زاهي وهبي :جواز سفري الفلسطيني وسام على صدري

غزة-دنيا الوطن
أعرب الشاعر والإعلامي اللبناني المعروف زاهي وهبي عن سعادته البالغة بحصوله على جواز سفر فلسطيني قدمه له الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أن سمع أن أمنية وهبي هي أن يكون لديه ذلك الجواز. وتمنى أن تمر محنة استشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عل لبنان وسوريا والعرب جميعا بخير وأن ينال القتلة قصاصهم العادل.
ويذكر وهبي في حديثه لـ"العربية.نت" أن قصته مع جواز السفر الفلسطيني بدأت عندما التقاه المذيع نيشان في برنامج "أكيد مايسترو" وسأله عن الجواز الذي يتمنى أن يكون بحوزته إلى جانب جواز السفر اللبناني، "فأجبت بدون تردد جواز سفر الفلسطيني"، وبدت ملامح الدهشة على نيشان حيث من المعروف أن المواطن العربي يرغب عادة في انتقاء جواز سفر أمريكي أو أوروبي يسهل عليه أمور الحياة.
وأوضح زاهي أن حصوله على جواز السفر ذلك لا يعد "تنكرا" منه لانتمائه اللبناني"أعتز بانتمائي للبنان وبلبنايتي، واعتز أيضا بانتمائي للقضية الفلسطينية، وكان كثيرا ما يحدث ما أسميه (التباس جميل) فكثيرا ما يسألني الناس فيما إذا كنت فلسطينيا بسبب حبي للشعب الفلسطيني ودعمي بكل إمكانياتي لقضيته العادلة، ولذلك لا أشعر بازدواجية بانتمائي لكلا من لبنان وفلسطين، فكما المصري والسوري واليمني يمكن أن يكون عربيا، كذلك الأمر بالنسبة للبناني فهو عربي، والعروبة الحقة لا بد أن تؤدي بك إلى الانتماء إلى فلسطين وذلك الانتماء هو الميزان الحقيقي في العروبة الحقة".
ويردف زاهي الذي اشتهر من خلال برنامج "خليك بالبيت" أن قضية الجواز الفلسطيني بالنسبة لي هي مسألة معنوية وليست لسهولة السفر، "بل العكس حامل الجواز الفلسطيني قد يعاني الأمرين في بعض المطارات العربية، وهنا المفارقة فبينما نتشدق بأننا ندعم نضال الشعب الفلسطيني، نعامله في المطارات ومنافذ الحدود بطريقة غير لائقة".
ووجه زاهي شكره للرئيس عباس الذي سارع إلى تحقيق أمنية زاهي، "في اليوم التالي من عرض حلقة (أكيد مايسترو) اتصل بي السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري ليبلغني أن الرئيس عباس استجاب لطلبي بمنحي الجنسية الفلسطينية.. وهذا أمر اعتبره وسام فخر على صدري، وكلي سعادة بالمبادرة النبيلة والراقية للرئيس الفلسطيني".
"تخوين" سلاف فواخرجي
وعن الضجة الإعلامية التي أثارها مشاركة الفنانة السورية سلاف فواخرجي في برنامج "خليك بالبيت"، لدرجة أن أحد الصحف السورية غير الرسمية اتهمتها ضمنا بالخيانة لظهورها في "قناة معادية للشعب السوري"، قال وهبي: "لستُ معنيا بما يكتب في الصحف، ولم أفكر بالرد على هذه الاتهامات.. ولم أطلع كذلك على البيان الذي أصدرته الفنانة سلاف لأبدي رأيي فيه".
وأبدى زاهي استغرابه من هذا الهجوم على سلاف، "فهي ليست أول فنان سوري استضيفه في برنامجي بعد أحداث 14 شباط واستشهاد رفيق الحريري، فقد استضفت الفنان المبدع غسان مسعود والمطرب موفق بهجت، ولم تثر مشاركتهما حفيظة أحد، وسأستضيف في أيام العيد الفنانة الكبيرة ميادة حناوي، وإذا كان الأمر يقتصر لكون سلاف تعتبر من الجيل الجديد، فقد سبق لي أن استضفت فنانين وفنانات شباب كأمل عرفة وسوزان نجم الدين".
