فضائية خاصة تنتج في دمشق وتبث من دبي بكلفة 12 مليون دولار تريد التصدي للفكر الانتحاري
غزة-دنيا الوطن
عندما وصل النائب المستقل أكرم الجندي الى مكتبه في أحد احياء دمشق الراقية، كان عدد من الصحافيين الشباب و «الشيوخ» في انتظاره على طاولة المؤتمرات لمناقشة الخطة الاعلامية للبرامج التي ستنطلق بها محطة «الشام» باعتبارها أول فضائية سورية خاصة.
يجلس الحاج أكرم الجندي مرتدياً اللباس التقليدي الخليجي، ليقول: «انني اسعى الى الحصول على موافقة السلطات السورية لبث خطبة يوم الجمعة عبر محطتي. لا بد ان نتصدى الى المحطات التي تنشر الفكر الانتحاري والتكفيري. لماذا لا نقدم الاسلام المستنير والمعتدل والوسطي من دون تطرف او انحراف او فتاوى غير مقبولة».
اما الطموح الثاني للجندي، فهو ان تكون «الشام» ساحة للحوار بين السوريين عبر تقديم برامج سياسية جدلية بينها برنامج يسلط الضوء على جميع الاحزاب السياسية، بما فيها تلك غير المرخصة البالغ عددها نحو 38 حزباً، اضافة الى برنامج سياسي باسم «الزاوية الأخرى» تيمناً بـ «الاتجاه المعاكس» على «الجزيرة».
لن يقوم الجندي بهذه «المهمة الوطنية» استناداً الى آلاف الصحافيين والاداريين، بل ان فريق العمل لديه لن يتجاوز ستين شخصاً يبثون انتاجهم من استديو صغير وسط دمشق الى دبي عبر «اس ان جي» لتنطلق البرامج بعدها من الامارات الى الأثير العربي.
بالنسبة الى الحاج الجندي، مثلما هو «أمر محسوم» ان تتضمن برامج محطته برنامجاً دينياً اسبوعياً يقدم علاّمة معتدلاً مثل الدكتور محمد الحبش، فإن «المسلمة الثانية» ان لا يعرض على شاشته أول فضائية سورية أي فيديو كليب لأن عرضها «يخرب الذوق العام ولا بد ان نقدم الفن الأصيل».
عندما قال الجندي هذا أمام عدد من الطامحين الى منافسة الفضائيات العربيات، كان قد وصل لتوّه من مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب شمال شرقي سورية. وكان بين المجتمعين على طاولة المؤتمرات من يختلف مع القول إن مدينة الفيلسوف ابي العلاء المعري صارت «معقلاً» لـ «الاخوان المسلمين» في الثمانينات. إذ يقول أحد الحاضرين: «كانت المعرة وستبقى معقلاً للفكر الوسطي والمنفتح... ومعقلاً للبعث» الحاكم في سورية.
وكان الجندي استفاد من تجربته في العمل في الخليج بين عامي 1978 و1994 ليؤسس شركة «عرب للانتاج التلفزيوني» التي انطلق من منصتها ليؤسس أول فضائية سورية بكلفة تصل الى نحو 12 مليون دولار اميركي، لتدخل عالم المنافسة مع نحو 150 فضائية عربية.
