ضيوف برامج الفضائيات.. مهنة في مصر:الولد يأخذ 50 جنيها و تأخذ البنت 100 جنيه

غزة-دنيا الوطن
« لا تصدّقوا التفاعل المذهل بين الجماهير والضيوف في البرامج الجماهيرية الترفيهية، فكل هذا غير حقيقي!».. هذا ما يقوله عماد خميس، مدير إنتاج بقناة «روتانا»، فإن مديري إنتاج مثل هذه البرامج «التوك شو» Talk Show، يتفقون مع عدد من مكاتب توريد الضيوف الكومبارس الذين تشاهدونهم يسألون ويصفقون مع الموسيقى، ويرقصون مع من يرقص، ويغنون مع من يغني، كلهم سواء كانوا أولاداً أم بنات، زبائن لمكاتب توريد الكومبارس!.
ولا يقدر أي من هؤلاء الكومبارس الإيتاء بأي حركة بعد أن يشار إليه مقدم البرنامج بالوقوف، على سبيل المثال: في أحد البرامج الترفيهية على قناة «دريم» الفضائية، التي كانت تستضيف راقصة شهيرة، وقفت إحدى البنات لتري «الضيفة الكريمة» رقصها، وعندما غنت هذه الراقصة غنّى جميع الحضور أولاداً وبناتاً معها، وبدا أن معظمهم لا يحفظ الأغنية.
مؤمن حسن الذي كان يعمل مخرجاً بقناة «المحور»، قبل أن ينتقل لقناة إخبارية أخرى، قال لي انه ذهب لإخراج برنامج ترفيهي، وكان يفاجأ في بداية كل برنامج بعربات تحضر «الضيوف الكومبارس» دفعة واحدة إلى باب الاستوديو قبل التسجيل، قبل أن يجلس معد البرنامج مع بعضهم على حدة، لكي يناقش معهم ما يجب أن يقولوه والأسئلة التي سيوجهونها وفي أي وقت بالتحديد.
مؤمن قال لي ان الولد كان يأخذ 50 جنيها، بينما كانت تأخذ البنت 100 جنيه، أجر المشاركة في الحلقة!. ويبيّن مؤمن أن هذه المهنة مثلها مثل غيرها من المهن التي قد لا يسمع عنها أحد «هناك الآلاف لا يعرفون تفاصيل مهنة الكومبارس، لكنها موجودة». ويبيّن أيضاً أن الشباب يقبل عليها لعدة أسباب، أولها وجود أزمة اقتصادية طاحنة تدفع الشباب للبحث عن عمل، السبب الثاني هو الإغراء المادي، فالخمسون أو المائة جنيه ليست مبلغاً صغيراً بالنسبة للكثيرين، خاصة أنهم لا يعملون بها سوى ساعات محددة. أما الإغراء أو السبب الثالث، فهو أن هذه الوظيفة يحبها الشباب لأنها تساهم في ظهورهم في التلفزيون والحديث فيه، وهم يرون أن هذا وحده كاف للظهور بدون مقابل، خاصة أن معظم هؤلاء الشباب يبحثون عن الشهرة، ويرون أن هذه البرامج قد تساهم في ذلك، وقد يتم اكتشافهم في يوم من الأيام ليصبحوا نجوماً يشار إليهم بالبنان.
وتختلف البرامج الترفيهية عن البرامج السياسة بعض الشيء، فحسب ما قالت دينا عبد السلام، التي كانت تعد أحد البرامج الحوارية في التلفزيون المصري، ان البرنامج في بدايته كان يعتمد، بالاضافة إلى الضيف الأساسي، على عشرين ضيفاً آخرين يسألون في نهاية البرنامج بعض الأسئلة. وتقول دينا عن طريقة اختيارهم ان العشرين ضيفاً كان يتم اختيار عشرة منهم من الشباب وصغار السن وهم صغار الباحثين في المجالات التي يناقشها البرنامج.
دينا تضيف أن اختيار الباحثين الصغار كان يتم وفقاً لاختيار الضيوف الرئيسيين، وذلك باعتبارهم من صغار المتخصصين في المجال بعينه، مشيرة إلى أنه في أحيان كثيرة كان الضيف الرئيسي، الذي عادة ما يكون استاذاً أكاديمياً، يحضر باحثيه معه، ليسألوه خلال البرنامج.
