عاجل

  • الاحتلال يقصف بناية في محيط مطعم التاج بمدينة غزة

وقفة مع كتاب و قراء دنيا الوطن بقلم:عبد الله عيسى

وقفة مع كتاب و قراء دنيا الوطن

بقلم:عبد الله عيسى

تعرضت دنيا الوطن لثلاث عمليات قرصنة وكانت الأولى من قراصنة عرب "عرفنا هويتهم"أرادوا نشر إساءات للسعودية واخترقوا الموقع ونشروا بعض الإساءات وقمنا بحذفها فورا وأوقفنا تلك المهزلة والثانية كانت من قراصنة إسرائيليين نشروا عبارات تحريضية ضد المقاومة الفلسطينية والثالثة كانت الأخيرة التي شاهدها قراء دنيا الوطن.

وتساءل عدد من الزملاء عن سبب اختراق موقع دنيا الوطن وحتى لانبقي المسالة عرضة للتكهنات وإساءة الظن بجهودنا وقد يستغرب القارئ حجم محاولات تدمير الموقع بشكل مستميت من قبل جهات عديدة ونرصدها باستمرار فنجحوا في ثلاث محاولات فقط على مدى ثلاثة أعوام .ومنذ اشهر ونحن نعمل يوميا من اجل تطوير الموقع رغم أن عملية التطوير مستمره ويرى القارئ بعض هذا التطوير في الموقع شكلا ومضمونا ويشرف على الموقع الآن ثلاث شركات كمبيوتر بعضها يعتبر من الشركات العالمية المتخصصة وهي شركة فلسطينية تعتبر الأولى في قطاع غزة وشركة آسيوية وشركة أمريكية جميعها تنسق مع الشركة الفلسطينية . إضافة لخدمة أخرى نحصل عليها من شركة كندية معروفة .وسيرفر دنيا الوطن تشددنا في مواصفاته وكان وفق أعلى المواصفات إلا أن متاعب فنية استمرت لفترة نتيجة الضغط المتزايد في عدد الزوار واعتقد بأننا تجاوزنا المتاعب الفنية إلى حد كبير.

وعلى مدى اليومين الماضيين وصلتني اتصالات ورسائل كثيرة تتضامن مع دنيا الوطن وكان أخي عبد الهادي شلا سباقا باتصاله هاتفيا من كندا وأرسل الكاريكاتير الجميل والذي يعبر عن مشاعر الحب للرئيس أبو مازن .

وكانت الأديبة الفاضلة ميسون أبو بكر سباقة أيضا في مقالها الجميل وفي تعليقاتها الصادقة .وكان أخي سليمان نزال من السباقين أيضا وهو من قدماء المحاربين في دنيا الوطن ولم يتخلف مرة وعهدناه وفيا لدنيا الوطن وتعامل دائما بأخلاق المناضلين .وكذلك أخي سعيد موسى بمقاله الجميل وقد سبق وان كتب في هذا الإطار ونشكره على صدق مشاعره .وأخي طاهر المنيراوي وأخي الشاعر رشيد الجشي والأخ غازي أبو فرحة ومحمد علي بن رمضان الذي قطع زيارته لمدينة تبعد عنه 70 كيلومتلرا من اجل أن يكتب مقالا يعبر فيه عن مشاعره الطيبة والصادقة لدنيا الوطن ومحمد علي الفرا وصالح البياع ومحمد رمضان وشذى سليمان وصفاء العناني ومنير أبو رزق واخوة آخرين أرسلوا لي أو اتصلوا بالهاتف. وفي هذا بعض الإجابة على مقال الأخ صالح البياع لماذا دنيا الوطن .وكنت الليلة الماضية عند مسؤول كبير وقد أثنى على مقالات الاخوة جميعا وذكرهم بالاسم وكل ما أستطيع قوله انه يبلغكم تحياته .فانتهزت الفرصة وطلبت منه أن تصل المناشدات التي تنشرها دنيا الوطن للجهات العليا وان نلمس عمليا إنصاف الناس الذين ينشرون التظلم واحقاق الحق فوعد خيرا.

لن نتوقف طويلا عند هذا الحادث ولكن التعليقات في دنيا الوطن تسببت لي بصداع اكثر من كل هموم الصحيفة رغم أنها أصبحت من إنجازات دنيا الوطن التي تحسب لها لا عليها رغم كثرة الشكاوي التي تصلني بسبب التعليقات .