وأكد زاهي على أواصر المحبة التي تجمعه مع المبدعين السوريين والشعب السوري بشكل خاص: "أول حلقة من برنامج خليك بالبيت كانت مع المبدع السوري الراحل سعد الله ونوس، ولهؤلاء المبدعين كان وما زال وسيبقى حصة كبيرة في برنامجي.. ومرة أخرى أكرر أني لست معنيا بما كتب في بعض الصحف بهذا الخصوص وسيبقى للشعب العربي السوري المكانة الكبيرة في قلبي".
وقال زاهي لـ"العربية.نت" إنه سعيد بالأمسيات والمهرجات الثقافية التي دعي إليها في سوريا، "وأنا مستعد دوما لتلبية أي دعوة للمشاركة في أي فعالية ثقافية تجمعني مع جمهور الشعر والأدب في دمشق وباقي المدن السورية".
حزني على الحريري للممات
وتحدث زاهي وهبي عن علاقته مع الرئيس الراحل رفيق الحريري، "كانت تربطني معه علاقات إنسانية وشخصية وثيقة، ولا تزال تجمعني علاقة جميلة مع أفراد عائلته ولاسيما السيدة نازك الحريري، وكنت أرى في الشهيد الراحل الأب المعنوي الكبير على الصعيد الإنساني، وكان بمثابة سند قوي لي في هذه الحياة، كان يتميز بالتواضع والبساطة الشديدة وأذكر أنني عندما سألته إلى أي طبقة اجتماعية تنتمي؟ فقال لي: "إلى الطبقة المتوسطة"، وكان يقصد الانتماء الوجداني حيث لم تغيره السلطة والجاه والمال، وظل مشدودا لمدينته صيدا ورائحة زهور البرتقال والليمون في بساتينها".
ويتذكر وهبي لحظة وصول خبر استشهاد الحريري بأسى بالغ، "كانت لحظات عصيبة لا يمكن وصفها.. أحسست أن الدنيا كلها جُوفت، وشعرت كأن أحدا قد سحب الهواء من صدري، الحريري كان شخصية استثنائية توضع في مصاف المصلحين الكبار، وأكثر ما كان يعجبني فيه أنه عربي معاصر استطاع أن يعطي للعروبة بعدا عمليا تطبيقا بعيد عن الشعارات والتنظير، وكل لبنان يذكرنا بإنجازاته، المطار، الجسر، المشافي، المدارس، وسط العاصمة.. لذلك حزنت على فراقه واعتقد هذا الحزن سيرافقني إلى الممات".
حرية التفاصيل الصغيرة
وكان زاهي قد شارك في حرب بيروت عام 1982 ضد الغزو الإسرائيلي وتم أسره وأمضي فترة في المعتقلات الإسرائيلية تنقل خلالها ما بين سجن عتليت بالقرب من حيفا ومعتقل أنصار في الجنوب اللبناني، ويرى زاهي أن تجربته في السجن لا تقاس ببأولئك الأبطال الذين قضوا سنوات طوال من عمرهم في السجن، "اخجل من الحديث عن تجربتي في السجن عندما اسمع وأشاهد ما يعانيه الأسرى الفلسطنيين والعرب في معتقلات العدو الإسرائيلي".
ويردف وهبي: "قضيت في المعتقل مدة عام وتعلمت من خلالها الكثير حيث أدركت مدى الحقد الذي يضمره الإسرائيليون للإنسان العربي بغض النظر عن جنسيته.. يتعاملون معنا كأننا كائنات غير بشرية ولا أريد أن استخدم مصطلحا آخر.. المعتقلات الإسرائيلية هي صورة طبق الأصل عن المعتقلات النازية أيام هتلر، والإسرائيليون هم النازيون الحديثون".