دينا ضربت لي مثلاً بإحدى الحلقات التي كانت تناقش صناعة السينما، وكان الضيف الرئيسي فيها وزير الثقافة فاروق حسني، وعدد من المهتمين بصناعة السينما والمنتجين والمخرجين، ومنهم مخرج معروف، الذي يعمل أستاذاً متخصصاً في معهد السينما، والذي قام باختيار بعض الطلبة لديه في المعهد للمناقشة مع اساتذتهم والمسؤولين عن صناعة السينما.
إذا كانت البرامج الحوارية السياسية تتم هكذا، فإن دينا تعتقد أن البرامج الخفيفة لا تعتمد على ذلك على الإطلاق، لأن هذه البرامج لا تحتاج إلى ثقافة معينة. وتشير دينا إلى أنه في البرامج السياسية تتم الاستعانة بضيوف من مكاتب الكاستيج Casting المعروفة، وتبلغ تكاليف الحلقة الواحدة على حد قولها 6000 جنيه، وتضم مائة شخص: 25 بنتاً، و75 ولداً.
هبة، التي قابلتها أمام مدخل أحد الاستوديوهات، قالت لي إنها مشاركة في البرنامج الذي سيبدأ بعد قليل، وانها تدرس بجامعة حلوان «كلية الحقوق». هبة برّرت لجوئها إلى هذا العمل، بأنه مورد رزق جيد، وربما يراني أحد المخرجين الذين يشاركون في هذه البرامج ويختاروني للتمثيل. وقد قابلت أكثر من مخرج في هذه البرامج، لكنهم كانوا يعطونها أرقام هواتف وهمية. وأضافت أنها تفضّل أن تشارك في البرامج الترفيهية، وقالت: إن المكتب الذي أعمل معه يسألني عن المواضيع التي أفضّلها، وأحياناً أشارك في البرامج السياسية، وهناك تلعب دور «الكومبارس» الصامت.
مدير أحد مكاتب الكاستنج بمنطقة المهندسين، طلب عدم ذكر اسمه، وقال إنهم يعلنون عادةً عن حاجتهم لشباب يعملون معهم في الجرائد، وهناك الآلاف يتصلون بهم، ويتم اختيار الأولاد والبنات بعد معرفة قدرات كل شخص منهم.
ويقول ان المظهر العام هو أهم شيء في البنت والولد، كذلك اللباقة في الحديث، ويتراوح سعر الشاب حسب قدراته وإمكانياته، كذلك بالنسبة للفتيات، فالذي يشارك في برنامج سياسي غير الذي يشارك في برنامج ترفيهي، وغير التي تطالب بالمشاركة في فيديو كليب.
الطريف هو أن بعض برامج الأطفال أيضاً تطلب أطفالاً للتصوير معهم، بينما في الماضي كانوا يلجأون إلى أطفال أصدقائهم مجاملة لهم ومن هؤلاء من أصبحوا نجوماً وممثلين بالفعل.
عماد خميس، أحد مديري الإنتاج في «روتانا»، وأحد المسؤولين عن توريد الشباب إلى البرامج، قال لي إن كل شخص له سعر. فهناك من يستحق مائة جنيه، أو مائتين، أو خمسمائة، أو ألف، وأحياناً يصل الأمر لخمسة آلاف، لكن هذا يكون بالنسبة لعارضات الفيديو كليب.
وحسب ما قال عماد، فإنه يقوم بدفع المبالغ لمكتب «الكاستنج»، الذي يأخذ عمولته ثم يدفع المبلغ الذي اتفق عليه مع الشاب أو الفتاة. ويركز عماد في البرامج الترفيهية على وجود أكبر عدد من الفتيات، اللواتي لا بد ان تكون ملابسهن ملائمة «لجو الحلقة»، ويجب أن يجلس المعد معهن قبل التسجيل لكي يحفظوا أسئلتهم، كذلك يجب على المذيع أن يعرف أياً منهم سوف يسأله، وأي إجابة سيتلقاها منه.
اتصلت بأحد مديري هذه المكاتب لأساله عن نشاط المكتب، قال لي: «تستطيع أن ترسل لنا سيرتك الذاتية، وأكثر من صورة لك على بريدنا الإلكتروني»، صمت لحظة قبل أن يتساءل: «ألا تريد أن تعمل معنا؟».
