الآسرار الخفية وراء خطة قصف الجزيرة القطرية

الآسرار الخفية وراء خطة قصف الجزيرة القطرية
من المثير للاهتمام هو شغف الناس بتكريس مصطلح نظرية المؤامرة , وحدسي يوحي لي أن أتفهم هذا المفهوم الشائع منذ زمن ليس بالقصير . . . لكن التطرق الى هذه النظرية يتطلب منا التعمق في غياهب الفكر لمحاولة تحليل مغزى الاْمور بطريقة مجردة وموضوعية وحيادية وليس بسطحية وسذاجة غير منطقية . . . وهو خوض شاق وصعب يوصلنا في النهاية الى اللامتناهي واذا لم نحاول التقدم في اللامتناهي فسوف لن نصل الى أى أجوبة مقنعة ومرضية وسنقف عند قارعة الطريق . . . اذاً تعالوا نخوض جزءاً من التجربة اللاعقلانية مع محاولة ايجاد عناصر منطق في قضية خطة قصف قناة الجزيرة .
كل الدول تقوم على القوة هذا ما قاله تروتسكي في كتاب ماكس فيبر ( رجل العلم والسياسة ) وبما أن الولايات المتحدة الاْمريكية أعظم دولة في العالم الآن وتتبنى مشروع السيطرة فالمنطق يقول أنهم الاْسياد وباقي سكان المعمورة عليهم الطاعة . . . هذا أمر بديهي لا يمكن نكرانه وبما أن الاْخلاق المطلقة غير موجودة على الاطلاق اذاً كل شيْ مباح .
سأثير بعض التساؤلات وسأدعمها بتحليلات واجتهادات : لماذا بوش الابن خطط لقصف قناة الجزيرة وابادتها عن بكرة أبيها ؟ هل تعطشه الدائم لدماء العرب والمسلمين يثير فيه شهوة القتل والتدمير؟ لكن أين تكمن موازين القوى هنا ؟ فقناة الجزيرة ليست العراق أو أفغانستان تحتاج الى حشد جيوش جرارة وحشد دولي هائل وأعتى أنواع الاسلحة لمحوها بالكامل , فهي مجرد محطة اخبارية . . . وليست حتى قناة بنما أو جرينادا , هل كان بوش الصغير سيحقق نشوة الانتصار اذا ما نفذ تهديده ووعيده بتدميرها على رؤوس موظفيها ؟ هل حققت فعلاً هذه القناة انتصاراً اعلامياً مؤذي للمصالح الامريكية عندما غطت حرب الفلوجة واجتياح العراق على الهواء مباشرة وغزو أفغانستان بنزاهة وشفافية وقدمت قرباناً بشرياً من خيرة مراسليها ثمناً لمصداقيتها ؟ اذا فكرنا بعقلانية سنجد المسببات والمبررات التي أوردناها سلفاً هي أسباب وجيهة بالاضافة الى توضيح صورة المسخ الاْمريكي وبالتالي أصابت المحاولات الحثيثة للادارة الاْمريكية بالوهن حيث دأبت هذه الادارة على تحسين صورتها لدى العالمين الاسلامي والعربي بينما سياستها الهمجية ملطخة بدماء الاْبرياء منا .
أما اذا حاولنا غربلة الموضوع وفكرنا بشئ من اللاعقلانية في زمن ردئ يسيطر عليه اللامنطق وهي معادلة نتيجتها جزء من المنطقية سنجد أن : هذه القناة استطاعت أن تستقطب ملايين المشاهدين منذ انطلاقتها عام 1996 وأنا شخصياً من محبيها ومدمنيها وأحترم كوادرها وأجلهم لاْنهم من نخبة الاعلاميين الذين يتفانوا في اظهار الحقيقة المستترة منذ عقود عندما كنا ومازلنا من ضحايا الاْنظمة المتخلفة , وما لوثوا عقولنا به من حشر أخبار ومواد اعلامية عفا عليها الزمن عن طريق بثهم لبرامج عقيمة وتافهة ليس لها مأرب الا أن نقدس ونؤمن ونسبح بحمد الحاكم الاله الاْوحد الذي لا يقهر . . . لكن المثير للجدل والشك لماذا تستضيف قناة الجزيرة صهاينة ومجرمى حرب على شاشتها ؟ هل يجب أن نستمع الى أرائهم القذرة ؟ هل مطلوب منا أن نتقبل ونستمتع بوجوههم المكفهرة والمشؤومة ؟ هل نحن بحاجة لاْن نستمع الى وجهات نظرهم الخرقاء والمقززة والمعروفة سلفاً في المقاومة عندما ينعتون أبطالنا بالارهابيين ؟ هذا ما يجعلنا نصطدم بمطبات ونتؤات من المتناقضات .
