أفراح الأمة العربية.. مذيعة العربية وضعتها أنثى

أفراح الأمة العربية.. مذيعة العربية وضعتها أنثى
سليم عزوز
الأخبار المبهجة في أيامنا هذه شحيحة، وقد ابتهجت في الأسبوع الماضي، ولازلت مبتهجا حتي الآن، ومؤكد أنني سأظل علي ابتهاجي لمدة حول كامل، فقد علمت ان الله قد نتع بالسلامة الزميلة ميسون عزام مذيعة قناة العربية! النتع في العامية المصرية يعني الولادة. والجميلة ميسون أنجبت للبشرية طفلة جميلة هي الخالق الناطق أمها، والخبر بثته قناة (العربية) الموقرة، والتي أكدت ان ميسون ترقد الآن في مستشفي بأحد ضواحي العاصمة البريطانية لندن، وليس في مكان آخر، وربما يرجع التأكيد علي ان المستشفي في بلاد الضباب، حتي لا يظن أحد ان الولادة كانت في بوركينا فاسو. واضح أن الجميلات مثل ميسون، لا يضعن ما في بطونهن، لاسيما اذا كن في جمال ابنتها، في بلد أي كلام، ولهذا كان حرص قناة (العربية) علي التأكيد علي ان الأخت ميسون وضعتها أنثي، والله اعلم بما وضعت، في مستشفي بأحد ضواحي العاصمة البريطانية لندن!
حتي كتابة هذه السطور، لم نعلم الاسم الذي اختارته صاحبة العصمة ميسون لطفلتها، فحسب ما ذكرته (العربية نت) انه في اتصال هاتفي مع أمها أكدت عدم اختيار اسم المولودة، مما جعل عموم القراء والمشاهدين، يتسابقون لاقتراح الاسم لها، وكل منهم يأمل ان يفوز اقتراحه، لعله يفوز بألف دولار جائزة نظير ذلك، فقد اكتشفت يا قراء ان الفضائية المبجلة رصدت خمسة آلاف دولار، دولار ينطح دولار لخمسة من سعداء الحظ الذين توصلوا الي معرفة نوع الجنين، والذي شع نوره من مستشفي في أحد ضواحي العاصمة البريطانية لندن، ليصل (هذا النور) الي كل أرجاء المعمورة. وكانت العربية رحيمة بنا وبمشاهديها، فلم تذكر اسم الضاحية، حتي لا ترهقنا بشد الرحال إليها للتبارك بها،، كما لم تذكر اسم المستشفي حتي ترحمنا من مشقة الطواف حولها، أليست هي المستشفي التي شهدت غرفة العمليات بها، هذا الحدث المبهج والفارق في تاريخ امتنا العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة؟!
لقد فاتني نصف عمري، لأنني لم أشارك في المسابقة إياها، ولم اكن بالتالي من الخمسة المبشرين بالخمسة آلاف دولار، بعد ان تبين ان قناة العربية كانت قد احتفت بما في بطن ميسون، وجعلتها تطل علي شاشتها أربع مرات في الأسبوع عبر برنامج (صباح العربية) لتقدم فقرة تحمل اسم (يوميات ميسون)، ترصد خلالها معاناتها مع الحمل، وعليه تمكن الآلاف من المشاركة في مسابقة تحديد نوع الجنين التاريخي، الذي لا يتفوق عليه في وصف (التاريخي) هذا، إلا الخطوة الجبارة للرئيس مبارك بتعديل المادة 76 من الدستور، والتي بمقتضاها انتقلت مصر من عصر الاستفتاءات الي عصر الانتخابات، وأصبح من حق الشعب المصري، ولاول مرة في تاريخه الطويل، له حق الاختيار بين اكثر من مرشح، ولا يقلل من تاريخية الحدث ان أحدهم قال: إذا نجحت ـ لا قدر الله ـ فسوف أتنازل عن الرئاسة للرئيس مبارك ! لأنني منحوس ـ يا قراء ـ فلم أشاهد هذا البرنامج، وتلك الفقرة المبجلة، فوقت إذاعتهما أكون في سابع نومة، واذا حدث واستيقظت مبكرا فإنني أتنقل بين برنامج (صباح الخير يا مصر) الذي يذاع علي القناة الأولي المصرية، و(صباح جديد) الذي تقدمه قناة النيل للأخبار.. غاوي نكد انا!