واستناداً الى «توجيه سياسي» حصل على موافقة وزير الاعلام الدكتور مهدي دخل الله لـ «بث جميع البرامج السياسية والثقافية والاقتصادية». ولأنه ليس في سورية قانون للاعلام يغطي الفضائيات وان الوزارة تعمل على اصدار قانون جديد يسمح بتأسيس محطات تلفزيونية خاصة، ستجدد موافقة «الشام» كل ثلاثة اشهر الى حين اعتمادها رسمياً بعد نحو ثمانية اشهر ونقل الترخيص السهل الذي حصل عليه في الامارات خلال اسبوعين الى دمشق لـ «يواجه الروتين السوري». ولم يكن غياب وجود تشريع للتلفزيونات الخاصة العقبة الوحيدة أمام «الشام»، بل ان مشكلة اخرى واجهت الجندي تمثلت في ان معظم المعدات الفنية اميركية. ولأن سورية مقيدة بعقوبات «قانون المحاسبة»، كان لا بد للجندي من استيراد المعدات الى الامارات ثم شحنها الى سورية لـ «الالتفاف» على العقوبات. كما واجهت «الشام» مشكلة عدم وجود كفايات تلفزيونية ماهرة، ما أدى بالجندي الى الاستعانة بالزميل محمد عبدالرحيم الذي عمل لسنوات في «الجزيرة» ليشغل منصب رئيس التحرير والقيم الاساسي على اختيار الصحافيين والاستعانة بمذيعة «الجزيرة» سهير الذهبي لتقديم برامج في أول محطة تصدر من بلادها، اضافة الى «تدريب» نحو اربعين صحافياً جاء بعضهم من «الاعلام المؤمم» المكتوب وليس المرئي. وقال الجندي: «المشكلة ليست في الصحافيين السوريين، بل في القوالب التي وضعوا فيها»، علماً أن راتب كل واحد منهم سيراوح بين 300 دولار وثلاثة آلاف دولار.
وبحسب «تصور» الجندي، فإن «الشام» ستنطلق من المحلية الى العربية، لذلك اسس مكاتب في ثلاث مدن سورية هي اللاذقية ودير الزور وحلب لنقل تغطية مباشرة لما يحصل فيها الى العالم العربي على مدار 24 ساعة بينها 16 ساعة مباشرة والباقي معاد. وكان الجندي استند الى دراسات خبراء لتقسيم ساعات البث بحيث تخصص 25 في المئة للسياسة و20 للاقتصاد ومثلها للثقافة والتسلية (من دون فيديو كليب واباحية)، وذلك عبر ادراج برامج متخصصة منطلقة من نحو 40 اقتراحاً خطياً.
*الحياة
عندما وصل النائب المستقل أكرم الجندي الى مكتبه في أحد احياء دمشق الراقية، كان عدد من الصحافيين الشباب و «الشيوخ» في انتظاره على طاولة المؤتمرات لمناقشة الخطة الاعلامية للبرامج التي ستنطلق بها محطة «الشام» باعتبارها أول فضائية سورية خاصة.
يجلس الحاج أكرم الجندي مرتدياً اللباس التقليدي الخليجي، ليقول: «انني اسعى الى الحصول على موافقة السلطات السورية لبث خطبة يوم الجمعة عبر محطتي. لا بد ان نتصدى الى المحطات التي تنشر الفكر الانتحاري والتكفيري. لماذا لا نقدم الاسلام المستنير والمعتدل والوسطي من دون تطرف او انحراف او فتاوى غير مقبولة».
اما الطموح الثاني للجندي، فهو ان تكون «الشام» ساحة للحوار بين السوريين عبر تقديم برامج سياسية جدلية بينها برنامج يسلط الضوء على جميع الاحزاب السياسية، بما فيها تلك غير المرخصة البالغ عددها نحو 38 حزباً، اضافة الى برنامج سياسي باسم «الزاوية الأخرى» تيمناً بـ «الاتجاه المعاكس» على «الجزيرة».
لن يقوم الجندي بهذه «المهمة الوطنية» استناداً الى آلاف الصحافيين والاداريين، بل ان فريق العمل لديه لن يتجاوز ستين شخصاً يبثون انتاجهم من استديو صغير وسط دمشق الى دبي عبر «اس ان جي» لتنطلق البرامج بعدها من الامارات الى الأثير العربي.
