمثال من عمل الشيطان). وهكذا سيحاربون بالحلال والحرام كل إبداع فني، وسيلطخون بالطلاء الأسود كل صور النساء، وسيجبرون بعضنا على دخول الكهوف المظلمة، حتى يطفئوا أنوار مصر" على حد قوله.
"نؤمن بحرية الإبداع"
ويعقب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين على هذه المخاوف قائلا: "هناك خلط مقصود وغير مقصود للترويج بأن الجماعة ضد حرية الفن والإبداع والعكس هو الصحيح؛ لأننا نؤمن بحرية العقيدة نفسها فكيف لا نؤمن بحرية الإبداع التي هي أساس الحياة؟".
وأضاف "أظن أن من يروج لهذه المزاعم يعاني من نقص شديد في المعلومات الأولية عن فكر الجماعة التي كان مؤسسها حسن البنا يصر على اصطحاب ضيوفه العرب والأجانب إلي العروض الفنية في دار الأوبرا تكريما واحتفاء بهم، كما أنه كان يرعى بنفسه الفرق المسرحية والفنية المنتشرة في جميع ربوع مصر قبل الثورة".
وأضاف قائلا: "كذلك كان مرشد الجماعة الأسبق عمر التلمساني من عشاق الاستماع للموسيقي والغناء وواحد من أشد المعجبين بأغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وأنا شخصيا أستريح دائما لسماع الموسيقى وأم كلثوم".
وحول الكيفية التي ستتعامل بها الجماعة مع القضايا الفنية، أوضح أبو الفتوح: "لدينا طريقان لا ثالث لهما الأول: الإقناع والحوار ومقارعة الحجة بالحجة بهدف الوصول إلي إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرنا، انطلاقا من قاعدة أن رأينا صواب يحتمل الخطأ، وأن هناك خطأ محتملا قابلا للتصحيح؛ لأننا لسنا جميعا ملائكة".
ويضيف: "أما الطريق الثاني أمامنا وأمام الطرف الآخر – يضيف أبو الفتوح – فهو القضاء وتطبيق القوانين؛ لأننا ضد اللجوء إلى تطبيق أفكارنا بالقوة أو عن طريق القرارات الإدارية، فهذا سلاح المفلس، والطريق السحري إلى الاستبداد والنفاق وفساد المجتمع، وهذا ما عانينا منه طوال السنوات الماضية، والذي لا يعرفه معظم المجتمع المصري عن الإخوان أنهم مع كل عمل فني يغرس قيمة، ويسهم في بناء مجتمع صحي أسسه الحرية والعدالة، والمساواة".
اعتبر فنانون بارزون في مقدمتهم الممثل المصري العالمي عمر الشريف أن جماعة الإخوان المسلمين لا تشكل تهديدا للحركة الفنية، وأبدوا عدم قلقهم على الإبداع والفن من التواجد القوي للإخوان في البرلمان المقبل.
وفي المقابل، رأى عدد من النقاد والكتاب المصريين أن النجاح الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية الجارية واقترابها من السيطرة على ربع مقاعد البرلمان المصري يخفي خطرا متوقعا يهدد حرية الإبداع، ويشكل بداية لتخلف الفنون المصرية، في الوقت الذي أكد فيه قيادي بـ"الإخوان المسلمين" أن الجماعة ليست ضد حرية الإبداع ولن تسعى لفرض آرائها بالقوة.
وفي تصريحات خاصة لمراسل إسلام أون لاين.نت على هامش مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المنعقد حاليا، قال عمر الشريف: "الإخوان لن يشكلوا أي تهديد للفن، وأنا أعرفهم من زمان فهم ليسوا معادين للفنون، بل أذكر أن أبرز قادتهم كانوا حريصين على متابعة الأعمال الفنية والسينمائية في فترة الخمسينيات".
