كيف اغتال الموساد القادة الفلسطينيين في الخارج ؟ بقلم :دكتور سمير محمود قديح

كيف اغتال الموساد القادة الفلسطينيين في الخارج ؟ .

بقلم / دكتور سمير محمود قديح

الباحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

عندما تم إنشاء "الموساد" حرص مؤسس هذا الجهاز، وقادته، على أن يضم بين فروعه وتنظيماته فرقا خاصة للاغتيال والقتل، مثل المجموعة (101)، والمجموعة (131)، والفرقة (100)، وأضيف إلى هذه الأشكال، فرقة أخرى شكلها "الموساد"، مطلع السبعينيات من القرن الماضي، بعد أن قرر "الموساد"، بناء على تعليمات رئيسة الوزراء، آنذاك، "جولدا مائير" أن ينخرط أكثر في عمليات القتل والتخلص من القادة الفلسطينيين، وسميت هذه الفرقة "غضب الرب". كما اهتم قادة "الموساد"، منذ وقت مبكر، بتدريب الذين ينضمون للعمل فيه على استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة، والتفجير عن بعد، والتفخيخ، وذلك ضمن البرامج التي يتم بها تأهيل العملاء، بالإضافة إلى الإعداد البدني، والتدريب على سرعة التنفيذ، وتدمير الهدف، والانسحاب. كما اعتمدت عمليات الاغتيال التي قام بها عملاء "الموساد" على استخدام الوسائل والأساليب التكنولوجية والمتطورة، مثل الاعتماد على ذبذبات، وترددات الهاتف المحمول، مثلما حدث في عملية اغتيال "يحيى عياش" في غزة، مطلع 1996، ويستخدم "الموساد" من خلال عملائه أساليب تقليدية قديمة، كالسم، مثلما حدث في محاولة اغتيال "خالد مشعل" في الأردن.

كان يتم الاستعانة بالأساليب التقليدية عن طريق العملاء "الخونة"، ومن يتم تجنيدهم. ولقد كشفت 7 سنوات من التحقيقات في عملية اغتيال أحد قادة الأمن في منظمة التحرير الفلسطينية "عاطف بسيسو"، في باريس، أن قتلة الموساد تمكنوا منه بسبب الخيانة، حيث خانه شخص يدعى "عدنان ياسين" مسئول السفريات في مكتب منظمة التحرير بالعاصمة الفرنسية؛ فهو الوحيد الذي علم بأن بسيسو قرر في اللحظات الأخيرة أن يسافر من برلين إلى باريس، وليس تونس.

أما عندما رفض رجل آخر للمنظمة الخيانة فقد أخفقت محاولة إسرائيلية -لم تكن سوى واحدة من محاولات عديدة- استهدفت قتل "ياسر عرفات"، وهذا ما روته صحيفة إسرائيلية، نقلاً عن مصادر في الموساد.. قالت: "خطط الموساد بناء على تعليمات من ليفي أشكول، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقتها لاغتيال عرفات في عام 1968، بعد أن تعززت مكانته في فتح، في أعقاب معركة الكرامة في 21 مارس عام 1968، وذلك باستخدام شاب فلسطيني من حركة فتح من قرية الخليل اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة الانتماء لحركة فتح، وعلى مدى ثلاثة أشهر تعرض هذا الشاب الفلسطيني لتعذيب نفسي وبدني، وغسيل مخ بواسطة ضابط الصحة النفسية في سلاح البحرية الرائد بنيامين شليط، وذلك في محاولة لإقناع هذا الشاب بإطلاق الرصاص على صور عرفات، كلما ظهرت أمامه دون تفكير، ثم أطلق سراحه عندما تصور رجال الموساد أنه صار جاهزا لاغتيال عرفات، غير أن هذا الشاب عندما اجتاز الحدود إلى الدولة العربية -التي كان من المفروض أن تتم فيها عملية الاغتيال- سلم نفسه فورا للشرطة، وأدلى لرجال المخابرات في هذه الدولة بتفاصيل ما جرى معه في جهاز الموساد.

وإذا كانت الخيانة لها هذا الدور الفعال في نجاح أو فشل عمليات الاغتيال التي انخرط في تنفيذها قتلة الموساد ضد العرب والفلسطينيين، فإن المساعدات التي تلقاها هؤلاء القتلة من أجهزة مخابرات أو حكومات أخرى كان لها دور مؤثر أيضا في فشل أو نجاح عمليات الاغتيال التي قام بها الموساد.