المهم، فالعربية احتفت بحمل ميسون عزام وبوضعها، وأكدت بما فعلت فشلها في المهمة التي أنيطت بها، وهي منافسة قناة (الجزيرة) القطرية، فقد تأكد أنها لا تستطيع ان تنافس حتي التلفزيون المصري، علي تفاهته وهوانه علي أصحابه، فلو فعل التلفزيون المذكور ما فعلته قناة العربية في واقعة حمل وولادة ميسون، لرجمناه بحجارة المقطم!
تفتيش محمد كريشان
بعد إجراءات الحكومة البريطانية البوليسية ضد المهاجرين العرب، وأخذهم بالشبهات، فان توني بلير يستحق بجدارة عضوية نادي الاستبداد العربي، واتمني الا ينسي القادة، والزعماء، والملوك، طرفنا، دعوته لحضور القمة العربية القادمة، وكل قممنا المباركة، بعد ان أكد بممارساته انه أخ لهم، وقديما قيل: رب اخ لك لم تلده أمك. كما يجدر بالسادة وزراء الداخلية العرب ان يدعو الي اجتماعاتهم الدورية وغير الدورية، في تونس وغير تونس، المهيب تشارلز كلارك، وزير الداخلية البريطاني، فالرجل اثبت استحقاقه في الأيام الأخيرة للحصول علي عضوية هذا التجمع الذي يضم رموز البطش العربي. وفي الواقع فان بلير ووزير داخليته ليسا فقط اللذين يستحقان شرف الانتماء الي تجمعاتنا العربية من الفرنجة، فقد اثبت وزير الخارجية الاسباني انه يستحق عضوية عاملة، وليست منتسبة، في نادي وزراء الخارجية العرب، بعد التصرفات المتعسفة التي جرت لمذيع قناة الجزيرة محمد كريشان.
في الخارجية الاسبانية تعاملوا مع كريشان علي الطريقة العربية، فعندما يغضب أي نظام عربي علي قناة الجزيرة، فانه يتعامل مع العاملين فيها، بل ومع اسمها ذاته، ومع مراسلها في هذا البلد العربي العريق، معاملة العبد الآبق علي مولاه، حتي صار من الطبيعي سماع أخبار من عينة ان البلد الفلاني أوقف المراسل، لان القناة تمضمضت باللبن الحليب، وأساءت الي حاكم الغبرة! كريشان من نجوم الجزيرة ، ونجومها اشهر من وزير الخارجية ذاته في اسبانيا، حسب ما قاله لي أصدقاء هناك، ولن أستطيع البوح باسمهم حتي لا يتحرك وزير الخارجية المفدي بتجريدة ويعتقلهم ويتهمهم كما اتهموا تيسير علوني بالانخراط في تنظيم القاعدة. وعلي الرغم من ان محمد كريشان ليس مذيعا مغمورا، وعلي الرغم من ان الدبلوماسية الاسبانية تحتفي بأي إعلامي في السي إن إن، او البي بي سي، حسبما جاء في تقرير مراسل القدس العربي هناك، الا ان كريشان قوبل بمعاملة فظة، لان الجزيرة ليست علي الهوي الاسباني، ربما لانها ليست علي الهوي الأمريكي، وبات من المؤكد ان ما يحكم الاسبان في التعامل مع الفضائية المذكورة، هو ذاته ما يحكم اهل الحكم في مصر، ففي مصر يغضبون لغضب الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكلما غضب آل البيت السعودي علي الجزيرة غضبنا نحن بالنيابة، وصدرت التعليمات الي أجهزة الإعلام الحكومية ان اغضبي، فيغضب كل من فيها، ويتم التعبير عن هذا الغضب، فمثل أولو الأمر منا، وأولو الأمر في المملكة، في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي!
كريشان طلبوا منه قبل الحوار جواز سفره، فلم يعترفوا بكل الأوراق والاعتمادات الأخري، ثم خضع لتفتيش دقيق، ووضع علي آلة رصد المعادن وكأنه إرهابي، وتم تفتيشه، وكان الوحيد ضمن فريق الجزيرة التي تعرض لهذه المعاملة الفظة، فرجال الأمن استثنوا من المعاملة السيئة الفنيين لانهم اسبان. ومع هذا فان حاله كان افضل من حال زميله تيسير علوني الذي كان مصاحبا له، فتم منعه من دخول الخارجية الاسبانية.