وحول تخوف بعض النقاد على الحركة الفنية من الإخوان، قال الشريف "هذه ضجة مفتعلة، ومن يروجون لها لا يعرفون حقيقة فكر هذه الجماعة، وربما يكون وراءها مخاوف سياسية، لكن المؤكد أن وصولهم إلى البرلمان لن يشكل خطرا على الإبداع والفنون في مصر".
وبالنسبة لتفسيره لفوز الحركة بعدد غير قليل من مقاعد البرلمان مرشح للزيادة (76 مقعدا)، رأى عمر الشريف أن ما يهمه بشكل خاص أن هذا "ليس دليلا على الديمقراطية، وأن هناك فسادا في الحياة السياسية المصرية جعل نسبة المشاركة في الانتخابات لا تزيد عن 20% أو 25% بينما هناك 80%، وهم غالبية المصريين، مازالوا لم يقولوا كلمتهم، وعندما يقولون كلمتهم يمكن أن نتحدث بعدها عن الديمقراطية في مصر".
تفاؤل
وبدوره قال الممثل عبد العزيز مخيون، وهو عضو مؤسس في حركة "كفاية" المعارضة: إنه "يختلف مع كل من يرى خطرا من الإخوان على الفن المصري".
ويضيف: "بل على العكس فأنا متفائل لوصولهم إلى مركز التشريع؛ لأنها ستكون فرصة لأن يحاربوا كل ما يهدم قيم وثوابت المجتمع باسم الفن، كما أنني واثق من أنهم لن يمنعوا ولن يتصدوا إلى أي عمل يحمل رسالة تساهم في بناء مجتمع قوي ومتكامل".
وحول التحذيرات التي نشرتها وسائل إعلام رسمية عن أن الإخوان سيشهرون سيف الحلال والحرام في حال وصولهم للحكم؛ مما سيؤدي للتقييد على الفنون، تساءل مخيون قائلا: "أين كان هؤلاء المذعورون عندما تركوا المجتمعات العربية والإسلامية ضحية لكافة أنواع الفنون التافهة التي تدمر كل ما هو جميل، وحلت محله أعمال فنية تحاصر الأسرة بكل ما يحرك ويداعب الغرائز والشهوات؟".
وتوصي من جانبها الممثلة فردوس عبد الحميد بانتظار ممارسات الإخوان على الأرض للحكم عليهم، وتقول: "يجب التريث، وعدم إصدار أحكام مسبقة على أعضاء الجماعة في المجلس، وسوف تكشف التجربة العملية على أرض الواقع حقيقة مواقفهم، خاصة أننا كوسط فني لا نعرف الكثير من آرائهم في الفن".
"غموض كبير"
أما ممدوح الليثي نقيب السينمائيين المصريين، فيرى من جانبه أن "هناك غموضا كبيرا يحيط برؤية هذه الجماعة للفن والسينما وغيرها من الفنون الأخرى، وربما نختلف معهم في مسألة تحريم الفن. وعموما فإن الممثلين يقفون ضد فرض أي قيود دينية على الإبداع الفني".
وأضاف: "لم نتعرف على رؤيتهم الحقيقية للفن والإبداع، فإذا اعتمدوا على مبدأ الحلال والحرام فسيكون هذا مؤشرا خطيرا بالفعل، وسيخسر الفن المصري الكثير من رصيده الضخم، وفي المقابل سيكسب المتطرفون وسيتمكنون من فرض رؤاهم المظلمة على المجتمع".
واتفق الليثي مع فردوس عبد الحميد حول أن "التجربة العملية والممارسة على الأرض ستظهر حقيقة موقف الإخوان من مجال الفن".
وأوضح قائلا: "هناك معايير علمية لكل عمل فني هي المعيار الحقيقي لتقييمه، والذي يحددها هم أهل الفن والمتخصصون، والشيء المرفوض في هذا السياق هو التزمت، لكننا مستعدون لمناقشة تصحيح صورة الفن المصري بهدف الابتعاد عن الابتذال والإسفاف للارتقاء به وفقا للمعايير الفنية المتعارف عليها".