ويرى وهبي أن أكثر ما تعلمه من تجربته من المعتقلات أن الحرية "ليست شعار فضفاضا، أو أغنية أو قصيدة، أو لافتة وإن كانت تجمع في معناها بعض تلك الصفات، الحرية تمكن في التفاصيل الشخصية الصغيرة التي لا نعير لها بالا في حياتنا اليومية.. إنها تعني حريتك في أن تختار أي لون تريد أن ترتدي عندما تستيقظ صباحا، أن تكون حرا في فيما إذا أردت أن تشرب قهوة الصباح أم لا.. أن تكون حرا في الذهاب إلى عملك بسيارتك أو سيرا على الأقدام.. عندما نفتقد هذه التفاصيل الصغيرة التي نعتبرها تحصيل حاصل ندرك معنى الحرية.. وعندما ندرك معنى الحرية من تلك الأمور الصغيرة نعرف قيمة الحرية بمعناها الكبير على الصعيد الاجتماعي والوطني والإنساني".
عاشق للبرامج الإنسانية
من جهة أخرى، يبدي زاهي وهبي الذي يبدي سعادته بمرور نحو عشر سنوات على برنامج "خليك بالبيت" يكمل عامه العاشر، "أنا سعيد بهذا الرقم وأتمنى أن يستمر هذا البرنامج الذي يعتبر أقدم برنامج في قناة المستقبل، ومن المعروف أن الكثير من البرامج الحوارية في المحطات العالمية من النوع المعمر وتستمر لفترة طويلة طالما تلقى إقبالا من الجماهير"ز
ولكن إذا خيرت - والكلام لوهبي- "أن أقدم برنامجا آخر لاخترت أن يكون على نمط برنامج "ست الحبايب" ولكن دون أن يقتصر على الأمهات فقط بل يشمل جميع (الحبابي) من أفراد العائلة، حيث أن الفضائيات العربية مقصرة كثيرا في البرامج ذات الطابع الإنساني والاجتماعي، ولا اقصد بالبرامج الاجتماعية مناقشة قضية اجتماعية معينة وإحضار خبراء لمناقشة تفاصيله وأسبابها، إنما بتلك البرامج التي يتم من خلالها مساعدة الناس كتأمين تكلفة علاج عملية لامرأة فقيرة، أو تكاليف دراسة لطالب مبدع ومجتهد، أو دخل لأسرة يتيمة وما إلى ذلك".
وعن موقف إنساني كثيرا أثر فيه يقول وهبي: "من خلال عملي في برنامج (ست الحبايب) التقيت في رمضان الماضي مع عجوز لبنانية تبلغ من العمر الآن 128 عاما وتدعى الحاجة حميدة مسلماني، وعندما ذهب في رمضان الحالي بعض الزملاء لتصوير لقاء تلفزيوني معها باعتبارها اكبر معمرة في لبنان تفاجأت بأنها ما زالت تذكرني وسألت عني رغم مرور عام كامل على لقائي بها وطلبت مني زيارتها مرة ثانية فلبيت الدعوة على وجه السرعة".
ويتابع زاهي: "كان لقائي مع تلك السيدة مؤثرا وحميميا،وقد أدهشتني تلك الذاكرة القوية التي تتمتع بها الحاجة حميدة، وكنت قد سألتها في لقائي الأول العام الماضي ما الذي يريده شخص عاش من العمر 127 عاما فرددت علي بجواب بليغ يعجز عن الشعراء "لو نسّم الهواء منيح (كويس".. قالت لي ببلاغة بسيطة إن في هذه الحياة تستحق أن تعاش حتى لو كانت من أجل نسمة هواء عليلة، وعندما التقيت بها خلال هذا الشهر سألتها هل 128 عاما هي عمر طويل، فقالت لي (العمر غفلة يا بني).
وفي الختام يتمنى زاهي الذي عقد خطوبته على الآنسة اللبنانية ربيعة الزيات وقد أجل عقد قرانه إلى ما بعد الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رفيق الحريري، يتمنى أن تمر محنة 14 شباط وما جرته ما تبعات بخير وسلام على لبنان وسوريا والشعوب العربية كافة.
أما أمنيته الشخصية، فهي كما صرح لـ"العربية.نت" أن يبني مكتبة عامة في قريته عيناثا بالقرب من بنت جبيل لتساهم في نشر ثقافة القراءة والعلم بين أفراد قريته، موضحا أنه سيسمي المكتبة على اسم والدته "رسائل" تخليدا لذكرى تلك "المرأة العظيمة" التي كانت الملجأ والصدر الحنون لزاهي في أيام الفقر والعوز.
