مصطفي العقاد.. مخرج اشهر فيلمين ديني وتاريخي يموت في حفلة هالوين غريبة

مصطفي العقاد.. مخرج اشهر فيلمين ديني وتاريخي يموت في حفلة هالوين غريبة
غزة-دنيا الوطن

وفاة مصطفي العقاد (1935 ـ 2005)، متأثرا بجراحه التي اصيب بها في هجمات عمان الاخيرة، تنهي حياة اهم مخرج عربي حقق ما اطلق عليه في الاعلام العربي العالمية ، فقد حقق شهرته من داخل مؤسسة هوليوود، واخرج فيلميه اللذين سيظل مرتبطا بهما عربيا الرسالة و اسد الصحراء/ عمر المختار (1980) فيما عرف امريكيا بارتباطه بسلسلة افلام الرعب هالوين .

واللافت ان العقاد المولود في حلب عام 1935 توفي بعد اسبوع من هالوين فيما يشبه فيلم رعب شهدته فنادق العاصمة الاردنية، واودت بحياة ابنته الشابة مع عدد اخر من المدنيين. والقدرية او الغرابة في وفاة هذا المخرج الذي تحدث في الاعوام الاخيرة عن مشاريع وطموحات لإنشاء سينما عربية انه كان مخرجا اسلاميا حتي في نظر الذين يحتكرون تفسيرا معينا من الاسلام ومن ضمنهم الذين فجروا فنادق عمان.

وفيلمه الرسالة (1976) الذي قام بدور البطولة فيه الممثل القدير انتوني كوين، اشهر فيلم اسلامي ، ومن اشهر الافلام الدينية التي انتجها مخرجون عرب، ولانه اعتمد علي كفاءات فنية وكتاب من وزن توفيق الحكيم ويوسف ادريس.

ويعرض الفيلم دائما في المناسبات الاسلامية، وفي التجمعات الطلابية التي ينظم بعضها عروضا سنويا للفيديو لهذا الفيلم الذي منعه الازهر، مع ان العقاد تحدث عن موافقة الازهر علي سيناريو الفيلم وعرضته المحطات العربية وفي بعض الاحيان بدون اذن من المخرج، واشار العقاد نفسه الي ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اشترت اكثر من الف نسخة من هذا الفيلم لعرضها علي جنودها الذاهبين الي افغانستان.

بدأت رحلة العقاد في مدينته حلب وفي عمر الثامنة عشرة من عمره قرر ان يكون مخرجا في هوليوود، وكان هذا القرار بمثابة النكتة لافراد عائلته الذين قالوا له ان يحلم علي قده ونصحوه اما بالدراسة في دمشق او مصر، لكنه كان مصمما علي هوليوود . وفي لقاءات صحافية لاحقة سيتذكر العقاد ان هذه الفكرة كانت جنونية فوالده كان فقيرا، ولم يجد ما يقدمه له عند الرحيل الا مصحفا و200 دولار.

وكل ما فعله الاب ان ادخله في مدرسة امريكية ولكن رحلة العقاد التي بدأت في امريكا عام 1954 ولاحقا هوليوود لم تكن سهلة، فاسمه العربي كان عائقا امام تقدمه، وكان بامكانه التخلص من اسمه (تغييره) علي غرار ما يفعل بعض العرب للدخول في عوالم المال والسلطة والشهرة في هوليوود الا ان المسألة كانت بالنسبة اليه مبدئية. واستطاع فيما بعد ان يفرض حرفيته واخلاقيته علي العاملين معه في هوليوود، وهو وان اعترف بوجود اللوبي الصهيوني والمال اليهودي (90 بالمئة) وراء الافلام في هوليوود الا انه دعا العرب للتخلص من فكرة الشماعة والبحث عن وسائل اكثر ابداعية تخدم قضاياهم. ومثلما نعي علي العرب ضعفهم وحبهم بالقاء التبعة علي الآخرين، هاجم الفهم الديني الضيق، واكد للذين حاولوا تكفيره بناء علي فكرة علاقته بالسينما ان مخترع التصوير كان مسلما وهو الحسن بن الهيثم. واكد ان الاحترام الذي حققه في مجال صناعة السينما يعود لتمكنه من حرفته ولغته وادواته السينمائية، مما جعل معظم استديوهات الانتاج السينمائي تتسابق للتعاون معه، بما في ذلك يونيفرسال التي تعاونت معه علي انتاج افلام هالوين . ولكن فخر العقاد ظل من الربط الذي صار بينه وبين عمر المختار الثائر والمجاهد الليبي الذي قاتل الايطاليين وأعدم دفاعا عن ارضه ووطنه وعقيدته. كان العقاد يختار مواده وموضوعاته.

كان يري ان رمز صلاح الدين مناسب لوضعنا الحالي، وكان يريد اخراج فيلم عنه لتثبيت عروبة فلسطين، ومات وهو يبحث عن تمويل لهذا المشروع الكبير، مع انه قال ان صدام حسين الرئيس العراقي السابق كان سيمول فيلم صلاح الدين . وتحدث عن مشروع فيلم يروي قصة ملك في انكلترا طلب من الخليفة المسلم في الاندلس جعل مملكته مملكة مسلمة، وتحدث عن فيلم عن صبيحة الاندلسية . ولكن انشغاله الكبير كان بصلاح الدين الذي رأي ان تقديمه الآن وفي الظرف الحالي يعمل علي الموازنة بين فظائع الصليبيين، وحروب بوش ضد الارهاب، وكان يبحث عن ممول له منذ عشرين عاما. وفي احاديثه الكثيرة اعطي العقاد فكرة ان نص الفيلم جاهز، وأعده كاتب امريكي، بل وفكر في الممثلين مثل البريطاني شون كونري بطل افلام جيمس بوند ولكن المشكلة في الممول. كان العقاد في اعوامه التي جاءت بعد فيلميه، يحلم ويفكر، فمع كل مأساة تصيب العالم العربي والاسلامي كان يفكر بمشاريع، عندما اندلعت حرب البوسنة فكر في انتاج فيلم بعنوان وامعتصماه ، وعند تدمير الجيش الروسي مدينة غروزني فكر بانتاج فيلم عن الامام محمد شامل، الثائر والمجاهد الشيشاني المعروف. وقبل وفاته تحدث العقاد عن فكرة اخراج فيلم عن أسامة بن لادن، وقال ان هناك اختلافاً في تعريف من يكون بن لادن.

التعليقات