وجدوا عشاءه لا يزال في الصحن قبل ان يهرب : عزة الدوري نجا من ست محاولات امريكية لاعتقاله

وجدوا عشاءه لا يزال في الصحن قبل ان يهرب : عزة الدوري نجا من ست محاولات امريكية لاعتقاله
غزة-دنيا الوطن

قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ان القوات الامريكية اقتربت ست مرات خلال الاشهر العشرة الماضية من اعتقال عزت الدوري الساعد الايمن للرئيس العراقي السابق صدام حسين والذي يطلق عليه بعض كبار المسؤولين العراقي اسم (الشبح). ولكنه يعرف في الدوائر العسكرية بالبعثي اللغز. وتقول انه خلال الاشهر العشرة الماضية استطاع الدوري الافلات من الحصار والملاحقة، ولكن المسؤولين الامريكيين قالوا انهم كانوا علي بعد امتار من القبض عليه وزعموا انهم وجدوا ذات مرة عشاءه لا يزال في الصحن قبل ان يهرب.

وقالت ان الدوري المعروف بشعره الاحمر، يعاني من السكري واللوكيميا مع ان مرضه والتقارير حوله تظل متناقضة مثل التناقض الامريكي في الحديث عن الزرقاوي وان كان قد فقد احدي رجليه في افغانستان ام لا. وكان اسم الدوري قد تردد في الدوائر العسكرية الامريكية بعد اسابيع من اندلاع المقاومة، التي جاءت بعد سقوط بغداد بيد الامريكيين في نيسان (ابريل) 2003، واتهم الامريكيون الدوري بتنسيق عمليات المقاومة التي ظلت تقول انها محدودة، ولا تعبر الا عن جماعة من اليائسين البعثيين.

ويعتبر الامريكيون قدرة الدوري علي التخفي علي الرغم من شكله المميز عملا فذا، مع انهم رصدوا جائزة مالية مقدارها 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه. وفي الوقت الذي يري الكثير من العراقيين ان الدوري مات، الا ان الامريكيين يعتقدون انه ما زال علي قيد الحياة، ويقوم بقيادة عمليات المقاتلين ويقدم تقارير عن العراق وسورية. وكانت الحكومة المؤقتة قد اعلنت العام الماضي عن القاء القبض علي الدوري وتبين فيما بعد ان الاعلان جاء متعجلا وغير صحيح. وفي حينه قالت الحكومة انها قتلت ستين مقاتلا قبل ان تلقي القبض علي الدوري، ولم تفشل في اعتقال الدوري بل لم تكن هناك عملية عسكرية اصلا، كما زعمت الحكومة.

ويعتقد ان آخر مرة شوهد فيها الدوري في بلدة الدور التي لا تبعد كثيرا عن تكريت، والبلدة التي لا يتجاوز عدد سكانها 30 الف نسمة تعتبر المكان الافضل لاختفاء المسؤول السابق لان فيها الكثير من الاشخاص من ذوي السحنات الحمراء والشقر.

وفي بداية العام الحالي، ظنت القوات الامريكية انها ستلقي القبض علي فريستها عندما داهمت منزلا بالقرب من تكريت ووجدت رجلا مسنا احمر الشعر يرقد في فراش بسبب المرض وبدت ملامحه متطابقة مع الصور التي يحملها الجنود الامريكيون عن الدوري، لكنها شككت في هوية الشخص بعد ان رجتها عائلته بانه تأخذه معها للعلاج . ولكن المرة الاخيرة التي وصلت فيها القوات الامريكية قرب الدوري كانت في الربيع الماضي عندما شنت القوات الامريكية غارة بعد تلقيها معلومات علي خيمة في الصحراء الشرقية حيث تم اعداد وليمة علي شرف الدوري ولانصاره، لكن الجنود الامريكيين وصلوا الي هناك قبل وصول الدوري. ونقلت عن قائد القوات الامريكية في الدور قوله ان خرافا عديدة ذبحت وكانت تعد للوليمة ويقول قمنا بالحضور اولا، واعتقلنا المضيفين الموجودين لكن احدا لم يخبرنا بشيء ولم يحضر الدوري ايضا .

ومثلما يثور جدل حول صحة الدوري، فان دوره في المقاومة يظل محلا للنقاش، ففي الوقت الذي يري فيه امريكيون ومسؤولون عراقيون يعملون في المنطقة الخضراء ان له دوراً كبيراً في توجيه وتنظيم صفوف المقاومة، فيما يعتقد مسؤولون ان دوره قليل، لان كل جهوده موجهة للبقاء مختفيا وتجنب القاء القبض عليه. وقالوا ان شخصية الدوري وعلاقته بالتصوف والحركات الصوفية العراقية يجعله بعيدا عن الجهاديين والسلفيين العراقيين. واشار هذا الفريق الي المبالغة في تصوير دوره كلاعب رئيسي في المقاومة.

التعليقات