لقد اثبت بلير، وكلارك، ووزير الخارجية الاسباني، جدارة تؤهل اسبانيا وبريطانيا للانضمام لجامعة الدول العربية، ونتمني ان تقبل عضويتهما علي الفور، حتي نقول لهم: شرفتم وآنستم.
الكاميرا الخفية
كل الكاميرات ثبت أنها مصابة بالعشي النهاري، الا كاميرا واحدة مجهولة!
فكاميرات فضائيات العرب والعجم نقلت الي كل أرجاء البسيطة الاعتداء الوحشي علي المتظاهرين في يوم السبت الأسود، لتري الدنيا كلها فضيحة سحل المواطنين العزل في وسط القاهرة، مما أحرج الإدارة الأمريكية، من أفعال الحليف المصري ، ودفع مسؤولا بوزارة الخارجية لصاحبتها كونداليزا رايس ان يهز طوله ويعلن عن استنكاره لعمليات السحل والضرب والقمع!
كاميرا واحدة وحيدة، هي التي قالت بعكس ذلك، وقالت بالصورة، ان المتظاهرين هم الذين اعتدوا علي قوات الأمن تأكيدا لبيان وزارة الداخلية في هذا الصدد، حيث نشرت إحدي الصحف الحكومية ما التقطته الكاميرا العبقرية من اعتداء متظاهر عتويل علي ثلاثة من الضباط الشداد الغلاظ مرة واحدة، لان سيادة المتظاهر تحول الي هرقل، وقد تابعته الكاميرا، التي لم نعرف صاحبها حتي الآن، وواضح أنها الكاميرا الخفية، خطوة بخطوة، منذ ان أشار بإصبعه السبابة ناحية أحد الضباط الغلابة، الي ان صوب ضرباته الي أحدهم! الغريب في الأمر انه وبمجرد ان خرجت الصحيفة من المطابع، حتي كانت أجهزة الأمن قد تعرفت علي المجرم العتويل، وقامت باختطافه من أحد الشوارع، ليتبين انه الصحافي ساهر جاد، الناشط بحركة كفاية، وعملية القبض علي هذا النحو، والسرعة الخارقة في التعرف علي الجاني، لم يجد بيان الحركة المذكورة وصفا له الا (الاختطاف)، لنكتشف ان شعار عهد السرعة والإنجاز ليس قاصرا علي إخواننا الذين هم في الأمن ـ جعل الله كلامنا خفيفا عليهم ـ ولكن كل أجهزة الدولة علي قلب رجل واحد، فما جري هو إلقاء قبض، وليس اختطافا، وان الجهة القابضة، كانت تحمل قرارا من النيابة بهذه المهمة.. فكله بالقانون! كل كاميرات الفضائيات تبين انها عملية او موتورة، او عمياء في احسن الفروض، فلم تر المتظاهرين وهم يعتدون علي قوات الأمن الطيبة والمغلوبة علي أمرها، وانما نقلت العكس، وكأن هناك تنسيقا تاما بينها، لصالح القوي الإمبريالية، التي يتصدي لهيمنتها أهل الحكم في مصر، بينما كاميرا واحدة، هي التي نقلت الحقيقة، وهي ان المتظاهرين هم الذين اعتدوا، وان واحدا منهم ضرب ثلاثة ضباط طوال عراض ، ومن المؤكد ان هذه الكاميرا الرائدة، تتبع تليفزيون الريادة الإعلامية، لكن القوم لم يعلنوا عن ذلك خوفا عليها من الحسد!
صباح الخير
الإنجاز التاريخي، والوحيد، والعملاق، لرئيس قطاع الأخبار بتلفزيون الريادة عبد اللطيف المناوي ـ بعد الزيطة والزمبليطة التي استقبل بها ـ تمثل في تغيير الموسيقي التصويرية لبرنامج صباح الخير يا مصر، والمهداة من هاني مهني، وهي الميزة الوحيدة فيه. تسمح لي ياسي عبدو ان أمد قدماي؟!