بالنسبة الى الحاج الجندي، مثلما هو «أمر محسوم» ان تتضمن برامج محطته برنامجاً دينياً اسبوعياً يقدم علاّمة معتدلاً مثل الدكتور محمد الحبش، فإن «المسلمة الثانية» ان لا يعرض على شاشته أول فضائية سورية أي فيديو كليب لأن عرضها «يخرب الذوق العام ولا بد ان نقدم الفن الأصيل».
عندما قال الجندي هذا أمام عدد من الطامحين الى منافسة الفضائيات العربيات، كان قد وصل لتوّه من مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب شمال شرقي سورية. وكان بين المجتمعين على طاولة المؤتمرات من يختلف مع القول إن مدينة الفيلسوف ابي العلاء المعري صارت «معقلاً» لـ «الاخوان المسلمين» في الثمانينات. إذ يقول أحد الحاضرين: «كانت المعرة وستبقى معقلاً للفكر الوسطي والمنفتح... ومعقلاً للبعث» الحاكم في سورية.
وكان الجندي استفاد من تجربته في العمل في الخليج بين عامي 1978 و1994 ليؤسس شركة «عرب للانتاج التلفزيوني» التي انطلق من منصتها ليؤسس أول فضائية سورية بكلفة تصل الى نحو 12 مليون دولار اميركي، لتدخل عالم المنافسة مع نحو 150 فضائية عربية.
واستناداً الى «توجيه سياسي» حصل على موافقة وزير الاعلام الدكتور مهدي دخل الله لـ «بث جميع البرامج السياسية والثقافية والاقتصادية». ولأنه ليس في سورية قانون للاعلام يغطي الفضائيات وان الوزارة تعمل على اصدار قانون جديد يسمح بتأسيس محطات تلفزيونية خاصة، ستجدد موافقة «الشام» كل ثلاثة اشهر الى حين اعتمادها رسمياً بعد نحو ثمانية اشهر ونقل الترخيص السهل الذي حصل عليه في الامارات خلال اسبوعين الى دمشق لـ «يواجه الروتين السوري». ولم يكن غياب وجود تشريع للتلفزيونات الخاصة العقبة الوحيدة أمام «الشام»، بل ان مشكلة اخرى واجهت الجندي تمثلت في ان معظم المعدات الفنية اميركية. ولأن سورية مقيدة بعقوبات «قانون المحاسبة»، كان لا بد للجندي من استيراد المعدات الى الامارات ثم شحنها الى سورية لـ «الالتفاف» على العقوبات. كما واجهت «الشام» مشكلة عدم وجود كفايات تلفزيونية ماهرة، ما أدى بالجندي الى الاستعانة بالزميل محمد عبدالرحيم الذي عمل لسنوات في «الجزيرة» ليشغل منصب رئيس التحرير والقيم الاساسي على اختيار الصحافيين والاستعانة بمذيعة «الجزيرة» سهير الذهبي لتقديم برامج في أول محطة تصدر من بلادها، اضافة الى «تدريب» نحو اربعين صحافياً جاء بعضهم من «الاعلام المؤمم» المكتوب وليس المرئي. وقال الجندي: «المشكلة ليست في الصحافيين السوريين، بل في القوالب التي وضعوا فيها»، علماً أن راتب كل واحد منهم سيراوح بين 300 دولار وثلاثة آلاف دولار.
وبحسب «تصور» الجندي، فإن «الشام» ستنطلق من المحلية الى العربية، لذلك اسس مكاتب في ثلاث مدن سورية هي اللاذقية ودير الزور وحلب لنقل تغطية مباشرة لما يحصل فيها الى العالم العربي على مدار 24 ساعة بينها 16 ساعة مباشرة والباقي معاد. وكان الجندي استند الى دراسات خبراء لتقسيم ساعات البث بحيث تخصص 25 في المئة للسياسة و20 للاقتصاد ومثلها للثقافة والتسلية (من دون فيديو كليب واباحية)، وذلك عبر ادراج برامج متخصصة منطلقة من نحو 40 اقتراحاً خطياً.
*الحياة
التعليقات