نرويجية متعاطفة مع الفلسطينيين اقرت بتعاملها مع الموساد

غزة-دنيا الوطن

صدر في النرويج كتاب للصحافي اود كاشنبن تفيت والذي يعمل حاليا مراسلا للتلفزيون الرسمي النرويجي ان ار كي في الشرق الاوسط، يكشف الكتاب عن عميلة نرويجية لجهاز الموساد الاسرائيلي في النرويج هي كارين لينستاد زوجة الدكتور النرويجي المسلم تروند علي لينستاد.

وقالت كارين لينستاد لوكالة الانباء النرويجية انها كانت عميلة مزدوجة لحساب المخابرات الإسرائيلية الموساد وطرف آخر لم تحدده. واعترفت ان ذلك كان عندما كان زوجها في الثمانينات الدكتور علي لينستاد ـ نرويجي مسلم ـ رئيس جمعية فلسطين بالنرويج. الصحافي النرويجي أود كاشنبن تفيت قال انه حصل علي موافقة كارين لينستاد لكي يكشف عن اسمها في الكتاب وانها كانت عميلة للموساد الإسرائيلي منذ العام 1980.

وكالة الانباء النرويجية التي التقت كارين مساء امس عند باب منزلها سـألتها عن توقعاتها بشأن ردود الفعل بين الفلسطينيين، فامتنعت عن التعليق، وايضا لم ترغب الإجابة علي العديد من الأسئلة المتعلقة بنوعية علاقتها بإسرائيل أو الطرف الآخر الذي عملت لحسابه او عن الأسباب التي دفعتها للعمل مع الجهتين. كما اشارت الي أن الموساد يريد إيذاءها ويقف وراء تسريب المعلومات. واضافت انها سوف تقرر لاحقا امكانية عقد لقاء مع الصحافيين بعد صدور الكتاب لأنها لا تعلم الكثير عما ورد في كتاب تفيت، لكنها لا تشك في أنه يحمل حقائق ولكن أشياء مفتعلة ومبالغا فيها كذلك.

ورغم أنها تنظر بقلق لهذه المعلومات وتعتبرها غير سارة، فإنها تقول إن ما يكشفه تفيت هو من قبيل المعلومات التي تعود لسنوات طويلة واسرار العلاقات النرويجية ـ الاسرائيلية في الماضي.

هذا وتعمل كارين لينستاد حاليا من اجل الانتهاء من درجة الماجستير في أصول التدريس، وكانت تعمل في روضة للأطفال، كما يعرف عنها نشاطها في العمل للقضية الفلسطينية، وكانت عضوا فاعلا في لجنة فلسطين التي تنسق عملها بشكل كبير مع منظمة التحرير الفلسطينية.

اما زوجها الدكتور علي لينستاد فكان عضوا ناشطا في اللجنة نفسها، ومعروف عنه أنه أحد أهم أصدقاء الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.وكان قد اعلن اسلامه في جنوب لبنان علي يد جماعة حزب الله اللبنانية. وهو يملك مدارس إسلامية ورياض أطفال للمسلمين ويتولي مسؤولية بث قناة تلفزيونية اسمها صوت الإسلام . لينستاد قال لـ القدس العربي ان زوجته سألته قبل 30 عاما عن رأيه فيما اذا ما عرض عليها العمل في الموساد لكي تجمع الاخبار لصالح مجموعة فلسطينية، فأجابها بأن هذا عمل جيد . وهو يري ان زوجته خدمت الفلسطينيين وخدعت الموساد وانه واضح ان الموساد كشف اسمها بعد شعوره بالخديعة ، مشيرا الي ان الكتاب لم ينزل الي السوق، ولا يعرف بالتالي ما يتضمنه من حقائق او مبالغات. لينستاد اوضح أنه علم بما قامت به زوجته سابقا و إن اعترافها بأنها كانت عميلة للموساد يجب ان لايساء فهمه من العرب والمسلمين في النرويج، لانها اخترقت الموساد لصالح الفلسطينيين وإنه واثق من زوجته وعملها وأنشطتها وإن هذه الأعمال لا تضر بالعمل الفلسطيني ولا تصب لصالح الموساد، واعتبر أن المعلومات التي استقاها الصحافي النرويجي سربها الموساد، ما يعني أنها شهادة براءة. وانها ضحية توقفها عن العمل وأنهم انتقموا منها لرفضها الاستجابة لمطالبهم .

هذا الكتاب الذي سيصدر يوم 12.10.2005 تحت عنوان في الحرب والدبلوماسية يفصل فيه الكاتب دور النرويج في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ما بين 1978 و1996، كما يعطي صورة قريبة عن الحرب الإسرائيلية في لبنان التي قام بتغطيتها كمراسل للتلفزيون والاذعة النرويجية. وحسب بيان دار النشر يستعرض الكتاب جوانب جديدة من الدبلوماسية السرية للنرويج في الشرق الأوسط في الفترة ما بين 1980 و1990، وتجنب وقوع عملية اغتيال علي أراضيها.