كاتب وصحافي من مصر
[email protected]
*القدس العربي
سليم عزوز
الأخبار المبهجة في أيامنا هذه شحيحة، وقد ابتهجت في الأسبوع الماضي، ولازلت مبتهجا حتي الآن، ومؤكد أنني سأظل علي ابتهاجي لمدة حول كامل، فقد علمت ان الله قد نتع بالسلامة الزميلة ميسون عزام مذيعة قناة العربية! النتع في العامية المصرية يعني الولادة. والجميلة ميسون أنجبت للبشرية طفلة جميلة هي الخالق الناطق أمها، والخبر بثته قناة (العربية) الموقرة، والتي أكدت ان ميسون ترقد الآن في مستشفي بأحد ضواحي العاصمة البريطانية لندن، وليس في مكان آخر، وربما يرجع التأكيد علي ان المستشفي في بلاد الضباب، حتي لا يظن أحد ان الولادة كانت في بوركينا فاسو. واضح أن الجميلات مثل ميسون، لا يضعن ما في بطونهن، لاسيما اذا كن في جمال ابنتها، في بلد أي كلام، ولهذا كان حرص قناة (العربية) علي التأكيد علي ان الأخت ميسون وضعتها أنثي، والله اعلم بما وضعت، في مستشفي بأحد ضواحي العاصمة البريطانية لندن!
حتي كتابة هذه السطور، لم نعلم الاسم الذي اختارته صاحبة العصمة ميسون لطفلتها، فحسب ما ذكرته (العربية نت) انه في اتصال هاتفي مع أمها أكدت عدم اختيار اسم المولودة، مما جعل عموم القراء والمشاهدين، يتسابقون لاقتراح الاسم لها، وكل منهم يأمل ان يفوز اقتراحه، لعله يفوز بألف دولار جائزة نظير ذلك، فقد اكتشفت يا قراء ان الفضائية المبجلة رصدت خمسة آلاف دولار، دولار ينطح دولار لخمسة من سعداء الحظ الذين توصلوا الي معرفة نوع الجنين، والذي شع نوره من مستشفي في أحد ضواحي العاصمة البريطانية لندن، ليصل (هذا النور) الي كل أرجاء المعمورة. وكانت العربية رحيمة بنا وبمشاهديها، فلم تذكر اسم الضاحية، حتي لا ترهقنا بشد الرحال إليها للتبارك بها،، كما لم تذكر اسم المستشفي حتي ترحمنا من مشقة الطواف حولها، أليست هي المستشفي التي شهدت غرفة العمليات بها، هذا الحدث المبهج والفارق في تاريخ امتنا العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة؟!
لقد فاتني نصف عمري، لأنني لم أشارك في المسابقة إياها، ولم اكن بالتالي من الخمسة المبشرين بالخمسة آلاف دولار، بعد ان تبين ان قناة العربية كانت قد احتفت بما في بطن ميسون، وجعلتها تطل علي شاشتها أربع مرات في الأسبوع عبر برنامج (صباح العربية) لتقدم فقرة تحمل اسم (يوميات ميسون)، ترصد خلالها معاناتها مع الحمل، وعليه تمكن الآلاف من المشاركة في مسابقة تحديد نوع الجنين التاريخي، الذي لا يتفوق عليه في وصف (التاريخي) هذا، إلا الخطوة الجبارة للرئيس مبارك بتعديل المادة 76 من الدستور، والتي بمقتضاها انتقلت مصر من عصر الاستفتاءات الي عصر الانتخابات، وأصبح من حق الشعب المصري، ولاول مرة في تاريخه الطويل، له حق الاختيار بين اكثر من مرشح، ولا يقلل من تاريخية الحدث ان أحدهم قال: إذا نجحت ـ لا قدر الله ـ فسوف أتنازل عن الرئاسة للرئيس مبارك ! لأنني منحوس ـ يا قراء ـ فلم أشاهد هذا البرنامج، وتلك الفقرة المبجلة، فوقت إذاعتهما أكون في سابع نومة، واذا حدث واستيقظت مبكرا فإنني أتنقل بين برنامج (صباح الخير يا مصر) الذي يذاع علي القناة الأولي المصرية، و(صباح جديد) الذي تقدمه قناة النيل للأخبار.. غاوي نكد انا!