وتؤكد أيضا محاولة القتل الجماعي لقادة "منظمة التحرير الفلسطينية" خلال غارة حمام الشط "مقر م.ت.ف في تونس" أول تشرين/ أول أكتوبر 1985، اعتماد قتلة الموساد دائما على المساعدات الخارجية التي يتلقونها من أجهزة مخابرات وحكومات أخرى. فبعد أن استبعدت فكرة القيام بعمليات اغتيال فردية متتالية لقادة منظمة التحرير الفلسطينية استقر رأي الحكومة الإسرائيلية في عام 1985 على تصفية القيادات الفلسطينية بشكل جماعي من خلال غارة تقوم بها طائرات إف 15، إف 16 على مقر المنظمة في منطقة حمام الشط في تونس. واعتمد على الحماية التي يوفرها الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، لتأمين الطائرات الإسرائيلية أثناء رحلتي الذهاب والعودة، وأيضا التشويش على الرادارات التونسية أثناء تنفيذ الغارة. ولهذا الغرض، سافر أولاً رئيس الأركان الإسرائيلي إلى واشنطن، وطلب من مستشار الأمن القومي الأمريكي مساعدة الأسطول الأمريكي في تنفيذ هذه الغارة، ثم قام وزير الدفاع الإسرائيلي بزيارة أخرى لواشنطن، التقى فيها وزيري الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي لمناقشة تفاصيل المساعدة المطلوبة. ولم يعد إلى إسرائيل إلا بعد أن وافقت واشنطن على تأمين سلامة الطائرات الإسرائيلية المغيرة؛ ولقد نجا قادة المنظمة من القتل، ومن بينهم عرفات؛ لأنه لم ينم ليلتها في منطقة حمام الشط، وقد سمع دوي القذيفة، وهو في سيارته في طريقه إلى مقر القيادة، فقام على الفور بتغيير اتجاهه.

على الرغم من المساعدات والدعم الذي تلقاه الموساد فإن محاولات عديدة أخفقت في قتل الفلسطينيين. وقد يكلف قادة الموساد عادة خمس مجموعات للقيام بالاغتيال، وذلك بعد التخطيط للعملية بعناية فائقة، وبعد الحصول على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، هذه الموافقة التي أصبحت مسألة شبه روتينية أو تحصيل حاصل.

تختص كل مجموعة من المجموعات الخمس بمهمة محددة، الأولى "مجموعة الإدارة والخدمات"، وتتولى عادة مهمة استئجار الفنادق، والمنازل والسيارات لفريق القتلة، كما تتولى التغطية على فريق الاغتيال حتى يفرغ من أداء مهمته، أو جريمته، وعادة ما ترأس هذه المجموعة امرأة (فتاة حسناء) للتمويه. أما الثانية فهي "مجموعة المراقبة" التي تتابع الهدف، وترصد تحركاته، بينما تسمى المجموعة الثالثة "مجموعة الانسحاب" التي توفر انسحابا آمنا لكل أعضاء فريق الاغتيال، حتى لا يقع أحد منهم في قبضة رجال الأمن في البلد الذي يقومون فيه بتنفيذ الاغتيال. وتختص المجموعة الرابعة بالاتصال بممثلي الشرطة، وأجهزة الأمن، في البلد المحدد، لتنفيذ عملية الاغتيال، وذلك لتحييد سلطاتها إلى أقصى حد، وضمان حمايتها إذا أمكن. أما الأخيرة فتنقسم، عادة، إلى مجموعتين تضم أولها قتلة يتم تدريبهم جيداً، وعددهم يزداد إذا كان للهدف حماية كبيرة، وحراسة مشددة؛ والذي يحدد العدد هو المسئول عن التخطيط في كل جريمة اغتيال، وهو أيضا الذي يحدد موعد تنفيذ الاغتيال؛ أما المجموعة الفرعية الثانية، فتستدعي عند الضرورة القصوى إذا أخفقت مجموعة القتل الأولى، ولدى أفرادها تعليمات بتصفية المجموعة الأولى، حتى لا يقع أفرادها في أيدي السلطات، إذا ما أخفقوا، بالإضافة إلى هذه المجموعات، ثمة حلقة ربط بين هذه المجموعات، وبينها وبين السفارة الإسرائيلية في البلد الذي تتم فيه العملية، ناهيك عن الاتصال الدائم مع قادة الموساد.

ونرد هنا قائمة بأسماء مناضلين فلسطينيين تم اغتيالهم أو تعرضوا لمحاولة اغتيال من قبل إسرائيل*




1

غسان كنفاني

رئيس تحرير مجلة الهدف، الناطقة باسم الجبهة الشعبية

9/7/1972

بيروت

تفخيخ سيارة



2

د. أنيس الصايغ

مدير مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية

محاولة لاغتياله في 19/7/1972

بيروت

عبوة ناسفة



3

بسام أبو شريف

الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

محاولة لاغتياله في 25/7/1972

بيروت

طرد ملغوم



4

وائل زعيتر

ممثل م.ت.ف في روما

17/10/72

روما

عبوة ناسفة



5

أحمد وافي "أبو خليل"

ممثل م.ت.ف في الجزائر

22/11/72

الجزائر

عبوة ناسفة



6

محمد الهمشري

ممثل م.ت.ف في باريس

8/12/72

باريس

عبوة ناسفة



7

حسين علي أبو الخير

ممثل م.ت.ف في قبرص

25/1/1973

نيقوسيا

عبوة ناسفة



8

حسين عباد الشير

أحد رجال الارتباط بين م.ت.ف والاستخبارات الروسية.



