صدمة مسلسلات رمضان:الفخراني لا يصلح لفارس وأخطاء ساذجة في مسلسل يسرا

صدمة مسلسلات رمضان:الفخراني لا يصلح لفارس وأخطاء ساذجة في مسلسل يسرا
غزة-دنيا الوطن

الواجهة الدرامية المصرية التي نراها الآن على شاشة رمضان.. لا طعم لها ولا رائحة.. دراما مسلوقة تحت مقصلة ضيق الوقت في الكتابة والتحضير.. مفبركة ومأخوذة حرفيا من أعمال أخرى سابقة، ولا تخضع لمقاييس علمية أو أدبية لأنها مليئة بالأخطاء الساذجة ومليئة بالتجاوزات والأداء الباهت بعيدة عن الإثارة والإيقاع السريع للأحداث المتشابكة، ومن هنا كان لا بد ان نتوقف عند الكثير من الملاحظات والسلبيات المهمة التي تابعناها خلال مسلسلات رمضان.. فمع احترامي الشديد للفنان يحيى الفخراني إلا انه غير مقنع على الإطلاق في مسلسل «المرسى والبحار» في الدور الثاني «دور الابن فارس» الذي كان شابا صغيرا ليتحول إلى الفخراني الكبير بطيء الحركة، ومثل هذه الشخصية قد لا تتناسب مع الفخراني رغم إجادته في الجزء الأول من الدور. وإذا كانت هناك دراما خاصة بالثائر المصري محمد كريم الذي وقف في وجه الاحتلال الفرنسي وقتل بالرصاص في القلعة، وهو الذي كان حاكما للإسكندرية أيام الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 والمعروفة بحملة نابليون.. فان إلقاء الضوء على كرّيم ذاته أفضل من إلقاء الضوء على مغامرات عاطفية لشاب طائش يبحث عن فتاة فرنسية أحبها، في الوقت الذي يهاجم فيه الفرنسيون مصر في عام 56 مع بريطانيا وإسرائيل.

وفي مسلسل «أحلام عادية» للفنانة يسرا، وهو العمل الثالث على التوالي مع نفس المؤلف محمد اشرف ونفس المخرج مجدي أبو عميرة بعد مسلسلي «ملك روحي» و«لقاء على الهوا»، والذي يبدأ غالبا في الوقت الضائع وكأن شهر رمضان يأتي فجأة، نجد ان من الأخطاء الواردة في المسلسل عدم الدقة في المعلومات التي تخص مجتمع الغجر أو الهنجرانية، وهم طائفة موجودة في المجتمع ولهم حياتهم وقوانينهم الخاصة وأسلوب حياتهم، وهم غالبا ما يحترفون السرقة، وعند تناول عمل كهذا كان لا بد من التركيز عليه وتشريحه اجتماعيا وعائليا وثقافيا حتى يكون العمل جديدا، وليس بشكل مفكك دراميا لنرى يسرا تخرج من دور غجرية إلى دور راقصة أو سيدة أعمال.. كما ان ضيق الوقت جعل مخرجه أبو عميرة يعتمد على بعض مساعديه في إخراج بعض المشاهد بشكل كامل، بينما هو مشغول بمشاهد أخرى خاصة مشاهد يسرا، وهذا يحدث خللا في الإيقاع العام، ويتحكم في ذلك أبو عميرة في مرحلة المونتاج، إلا أنه مهما كانت خبرته فان مرحلة التحضير للعمل أهم المراحل. وعندما نتطرق للمسلسل الثالث «أحلام في البوابة» فإن فكرة العمل هي نفس التيمة بدون تغيير وبدون أي رتوش التي قدمتها نفس الفنانة سميرة احمد في ثلاثة مسلسلات سابقة وهي «امرأة من زمن الحب» و «أميرة من عابدين» و«يا ورد من يشتريك». وتكرر نفس فكرة المرأة المثالية التي تنتقل من مكان إلى آخر، وهو غالبا من المجتمع الريفي سواء كان الصعيد أو الوجه البحري من اجل التضحية والمثالية، ولكن تكررت الفكرة في المسلسلات الأربعة التي كتبها أسامة أنور عكاشة ـ باستثناء مسلسل «يا ورد مين يشتريك» للمؤلف مجدي صابر ـ وكأن عكاشة أفلس فصار يكرر ما يكتبه مع احترامنا وتقديرنا له كمبدع تلفزيوني كبير.