أعرب الشاعر والإعلامي اللبناني المعروف زاهي وهبي عن سعادته البالغة بحصوله على جواز سفر فلسطيني قدمه له الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أن سمع أن أمنية وهبي هي أن يكون لديه ذلك الجواز. وتمنى أن تمر محنة استشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عل لبنان وسوريا والعرب جميعا بخير وأن ينال القتلة قصاصهم العادل.
ويذكر وهبي في حديثه لـ"العربية.نت" أن قصته مع جواز السفر الفلسطيني بدأت عندما التقاه المذيع نيشان في برنامج "أكيد مايسترو" وسأله عن الجواز الذي يتمنى أن يكون بحوزته إلى جانب جواز السفر اللبناني، "فأجبت بدون تردد جواز سفر الفلسطيني"، وبدت ملامح الدهشة على نيشان حيث من المعروف أن المواطن العربي يرغب عادة في انتقاء جواز سفر أمريكي أو أوروبي يسهل عليه أمور الحياة.
وأوضح زاهي أن حصوله على جواز السفر ذلك لا يعد "تنكرا" منه لانتمائه اللبناني"أعتز بانتمائي للبنان وبلبنايتي، واعتز أيضا بانتمائي للقضية الفلسطينية، وكان كثيرا ما يحدث ما أسميه (التباس جميل) فكثيرا ما يسألني الناس فيما إذا كنت فلسطينيا بسبب حبي للشعب الفلسطيني ودعمي بكل إمكانياتي لقضيته العادلة، ولذلك لا أشعر بازدواجية بانتمائي لكلا من لبنان وفلسطين، فكما المصري والسوري واليمني يمكن أن يكون عربيا، كذلك الأمر بالنسبة للبناني فهو عربي، والعروبة الحقة لا بد أن تؤدي بك إلى الانتماء إلى فلسطين وذلك الانتماء هو الميزان الحقيقي في العروبة الحقة".
ويردف زاهي الذي اشتهر من خلال برنامج "خليك بالبيت" أن قضية الجواز الفلسطيني بالنسبة لي هي مسألة معنوية وليست لسهولة السفر، "بل العكس حامل الجواز الفلسطيني قد يعاني الأمرين في بعض المطارات العربية، وهنا المفارقة فبينما نتشدق بأننا ندعم نضال الشعب الفلسطيني، نعامله في المطارات ومنافذ الحدود بطريقة غير لائقة".
ووجه زاهي شكره للرئيس عباس الذي سارع إلى تحقيق أمنية زاهي، "في اليوم التالي من عرض حلقة (أكيد مايسترو) اتصل بي السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري ليبلغني أن الرئيس عباس استجاب لطلبي بمنحي الجنسية الفلسطينية.. وهذا أمر اعتبره وسام فخر على صدري، وكلي سعادة بالمبادرة النبيلة والراقية للرئيس الفلسطيني".
"تخوين" سلاف فواخرجي
وعن الضجة الإعلامية التي أثارها مشاركة الفنانة السورية سلاف فواخرجي في برنامج "خليك بالبيت"، لدرجة أن أحد الصحف السورية غير الرسمية اتهمتها ضمنا بالخيانة لظهورها في "قناة معادية للشعب السوري"، قال وهبي: "لستُ معنيا بما يكتب في الصحف، ولم أفكر بالرد على هذه الاتهامات.. ولم أطلع كذلك على البيان الذي أصدرته الفنانة سلاف لأبدي رأيي فيه".
وأبدى زاهي استغرابه من هذا الهجوم على سلاف، "فهي ليست أول فنان سوري استضيفه في برنامجي بعد أحداث 14 شباط واستشهاد رفيق الحريري، فقد استضفت الفنان المبدع غسان مسعود والمطرب موفق بهجت، ولم تثر مشاركتهما حفيظة أحد، وسأستضيف في أيام العيد الفنانة الكبيرة ميادة حناوي، وإذا كان الأمر يقتصر لكون سلاف تعتبر من الجيل الجديد، فقد سبق لي أن استضفت فنانين وفنانات شباب كأمل عرفة وسوزان نجم الدين".