9

كمال ناصر

عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف والناطق الرسمي باسمها

10/4/1973

بيروت

إطلاق رصاص



10

كمال عدوان

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول قطاع الأرض المحتلة

10/4/1973

بيروت

طعن بنصل حاد



11

محمد يوسف النجار

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح

10/4/1973

بيروت

إطلاق رصاص



12

موسى أبو زياد

عضو حركة فتح

إبريل 1973

أثينا

إطلاق رصاص



13

محمود صالح

مدير المكتبة العربية في باريس

2/2/1977

باريس

عبوة ناسفة



14

سعيد حمامي

مدير مكتب م.ت.ف في لندن

يناير 1978

لندن

إطلاق رصاص



15

عز الدين القلق

مدير مكتب م.ت.ف في باريس

2/7/1978

باريس

إطلاق رصاص



16

علي حسن سلامة

عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وقائد قوات الـ 17

22/1/1979

بيروت

سيارة مفخخة



17

زهير محسن

الأمين العام لمنظمة الصاعقة، وعضو اللجنة التنفيذية

25/7/1979

بمدينة "كان" جنوب فرنسا

إطلاق رصاص



18

سمير عزمي طوقان

منظمة التحرير الفلسطينية

أغسطس 1979

قبرص

إطلاق رصاص



19

إبراهيم عبد العزيز

مسئول في حركة فتح

18/2/1980

باريس

إطلاق رصاص



20

محمد طه

ضابط أمن في حركة فتح

16/6/1980

روما

إطلاق رصاص



21

د. نعيم خضر

مدير مكتب م.ت.ف في بلجيكا

1/6/1981

بروكسل

عبوة ناسفة



22

عزيز مطر

طالب فلسطيني في كلية الطب بجامعة روما

16/6/1981

روما

إطلاق رصاص



23

محمد داود عودة

عضو المجلس الثوري

محاولة اغتيال في أغسطس 81

وارسو

إطلاق رصاص



24

ماجد أبو شرارة

عضو اللجنة المركزية لحركة الفتح ومسئول الإعلام الموحد في م.ت.ف

9/10/1981

روما

عبوة ناسفة



25

د. عبد الوهاب الكيالي

سياسي وكاتب فلسطيني

7/12/1981

بيروت

إطلاق رصاص



26

كمال حسن أبو دلو

نائب مدير مكتب م.ت.ف في روما

17/6/1982

أثينا

إطلاق رصاص



27

فضل سعيد العناني

نائب مدير مكتب م.ت.ف في باريس

23/7/1982

باريس

إطلاق رصاص



28

سعد صايل

قائد القوات الفلسطينية المشتركة في لبنان

29/9/1982

لبنان "البقاع"

إطلاق رصاص



29

مأمون شكري درويش

أحد مساعدي أبو جهاد - مكلف بتسيير العمليات الخارجية

20/8/1983

أثينا

إطلاق رصاص



30

جميل عبد القادر أبو الرب

مدير شركة للملاحة البحرية في اليونان

22/12/1983

أثينا

إطلاق رصاص



31

إسماعيل عيسى درويش

عضو حركة فتح

14/12/1984

روما

إطلاق رصاص



32

خالد أحمد نزال

مسئول الأمن في الجبهة الديمقراطية

9/7/1986

روما

إطلاق رصاص



33

منذر جودة أبو غزالة

عضو المجلس الثوري، والمجلس العسكري الأعلى، وقائد القوة البحرية

21/10/1986

أثينا

عبوة ناسفة



34

ناجى العلى

فنان ورسام كاريكاتير

22/7/1987

لندن

إطلاق رصاص



35

محمد حسن بحيص "أبو حسن"

من كوادر القطاع الغربي

14/2/1988

ليماسول

عبوة ناسفة



36

محمد باسم التميمي

من كوادر القطاع الغربي

14/2/1982

ليماسول

عبوة ناسفة



37

مروان الكيالي

من كوادر القطاع الغربي

14/2/1988

ليماسول

عبوة ناسفة



38

خليل الوزير "أبو جهاد"

نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وأهم شخصية بعد عرفات في حركة فتح

18/4/1988

تونس

إطلاق رصاص





39

صلاح خلف

مسئول الأمن الموحد, والرجل الثاني في فتح

14/1/1991

تونس

إطلاق رصاص



40

هايل عبد الحميد "أبو الهول"

مسئول في الأمن المركزي

14/1/1991

تونس

إطلاق رصاص



41

فخر العمري "أبو محمد"

أحد مساعدي أبو إياد - فتح

14/1/1991

تونس

إطلاق رصاص

التعليقات