متخوفون
ويأتي الكاتب السينمائي والناقد الفني رؤوف توفيق في مقدمة من يحذرون من "تبعات" وصول الإخوان إلى البرلمان بهذا العدد. ويقول: "التجارب السابقة أثبتت تركيز أنصار التيار الديني دائما على قضايا الثقافة والفنون باعتبارها الأكثر تأثيرا بالنسبة للجماهير والأكثر شعبية بالنسبة لهم، وأتصور أنهم (الإخوان) لن يتنازلوا عن مخططاتهم في فرض أحكامهم على هذا القطاع، وربما أضافوا إليه قطاع التعليم أيضا بغرض تنشئة الأجيال الجديدة وفق أفكارهم ومخططاتهم مثلما حدث في أفغانستان من قبل".
ويضيف توفيق: "سوف يسارعون بتوجيه سيوفهم وخناجرهم إلي الثقافة والفنون.. والدعاوى سهلة وجاهزة من عينة (هذا الكتاب مضلل).. و(هذا الفيلم حرام).. و(هذه المسرحية كافرة ).. و(هذه الأغنية خطيئة).. و(هذه اللوحة عورة ).. و(هذا التمثال من عمل الشيطان). وهكذا سيحاربون بالحلال والحرام كل إبداع فني، وسيلطخون بالطلاء الأسود كل صور النساء، وسيجبرون بعضنا على دخول الكهوف المظلمة، حتى يطفئوا أنوار مصر" على حد قوله.
"نؤمن بحرية الإبداع"
ويعقب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين على هذه المخاوف قائلا: "هناك خلط مقصود وغير مقصود للترويج بأن الجماعة ضد حرية الفن والإبداع والعكس هو الصحيح؛ لأننا نؤمن بحرية العقيدة نفسها فكيف لا نؤمن بحرية الإبداع التي هي أساس الحياة؟".
وأضاف "أظن أن من يروج لهذه المزاعم يعاني من نقص شديد في المعلومات الأولية عن فكر الجماعة التي كان مؤسسها حسن البنا يصر على اصطحاب ضيوفه العرب والأجانب إلي العروض الفنية في دار الأوبرا تكريما واحتفاء بهم، كما أنه كان يرعى بنفسه الفرق المسرحية والفنية المنتشرة في جميع ربوع مصر قبل الثورة".
وأضاف قائلا: "كذلك كان مرشد الجماعة الأسبق عمر التلمساني من عشاق الاستماع للموسيقي والغناء وواحد من أشد المعجبين بأغاني سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وأنا شخصيا أستريح دائما لسماع الموسيقى وأم كلثوم".
وحول الكيفية التي ستتعامل بها الجماعة مع القضايا الفنية، أوضح أبو الفتوح: "لدينا طريقان لا ثالث لهما الأول: الإقناع والحوار ومقارعة الحجة بالحجة بهدف الوصول إلي إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرنا، انطلاقا من قاعدة أن رأينا صواب يحتمل الخطأ، وأن هناك خطأ محتملا قابلا للتصحيح؛ لأننا لسنا جميعا ملائكة".
ويضيف: "أما الطريق الثاني أمامنا وأمام الطرف الآخر – يضيف أبو الفتوح – فهو القضاء وتطبيق القوانين؛ لأننا ضد اللجوء إلى تطبيق أفكارنا بالقوة أو عن طريق القرارات الإدارية، فهذا سلاح المفلس، والطريق السحري إلى الاستبداد والنفاق وفساد المجتمع، وهذا ما عانينا منه طوال السنوات الماضية، والذي لا يعرفه معظم المجتمع المصري عن الإخوان أنهم مع كل عمل فني يغرس قيمة، ويسهم في بناء مجتمع صحي أسسه الحرية والعدالة، والمساواة".
التعليقات