وأكد زاهي على أواصر المحبة التي تجمعه مع المبدعين السوريين والشعب السوري بشكل خاص: "أول حلقة من برنامج خليك بالبيت كانت مع المبدع السوري الراحل سعد الله ونوس، ولهؤلاء المبدعين كان وما زال وسيبقى حصة كبيرة في برنامجي.. ومرة أخرى أكرر أني لست معنيا بما كتب في بعض الصحف بهذا الخصوص وسيبقى للشعب العربي السوري المكانة الكبيرة في قلبي".
وقال زاهي لـ"العربية.نت" إنه سعيد بالأمسيات والمهرجات الثقافية التي دعي إليها في سوريا، "وأنا مستعد دوما لتلبية أي دعوة للمشاركة في أي فعالية ثقافية تجمعني مع جمهور الشعر والأدب في دمشق وباقي المدن السورية".
حزني على الحريري للممات
وتحدث زاهي وهبي عن علاقته مع الرئيس الراحل رفيق الحريري، "كانت تربطني معه علاقات إنسانية وشخصية وثيقة، ولا تزال تجمعني علاقة جميلة مع أفراد عائلته ولاسيما السيدة نازك الحريري، وكنت أرى في الشهيد الراحل الأب المعنوي الكبير على الصعيد الإنساني، وكان بمثابة سند قوي لي في هذه الحياة، كان يتميز بالتواضع والبساطة الشديدة وأذكر أنني عندما سألته إلى أي طبقة اجتماعية تنتمي؟ فقال لي: "إلى الطبقة المتوسطة"، وكان يقصد الانتماء الوجداني حيث لم تغيره السلطة والجاه والمال، وظل مشدودا لمدينته صيدا ورائحة زهور البرتقال والليمون في بساتينها".
ويتذكر وهبي لحظة وصول خبر استشهاد الحريري بأسى بالغ، "كانت لحظات عصيبة لا يمكن وصفها.. أحسست أن الدنيا كلها جُوفت، وشعرت كأن أحدا قد سحب الهواء من صدري، الحريري كان شخصية استثنائية توضع في مصاف المصلحين الكبار، وأكثر ما كان يعجبني فيه أنه عربي معاصر استطاع أن يعطي للعروبة بعدا عمليا تطبيقا بعيد عن الشعارات والتنظير، وكل لبنان يذكرنا بإنجازاته، المطار، الجسر، المشافي، المدارس، وسط العاصمة.. لذلك حزنت على فراقه واعتقد هذا الحزن سيرافقني إلى الممات".
حرية التفاصيل الصغيرة
وكان زاهي قد شارك في حرب بيروت عام 1982 ضد الغزو الإسرائيلي وتم أسره وأمضي فترة في المعتقلات الإسرائيلية تنقل خلالها ما بين سجن عتليت بالقرب من حيفا ومعتقل أنصار في الجنوب اللبناني، ويرى زاهي أن تجربته في السجن لا تقاس ببأولئك الأبطال الذين قضوا سنوات طوال من عمرهم في السجن، "اخجل من الحديث عن تجربتي في السجن عندما اسمع وأشاهد ما يعانيه الأسرى الفلسطنيين والعرب في معتقلات العدو الإسرائيلي".
ويردف وهبي: "قضيت في المعتقل مدة عام وتعلمت من خلالها الكثير حيث أدركت مدى الحقد الذي يضمره الإسرائيليون للإنسان العربي بغض النظر عن جنسيته.. يتعاملون معنا كأننا كائنات غير بشرية ولا أريد أن استخدم مصطلحا آخر.. المعتقلات الإسرائيلية هي صورة طبق الأصل عن المعتقلات النازية أيام هتلر، والإسرائيليون هم النازيون الحديثون".