« لا تصدّقوا التفاعل المذهل بين الجماهير والضيوف في البرامج الجماهيرية الترفيهية، فكل هذا غير حقيقي!».. هذا ما يقوله عماد خميس، مدير إنتاج بقناة «روتانا»، فإن مديري إنتاج مثل هذه البرامج «التوك شو» Talk Show، يتفقون مع عدد من مكاتب توريد الضيوف الكومبارس الذين تشاهدونهم يسألون ويصفقون مع الموسيقى، ويرقصون مع من يرقص، ويغنون مع من يغني، كلهم سواء كانوا أولاداً أم بنات، زبائن لمكاتب توريد الكومبارس!.
ولا يقدر أي من هؤلاء الكومبارس الإيتاء بأي حركة بعد أن يشار إليه مقدم البرنامج بالوقوف، على سبيل المثال: في أحد البرامج الترفيهية على قناة «دريم» الفضائية، التي كانت تستضيف راقصة شهيرة، وقفت إحدى البنات لتري «الضيفة الكريمة» رقصها، وعندما غنت هذه الراقصة غنّى جميع الحضور أولاداً وبناتاً معها، وبدا أن معظمهم لا يحفظ الأغنية.
مؤمن حسن الذي كان يعمل مخرجاً بقناة «المحور»، قبل أن ينتقل لقناة إخبارية أخرى، قال لي انه ذهب لإخراج برنامج ترفيهي، وكان يفاجأ في بداية كل برنامج بعربات تحضر «الضيوف الكومبارس» دفعة واحدة إلى باب الاستوديو قبل التسجيل، قبل أن يجلس معد البرنامج مع بعضهم على حدة، لكي يناقش معهم ما يجب أن يقولوه والأسئلة التي سيوجهونها وفي أي وقت بالتحديد.
مؤمن قال لي ان الولد كان يأخذ 50 جنيها، بينما كانت تأخذ البنت 100 جنيه، أجر المشاركة في الحلقة!. ويبيّن مؤمن أن هذه المهنة مثلها مثل غيرها من المهن التي قد لا يسمع عنها أحد «هناك الآلاف لا يعرفون تفاصيل مهنة الكومبارس، لكنها موجودة». ويبيّن أيضاً أن الشباب يقبل عليها لعدة أسباب، أولها وجود أزمة اقتصادية طاحنة تدفع الشباب للبحث عن عمل، السبب الثاني هو الإغراء المادي، فالخمسون أو المائة جنيه ليست مبلغاً صغيراً بالنسبة للكثيرين، خاصة أنهم لا يعملون بها سوى ساعات محددة. أما الإغراء أو السبب الثالث، فهو أن هذه الوظيفة يحبها الشباب لأنها تساهم في ظهورهم في التلفزيون والحديث فيه، وهم يرون أن هذا وحده كاف للظهور بدون مقابل، خاصة أن معظم هؤلاء الشباب يبحثون عن الشهرة، ويرون أن هذه البرامج قد تساهم في ذلك، وقد يتم اكتشافهم في يوم من الأيام ليصبحوا نجوماً يشار إليهم بالبنان.
وتختلف البرامج الترفيهية عن البرامج السياسة بعض الشيء، فحسب ما قالت دينا عبد السلام، التي كانت تعد أحد البرامج الحوارية في التلفزيون المصري، ان البرنامج في بدايته كان يعتمد، بالاضافة إلى الضيف الأساسي، على عشرين ضيفاً آخرين يسألون في نهاية البرنامج بعض الأسئلة. وتقول دينا عن طريقة اختيارهم ان العشرين ضيفاً كان يتم اختيار عشرة منهم من الشباب وصغار السن وهم صغار الباحثين في المجالات التي يناقشها البرنامج.
دينا تضيف أن اختيار الباحثين الصغار كان يتم وفقاً لاختيار الضيوف الرئيسيين، وذلك باعتبارهم من صغار المتخصصين في المجال بعينه، مشيرة إلى أنه في أحيان كثيرة كان الضيف الرئيسي، الذي عادة ما يكون استاذاً أكاديمياً، يحضر باحثيه معه، ليسألوه خلال البرنامج.