أما الفنان محمد صبحي في مسلسله «أنا وهؤلاء» والذي استفاد كثيرا في مجال التأليف من كتاب لهم خبرة كبيرة في هذا المجال، مثل مهدي يوسف في بداية حلقات «يوميات ونيس» ولينين الرملي الذي قدم له العديد من المسرحيات ومحمد بغدادي في مسلسل «فارس بلا جواد»، فانه هنا ينفرد بتأليف ولعب بطولة مسلسل صوره في مدينته ـ مدينة سنبل للفنون ـ على طريق الإسكندرية الصحراوي.. مما جعل صبحي كمؤلف مقيدا بمكان واحد تقريبا لا يخرج منه إلا نادرا وهذا ما حد من الإبهار داخل المسلسل.. فضلا من اعتماد صبحي على نفس الفنانين الذين يتعاملون معه مسرحيا.. وليس بالضرورة ان ينقل فرقته المسرحية إلى فرقة تلفزيونية لان هناك فنانا قد يجيد في مجال دون الآخر.. لكن ان يكرر جميل راتب في كل أعماله ومحمود أبو زيد وخليل مرسي وهناء الشوربجي وغيرهم وان يفصل لهم ادوارا على مقاسهم، فهذا يفرض قيودا شديدة على العمل، وتحد كبير من إبداعه كممثل أمام وجوه مكررة وأيضا كمؤلف، ويجب على صبحي ان يقوم بحركة تغيير كبيرة في المحيطين به لأن كثيرا من الأسماء قد تأخذ بالعمل إلى الوراء، ولا يجب ان يعتمد على نفسه كنجم أوحد لأننا في مسلسل تلفزيوني والبطولة فيه جماعية.

أما مسلسل «مباراة زوجية» للمخرجة الكبيرة أنعام محمد علي والمؤجل عرضه منذ أكثر من عام ليعرض في رمضان، فهو عمل عادي جدا واقل من مستوى أعمال المخرجة السابقة.. ولماذا الإصرار على عرضه في رمضان وهناك أعمال أفضل في المستوى، كان لا بد من إتاحة الفرصة أمامها للظهور على القنوات الأرضية الرئيسية مثل مسلسل «السيف الوردي» لصلاح السعدني أو «الحب موتا» لممدوح عبد العليم أو«مصر الجديدة» لفردوس عبد الحميد. وعرض مسلسل مباراة زوجية يؤكد مجاملة المخرجة أو سطوتها.

مسلسل «أماكن في القلب» بطولة هشام سليم وتيسير فهمي وعلا غانم ومن اخراج نادر جلال وعن قصة د. احمد أبو بكر وسيناريو وحوار بشير الديك، يقدم دراما غير نمطية وغير تقليدية عن صدام الحضارات والعولمة ونظرة الغرب للمجتمع الشرقي المسلم.. واختلاف المسلسل في مضمونه عن المسلسلات المكررة والمتشابهة، منحه أفضلية بلا شك، ولكن هناك شخصا زعم انه كتب سيناريو وحوار المسلسل مع بشير الديك، ولا نعلم هل كتب العمل بطريقة الورشة أم انه خاص بالسيناريست بشير الديك.

ومع ذلك وحسب رأي الجماهير وبعض الآراء الأخرى، فان المسلسلات الأكثر مشاهدة على التلفزيون المصري هي «أحلام عادية» ليسرا و«المرسى والبحار» ليحيى الفخراني» وهما أكثر عملين تأتي إليهما الإعلانات التجارية التي تقدر بالملايين.

التعليقات