المهم، فالعربية احتفت بحمل ميسون عزام وبوضعها، وأكدت بما فعلت فشلها في المهمة التي أنيطت بها، وهي منافسة قناة (الجزيرة) القطرية، فقد تأكد أنها لا تستطيع ان تنافس حتي التلفزيون المصري، علي تفاهته وهوانه علي أصحابه، فلو فعل التلفزيون المذكور ما فعلته قناة العربية في واقعة حمل وولادة ميسون، لرجمناه بحجارة المقطم!
تفتيش محمد كريشان
بعد إجراءات الحكومة البريطانية البوليسية ضد المهاجرين العرب، وأخذهم بالشبهات، فان توني بلير يستحق بجدارة عضوية نادي الاستبداد العربي، واتمني الا ينسي القادة، والزعماء، والملوك، طرفنا، دعوته لحضور القمة العربية القادمة، وكل قممنا المباركة، بعد ان أكد بممارساته انه أخ لهم، وقديما قيل: رب اخ لك لم تلده أمك. كما يجدر بالسادة وزراء الداخلية العرب ان يدعو الي اجتماعاتهم الدورية وغير الدورية، في تونس وغير تونس، المهيب تشارلز كلارك، وزير الداخلية البريطاني، فالرجل اثبت استحقاقه في الأيام الأخيرة للحصول علي عضوية هذا التجمع الذي يضم رموز البطش العربي. وفي الواقع فان بلير ووزير داخليته ليسا فقط اللذين يستحقان شرف الانتماء الي تجمعاتنا العربية من الفرنجة، فقد اثبت وزير الخارجية الاسباني انه يستحق عضوية عاملة، وليست منتسبة، في نادي وزراء الخارجية العرب، بعد التصرفات المتعسفة التي جرت لمذيع قناة الجزيرة محمد كريشان.
في الخارجية الاسبانية تعاملوا مع كريشان علي الطريقة العربية، فعندما يغضب أي نظام عربي علي قناة الجزيرة، فانه يتعامل مع العاملين فيها، بل ومع اسمها ذاته، ومع مراسلها في هذا البلد العربي العريق، معاملة العبد الآبق علي مولاه، حتي صار من الطبيعي سماع أخبار من عينة ان البلد الفلاني أوقف المراسل، لان القناة تمضمضت باللبن الحليب، وأساءت الي حاكم الغبرة! كريشان من نجوم الجزيرة ، ونجومها اشهر من وزير الخارجية ذاته في اسبانيا، حسب ما قاله لي أصدقاء هناك، ولن أستطيع البوح باسمهم حتي لا يتحرك وزير الخارجية المفدي بتجريدة ويعتقلهم ويتهمهم كما اتهموا تيسير علوني بالانخراط في تنظيم القاعدة. وعلي الرغم من ان محمد كريشان ليس مذيعا مغمورا، وعلي الرغم من ان الدبلوماسية الاسبانية تحتفي بأي إعلامي في السي إن إن، او البي بي سي، حسبما جاء في تقرير مراسل القدس العربي هناك، الا ان كريشان قوبل بمعاملة فظة، لان الجزيرة ليست علي الهوي الاسباني، ربما لانها ليست علي الهوي الأمريكي، وبات من المؤكد ان ما يحكم الاسبان في التعامل مع الفضائية المذكورة، هو ذاته ما يحكم اهل الحكم في مصر، ففي مصر يغضبون لغضب الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وكلما غضب آل البيت السعودي علي الجزيرة غضبنا نحن بالنيابة، وصدرت التعليمات الي أجهزة الإعلام الحكومية ان اغضبي، فيغضب كل من فيها، ويتم التعبير عن هذا الغضب، فمثل أولو الأمر منا، وأولو الأمر في المملكة، في توادهم وتراحمهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي!
كريشان طلبوا منه قبل الحوار جواز سفره، فلم يعترفوا بكل الأوراق والاعتمادات الأخري، ثم خضع لتفتيش دقيق، ووضع علي آلة رصد المعادن وكأنه إرهابي، وتم تفتيشه، وكان الوحيد ضمن فريق الجزيرة التي تعرض لهذه المعاملة الفظة، فرجال الأمن استثنوا من المعاملة السيئة الفنيين لانهم اسبان. ومع هذا فان حاله كان افضل من حال زميله تيسير علوني الذي كان مصاحبا له، فتم منعه من دخول الخارجية الاسبانية.
