عاجل

  • الاحتلال يقصف بناية في محيط مطعم التاج بمدينة غزة

ما وقع في دنيا الوطن!؟! بقلم : صالح البياع

ما وقع في دنيا الوطن!؟! بقلم : صالح البياع
ما وقع في دنيا الوطن!؟!

ما وقع على صفحات دنيا الوطن أول أمس أمر متوقع من الناحية الفنية في كافة المواقع الإلكترونية و يحصل حتى في أكثر المواقع حماية و مناعة ضد عبث العابثين أو تطفل المتطفلين.

و يبقى أن ما وقع خاص من حيث جملة الرسائل التي تم تسريبها بعد السيطرة على الموقع فنياً و التي تلخصت في توجيه رسائل مسيئة لشخص رئيس السلطة و وزير الداخلية.

و لما كان الأمر من الناحية الفنية قد أقتصر على إدخال رسائل ما كانت لتمر عبر هذه الصفحة لمخالفتها لقواعد اللياقة و الأدب العام و كونها تتناول شخصيات ذات مكانة و تتعرض للوحدة الوطنية بالأذى و محاولة التخريب دون المساس بالصفحة و قواعد بياناتها و ملفاتها أو تخريبها بالكامل يعني أن ما وقع كان أمراً مقصوداً أشرف عليه و نفذه أناس متمكنون فنياً و يحملون أفكار تعارض أفكار الصفحة و خطها العام. و يلاحظ في عملية السطو و التخريب التي تعرضت لها الصفحة جملة من الأمور التالية:

• أن العملية محدودة في نطاقها و تمت من خلال الصفحة نفسها و ليس من خارجها. فقد لوحظ أن تعديلاً طفيفاً قد تم إدخاله في تحرير نبأ كان منشور على الصفحة نفسها و بكامل تفاصيله الحرفية. أما الدليل الآخر فكان إقحام ملف مشبوه ضمن ملفات الصفحة و بنفس طريقة تنسيقها و من خلال آلية تحميل الملفات التي تعمل وفقها الصفة مع تجاوز عامل الرقابة و هو أمر ذو طبيعة إدارية أكثر منه فنياً.

• لما كان الأمر كذلك فإن الأمر يتفق مع فرضية أن يكون الأمر قد تم من خلال أحد العاملين عليها من الفنيين أو الإداريين الذين يمتلكون كلمة المرور التي تسمح لهم بالتحرير في بعض الملفات أو إضافة ملف مشبوه أو محظور نشره أو من خلال شخص أو جهة تم تسريب كلمة المرور له أو لها عن قصد أو بدون قصد و بمقابل منفعة شخصية أو حتى بدونها.

• إن الهدف من عملية السطو كان الإساءة إلى الصفحة التي اكتسبت مصداقية عالية رغم كل الملاحظات عليها و أصبحت قطباً جاذباً لأقلام و أفكار مميزة من داخل فلسطين و العالم العربي مشرقه و مغربه و حتى من كتاب عرب يعيشون في مهجرهم القصري أو الطوعي. و لا اقصد هنا فقدان المصداقية مع مؤسسة الحكم بقدر ما هو فقدان المصداقية مع كتابها الذين يحررون كل مادتها تقريباً و خوفهم من تعرض مقالاتهم مستقبلاً للتخريب و التشويه و بما يضعهم تحت طائلة المسائلة القانونية على المستوى الشخصي.

• غياب ظاهرة التورط الخارجي خاصة من طرف معادي و كلنا قرأ عن فظاعة و شراسة عمليات الاقتحام و تخريب المواقع الالكترونية التي تقوم بها الأقسام الفنية في مخابرات خارجية و معادية ضد مواقع محسوبة على التيار العروبي و الوطني مثل مواقع محسوبة على حركة حماس و الجهاد و حزب الله و المقاومة العراقية و القفز عن هذه الفرضية إلى فرضيات أخرى.

• أما جملة ردود الأفعال التي تلت هذا الحدث و المتمثلة في جملة المقالات و الرسائل التي حاولت الصفحة من خلالها السيطرة على الموقف و نتائجه المباشرة و غير المباشرة أو تلك التي جاءت بتعاطف من الكتاب مع صفحتهم المفضلة و نافذتهم على الغير و التي يستشف منها أن الطرف الذي قام بذلك هو طرف فلسطيني داخلي , و يكاد بعض الكتاب أن يشير بأصبع الاتهام إلى فصيل معين ليصب بذلك الزيت على النار و ليزيد من حدة الاستقطاب على الساحة الفلسطينية فاعتقد أنها قد أساءت في معظمها للجو العام و عمدت إلى تسييس الموضوع على طريقة " ديليف ميليس" مع قضية مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "رفيق الحريري" . و الملاحظ أن هذا التسييس جاء في وقت بدأت الساحة الفلسطينية في استعادة توازنها خاصة على صعيد التنافر الداخلي بين فصائل العمل الوطني و السلطة الوطنية و لا يفيد بشيء في المحصلة لحساب هذا الفريق أو ذاك ‘لا إذا كان الأمر ينطوي على مجازفة غير محسوبة يتم فيها التضحية بالوفاق الوطني في سبيل الحفاظ على مرفق أعلامي هام و إن كان بأهمية "دنيا الوطن" حفظها و حفظكم الله من كل مكروه.

صالح البياع

31/10/2005

التعليقات