السؤال المطروح : الم يكن في استطاعة جورج الابن أن يوفر على نفسه عناء فضيحة خطة القصف المزعوم الذي لم يتم بحمد الله . . . وأن يجري اتصالاً هاتفياً لمدة عشر دقائق مع أمير دولة قطر الذي تأوي بلاده أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة , ويطلب منه بصيغة الاْمر كالعادة أن يقفل هذه القناة ويشمعها بالاْحمر لاْنها تؤرق مضاجع الادارة الاْمريكية , وأعتقد جازماً أن الاْمير الموقر سيلبي في الحال .
وكيف يسمح لقطر أن تشيد قناة تفضح ممارسات الادارة الاْمريكية وبني صهيون أم أن القضية أخطر من هذا وذاك . . . وما يدور خلف الستار والكواليس بالغ الخطورة وما خفي أعظم ؟
بعد ظهور فضائيات اخبارية وفيرة والتي تقدم الخبر والحدث على نفس النمط والوتيرة أضعفت مصداقية قناة الجزيرة في سوبرماركت القنوات الغزيرة مما استوجب خطة محكمة وسيناريو حاذق لاعادة الهيبة والشهرة والمصداقية لها , بعد أن سلبت منها جماهير غفيرة واحساس شيوخ هذه المحطة بالهزيمة .
لا أعتقد حتى أن كانت نية الجزيرة تحسين صورة الادارة الاْمريكية لدينا وهذا احتمال واهي أن هذا العمل سيؤتي ثماره لاْن المواطن العربي أصبح على دراية ووعي وثقافة كاملة تؤهله لتقييم الاْمور وتفنيد ما بين السطور بحكمة وروية .
ليست الرغبة المجردة الى الكتابة أو النقد هما اللذان دفعاني لطرح تلك التساؤولات بل وعي وتقديري أننا نعيش في حالة أشبه بثورة الفكر والاْدب , جعلني أطل من نافذة الحقيقة وأفكر وأسأل وأحلل ربما أمسك بطرف الخيط وهذه مجرد نقطة في غيث .
ناصر الحايك
فيينا النمسا
[email protected]
من المثير للاهتمام هو شغف الناس بتكريس مصطلح نظرية المؤامرة , وحدسي يوحي لي أن أتفهم هذا المفهوم الشائع منذ زمن ليس بالقصير . . . لكن التطرق الى هذه النظرية يتطلب منا التعمق في غياهب الفكر لمحاولة تحليل مغزى الاْمور بطريقة مجردة وموضوعية وحيادية وليس بسطحية وسذاجة غير منطقية . . . وهو خوض شاق وصعب يوصلنا في النهاية الى اللامتناهي واذا لم نحاول التقدم في اللامتناهي فسوف لن نصل الى أى أجوبة مقنعة ومرضية وسنقف عند قارعة الطريق . . . اذاً تعالوا نخوض جزءاً من التجربة اللاعقلانية مع محاولة ايجاد عناصر منطق في قضية خطة قصف قناة الجزيرة .
كل الدول تقوم على القوة هذا ما قاله تروتسكي في كتاب ماكس فيبر ( رجل العلم والسياسة ) وبما أن الولايات المتحدة الاْمريكية أعظم دولة في العالم الآن وتتبنى مشروع السيطرة فالمنطق يقول أنهم الاْسياد وباقي سكان المعمورة عليهم الطاعة . . . هذا أمر بديهي لا يمكن نكرانه وبما أن الاْخلاق المطلقة غير موجودة على الاطلاق اذاً كل شيْ مباح .