ويرى وهبي أن أكثر ما تعلمه من تجربته من المعتقلات أن الحرية "ليست شعار فضفاضا، أو أغنية أو قصيدة، أو لافتة وإن كانت تجمع في معناها بعض تلك الصفات، الحرية تمكن في التفاصيل الشخصية الصغيرة التي لا نعير لها بالا في حياتنا اليومية.. إنها تعني حريتك في أن تختار أي لون تريد أن ترتدي عندما تستيقظ صباحا، أن تكون حرا في فيما إذا أردت أن تشرب قهوة الصباح أم لا.. أن تكون حرا في الذهاب إلى عملك بسيارتك أو سيرا على الأقدام.. عندما نفتقد هذه التفاصيل الصغيرة التي نعتبرها تحصيل حاصل ندرك معنى الحرية.. وعندما ندرك معنى الحرية من تلك الأمور الصغيرة نعرف قيمة الحرية بمعناها الكبير على الصعيد الاجتماعي والوطني والإنساني".
عاشق للبرامج الإنسانية
من جهة أخرى، يبدي زاهي وهبي الذي يبدي سعادته بمرور نحو عشر سنوات على برنامج "خليك بالبيت" يكمل عامه العاشر، "أنا سعيد بهذا الرقم وأتمنى أن يستمر هذا البرنامج الذي يعتبر أقدم برنامج في قناة المستقبل، ومن المعروف أن الكثير من البرامج الحوارية في المحطات العالمية من النوع المعمر وتستمر لفترة طويلة طالما تلقى إقبالا من الجماهير"ز
ولكن إذا خيرت - والكلام لوهبي- "أن أقدم برنامجا آخر لاخترت أن يكون على نمط برنامج "ست الحبايب" ولكن دون أن يقتصر على الأمهات فقط بل يشمل جميع (الحبابي) من أفراد العائلة، حيث أن الفضائيات العربية مقصرة كثيرا في البرامج ذات الطابع الإنساني والاجتماعي، ولا اقصد بالبرامج الاجتماعية مناقشة قضية اجتماعية معينة وإحضار خبراء لمناقشة تفاصيله وأسبابها، إنما بتلك البرامج التي يتم من خلالها مساعدة الناس كتأمين تكلفة علاج عملية لامرأة فقيرة، أو تكاليف دراسة لطالب مبدع ومجتهد، أو دخل لأسرة يتيمة وما إلى ذلك".
وعن موقف إنساني كثيرا أثر فيه يقول وهبي: "من خلال عملي في برنامج (ست الحبايب) التقيت في رمضان الماضي مع عجوز لبنانية تبلغ من العمر الآن 128 عاما وتدعى الحاجة حميدة مسلماني، وعندما ذهب في رمضان الحالي بعض الزملاء لتصوير لقاء تلفزيوني معها باعتبارها اكبر معمرة في لبنان تفاجأت بأنها ما زالت تذكرني وسألت عني رغم مرور عام كامل على لقائي بها وطلبت مني زيارتها مرة ثانية فلبيت الدعوة على وجه السرعة".
ويتابع زاهي: "كان لقائي مع تلك السيدة مؤثرا وحميميا،وقد أدهشتني تلك الذاكرة القوية التي تتمتع بها الحاجة حميدة، وكنت قد سألتها في لقائي الأول العام الماضي ما الذي يريده شخص عاش من العمر 127 عاما فرددت علي بجواب بليغ يعجز عن الشعراء "لو نسّم الهواء منيح (كويس".. قالت لي ببلاغة بسيطة إن في هذه الحياة تستحق أن تعاش حتى لو كانت من أجل نسمة هواء عليلة، وعندما التقيت بها خلال هذا الشهر سألتها هل 128 عاما هي عمر طويل، فقالت لي (العمر غفلة يا بني).
وفي الختام يتمنى زاهي الذي عقد خطوبته على الآنسة اللبنانية ربيعة الزيات وقد أجل عقد قرانه إلى ما بعد الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رفيق الحريري، يتمنى أن تمر محنة 14 شباط وما جرته ما تبعات بخير وسلام على لبنان وسوريا والشعوب العربية كافة.
أما أمنيته الشخصية، فهي كما صرح لـ"العربية.نت" أن يبني مكتبة عامة في قريته عيناثا بالقرب من بنت جبيل لتساهم في نشر ثقافة القراءة والعلم بين أفراد قريته، موضحا أنه سيسمي المكتبة على اسم والدته "رسائل" تخليدا لذكرى تلك "المرأة العظيمة" التي كانت الملجأ والصدر الحنون لزاهي في أيام الفقر والعوز.
التعليقات