وأقول للاخوة القراء أن الهدف من التعليق هو أن يعبر القارئ عن رأيه بل أن هنالك قراء هوايتهم قراءة التعليقات وهذا أمر جميل والقارئ يرغب بان يصل صوته واقول للاخوة القراء أيضا أن صوتكم يصل لكل المستويات في فلسطين والخارج عبر التعليقات فلماذا يتعمد بعض الاخوة القراء كيل الاتهامات لهذا الكاتب أو للصحيفة أو لمسؤولين فلسطينيين وعرب؟!.

نستطيع أن نعبر عن رأينا بكل حرية ولكن بدون شتيمة وتجريح وتخوين وألفاظ بذيئة فأحيانا فهذه التعليقات تتعبنا كثيرا لأننا نضطر لتعديلها وحذف الشتيمة مما يشوه فكرة المعلق ولا وقت لدينا أحيانا كي يقضى الموظف ساعات في التعديل وحذف كلمات أو فقرات فيضطر لحذف التعليق كله .

يا سادة صحيفة دنيا الوطن ليست منتدى على الإنترنت مجهول الهوية وانما صحيفة معروفة ومقرها معروف وإدارتها معروفة وهذا يعني أن نشر شتائم أو تخوين يعرض الصحيفة لمساءلة قانونية وقد رفعت ضد دنيا الوطن حتى الآن قضيتين لدى النائب العام بغزة إحداهما رفعها وزير ضد كاتب والثانية رفعتها جهة رسمية ضدي شخصيا لمقال نشرته باسمي رغم أن مقالي لم يحمل أي اتهامات لتلك الجهة وانما انتقاد لاذع لاداء تلك المؤسسة الحكومية ومع هذا رفعت قضايا ضدنا وأنهيت في المهد ولم نرغب بشوشرات إعلامية أو استغلال هذه القضايا إعلاميا.فلا حاجة لنا لمثل هذه الأساليب لان صحيفة دنيا الوطن التي يصل عدد زاورها يوميا ما بين 50-60 ألف زائر لا تحتاج لهذه الأساليب بل أن كل المشاكل الفنية التي تواجهنا بسبب ضغط زوار الموقع في ساعات معينة .

لقد واجهنا مشاكل لاحصر لها بسبب فتح ملفات الفساد وحاصرتنا تهديدات من جهات معروفة وليست مجهولة ولم ننشر شيئا حول مسلسل التهديدات الذي تعرضت له شخصيا لدرجة أن أحد الفاسدين كلف بلطجية بالاتصال بي هاتفيا على مدار يومين ليل نهار وكل ساعة يرن هاتفي الجوال واستمع لنفس التهديد مع أن الشخص يتغير حسب النبطشية وأنا اضحك منهم واستمع للتهديد تلو التهديد.. والمضحك اكثر انهم لم يتصلوا بتنسيق في التوقيت فيكون أحيانا الشخص يهدد ويتوعد والثاني أي زميله يرن بالانتظار فاقول للمتحدث له أسرع يا أخا العرب وانهي كلامك بل أنني اكمل له أحيانا بقية الموشح الأندلسي .. زميلك يرن على الهاتف . وهل توقفنا بعد هذا عن نشر ملفات الفساد ؟!.وما نشر حول ذلك الفاسد كانت شكاوي من متضررين وتحملنا وزرها وتحملت شخصيا وزر إنصافهم .

والقصة المضحكة الأخرى جاءت من سفير فلسطيني في دولة خليجية وعندما علم بأنه طرد من منصبه شر طرده وقبل أن يغادر مكتبه بيوم واحد كان آخر ما فعله أن قصف دنيا الوطن بصواريخ كروز كما فعل بوش الاب عندما غادر البيت الأبيض وقبل أن يسلم الرئاسة لكلنتون وقع على آخر قرار بقصف العراق بعشرات الصواريخ العابرة للقارات .

واحتجاج السفير كان على تعليق ورد على مقال الصديق جمال المجايدة رغم أن الزميل المجايدة تحدث عن وضع السفراء بشكل عام .إلا أن الخط"أحد المعلقين" أبى إلا أن يعلق على ذلك السفير فقلب الدنيا بشكوى هاتفية لأجهزة الأمن . ويبدو أن الأخ أراد توجيه رسالة لنا بان أراد تأديب دنيا الوطن حتى لا تتعرض لملفاته بعد رحيله عن السفارة.

قبل فترة جلست مطولا مع وزير الإعلام د.نبيل شعث وتحدثنا عن دنيا الوطن فناقشني في التعليقات التي يحرص على قراءتها أيضا وعلمت أن الصديق عبد الباري عطوان يحرص على متابعة دنيا الوطن وقال صديق مشترك بان عبدالباري عطوان ذكر له بأنه يتردد أحيانا ويرغب بالرد على بعض التعليقات التي ترد على مقاله الذي ننشره في دنيا الوطن ..فقلت لصديقنا المشترك ليته فعلها عبدالباري وامل ذلك أن يتواصل مع محبيه في دنيا الوطن كما أن د.فيصل القاسم يحرص على إرسال مقاله لدنيا الوطن وهذه ثقة من علمين في الإعلام العربي عبدالباري والقاسم نعتز بها.

