حريم كريم:استبدال فتيات الفيديو كليب بممثلات حسناوات!

حريم كريم:استبدال فتيات الفيديو كليب بممثلات حسناوات!
غزة-دنيا الوطن

حريم كريم فيلم سينمائي لطيف‏,‏ يحمل قدرا لا بأس به من التسلية‏..‏ فهناك حكاية مثيرة لرجل متعدد العلاقات النسائية‏(‏ شهريار عصري‏),‏ وخمس نجمات جميلات‏,‏ ومطرب يغني‏,‏ ومشاهد طبيعية وشاطئية لواحدة من المدن الساحرة‏(‏ شرم الشيخ‏)..‏ ومع ذلك تشعر أنك أمام شريط ملفق‏,‏ مبهر بغير عمق‏,‏ جاء عن طريق الخطأ إلي صالات العرض‏,‏ بدلا من أن يذهب إلي المحطات الفضائية للاستهلاك الدعائي‏:‏ للمطرب والحسناوات‏!.‏

عنوان أي شريط سينمائي هو جزء من الفيلم‏,‏ ومعبر عنه‏,‏ والقراءة المباشرة لهذا العمل تدور حول كلمتين هما‏:‏ حريم وكريم‏..‏ ونبدأ بالحريم وهي كلمة توارت واختفت في القواميس القديمة‏,‏ وكانت تعبر عن عصور وأحوال اجتماعية تجاوزتها الحضارة الحديثة‏,‏ فلم تعد النساء في عالمنا المعاصر حريما‏,‏ وهناك صخب في أكثر الدول تخلفا عن حرية المرأة وعملها ومكانتها الاجتماعية ومراكزها القيادية‏..‏ وبالتالي فإن القفز بهذه الكلمة إلي عنوان فيلم يمثل جسارة من صانعيه‏!.‏

وأظن أنه تم استخدامها علي سبيل الهزار أو الكوميديا أو الجذب التجاري لمداعبة الخيال بعصور شهريار والمرأة المختفية وراء الستائر وشبابيك الأربيسك‏!.‏

ولأن مؤلفة الفيلم زينب عزيزامرأة‏,‏ فإنه من غير المستبعد أنها استخدمت الكلمة عن عمد لطرح قضية ما تعوق تطور المرأة‏..‏ وبالتالي علينا قراءة حدوتة الفيلم‏!.‏

تدور الأحداث حول كريم الشاب الوسيم والمدرس بإحدي الكليات‏,‏ يتزوج من فتاة أحبها‏,‏ وبعد أقل من سنة تكتشف زوجته‏(‏ ياسمين عبدالعزيز‏)‏ خيانته‏,‏ وتصر الزوجة علي الطلاق‏..‏ ولأن الزوج يحبها‏,‏ فإنه طوال الفيلم يحاول استعادة مطلقته‏!..‏ ويلجأ الفيلم لحيلة ظريفة هي أن تتوسط الفتيات التي يعرفهن كريم منذ أيام الجامعة لدي الزوجة واقناعها ببراءته‏!..‏ تكتفي السيناريست زينب عزيز بأربعة فتيات لهذه الوساطة‏..‏ الأولي متزوجة‏(‏ داليا البحيري‏)‏ من ضابط شرطة‏(‏ خالد سرحان‏),‏ ولها طفلان‏,‏ وتهرول بمجرد أن يحدثها كريم بالتليفون‏,‏ وتترك زوجها وتقيم في شقته‏..‏ والثانية‏(‏ بسمة‏)‏ مازالت مخطوبة‏,‏ والأمر بالنسبة لها أسهل‏,‏ تترك خطيبها‏..‏ والثالثة‏(‏ علا غانم‏)‏ مطلقة‏,‏ وتجد في صاحبنا ضآلتها‏..‏ والرابعة‏(‏ ريهام عبدالغفور‏)‏ فتاة تبحث عن التحرر‏,‏ وتعتبر كريم مجرد صديق‏!,‏ ورغم طرافة فكرة الفيلم‏,‏ إلا أنها تفقد إثارتها سريعا‏(‏ لأسباب فرضتها السينما الشبابية النظيفة‏)..‏ فالفتيات الأربعة‏(‏ أو النساء‏)‏ كلهن أنوثة وحيوية‏,‏ بينما صاحبنا‏(‏ شهريار السينما النظيفة مصطفي قمر‏),‏ شاب خجول تنجذب له كل الفتيات بينما هو بلا غر

اميات‏,‏ ولا تشغله الحسناوات‏,‏ وحتي قضية الخيانة التي يقوم عليها الفيلم هو برئ منها‏,‏ والمتسبب فيها صديقه الصعلوك‏(‏ طلعت زكريا‏)!.‏

وتفقد حدوتة الفيلم طرافتها مع استمرار المواقف‏,‏ لأن الحريم يسعون وراء رجل لا هو شهريار‏,‏ ولا دون جوان‏,‏ ولا يتمتع بأي رصيد في دنيا الغراميات‏!!..‏بينما الحريم لهن حياتهن الخاصة المستقلة والمستقرة‏(‏ حتي بالنسبة للمرأة المطلقة‏)..‏ إذن فليس هناك فيلم ولا معالجة ولا يحزنون‏..‏ فما هي الحكاية بالضبط؟‏.‏

كل ما في الأمر أن صناع فيلم حريم كريم قرروا صناعة فيديو كليب طويل علي شريط سينمائي‏..‏ كيف؟‏.‏

في الفيديو كليب نجد مطربا ووراءه عدد لا بأس به من الفتيات‏,‏ هو يغني وهن يرقصن‏!..‏ ويمكن أن نعتبر هذا الشكل هو الحالة المتطورة لمسألة الحريم‏,‏ ففتيات الكليب هن حريم المطرب خلال الأغنية‏!!..‏ وقام الفيلم باستبدالهن بنجمات ـ شئ مؤسف ـ لكل منهن بريقها وشهرتها‏!..‏ وتحقيق فيلم سينمائي بهدف غناء مطرب في شريط مصور ينقل للفضائيات بعد ذلك يحقق نتائج مدهشة منها‏:‏

إن الفيلم حالة فنية وتقنية أفضل وأبقي من الأغنية الفيديو‏..‏ وأن المخرج يستخدم أدواته بخيال ومهارة أعمق بكثير من مخرجي الفيديو كليب‏..‏ والنقطة الثالثة أن الإنتاج أرخص لأن تقديم‏4‏ أغنيات لمطرب مع نجمات السينما تكون مزانيته اقل من تصوير‏4‏ اغنيات فيديو مع فتيات موديل‏!..‏ يالها من فكرة جهنمية لاستنزاف فن السينما لحساب أغنيات الفيديو‏.‏

حريم كريم محاولة تسلل من الفيديو كليب إلي السينما بهدف تجاري بحت‏,‏ وبلعت نجمات السينما الطعم‏,‏ وحاول المخرج علي إدريس أن يضحك علي المنتجين‏,‏ ويجعله فيلما سينمائيا‏,‏ ولم ينجح لأنه إذا جلس أمام التليفزيون سوف يجد أغنية فيديو تتكرر في اليوم عدة مرات في أكثر من محطة‏,‏ وتحمل توقيعه‏..‏ واسم الأغنية شنكلوة‏!.‏

*الاهرام

التعليقات