لقد اثبت بلير، وكلارك، ووزير الخارجية الاسباني، جدارة تؤهل اسبانيا وبريطانيا للانضمام لجامعة الدول العربية، ونتمني ان تقبل عضويتهما علي الفور، حتي نقول لهم: شرفتم وآنستم.
الكاميرا الخفية
كل الكاميرات ثبت أنها مصابة بالعشي النهاري، الا كاميرا واحدة مجهولة!
فكاميرات فضائيات العرب والعجم نقلت الي كل أرجاء البسيطة الاعتداء الوحشي علي المتظاهرين في يوم السبت الأسود، لتري الدنيا كلها فضيحة سحل المواطنين العزل في وسط القاهرة، مما أحرج الإدارة الأمريكية، من أفعال الحليف المصري ، ودفع مسؤولا بوزارة الخارجية لصاحبتها كونداليزا رايس ان يهز طوله ويعلن عن استنكاره لعمليات السحل والضرب والقمع!
كاميرا واحدة وحيدة، هي التي قالت بعكس ذلك، وقالت بالصورة، ان المتظاهرين هم الذين اعتدوا علي قوات الأمن تأكيدا لبيان وزارة الداخلية في هذا الصدد، حيث نشرت إحدي الصحف الحكومية ما التقطته الكاميرا العبقرية من اعتداء متظاهر عتويل علي ثلاثة من الضباط الشداد الغلاظ مرة واحدة، لان سيادة المتظاهر تحول الي هرقل، وقد تابعته الكاميرا، التي لم نعرف صاحبها حتي الآن، وواضح أنها الكاميرا الخفية، خطوة بخطوة، منذ ان أشار بإصبعه السبابة ناحية أحد الضباط الغلابة، الي ان صوب ضرباته الي أحدهم! الغريب في الأمر انه وبمجرد ان خرجت الصحيفة من المطابع، حتي كانت أجهزة الأمن قد تعرفت علي المجرم العتويل، وقامت باختطافه من أحد الشوارع، ليتبين انه الصحافي ساهر جاد، الناشط بحركة كفاية، وعملية القبض علي هذا النحو، والسرعة الخارقة في التعرف علي الجاني، لم يجد بيان الحركة المذكورة وصفا له الا (الاختطاف)، لنكتشف ان شعار عهد السرعة والإنجاز ليس قاصرا علي إخواننا الذين هم في الأمن ـ جعل الله كلامنا خفيفا عليهم ـ ولكن كل أجهزة الدولة علي قلب رجل واحد، فما جري هو إلقاء قبض، وليس اختطافا، وان الجهة القابضة، كانت تحمل قرارا من النيابة بهذه المهمة.. فكله بالقانون! كل كاميرات الفضائيات تبين انها عملية او موتورة، او عمياء في احسن الفروض، فلم تر المتظاهرين وهم يعتدون علي قوات الأمن الطيبة والمغلوبة علي أمرها، وانما نقلت العكس، وكأن هناك تنسيقا تاما بينها، لصالح القوي الإمبريالية، التي يتصدي لهيمنتها أهل الحكم في مصر، بينما كاميرا واحدة، هي التي نقلت الحقيقة، وهي ان المتظاهرين هم الذين اعتدوا، وان واحدا منهم ضرب ثلاثة ضباط طوال عراض ، ومن المؤكد ان هذه الكاميرا الرائدة، تتبع تليفزيون الريادة الإعلامية، لكن القوم لم يعلنوا عن ذلك خوفا عليها من الحسد!
صباح الخير
الإنجاز التاريخي، والوحيد، والعملاق، لرئيس قطاع الأخبار بتلفزيون الريادة عبد اللطيف المناوي ـ بعد الزيطة والزمبليطة التي استقبل بها ـ تمثل في تغيير الموسيقي التصويرية لبرنامج صباح الخير يا مصر، والمهداة من هاني مهني، وهي الميزة الوحيدة فيه. تسمح لي ياسي عبدو ان أمد قدماي؟!
كاتب وصحافي من مصر
[email protected]
*القدس العربي
التعليقات