سأثير بعض التساؤلات وسأدعمها بتحليلات واجتهادات : لماذا بوش الابن خطط لقصف قناة الجزيرة وابادتها عن بكرة أبيها ؟ هل تعطشه الدائم لدماء العرب والمسلمين يثير فيه شهوة القتل والتدمير؟ لكن أين تكمن موازين القوى هنا ؟ فقناة الجزيرة ليست العراق أو أفغانستان تحتاج الى حشد جيوش جرارة وحشد دولي هائل وأعتى أنواع الاسلحة لمحوها بالكامل , فهي مجرد محطة اخبارية . . . وليست حتى قناة بنما أو جرينادا , هل كان بوش الصغير سيحقق نشوة الانتصار اذا ما نفذ تهديده ووعيده بتدميرها على رؤوس موظفيها ؟ هل حققت فعلاً هذه القناة انتصاراً اعلامياً مؤذي للمصالح الامريكية عندما غطت حرب الفلوجة واجتياح العراق على الهواء مباشرة وغزو أفغانستان بنزاهة وشفافية وقدمت قرباناً بشرياً من خيرة مراسليها ثمناً لمصداقيتها ؟ اذا فكرنا بعقلانية سنجد المسببات والمبررات التي أوردناها سلفاً هي أسباب وجيهة بالاضافة الى توضيح صورة المسخ الاْمريكي وبالتالي أصابت المحاولات الحثيثة للادارة الاْمريكية بالوهن حيث دأبت هذه الادارة على تحسين صورتها لدى العالمين الاسلامي والعربي بينما سياستها الهمجية ملطخة بدماء الاْبرياء منا .
أما اذا حاولنا غربلة الموضوع وفكرنا بشئ من اللاعقلانية في زمن ردئ يسيطر عليه اللامنطق وهي معادلة نتيجتها جزء من المنطقية سنجد أن : هذه القناة استطاعت أن تستقطب ملايين المشاهدين منذ انطلاقتها عام 1996 وأنا شخصياً من محبيها ومدمنيها وأحترم كوادرها وأجلهم لاْنهم من نخبة الاعلاميين الذين يتفانوا في اظهار الحقيقة المستترة منذ عقود عندما كنا ومازلنا من ضحايا الاْنظمة المتخلفة , وما لوثوا عقولنا به من حشر أخبار ومواد اعلامية عفا عليها الزمن عن طريق بثهم لبرامج عقيمة وتافهة ليس لها مأرب الا أن نقدس ونؤمن ونسبح بحمد الحاكم الاله الاْوحد الذي لا يقهر . . . لكن المثير للجدل والشك لماذا تستضيف قناة الجزيرة صهاينة ومجرمى حرب على شاشتها ؟ هل يجب أن نستمع الى أرائهم القذرة ؟ هل مطلوب منا أن نتقبل ونستمتع بوجوههم المكفهرة والمشؤومة ؟ هل نحن بحاجة لاْن نستمع الى وجهات نظرهم الخرقاء والمقززة والمعروفة سلفاً في المقاومة عندما ينعتون أبطالنا بالارهابيين ؟ هذا ما يجعلنا نصطدم بمطبات ونتؤات من المتناقضات .
السؤال المطروح : الم يكن في استطاعة جورج الابن أن يوفر على نفسه عناء فضيحة خطة القصف المزعوم الذي لم يتم بحمد الله . . . وأن يجري اتصالاً هاتفياً لمدة عشر دقائق مع أمير دولة قطر الذي تأوي بلاده أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة , ويطلب منه بصيغة الاْمر كالعادة أن يقفل هذه القناة ويشمعها بالاْحمر لاْنها تؤرق مضاجع الادارة الاْمريكية , وأعتقد جازماً أن الاْمير الموقر سيلبي في الحال .
وكيف يسمح لقطر أن تشيد قناة تفضح ممارسات الادارة الاْمريكية وبني صهيون أم أن القضية أخطر من هذا وذاك . . . وما يدور خلف الستار والكواليس بالغ الخطورة وما خفي أعظم ؟
بعد ظهور فضائيات اخبارية وفيرة والتي تقدم الخبر والحدث على نفس النمط والوتيرة أضعفت مصداقية قناة الجزيرة في سوبرماركت القنوات الغزيرة مما استوجب خطة محكمة وسيناريو حاذق لاعادة الهيبة والشهرة والمصداقية لها , بعد أن سلبت منها جماهير غفيرة واحساس شيوخ هذه المحطة بالهزيمة .
لا أعتقد حتى أن كانت نية الجزيرة تحسين صورة الادارة الاْمريكية لدينا وهذا احتمال واهي أن هذا العمل سيؤتي ثماره لاْن المواطن العربي أصبح على دراية ووعي وثقافة كاملة تؤهله لتقييم الاْمور وتفنيد ما بين السطور بحكمة وروية .
ليست الرغبة المجردة الى الكتابة أو النقد هما اللذان دفعاني لطرح تلك التساؤولات بل وعي وتقديري أننا نعيش في حالة أشبه بثورة الفكر والاْدب , جعلني أطل من نافذة الحقيقة وأفكر وأسأل وأحلل ربما أمسك بطرف الخيط وهذه مجرد نقطة في غيث .
ناصر الحايك
فيينا النمسا
[email protected]
التعليقات