ومنذ فترة وصلتني رسالة من صديق في السعودية يقول بان مسؤول كبير في وزارة الإعلام السعودية عاتب على دنيا الوطن لأنها تنشر بعض التعليقات التي تسيء للسعودية .ويحرص المسؤول السعودي على متابعة التعليقات .هذه نماذج من ردود فعل على التعليقات والتي اتفق مع الاخوة في احتجاجهم عليها ولا اعتقد أن الحل في حجب التعليقات المسيئة ولكن الحل في الحوار مع الاخوة القراء ولابد أن نذكر هنا الشان الفلسطيني..فالصديق د.احمد صبح وكيل وزارة الإعلام أرسل لنا ردا رسميا على تعليقات وردت في تصريح صحفي يخصه نشرته دنيا الوطن. وكيل الشتائم المتبادلة بين اتباع هذا الفصيل أو ذاك ..ألا يمكن أن نقلب الصفحة لنفتح حوارا اخويا بين جمهور الفصائل يعزز الوحدة الوطنية بدل تأجيج مشاعر الغضب والكراهية؟!..لماذا لا نحاول .وإذا انتقدنا أن ننتقد بهدوء وبدون تخوين وشتيمة وتقليل من شان الآخر .

إنني آمل أن تسود روح المحبة بين الاخوة القراء وان اختلفوا في الرأي لان حرية الرأي لاتعني أبدا التجريح والشتائم المؤذية .تخيلوا يا سادة أنني طلبت إجراء حوار مع مسؤول فاعتذر وقال:" اكذب عليك إن كنت لا ارغب بنشر حوار في دنيا الوطن ولكن أخشى التعليقات السيئة والشتائم".

إن رسالتك تصل بأقصر السبل كلما كانت بدون صخب وضجيج تستطيع أن تقول لا بالشكل الذي تراه مناسبا وتصل رسالتك إلى أصحاب القرار في فلسطين والخارج كلما كنت موضوعيا في رأيك .

والزملاء الكتاب اكثر الناس سعادة بالتعليقات إن كانت موضوعية ولا يفهم هذا أننا نطلب المديح لاحد ولكن نرفض الشتيمة والتجريح .ترى الكاتب يتسحق المديح فنحترم رأيك ولكن إن كانت شتيمة وتجريح فهذا أمر لا يسعدنا أبدا ولا يسعد كتاب دنيا الوطن وهم نخبة من رجال الفكر والأدب في فلسطين والعالم العربي حتى وان اعترض البعض على مستوى قصيدة لا يعقل أن يكون التعليق شتيمة وتجريح .

دنيا الوطن محايدة بين القراء والكتاب جميعهم ويلاحظ الكتاب أننا لا نفرق بين زميل واخر ونعطي الجميع الفرصة كاملة بدون سابق معرفة ولكن ننحاز إلى معلق ناقد إن كتب نقدا لقصيدة أو قصة قصيرة بملاحظات موضوعية أن قصيدتك قوية بكذا وضعيفة بكذا ومن هنا يستفيد الشاعر والكاتب من النقد ويستفيد القارئ أما أن قصيدتك صفر على الشمال وأنت صفر وتافه فلا يوجد عمل أدبي صفر!! .

أما الكاتب الشاب شعبان صادق نجل الصديق عدلي صادق لقد كان بحاجة إلى النصح والتوجيه لا الشتيمة والتجريح فقد تحمل الكثير من الإساءات حتى اصبح يتخفى وراء أسماء أخرى خشية جحيم التعليقات والغريب أنه عندما يغير اسمه لا يصله أي تعليق سيئ وعندما يكتب باسمه الحقيقي تنهال عليه الإساءات من كل حدب وصوب ..وهذا دليل قاطع على عدم الموضوعية في بعض التعليقات حتى أن صديقنا الصدوق عقلاني هجر التعليقات لاجل الفوضى أو فلتان التعليقات ولم يهجر دنيا الوطن فهو من المحبين للصحيفة وأتمنى عودته بتعليقاته الرائعة الموضوعية المتمكنة في مجالات كثيرة .

لقد أردت بهذه الوقفة أن نفتح باب الحوار في مسالة التعليقات لنقرا اقتراحات الاخوة الكتاب والقراء وبالحوار فقط نصل لمرحلة يرضى عنها الكاتب والقارئ.

التعليقات