دينا ضربت لي مثلاً بإحدى الحلقات التي كانت تناقش صناعة السينما، وكان الضيف الرئيسي فيها وزير الثقافة فاروق حسني، وعدد من المهتمين بصناعة السينما والمنتجين والمخرجين، ومنهم مخرج معروف، الذي يعمل أستاذاً متخصصاً في معهد السينما، والذي قام باختيار بعض الطلبة لديه في المعهد للمناقشة مع اساتذتهم والمسؤولين عن صناعة السينما.
إذا كانت البرامج الحوارية السياسية تتم هكذا، فإن دينا تعتقد أن البرامج الخفيفة لا تعتمد على ذلك على الإطلاق، لأن هذه البرامج لا تحتاج إلى ثقافة معينة. وتشير دينا إلى أنه في البرامج السياسية تتم الاستعانة بضيوف من مكاتب الكاستيج Casting المعروفة، وتبلغ تكاليف الحلقة الواحدة على حد قولها 6000 جنيه، وتضم مائة شخص: 25 بنتاً، و75 ولداً.
هبة، التي قابلتها أمام مدخل أحد الاستوديوهات، قالت لي إنها مشاركة في البرنامج الذي سيبدأ بعد قليل، وانها تدرس بجامعة حلوان «كلية الحقوق». هبة برّرت لجوئها إلى هذا العمل، بأنه مورد رزق جيد، وربما يراني أحد المخرجين الذين يشاركون في هذه البرامج ويختاروني للتمثيل. وقد قابلت أكثر من مخرج في هذه البرامج، لكنهم كانوا يعطونها أرقام هواتف وهمية. وأضافت أنها تفضّل أن تشارك في البرامج الترفيهية، وقالت: إن المكتب الذي أعمل معه يسألني عن المواضيع التي أفضّلها، وأحياناً أشارك في البرامج السياسية، وهناك تلعب دور «الكومبارس» الصامت.
مدير أحد مكاتب الكاستنج بمنطقة المهندسين، طلب عدم ذكر اسمه، وقال إنهم يعلنون عادةً عن حاجتهم لشباب يعملون معهم في الجرائد، وهناك الآلاف يتصلون بهم، ويتم اختيار الأولاد والبنات بعد معرفة قدرات كل شخص منهم.
ويقول ان المظهر العام هو أهم شيء في البنت والولد، كذلك اللباقة في الحديث، ويتراوح سعر الشاب حسب قدراته وإمكانياته، كذلك بالنسبة للفتيات، فالذي يشارك في برنامج سياسي غير الذي يشارك في برنامج ترفيهي، وغير التي تطالب بالمشاركة في فيديو كليب.
الطريف هو أن بعض برامج الأطفال أيضاً تطلب أطفالاً للتصوير معهم، بينما في الماضي كانوا يلجأون إلى أطفال أصدقائهم مجاملة لهم ومن هؤلاء من أصبحوا نجوماً وممثلين بالفعل.
عماد خميس، أحد مديري الإنتاج في «روتانا»، وأحد المسؤولين عن توريد الشباب إلى البرامج، قال لي إن كل شخص له سعر. فهناك من يستحق مائة جنيه، أو مائتين، أو خمسمائة، أو ألف، وأحياناً يصل الأمر لخمسة آلاف، لكن هذا يكون بالنسبة لعارضات الفيديو كليب.
وحسب ما قال عماد، فإنه يقوم بدفع المبالغ لمكتب «الكاستنج»، الذي يأخذ عمولته ثم يدفع المبلغ الذي اتفق عليه مع الشاب أو الفتاة. ويركز عماد في البرامج الترفيهية على وجود أكبر عدد من الفتيات، اللواتي لا بد ان تكون ملابسهن ملائمة «لجو الحلقة»، ويجب أن يجلس المعد معهن قبل التسجيل لكي يحفظوا أسئلتهم، كذلك يجب على المذيع أن يعرف أياً منهم سوف يسأله، وأي إجابة سيتلقاها منه.
اتصلت بأحد مديري هذه المكاتب لأساله عن نشاط المكتب، قال لي: «تستطيع أن ترسل لنا سيرتك الذاتية، وأكثر من صورة لك على بريدنا الإلكتروني»، صمت لحظة قبل أن يتساءل: «ألا تريد أن تعمل معنا؟».
التعليقات